وخط عتبة ديوان "لكلام المرصع"، الشاعر سعيد الأمين (مواليد مدينة سيدي بنور)، صاحب ديوان "رتاج العمر" والذي شارك في عدة ملتقيات ومهرجانات وطنية ودولية، اختار أن يقرأ نصا شعريا طويلا، خص به جمهور الدار، يتأمل فيه مفارقات الزمن والحياة، من خلال توظيف الماء بحمولته الرمزية الشعبية. كل يشرب من كأس الحياة، والتي اختار الشاعر أن يسم "نصيب كل واحد"، بما يؤشر على تضادات ومفارقات صارخة تئن من وجعها الأنفس، فيما اختار الشاعر قصيدته لعلها تسعف في أن تجعل ماء "الكأس"/ قصيدته، منصفة للجميع.
أما الشاعرة والتشكيلية زينب اوليدي (مجذوبة الغيوان)، والتي صدر لها ديوان "نون النسا" (2017)، فاختارت أن تقرأ نصا زجليا حواريا، حفل بالكثير من التناصات مع مجموعة من المثون التراثية المغربية، وسمت الشاعرة نصها ب"حاجتني في كريني"، في إحالة على أحد مثون ونصوص العيطة. وعبر مجموعة من المقاطع، تصدح الشاعرة بصرخة "ياصاحي"، في استدعاء بليغ لمثن آخر "غيواني" بامتياز. قصيدة الشاعرة اوليدي مشبعة برمزيتها التي تمتح من أصول ومثون التراث الشعبي المغربي، فيما تصبغ بصوتها وأناها "اللحظي" عمق الراهن، من خلال نداء (توحشتك).
اختتم ديوان "لكلام المرصع" الشاعر عبد السلام البعليوي، أو "حكيم الزجل المراكشي"، والذي اختار أن يقرأ من ديوانه "خلي لكلام عزري" ونصوصا أخرى جديدة، جامعها "محاولات التعريف" بالزجل والحرف والشاعر. ينتقل الشاعر البعليوي بين ثنايا التعريفات، عن الزجل والقصيدة الزجلية وقدرتها على تلمس وجدان الإنسان وهمومه. عن الشاعر/الزجال، في تلمسه انجراحات تربة الأرض وما يختمر داخله من أحاسيس. عن الحرف والزمن، وما بينهما من تفاصيل قادرة أن تجعل القصيدة، "الزجلية"، عنوانا ل"أناه".
سهر الفنان محمود العماني، على استدعاء مقامات موسيقية من التراث المغربي، في تناسق بين الكلمة والشجن اللحني، في أمسية "لكلام المرصع" لدار الشعر بمراكش. الفقرة التي تشكل نافذة جديدة، ضمن البرمجة الحالية للموسم الخامس (2021/2022)، والتي ستتواصل مستقبلا، بمزيد من الانفتاح على شجرة الشعر المغربي، لكن وفق مبادرات جديدة خلاقة.