لا شيء هنا سوى
أن تنظري إلي
وأنظر إليكِ
أنتِ تعدين خيباتي
وأنا مرآة خيبتك،
لا شيء، كل غيمة هنا
في حلّ مني،
لا صورتي في قطرة ندى
كما أخبرتني الظلال،
ولا الأغاني جارة لنا
حين باغتنا المساء

أمّي التي لم تقرأ
ولم تَكتُبْ أبدًا
أفصحُ منّي
تُسَمّي يومَ الأربعاء
- إرْبِحَاء -
مرّةً قلتُ لها
قُولي ـ أَرْبَعاء ـ
قالت
إربِحَاء...إربِحَاء
إنّه يومُ الرّبح
رَحماكِ يا أمّي

"1"
في القدس
تجتمعُ الذِّكرَيات
باقات برق يُصقِلُها النَّدَى
تولد من وجع تَوْقٍ وحنينٍ
يَرُذُّها المدى
يُزَجِّجُها الغيابُ المستحيلُ عن الغياب المستحيل
يُشذِّبُها عشقُ التوت للحرير
يُهَدْهِدُها دوريٌّ مختطف من الأساطير
فيَنِقُّ يتمرَّدُ على رماد الجمر
يتسلَّقُ الموت من خُرم حياةٍ

تجوعُ القطّةُ... تأكلُ صغارَها...
تجوعُ الثّورةُ...تأكلُ أبناءَها
وحين يجوعُ التّاريخُ...
يلتهمُ صفحاتٍ عصيّةٍ على الهضم
في تغذيةٍ راجعةٍ
تساعدُه على لفظِ ما أثقلَ معدتَه
من رؤوسٍ لم تستو في طبخة...
ولا كانتْ مهذّبةً في جلوسِها
إلى مائدةِ المقايضة
المقامةِ في قرنةِ الوطن ....
هاجسُها اقتيادُ القطيعِ إلى ساحةِ الذّبحِ....

في عيون إيزيس
سحر
يجذبني إليها
الخصوبة والحصاد
تعيدني للحياة

أنا Osiris
بعد خيانة الموت البطيء
نظراتها تحول ليلي إلى نهار
داخل ذلك السحر الصامت
تبدأ الحياة

1-وِهَادٌ سَحِيقَة
عَصَفَات أَرْيَاحٍ
مُنذُ بَيَاضِ النَّهَار،
تَعْبَثُ بغيْمِ غُرَّةِ الخَرٍيفِ.
كُنْتُ قَدْ تَسَنَّمْتُ ذُرًى تُشْرِفُ عَلَى صَفْحَةِ
الخِضَمِّ المَدِيدِ
عَسَانِي مِنْ عَلْيَائِهَا أُرْسِلُ
إِلَى حَاضِرَتِي المُلَوَّنَةِ
نَظَرَاتٍ بِالشَّوْقِ مُتْرَعَةً
وَالحَنِين،
وَمِنْ مَسَارِحِ المُزْنِ أَقْتَطِعُ

القضية.....امرأة عاقر...تستدرج صغار الحلم نحو الزوايا
تعلمهم : كيف نخون التراب...نراوغ الماء....و بأوراق التاريخ ...نصنع قوارب الموت... تهرب الاجيال نحو حتف لا يترك أثرا ينعش جريدة أو كتاب .

القضية ...عجوز تضرب الودع... من تحت الموائد تطلع بيانات ...لنخبها ترفع الكؤوس ...محوا
لقرارات . ...استدرجها الوعي ذات يقظة
نحو شمس الظهيرة...
تقلب العجوز الرمل ...فتصير الحيتان حوريات

يا سيد الهزائم
لك الحكاية
هدهدها بين شدقيك
حتى انفراج العبارة
لا تكترث للوجع المقيم
في قفص النهاية
قد يعود الرحل
ببداية لم تتنفسها الظهيرة
عطار الوهم كان كاذبا
حين لخص المسافات
في عشبتين ...وديك ذبيح

من أنا؟
ولدتُ امرأةً مصادفةً
خلعت ثوبيَ الشرقيَّ
أصبحت عاريةً
طاردني وهمُ الحريةِ
احتضنتني رياح غربيةً
تحوّلتُ لسلعةٍ عالمية
يتربّص بي الصيّادون في كل مكان
وفي حركتي إثارة استفزازية
جسدي عنوانٌ للغموض
ومسرحٌ لكلّ أشكال السلطوية

لماذا غبار الكآبة
فوق الرأس،
أسفل القدمين؟
لماذا الدم
شاحب داخل القلب؟

فقدت كل شيء
إلا أنت
لن أفقدك
حب قلب فياض..

حريق دم

في يَوم مبني للمجهول
قالت بنات الدهر: لعبة الزمن تَبْدأُ عِندَ المَحاق[1]
وعند التربيع الأول يرتجل العبث قصيدة غَزل خَليعة
ويرتد طرفه إلى الأحدب المتزايد ناثرا ضجيج القطيعة
وعند التربيع الثاني يقرض العمر لامية عَجَل[2] قصيرة
ويرفع عقيرته صوب الأحدب المتناقص مكسرا صَمت الوَتِيرة
في يوم مبني للمجهول
أقطع براري الحلم بمشاعر مَهزوزة
في يدي مسكوكات حسنية
أبحث عن سيدة تَبيعُ الوَرْد
وخلفي تلهث سنوات عمري البئيسة

أقف الآن هنا
بين زاويتينِ باردتين
جليد، ثلج، هواء يعوي
يجوح، يهز ويهتز
بين رمانتين وحنظلتين
بين زهرِ لوز
زهر شوك وصبار
أقف
لأرقبَ المدى
يتسع ويضيق
يصفو ويتعكر

لو كانت لي نهاية أخرى
لأبحرت إليها
رجل في الرمل
وأخرى في الطمي
تاركا
النصف اليباس يتشقق
والآخر رطب رخو
وأنا اتكئ على الصخر.

لو كانت لي نهاية أخرى
لأحرقت نصفي اليابس

هل أنت شاعر؟
لا يا سيدتي،
ولكني أحمل الحرب
***
إذا أنت جندي!؟
لا يا سيدتي،
أنا فقط أحب القمر
***
إذا أنت عاشق!؟
لا يا سيدتي،
فحبيبتي حرة

تساقطت قطراتُ المطرِ بهدوءٍ
تحملُ الذكرى على قلبي شجوًا
كلُ قطرةٍ تنبضُ بحنينٍ دفينٍ
إلى أيامٍ عانقت فيها الهوى
وكلما لامست الأرضَ قطراتُهُ
انهمرت ذكرياتٌ تُثقلُ الخطى
في كلّ ركنٍ فيّ حكايةُ عشقٍ
قد بسطت على روحي سناها
فيا مطرًا يهزّ الفؤادَ بنبضٍ
تسقطُ الذكرى معك في سماها
تعودُ لي الأحلامُ رغم ذبولها

1ــ حدثني يا ابني
كيف نعى الموت جنازتي
مِن أي دم قُدّ تابوتي
وفي أي حفرة من الأجساد
شيّعني ؟؟؟
حدثني
كيف باركت الآلهة موتي
وعلى رأسي أقامت الأعياد
وفي المنسي بعثت الدبيب
و الزائل أودعت فيه الأرواح ؟؟؟
2ــ حدثني يا ابني

بين القصائد تعبر
حاملا حلمي القتيل
تضرب رقاب القوافي ...
فتسقط الوعود قتلى
وتنتشي أنت ....بسلافة الندم
خلفك الرماد
يؤرخ أزمنة العشق
الدمع على شاشة الريح
ينقش تاريخ الخيانة
ميلاد ثدي ...
تحته خبأت الكلمات

لنا الوقت بمهل مساء
خرافة نحكيها لأطفالنا
ولا نتعب من رائحة البحر
نُعلم الفرح كيف يغني
ونشارك الضيف
الرغيف والشمس
فنحن جهة الجنوب
لا نشكو الجدار
لكننا نخفي قلوبنا
كلما هب ليله
فالقمح فينا