أعيش مغامرات الورق
أعددها بتمهل
على عتبات الأرق
تواجهني مصاعب جمة
تفضحني..
تعيق استتاري وراء الأنين
أما العيون الساهرة معي..
فلا تبالي..
ولا تهادن الحبر..
ها أنذا أعجز عن صقل كلماتي
أقرأها بتمهل،

وطَني
كما الحُبلىٰ تُقلّبُ حَملَها
تُصغي الى آهاتهِ
تَستشعِرُ النيّاتِ في نبَضَاتهِ
فإذا تراءىٰ فيهِ عرقُ مُروءةٍ
ظنّتْهُ لَعنةَ من يُلوّثُ نسْلَها
تلقيهِ مَنسيّاَ
يُكابدُ جورَها لنَجاتهِ
ترميهِ لا أرضٌ لهُ
لا إسمَ تعرفهُ بهِ
وكأنَّ في خَلَجاتهِ

بينَ صبايَ وبيني
رحلةُ قاربْ
أرهَقَ رُبّانَهُ المُحيطْ
يُغالبُ الرِيحَ
ويَرسو على الصخرِ
حالماً في ثنايا الشواطئ
وفي انقيادِ السائرِ نحوَ الظنونْ
مُبحِراً في ضبابِ المسارْ
وانتهاكِ السنينْ
حَشَوتُ آلةَ التصويرْ
بألوانِ المَرافئ

إِلَى أَيْنَ أَجْرِي..؟
مُجْهَدٌ
بَيْنَ
حُلْمِ الْحَقِيقَة
وَجِرَاحِ الْكَلِمَات
الدُّوَار يَزْحَفُ بِي
بَيْنَ
الْمَرضِ وَ التَّعَافِي.
بَيْنَ مَجَرَّتَيْنِ.
قَبْرِي يُبْنَى بِفُسَيْفِسَاء الدُّمُوعِ
يَا بَتْرَاء الْقَصَائِد

قبل أن يرحل أبي من داخلي
أسماني الحياة
أسمتني أمي الشذى
قبلت يدها
وقبلت رأسه..

سقط لساني في البحر

تتحدث الأسماك عني
أكتب كالأصم وجعي!

أهدهد تعويذتي

ملكة أنا في هذا الصباح
أشرب القهوة في فنجان من الخزف الأخضر
وانقر باصابع الدهشة على انغام
سنة عن سنة لفيروز
الشمس تحييني عبر اغصان رمانة
شهدت مولدي ولم تخن طفولتي
لا صارت ليمونة ولا لوزة.
القطط الفقيرة النبيلة
تطوف حولي بحثا
عن فراشات ضللها الربيع
ورائحة المردقوش

"الحبّ يُعمي ويصم ولا يقبل الاشتراك"
- ابن عربي

قَالَت:
لَا شَيْء يَسْتَحِقُ الْحُزْن
عِشْ اللَّحْظَة قَدْ لَا تَعِيشْ،
و
اللَّحْظَة قَدْ لَا تُعَاد أَوْ تَعُد.

قلت:
السُّكْرُ من شراب الحبّ

سأضغطُ عمري في خاطري
أَسُدُّ عليه في زجاجة خمر وأرمي به
على حافة سطر مُتَدَفِّقٍ
ليمرَّ سريعا هذا الزمنُ البشريُّ.
ما حاجتي به؟....
من النَّهر إلى البحر
لعلَّ زُجاجتي..
تصل إلى كل الضفاف إلا البَر
ما حاجتي به..
هي العِبَرُ تَتَبَختر بلهاء
دائما متأخرة..

الدَّهشَة.
هيّ التّي تَرْسمُ بدمِها تموُّجَاتي العَابرَة
تَحفُ بذاخِلها الوجُوه البئِيسةِ كَوجهِي
وتُسقطُ مِن سَقفِ الهَاوِية
أعشَاشًا لأشبَاحِي المَخمورةٍ
نعَم تُشْبهُني….
…. تُعادِينِي
نعَم تُجْهرُ باسْمي لتمَطّط الجِبال
وتَسْحلُ منْ ورائِي الاناشِيد
ومن تَخلّف جَهرًا عن تقْبيلِ الصَّخرةِلبَيضَاء
يُشْهرُ

عَاليا ..
فِي سَماواتٍ بَعِيدَة،
سَماءٌ ..
لهَا مَلمسٌ وَرائِحةٌ وَمَذاق.
سَماءٌ ..
بِزُرْقةِ أَبْعَادٍ مُتماسِكة.

دَعَواتُنا التِّي رُفِعتْ
إلى هُناك ..
دَعواتُنا التِّي ..
تَسْبحُ خِفافاً ..

الحوائط التي تمر بها الناس
دون اكتراث
تفشي برود صمتها
بين وجه وآخر

ثمَّة حوائط مسكونة بالذكريات
بالعابرين كقدر متعجِّل
بين الغيوم …
الرمال الرابضة
في الصدور المرتحلة
والضحكات المجزَّأة إلى فكرةٍ وسؤال.

الدَّهشَة....
هيّ التّي تَرسمُ بدمِها تموُّجَاتي العَابرَة
تَحفُ بذاخِلها الوجُوه البئيسة كَوجهِي
وتُسقطُ مِن سَقفِ الهَاوِية
أعشَاشًا لأشبَاح مخمورةٍ
نعَم تُشبهُني
هيّ المُضمرَة أزلاَ في تابُوتٍ مِن حَجرٍ
هيّ التّي تخذِلُ عُنفُوانَ المَوتَى بدَمعِ التَّوبةِ
وتُمهدُ لِلاَّجدَوى أدعيَّةَ الاستِغفارِ
هِيّ المُطلَّة عَلى قِدرِ زمنِ التَّلاشِي
فَيصِيرُ جُباَ مِن لبنٍ

أتَسَلقُ اللُّغَةَ،
أُعانقُ مَداراتِها المُريبة،
أعزفُ على جَناحِ التَّخييلِ
عُنْفوانَ الشَّهوَة،
وهِيَ تَسيلُ كالحَياة ..
يَنمُو وَجَعي،
على خاصِرَة الوَقْتِ
وَئيدا ..
وَئيدا ..
** ** **
السَّماءُ ..

إِلِى مَا تُرِيدي قَصِيدَتي
تُعِيدني..!؟
()
خُذِي مَا تَشَائِين مِنّي
إلَّا مَعْنَى الْقَصِيد
مِنَ الْحُرُوف..
مِنَ الْكَلِمات..
()
أوْلَى الْكَلِمات كَانَ اسْمك
أَولَى الْحُرُوف
أَحْرُف كُتِبَت بِدُمُوعِ الْقَلَم

شروق الشمس وغروبها
يتكرّر
هدوء البحر ، وهيجانه ... يتكرّر
الصلاة ، والكفر
الحرب ، والسلم
دموع العشّاق ، يتامى الوجود ، الأطفال الجياع
أحزان القلوب ... تتكرّر
وكذاك اشتهاءاتي
لتقبيل امرأة ٍ لا أعرفها ... يتكرّر
حتى بعد الموت إنّي ... أتكرّر
هذا الزلزال الذي خلّف آلاف القتلى ... أعرفه

لَمْ ألتفتْ خَلْفي،
وَهِيَ تَنْفُثُ وَراءَها تَعَبَ السَّاعات.
شَمْسٌ تُلامِسُ حِزامَ المَغيب
سَماءٌ تَلْحَسُ زُرْقَتَها،
وَوَحْدَها المُوسيقى تُرَتِّلُ
بِألَمٍ مَصْقول
شُحُوبَ الأرْض.

الألَمُ ..
خَفِيفَ الْوَزْنِ كَان
وَأنَا أَمْكُث في حُنُوه الظَلِيل،

مالذي تريده أرواحهم الهائمة من روحي
تعيد سطوة الحزن خيبةً تلو الخيبة
أوقظ الدفئ في قلبي الفاتر
يرتجف اليقين في تفاصيل الصلاة
إلى أن يهدأ في صدى الكلمات فزع اللحظات.

نعم، أحن لعمر مضى كنا فيه، نحن،
لكن لم يعد -الحنين-مجدياً …
إذ لم يعد الجوع للحياة كما كان سابقا،
حين كانت البساطة فكرتنا اللامعة المجيدة
فماذا يريدون من ذاكرتي؟!

ملكة أنا في هذا الصباح
أشرب القهوة في فنجان من الخزف الأخضر
وانقر باصابع الدهشة على انغام
سنة عن سنة لفيروز
الشمس تحييني عبر اغصان رمانة
شهدت مولدي ولم تخن طفولتي
لا صارت ليمونة ولا لوزة
القطط الفقيرة النبيلة
تطوف حولي بحثا
عن فراشات ضللها الربيع
ورائحة المردقوش

(1)
ألهَث بِعينيَّ الذابِلتين كلما داهمهُما جُوع البُكاء،
وراءَ ما مَدى طراوَة الأفقِ أمامي.
هذهِ عادتي السَّيئة المُفرطة،
لإنهاكِ ركضِ أرجُلِ ساعةِ جيْبٍ قديمة أخبئُها
وساخراً بِقلبي الظامئ أقول:
ثمَّة بقايا ضوْءٍ أراه ... أراه
ولا يراني ...
يبْدو لي قطرةَ مَاء
تتدَلى ...
عَلى مَهَل