الماء سيد الفلوات
والريح عاكفة على اعقابها
لا نجم في الافق البعيد يلوح لي
ولا خبر اتانا عن أبي
ولا امرأة الجبال ترجّلت عن ثلجها
كي توقد الاكليل للرعيان
لا نبأ يدفًئ خاطري
كي ابدأ عدً الليالي البيض
او اغتذي عسلا تيبس في الجرار
الرجل الذي بايعته خان الحقول
وهاجرت غيماته
والنحل
ليس يذكر اسمه
حتى اشكل باقة لخريفه
او أبتني صرح المحبة من غباره
الأرض قاحلة والقمح لم
يعلن قدومه
كيما نرتّب في الحقول سطورنا
او نغرس الزيتون
الأفق عار يا أبي رغم عمامة الشيخ الجبل
فلم إذن اوصيت بالمحراث
الأرض لم تحن الينا جبينها
كيما نعلًم فوقه ايامنا
والليل يابس الاطراف
والسدرة التي الفت طيور الفجر جاثمة
لا طل في احداقها يبكي معي
او يشتهي هذري
او يشتري رزنامة
الخصب المؤجل
سأعيد تقويم الخريف فربما
قد اخطأ غيلان ولربما وصلت
الينا من تبسّة حنطة او بعض برّ
من بلاد أعراب الجنوب
حيث الهبوب على مدار العام
ما هذه الايام السود يا أبت
ولم رحلت مبكرا عنا
كنت على اقل تقدير تعيد الكرم للأحراش
وتعيد رمان الزمان لبئرنا الشرقي
وتدلنا عما طمرت هناك في السفح البعيد
المرأة التي جاءت على أعقاب عمي عاقرة
من اي احقاف البلاد أتى بها ؟
لا غُرب يحملن جنين النخل في اعرافنا
ولا نساء غير اللواتي لهن لون الشمس
هي لعنة جاءت لتسميم البلاد
مع الرياح الهوج
ارسل اليه يعيدها لثلوجها
الأرض عندنا موعودة للنخل والزيتون
ولاصوات الظباء السمر
يعقدن عجين اللوز في قعر الجرار
ويمتطين الخيل كي يكبر الاولاد في ارحامهن
على الخبب
عد يا أبي للكرم قبل الصيف
واقطف لنا في الليل انساب العنب.
