كانت في السماء طيور،
تغرد مساءا، في سدول الليل، في الدجا، وأوقات السحر
تشدو على أجساد الحالمين الموتى، لحنها المستحيل
كي تشرق شمس الغروب، كي ينبث من الفناء طيف النسيم.
يا طيور المساء عودي،
كي لا تبقى الجبال بعيدة، فقد أضعت الطريق بالحذر.
وخشيت أن أركب الموج، وقد تعصف الرياح بأحلام أخر.
وانهزمت من الشوك قبضتي
وفي كفي ماتت الفراشات، وفي الطريق غابت الشمس، وانطفأ القمر.
يا طيور المساء عودي،
كي نعزف لحن الحياة معا،
كي نغير لون الشجر.
يا طيور المساء عودي، ورددي في السماء نشيد الحياة
غردي، وانثري على الطريق بعض الأمنيات
كوني حياة بلا أمل، ودربا بلا طريق
غردي يا طيور المساء،
كي ينبت الزرع، كي لا يموت الزهر، كي يخضر الشجر كل عام.
كي أعرف الطريق في ظلمتي، فالرياح أطفأت كل الشموع
كي أحمل البقايا الكثيرة، عندما أواجه العالم وحيدة
كي أعيش في عالم الخوف،
غردي يا طيور، و احملي معك بعيدا بؤس العالم.
غردي، كي يبقى الأبطال أبطالا، كي لا ينهزم الشجعان
غردي، في معركة الضعفاء.
غردي يا طيور، كي يبقى الإنسان إنسانا
وغردي يا طيور، كي يعود السلام.
************
يا طيور المساء عودي أو لا تعودي
أنظري كيف صرت لا أخشى صعود الجبال بمفردي، أو السير وحيدة في المنحدر
في كفي توجد الحياة، تشرق الشمس، ينهزم الصخر، وينتصر القدر
وها أنا أمشي في طريق الظلمة حالمة، ولو كانت أحلامنا في سواد العالم تحتضر
أنظري كيف أشق طريق الشوك وحدي.
وأنظري كيف أنجو من مكر الموج بقاربي
كيف أسير وأسير
حتى أشق الطريق بالمشي.