يَا سَائِلَ الْغُربَة مِنَ اللَّيْلِ – شعر: العربي الحميدي

لِمَا يُخَبِّئه مِنْ رَحِيق الْجُنُون.
تَقُولُ لِي عُيُونكِ
ذَاكَ مِنْكَ بَعِيد
يَا أَبْلَه
تَجْرِي خَلْفَ شَجَرَة الرِّيح
لاَ تستطع الشَّدَّ وَلَا الْجَدْبَ
لاَ نِهَايَة لِلْبُعْد...!
لا تطمع في الراحة
لِيَسْتَريحَ الْقَلْبَ الْجَرِيح
()
أَقُولُ لَكِ يَا سُكْر الْعَاشِقِين
حَدْسِي مَا هُوَ بضَرِير
حَدْسُ اللَّيْل وَاضِح الدُّجَى بَصِير
لِكُلّ جُوع تَجَرُّع صَرِيح
()
قَالَتْ
جَوْعُك لَنْ أُطْعِمْه
أَنْتَ لَا أَحَد - لَا شَيْء
يَسْتَحِق التَّضْحِيَّة مِنْ أَجْلِه
يَوْمَ أُقَرِّرُ الرَّحِيل عَنْكَ
سَوْفَ أَمْشِي
عَلَى رُؤُوس الْأَصَابِع دُونَ نَقِير
تَارِكَة لَكَ الضَّيَاع...
لَنْ أَضِيع
فِيهِ تَضِيع،
()
يَأ أَنْتَ...
يَا قَلْب...
أَخَافُ عَلَيْكَ
مِنْهَا / مِنْكَ
أَلاَ تَدْرِي..!؟
إِنَّهَا سَجِينَةَ الْمَاضِي / الْحَاضِر
مَعْقُولَة الخَاصِرَتَيْنِ
مُكَبَّلَة الرِّجْلَيْن
مُغَصَةَ الْعَيْنَيْنِ
بِالثَّلاَثِ الْمَثَانِي وَالْمَاضِي الدَّفِين
قَسْرًا
عَمْدًا
خَوْفًا
شَكًا
حَذَرَا
عِنَادًا
أَوْ شَيْئاً مَجْهُول التَّصَوُّرَ
قَدَراً كان مُقَدَّرَا
فيِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
دائما تَقُولُ
دُونَ عِلْم أو يَقِين
()
سَوْفَ تَظَلّ عَنْهَا
بَعِيد مَدَى الْحَيَاةِ
كَبِّل الْفَمَ
وَقَلِّلِ النَّظَر
لَا تَنْتَظِرِ الْفَرَجَ
()
تَعْلَم أَنَّ...
الْوَقْتُ يَأْكُل الْحَيَاة
هِيَ لَا تَعْلَم
إِلى أيْنَ يَتَّجِه فِي المَسِير
()
خَفِيّ فِيهَا الجُرْح
جُرْح الْأُنْثَى مَرَايَا..!
علِيهَا الصُّوَر تَتَمَوَّج
شَهْوَة
كِبْرِيَاء
خُيَلَاء
كُفْرًا - إِيماَناً
لَنْ تَعْلَمْ - اعْلَمْ
تُرِيدُ فَقَطْ شَجِيَّتك
تُدْرِكُ أَنَّكَ.. لَهَا... أَنْتَ...
شَجِين الْقَلْب والنَّظَر ..!
()
غَضِّ الطَّرْفَ
لَا تُكَرِّرِ السُّؤَالَ
لاَ تَكُنْ مَعَهَا العَبْد المِلْحَاحَ
اجْمَعْ شَتَاتَ مَا تَبَقَّى
مِنْ حُلْم وَضُعْفَ جَسَد
وَضَعِ الْقَلْبَ
عَلَى
وِسَادَة النَّوْم الْخَجُولِ
وَفِراَشِ الصَّبْرِ الْمْكْنُونِ
حياتك تَسْتَرِيحْ

العربي الحميدي