١-
من أجل أن تصبح شاعراً
علیك أولاً أن تكون..
جحیم نفسك!
٢-
ھناك من یكتب
لأنه مأخوذ بقصیدة فشل -من أجلھا-
في الحیاة.
٣-
ھناك قصائد مدھشة مثل القرابین.
٤-

أريد مدينة برائحة القهوة
مبللة شوارعها بالمطر
نوافذها من الخشب القديم
أرصفتها من الحجر الأحمر والرمادي

وإن صادفك حرفي في أركانها المظلمة
هات كأسك اسكب
واشرب قهوتك على مهل
نحن البؤساء لدينا الوقت الفارغ الكافي ...
لاجترار الأسى ...وهضمه وابتلاعه
قهوتك بسكر أو من دونه لا يهم

تعلمين يا إلينا أنني أعشقك حتى الثمالة
وانك يا عكسي ...شمسي
وانك يا نصفي... حياة
أنا يا إلينا مدمن عليك
حتى وإن أردت ألا أفكر
فإنني ودون قصد ودون علم ودون حول أفكر بك
أتمنى يا قمري الشاحب
الخلاص منك أو معك
واصلي كثيرا وطويلا
أدعو لك وعليك
الانتظار

١-
أوصد قلبك جيداً
هناك ريحٌ قادمة!
٢-
تعرف ماذا أعني!
فلا توقظ العتمة الرابضة فيك
بالانكار.
هناك ريحٌ قادمة!
٣-
صوت امرأة ربما ستكون إشارة
مثل نص مريح لجسد الليل.

يقول الرَّاوي:
في الأفق البعيد ضَالتي
هناك الإشارة
والبشارة من هناك حتما ستأتي
في الأفق البعيد
نُقْطَة نُورٍ يَنْتَهِي إليْهَا كُلُّ شَيء
كأنَّها سَفِينَة أنْـهَكَهَا الإبْـحَار
كأنَّـها أنَا تَبْحَثُ عن أنَاهَا
في الأفُقِ البَعِيدِ صَمْتٌ واحْتِمَالْ
يَقِينُ وعشقٌ وأحْوالْ
هو الامتداد امتدادي

الماضي و المستقبل ، خصمان
عنيدان
يتبادلان الإيماء والتحية،
كلاهما يتدرّبان على إطلاق الزناد
- في أنحاء صدري –
صوْب أهداف لم تعد حيّة،
(وأنا أحلم بسلّم من كينونات طارئة !)
أهرع إلى أقرب مقبرة
كي أُفْرغ جوفي
من جثث
القتلى؛

1-
أتيته سعيا ..
وإذ بي أجده سرابا ،
عدت أدراجي ..
مضرجة بالخيبات ،
يا هذا المعشوق
ما نهاية حجّي؟؟

2-
لثمني ..فشهقت بالماء
كنت أعي أن الماء يُغرق

وحدي من ينام الليل في هذه القرية
النوم متسع للنجوم،
لصوت ضحكاتك
وطن يستل من سيرة القلق أفراح النهايات،
وأنا كم سهرت من أجل تلك النهاية.

كانت كل فكرة تتفكك ثم ترسلني لفكرةٍ أخرى،
تعاقبت الأضواء والنباح وعمَّ الليل.

حين يخاف الناس يذهب النوم عنهم
النوم مرساة الأمان لكل نبض..

كان الطفل وحيدا
وكان حوله الكثير
أصدقاء والديه
ضحكات أصدقائه
بالونات العيد الملونة
الأغاني المصاحبة للحلويات
لكنه ظل وحيداً
كان يرى خلف ألعابه المفضلة
أنياب ذئب ومخالب قط متوحش
جسده الصغير لم يعبر قط
الوحش البائس يرقد في السجن

مواسم الحصاد
أغنيات العجائز الطيبات
أفراح الأزمنة البسيطة
نبضات الشوق
كل ماكان مضيئا ينطفىء
فجأة!!

ضوضاء الخيام حولك
صخب الحكايات في أزقة الحارة..
كل ما كان يراقص لذَّتك
ينقلب لعقاب..!

(1)
اليوم
يوم أزرق
لا يشبه ألوان السماء
قاتم مربد مصوح
تتناوشه
نسور، وذئاب وصقور
فيه قصة،
وفيه غصة
يتكور، لتكتمل الحسرة
قيل لي

أورقت أيام الردى
وردا قرمزيا
يعتلي صهوة السحاب
دالت أيام أمم ولت
خلف تل الغياب
عشتروت التي ما
فتئت ، تتلو الخطاب
في زقاق الذاكرة
تلم العابرين نحو السراب
محطة السفر ضجر
حافلات الموت مسيعة

في بلدي،
أتنفس بحرية حد الغرَقْ !
***
في بلدي،
يُهان الحبر ويُنسى الورَقْ !
***
في بلدي،
يكرم مسؤول لأنه سرَقْ !
***
في بلدي،
نوم عميق حتى الأرق !

يأتي المساء
يشعل فتيل الذكرى
وفي لوحة مأساوية تلحف الغيوم وجه الارض
وفانوسي لا يضيء
كيف اسير في طريقي
وأنا اعشى
جاء المساء
اشعل شموعه في المدينة
نسمي في مدينتنا المقبرة بالمدينة
اشعل فتيل الذكرى
يا إلهي ما هذه الاستعارة

صفراء فاقع لونها
بدت شاحبة ً
تبكي سقت
الأطلسي
دموعها قاطبةً
بدت عروس المتوسط
لوهلة
ثم صارت ميتة
بعدما هفت
مدينة أصداء
صاخبةً

ككلّ الحالمين
جمعتُ حصيلة يومي
رفدته بمنسوب
من المشاعر المبهمات
و اقتفيت خطوَ من مرّوا على قلبي
وعلى طابور الانتظار
كان الصبح يبشر بشمس
من شعاع عينيك
وكنتَ تزيح القليلَ
من عتمة غطت ستائرك المسدلات
على وجه النهار

ألم القلب لا يخففه إلا العناق
أنا يا بحر
أعانق الحجر والشجر
الماء والسماء
ولا يختفي الألم
أعانق ملامح الغائبين في كل الوجوه والملامح
اقبل شفاه البعيدين المبعدين ...طوعا أو قسرا
أعانق ...اقبل كل جزء من
جسدك الشامخ كنخلة طويلة
أوزع قبلاتي وشفتي وعيوني ويدي
على عتبات المقابر المنسية

ربما أحببت
أحببتك أنت بالذات
ولا يهمني ما يراه الناس
أبدا لست قلقة
وأنام الليل جيداً!

ولأنني أحببت
أصبح للقبح جمال
وللجمال لغة خاصة
توقفتُ عن الهلوسات
وعن تناول حبوب الصداع