خلف الما ورى
انا الأعمى
الذي أرى
ما لا يرى
إن الرموش تهوى
على
رفوف الأهداب الثكلى
لا الدمع عرى
وما تساقط
أوراقا عذارى
أحمل الكلم كالسرة

بلا قمر من يدي
ولا شمعة من عيوني
ولا همسة حلوة مرة
ولا رجفة من حنيني
مضيت وانت الذي قد مضيت
اختيارا
لأن الشروق الذي في دمي لم يرقك
وكل البروق التي ومضت هاهنا لم تشقك
وكل السواقي التي هطلت من عيوني
بدت مثل قش الخريف
بلا أي معنى

حُور الحلم
نجوم تؤانس ظل القمر
أنا / هي
نداري شطط الليل  
واندحار شمس النهار
نتبادل الأدوار
 (...)
تَحْتَ الرُّضَاب،
تحتضر عناقيد الكبرياء اكوار
من
شح صمت رياح الغبار

في الحلم كان إبهاما قدميك أضخم من أكواز الذرة،
و خطوك المطعون خلسة كان يحجل كالظلال،
ربما ضيعت حذاءك في شرك كابوس نصبته لك المشاجب !
وفي الحلم كان إفريز قبعتك نفسه ، قد أُدير عكس اتجاه الشمس ،
مما جعل كرة الأطفال الملتهبة تسقط مباشرة في عينيك.
أمامك الموانىء تنطفىء في الأفق كطيور من رماد،
وخلف السياج ضباب ثمل يعيد صياغة الأشياء،
فيما نهر الحياة يجري بين يديك مثقل بالغرين والجراد،
وفي المدافن نقيق الضفادع يدفع الموتى نحو الجنون ،
فتقف أسرة الغائبين وقفةَ رِجْلٍ واحدة.
تستميلك الأشباح إلى فراغات ترن في حقويها أجراس النجوم ،

نزوي عَنِّي
أراقبُني..
مثلُ جُندي هَرِمٍ
مُتيبسٍ على الحدودْ.
يَتأبط بُندقية العُمرِ
يَتهَيأ لهُ،
 في غفوَةِ حُلمٍ ثقيلْ
أنَّ زَحْفا قادِما،
 يُداهِمُهُ بِأمسٍ
يَنبَعِثُ مِن غورِ النِّسيانْ،
كلمَّا قرَعتْ يديهِ

ويكرهنا الحب، فيهرب من تشابك أصابعنا
نعيد اختلاق الأبجدية بقلبين حافيين
عاريين سوى من جوع الملامح…
لألوان اشتراها الطقس العاطفي..


ليكن إذن!!
نغالب أوجاعنا الداكنة في العتمة
البيضاء.. في صدر الفجر
الزرقاء… في تلوِّي البحر
بين أساليب العطش..

عَلىَ الرَّصِيفِ نَحْثُو عَلىَ أَيَّامِنَا هَوَامِشَ مَنْ حَيَاة
وَنَتَّهِمُ الْآخَرِينَ بِانْتِحَالِ سُطُورِ غَفْوَتِنَا
نَنْتَظِرُ مِنَ الْمَاضِي أنْ يَمْلَأَ كُلَّ الْفَرَاغَاتِ
وَأَنَا عَلىَ الرَّصِيفِ كَالْغَرِيبِ، أَتَرَقَّبُ كُلَّ صَيْحَةٍ مُزْجَاة
مُتَوَجِّسٌ .. لاَ لُغَةَ لِي تُؤْنِسُنِي فِي وَحْشَتِي
حَائِرٌ .. لاَ مُتَّسَعٌ لِي وَسَطَ الْهَوَامِشِ
خائف .. لاَ أَعْيُنٌ بَيْنَ النَّاظِرِينَ تُشْبِهُ رَعْشَتِي
أَعْمَى .. لاَ مَرَايَا تَعْكِسُ من حولي إِشْعَاعَ الصُّوَرِ الْمُشْتَهَاةِ
فِي وَجَعِ الْوَصَايَا الْقَدِيمَةِ نَعُدُّ مَا تَبَقَّى مِنَ السُّطُورِ
تَحْتَ ظِلِّ نَخْلَةٍ وُلِدَتْ قَبْلَنَا خَائِفَةٌ

شدي يديك
على شفاه الأرض
افتحي ذاكرة الارض للريح
خبئيها بين أقراص زعتر بري
يسيل زيتا وشهدا
ينثر الشغف خيوطا من شمس
لا تغيب
التقطي الندى
على جناح فراشة
تهاجر نحو نهايتها
هنيهتين

أقبِلْ ياصاحبي وادنُ مني
 في شِغافي قول ليس جرْسا
 ليس من الفتاوي فتوى
ولا من المـــــــــواعظ درسا
اقترب مني أتْلُه جـــــهرا
إن لم تشـــــأ رتلتـــه همسا
ادنُ ثم اقترب إن تبتــغِ
لا تــــخش فلن تــدفع فلسا
قلْ لمَ الأوطان تفــجرت
اضــــطرابا وأثمرت بــؤسا ؟؟
و حضيضا صارت أعاليها

و أتزحلق فوق أشجارك بخفة لص احترف تسلق الأسوار..
أو سارق للأسرار يحتمي بأجنحة النهار..
أتزحلق بإصرار
لأوقظ الشهوة المشتهاة
الشهوة المستباحة..
المستعرة
و أقول للعسس المحيط بكنه المعنى :
_خذوا حذركم
او
_خذوا نومكم..
أضع أصابيع الديناميت بينهم

جمعتُ في حقيبةِ الليل مُزْقِي
وبعضا من شغَفِي
شَغَبِي.
تركتُ فوق المرآة المَرْمَرِيَّةِ
رَذَاذًا
عَلِّي أعيدُ صيَاغَةَ اسْتِعَارَاتِي العابِرة
قلتُ : ـ سأنْسَى كَيْفَ كَانَ وكُنَّا...
يا للسذاجة تتوضأُ من نهر الغياب!
سافرتُ في المتاهاتِ
شربتُ قهوة انشطارِي
وغردتُ على تويتر

زَنَابِقُ زَرْقَاءُ اخْتَرَقَتْ نَوْمَهُ
تَحْمِلُ عَنْهُ ظِلاَلَ سِرْبٍ مِنْ ظَلاَمٍ
وَلَدِي يَحْلُمُ، قَالَتْ أُمُّهُ
تُلَوِّنُ الذَّاكِرَةَ الصَّغِيرَةَ بِأَطْيَافٍ مِنْ حُلْوِ الْكَلاَمِ
شُهُبٌ مُبَعْثَرَةٌ وَأَجْرَامٌ، تَحْكِي أُمُّهُ
كَمَا تَتَزَيَّنُ السَّمَاءُ فِي عُرْسِهَا لِلْمَسَاءِ
وَكَمَا أَجْهَشَتْ بَسْمَةٌ خَلَطَتْ لِقَاءَ حُبٍّ بِوَدَاعٍ
وَكُرْسِيُّهُ الْأَحْمَرُ يَرْقُصُ عَلىَ إِيقَاعِ جَنَاحَيْ سُنُوْنُوَّةٍ
هَذِهِ الزَّنَابِقُ تَكَادُ تَفُوحُ فَرَحًا بِعَوْدَةِ الْعَصَافِيرِ
هَلْ سَيَكُونُ مُتَّسَعٌ فِي حُلْمِيَ الطَّوِيلِ لِكُلِّ هَذِهِ النُّجُومِ ؟
هَلْ سَتَكُونِينَ لِي كَمَا كُنْتِ مَعِي دَوْمًا ؟

وما زال الفناء
يصيح بي : تعال  ، لتحقّق عريك !!
ومازال صداه
في أذني قهقهه !!سشس
**
أيّها القمر المنخفض
إنّك معراجي
إلى التيه البارد
فهناك ... تهدهد العصافير دمعتي !!
**
وجدت علامة الفراغ !!

كان أبي شيخا
وكنت في حجم كوز الذرة
لكني كنت اتسلق حكمته
وأصغي إليه
كان يلفني بجناحي برنسه
فأشعر بدفء صغار الصقور
والثلج كالعهن المنفوش
يحفظني قاف والقرآن المجيد
بصوت كالمطر
ويهدهدني هدهدات أخرى
حفظها عن جدتي مبروكة

أنا الذي ترثيه وعود
من القاتل
لا أملك سوى التراب والحجر لعبا
صبى يقوده الدمس  
الى المجهول
حُدْجٌ
يلعب بظل الرمل
حلما تسوى وشما
لا يرى زمن المسرى
سَهَّى
سدرة الْخَلَى

تجثو..باسطًا ذراعيْك
لكنّ الرّقيمَ مظلمٌ حواليْك..
تخطُو..الخطوةَ الاولى ..
تخطو الثانيةَ ..
الثالثةَ .. الرابعهْ ...
لا ضوءَ يسطعُ في أُفقكَ
تسيرُ
تبحثُ عنّي
في الأزقة المشقّقة..
في غربةٍ تكبرُ في قلبكَ
الشّارع وحده يعرفُ مواعيدَ

لقد مات
فدعونا نحبه
قالوا
وانفضوا كلاما حول الشاهد

قال الأول

كان يضيء العبارة
سليل الذكرى هو الآن
والنساء يعشقن خلوته
بين عريهن والمجاز
شكل آخر لليله هن
وهو حتمية الإيقاع

يخرج في الضجيجْ
ذلك الملائكيّ الذي يبحثُ
 عن موجةٍ في البحرِ
فتسعفه الحيتانُ
لكنّهُ بين الحين والحين
يودّعُ ساحلَ الموتِ
وعلى صدرهِ :
خارطة العراق ..

كلـّما يفضحُ ذئباً
تعوي الحيتانُ خلفه

على عتبات بابي
توقفت أحلامي
تداعبني بعينيها الجميلتين... !
تذكرني بليالي التيه والخبز الحافي..
بكوب القهوى
وحكايات الزمن الماضي !..
أحلامي...
إسم بلا لقب.. !
أراها في كل الأشياء
على أجبنة الأمهات
بين صفحات الكتب