كن أنت، كما أنت
لا تلتفت إلى الوراء.
وحيدا
تعرف أطياف
الأصوات الموات.
تأتي
هَبُوبا من الماضي
كأنها بخار الظن
في دوائر اللهب
من صدأ العمر
بلون السهر وطعم الألم

يعجبني طائر الحلم
ينقر خشب الزمان
ولا يحدث ثقوبا
سوى في أوراقي
تتسرب منها أفكاري
فراشات تبشر بالربيع
يعجبني النحل
يحط على الورد البلاستيكي
ينفث فيه من روحه
فتدب في أوصاله حلاوة الحياة
تعجبني الصحراء

لهب
أقصى اللذات
داخل قفص
يذوب
طباقا ذابلات
سُحَابَة
تدون شهوة الغمام
بين الحصى
تتدفق صنوف النَّوَى
هبات مقذوفة
من

كَانَ الشِّتَاءُ بِلَا أَمْطَارْ ،
وَالْمَدِينَةُ تَغْفُو فِي أَحْضَانِ الضَّجرِوَالْغُبَارْ ،
وَكَانَتْ عُيُونُنَا مُتَرَقِّبَةً كَعُيُونِ أَبْقَارٍ عَجْفَاءْ ،
 وَكَانَتْ التَّنَانِينُ تُطَارِدُنَا ،وَتَخِبُّ خَلْفَنَا عَلَى قَوَائِمَ مِنْ خَشَبْ ،
وَالْعَنَاكِبُ تَسْتَدْرِجُنَا إِلَى فُوَهَةِ هَاوِيَةٍ سَوْدَاءْ ،
وَخَلْفَنَا ، كَانَ الْخَرِيفُ يُرَبِّتُ عَلَى خِنْجَرٍ تَحْتَ مِعْطَفِهْ .
سَمِعْنَا ثَرْثَرَاتِ الْمَفَاتِيحِ خَلْفَ أَبْوَابِ الَّليْلْ ،
رَأَيْنَا الذُّبَابَ الَّذِي يَرْكَبُ صَهَوَاتِ عُيُونِ أَطْفَالِنَا الصَّفْرَاءْ ،
 وَالْمَوْتَى يُضَيِّعُونَ مَفَاتِيحَ قُبُورِهِمْ وَيَلُوذُونَ بِالْعَرَاءْ ،

أتعثرُ يَا أنا ..
 كلمَا دُستُ
على رأسِ ظلٍ يتبعُني،
فلسْتُ أدرِي
إنْ كنتُ أحسبُ بيقينٍ
وأنا في كاملِ لياقتي
نبْضَ الخُطواتِ،
إنْ كانتِ الطُرقُ تسيرُ بي
تفتحُ عَينيَّ نَحوَ الجِداراتِ،
 أوْ تدفعُني مُبتسِمَة  
كغبارٍ أسوَد

مهداة إلى نبيل مطر
بعظامي أكتب قصائد كونية منفية
بعظامي أكتب قصائد عربية منسية
بنصغي، بدمي، بعروقي، بعرقي
أرسم أهراما سوسية،طنجية، مغربية
أبني قصص حرية صينية، مغربية كونية
أنا الشرقي، أنا الغربي، أنا الصيني,الياباني
الاسباني،الايطالي،الفرنسي،البريطاني،
الألماني الأمريكي، البرتغالي…….أنا المغربي
أنا العابر للقارات بوقود جسدي الطيع و عظامي الشاعرة
أنا المنسي في دهاليز المتاحف السلالية

هسيس الضياع
لرفات في الطرقات
خطى
احتراق على الجمر
أقدام داميات
خجلا
سائحات على الحجر
أرتال أجساد موات
صحاف مرصعة حفر
أرتال صبية مشردات
ابيض قميص عيونها

وَحدهُم المَوتى
يُدركونَ اليومَ سِرَّ الحَياة،
الحياةُ ..
حتى وإنْ كانتْ سَحابة عابِرَة
مُبللة بالرغباتِ،
تتقاطرُ منها النوايا والأجْسادُ
فهيَ حياة تتسعُ لِكلِّ المقابرِ المُتنقلةِ
بِلا أكفانْ.
لمِ يعُدْ بمقدورِ مَوْتى بأعينٍ جَاحِظةٍ
 الاسترْخاءُ
في بُطونِ حُفرٍ مُظلمَةٍ

في ذكراك، يتجدد العهد،
بعد غياب طويل،
سعيد وأنا أخربش هذا المخطوط، لأحكي لك ما تيسر من أحوال البلد،
وما انتثر من أوراق القبيلة وأطرافها.
لا شك أنك متابع لما يجري،
فأخبارنا تصلك تباعا من خلال الوافدين الى مقامكم الأزلي،
من رفاق ودعونا بدون سابق انذار،
ركبوا طريقا في اتجاه واحد،
 لا يقبل العودة الى الوراء كمياه الوديان وهي تتسابق الى مصاب البحر،
لملاقاتكم،

مَا الّذِي يخبئني حَشْرَجَةً وَسَطَ السَّحَاب ؟
وَالسّمَاءَ مِنْ حَوْلِي عَمْيَاءُ، بِلاَ أَلْوَانٍ بِلاَ عَلاَمَات ...
تَنْثُرُنِي الرِّيَاحُ سَمَادًا عَلَى أَرْضِ أَهْلِي،
وَأَهْلِي يُشَيِّعُونَنِي خَلْفَ غَمَامَةٍ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ مَخَاضُهَا
وَأَنَا الْحَجَرُ الْغَجَرُ الْمُبَلَّلُ بِالظَّلاَمِ وبِالنَّدَى
رَعْدَةٌ مَا أَمْلَتْ عَلَيَّ شَظَايَا حَيَاة،
لِتُوقِظَنِي مِنْ كَابُوسٍ أَلِفَتْهُ كُلُّ البُيُوت
أَيُّ جَسَدٍ هَذَا الَّذِي أَصْبَحَ كَعْكَةَ مِيلاَد ؟
وَأَيُّ قَلْبٍ هَذَا الَّذِي صَارَ مَقْبَرَةً للاحتجاج ؟
وَمَا الَّذِي يَجْعَلُ أَهْلِي يَفْرُكُونَ جُفُونَهُمْ مِنَ الأَحْزَان
فَأَنَا لَمْ أَكُنْ يَوْمًا مِضْمَارًا لِصُرَاخِ الْأَرْوَاح

لك ذوق كذوقي في الأختيار
ولك الخبرهْ
في التلألئ كالدرّهْ
إختاري فستان السهرهْ
إن كان طويلا حتى القدمينْ
او قصيرا فوق الركبتينْ
لك كل الخيارات الحرّهْ
كل ما تلبسينْ
يليق بقامتك النارية كالجمرهْ
غيري تسريحة شعرك وابقيه مسترسلا
شعرة شعرهْ

قنطرة تَرْتَجُّ
أنت
أيتها الروح
بُحَيْرَة طقُوس
للرياح الشاحبات
مَعْبَر
للصرخات العاريات
تَصَّعَّد
مساء الْمَلَق
لِنِسَاء دَوَاة
نظرات هاجعات

بِإشارةٍ منْ أصَابِعي
إنْ أردتُ،
سأغَيرُ وجهَ العالمِ المُشوهِ
أعيدُ تجْميلَ عاداتهِ السَّيئةِ في البُكاءِ
أصنعُ حُدودا لفوْضاهْ
لكيْلا تتسربَ رائحتهُ الكريهَة
إلى أنفِي،
كلما أمْعنَ في الشُرْبِ
ورَاقصَ باستِهتارٍ
مُؤخرَة ظِله.
العالمُ رجلٌ مَجنونٌ

وطني المترامي الأطراف
المصابة بالروماتيزم
والنقرس والبانكنسون،
لا بأس أن أوصيك ثانية:
ضاعف حصتك اليومية
من الدواء الذي وصفته لك
تلك العرافة التي قابلتها
عند قاع النكسة،
اكنس من على عتباتك
أعشاش الوهم
وضفائر الخديعة

كَانَتْ رِيحٌ خَفِيفَةٌ تُرَبِّتُ عَلَى رِيشِ قُبَّعَتِي ،
وَمَطَرٌ أَصْفَرُ يُلْعَقُ غَضَارِيفَ نَافِذَتِي ،
قَارِعُ الْأَجْرَاسِ السَّمَاوِيَةِ يَعْبَرُ نَحْوَ النُّجُومْ ،
وَعَرَبَاتُ الْخَرِيفِ تَعُجُّ بِسُرَادِقَاتِ الْمَوْتَى ،
وَخُفَّاكَ يَسْتَوْطِنَانِ رِكَابَ السَّحَابْ ،
وَعَلَى كَتِفِ رَبْوَةٍ كَانَتْ قُبَّرَاتٌ تَجْلِسُ الْقُرْفُصَاءْ ،
وَكَانَتِ الدُّنْيَا خَالِيَةٌ ، كَأَبْرَاجٍ مَهْجُورَةْ ،
وَالْأَبَدِيةُ تَبْتَعِدُ خَلْفَ سَدِيمِ الضَّبَابْ،
وَكُنْتُ بِالْخَطِيئَةِ قَدْ حَصَّلْتُ الْفَنَاءْ ـ
لَمْ تُحَرِّضْني كُتُبٌ مَحْظُورَةْ ،

ضُرُوع درعة
جففت وديانها  
هل أبكيها أم تبكيني
أم يغسل أحدنا
الآخر
بملح الدموع

لا أرى غير تجاعيد
الجداول بين الصخور
صمت يفتك سعاف النخل
خافيا عناء الجذور
انتظار / صبر

مَتَى صَارَ هَذَا الْعَالَمُ أَضْيَقَ مِنْ سُمِّ الْخِيَاطْ ؟
وَمَتَى أَصْبَحَتْ هِذِهِ الْمُدُنُ مَوْبُوءَةْ ؟
آنَ لِلْبُيُوتِ الْكَئِيبَةِ الْحَبِيسَةِ فِي الْمَوَاخِيِر أَنْ تَتَنَفَّسَ الْبَحرْ ،
وَلِلْفَوَاجِعِ الَّتِي تَعُضُّ عَلَى نَهْدِ الصَّحْرَاءِ أَنْ تَنْتَهِي .
آنَ لِلْحُزْنِ الْجَاثِمِ عَلَى بَوَابَةِ الْقَلْبِ أَنْ يَنْتَهِي ،
حَتَّى تَشْرَبَ الْمَدَاخِنُ تِبْغَهَا فِي حَضْرَةِ السُّكُونْ .
وَآنَ للنَّبِيِّ الَّذِي يَغْفُو تَحْتِ جِلْدِ الظَّهِيرَةِ ـ
وَفِي لَيَالِي الشِّتَاءْ تَتَقَاسَمُ عَبَاءَتُهُ الْجَنَادِبْ ـ
أَنْ يُبَارِكَ الْعَنَاقِيدَ فِي أَقْبِيَةِ السُّفُنِ الْمُتْعَبَةْ.
وَعَلَى الْيَاسَمِينِ فِي الشُّرُفَاتِ الْوَفَاءُ لِكَمَنْجَاتِ الْأَصِيلْ .

أي شجن يغوي العراق..، أي الملاحم القديمة
ولمَ صوت الفرات حزين
ولا تنبت في ضفافه سوى الحسرة
لو قال النخل للبصرة أجلي موتك
والسراب
تعود القوارب إلى دجله
لو قال الماء للفرات... لكنه ماء الفرات
دم
...
عراق..، يا عراق