غربة الغرباء الموجوعة أوطانهم
مضاعف وزرها
قاتلة ريحها
راجم رملها
غرباء اضاعوا الوطن
حملوا خزائن الذاكرة المثقلة
برائحة التراب والشجر
والقدور العاشقة في المطابخ
المتضوعة ابدا بعبير الأمهات وهرج الأخوة
الغرباء يتوهمون انهم في أوطانهم
وهم يرون الشوارع التي احتضنت دموعهم

قف يا صبح باردا على اعتابي
لم يعد لك مكان وسط هذياني
لن تزاحم صوت مذياعي
لن تجلس فوق فوهة بركاني
لن تشعل ولن تطفئ شمعة
في محرابي

كم أعطيتك من الفرص يا صبح
كم فتحت لك من الأبواب
كم قرات لك من الكتب
كم كتبت لك من الخواطر

إن رآني ركض اتجاهي
كطفل مشلول
يدور حولي كأخرس
يجاهد بإخراج الكلمات
ثم يقول

لا تحزني يا "هيلينا"
انت سيدة قوية
لن يكسر اليأس بأسك
فقط صلي من قلبك
صلي من اجلك ومن أجلي

يا "هيلينا"

خارجين إلى القبر كنا،
نجر وراءنا أذيال الدهر المتعب...
نمشي ...،نتوقف.
ثم نمشي...،و نمشي...
بائع السجائر الحزين،
جالس فوق كرسي من رماد،
ينتظر كعادته زيارة المساء.
يبيع سجائره في موكب مهيب،
يأخذ الدراهم ، و يعدها في نشوة جنسية،
يبتسم داخل جسم رمادي...،
ملفوف بسواد التاريخ العتيق،

نظرة صمت
نار تغير شكلها
تشتاق اليك في كل ليلة
جفنان جافتان تحترقان.
عند رؤية صورتك
رغبة
رائحتك..!
أتذوقها في الهواء
مثل تنين طويل اللسان.
البعد متقد
يحرق الصمت من رعشة الاحلام

أذْكُرُ يَوْماً
فِي حَارَتِي ٱلْبَئِيسَة،
قَبْلَ أَنْ يَهُلَّ
ٱلنَّهَارْ.
أَذْكُرُأَنِّي
رَأَيْتُ قِدِّيسَة،
كَانَتْ تُسَرِّعُ ٱلْخَطْوَ
بَيْنَ دُرُوبِ
ٱلدِّيَّارْ،
وَتُسَابِقُ صَدَى أَجْرَاسِ
ٱلْكَنِيسَة.

لا شيء....
مستغرب
في أرض المهباج
فكل شيء .. كل شيء
عاقرٌ ومباح
كما في السيرك
فقد فصّلوا الظلام
على مقاسنا
واقتسموا الشمس
تحت موائد خيانتهم
بين

النَّشوةُ
هي تعَوّدٌ بالصُلح,
وأنت تقضي ليلك على أرصفةٍ فاحمة, يُعزفُ على ظَهرِها لحْن الرَّتابة
وتصْبحُ رجلَ أحْبالٍ يعدُو قليلاً
وبميالٍ ثقيلٍ
يَنامُ فوقَ خُطوطٍ تخبئُ حقُولُ الألغامِ
يَسْتمِيلُ الرِّيحَ قادِمة مِن جُبِّ المَوتِ
لِفرْكِ أصَابعِه عَلى الشّجرةِ المتبرِّجةِ
لِيشْعل نَارًا
أن يضُمَّ إلى جَيبهِ المثقُوبِ غيْمة مُثقلَة بِزَبد البحْرِ
ليُطعِم هيَاكلَ تحْتضرُ

كما المارد الأسطوري يأتي
يمتص عذرية البياض
عفوا سيدي الانتظار
من هنا مر التتار
جسدي كان بقايا أغنية
أيها الوجه المرمري الصاعد من موتي.
أيها المنبعث من رمادك
ومن حلمي
كيف أمشي ويداي خلفي؟
كيف أدجج مرايا حمقي؟
******

على جَبهتِي خُدُوش
طفُولتِي
لا تشْبهنِي طبعًا
ولا تُشْبهُ مَن يُشبِهنِي....
بيَاتٌ جنبَ الصّحُون,
وعَرَباتُ بائِعِ الثمُورِ, وقذَرات بامتِيازٍ ...
*********
كُنْتُ أغتسِلُ بدَمعِي
وأغْزلُ مواويلَ الحِكْمةِ بقَلبٍ حَزينٍ..
أعُدُّ اللُّقيمَاتِ حِين الوِفاضُ يغْرقُ فِي اللاشَئ
فأسْتكِينُ لِمَغصِي,

لن تموت الذاكرة
وإن كان
الحي غير معروف،
الذاكرة لا تزال حية
تدعوني
من زقاق إلى زقاق،
من مكان لآخر.
بعدد الأرصفة والخطوات.
طليقتي تلك الأحلام،
كم
تسلقت على تلك الأسوار

هذِه الأرْوقَةُ فِي شَارعِ الصَّمتِ
حَزيِنَة
الأقبِيةُ الخَضَراءُ وأسْوارُ المدينةِ حَزِينَة
جِدارِيتُنا علَى الرّصِيفِ
تنْزفُ دُخانَ المَوتَى
تُراوِغُ صَدأ الأصابعِ المُهملةِ..
ونَظرَات
شَامتٍ
مُقنَّعٍ
المارَّة تحْملُ تجَاعِيدَها فِي جُيوبٍ
أنْشَدتْ لَحنَ الفَراغِ

تخطئ كي تصيب
تخطئ كي تخطئ
الدروب مقطوعة
الصوت الجديد كارثة
الحياة كتاب شبه مغلق
الهواء والشوارع المشمسة مرعبة
عتبة البيت هي آخر حدودك
خطوتك الساكنة تناديك
صوت أمك واليد اللطيفة التي ترتب وحدتك
أنت يا صغيري هناك!
فوق العوالم اللامتناهية في الصمت

يدٌ ترتعش
قهوة كولومبية
هدوء
تحت ركام صداع
ونوايا عالية الغضب
دخان برقصة أفعى

أبدأ التفكير بك
يباغتني نبضٌ
مثل خيول حبيسة
تشقُّ صدري

مراكش ايتها المدينة المفجعة
جمالك الصارخ الغاوي
وحسنك الطاغي جلاد
كم اردنا هجرك
فاستعبدنا جمالك المر
وتنكرك للبسطاء
مر
مراكش ايتها المدينة اللعوب
زوجة الاب انت
تكرمين الغريب
اقصد تجعلين من الابن الغريب.

بعدما ردد القاضي كل التهم،
بحقد، و نهم...
!و بدون عنوان
صاح الشيطان:
يا سيدي : أنا بريء من كل الذنوب،
و أرفض كل ما لُفّق لي من تهم،
و عيوب...
كما أنفي في كل زمان
...و مكان،
ما نُسب لي من أقوال...،
!و أفعال...

1-
من اعتاده الضوء
لن تكسره العتمة

2-
لن توقف اتقاد شمعته
كلمة ليلِ
3-
من اعتاده الضوء
لن يقتله العواء المبكر
للوحشة
بل يجده الضوء