حُزني الآنَ رميضُ[1] الشَّفْرة،
يقطُرُ منه الوجعُ النّوْعيّ بطيئًا دبِقَا..
هل تتيبّسُ هذي الأشياءُ كذلكَ رغم طراوتِها،
 في هاجرة الحَرّْ؟
  القلْبُ فَصيـحٌ فَــــــهٌّ.. و به عسَلٌ سيّالْ
في القلبِ نشيدٌ حيُّ الإيقاعِ  و حُرّْ.
لكنّ شَرارَ  مَواجِدِهِ  في خاتمةِ المشهدِ لَـهَـبٌ مَكذوبٌ
و الخَفَقان مَـــوَاتْ..
أظافرُ أيّامي تخْمشُ ذاكرتي خَمْشَ أزاميل

أحقا هذا أنت ؟
ما ارحم الصدف
حين تدخلنا عمدا
في دروب ملتوية
ضيقة
مظلمة
لنلتقي من جديد
بمن نحب
أنت يا صديقي كما أنت
ولم تتغير
ما عدا بعض الشعيرات البيضاء

أذْكُرْني هُنا كَ,حيث تَستهويكَ المَرايا ..
أذْكُرْني كي اْراكْ..
أنْصِتْ إلى شَجْعِ المَعاني و الْجَمْ خُطاها كي تَراكْ.
لَسْتَ إلّا مُزْحَةَ  الزّمَنِ المُتَلهّفِ للسّرْمَديِّ
اَنْتَ يا رَجْع الصّدى مِن هُناكْ...
  مَنْ هُناكْ ؟
مَنْ هُناكَ يَعْكِسُني في مراياك انْشودَةً او تَراتِيلْ
همهمات تنزف  حُزْناً او كَلِماتٍ حَيارى
أُذْكُرْني فقَطْ لِتَراني فَلَسْتُ هناكَ ولَسْتُ الذي في المَرايا
اَنْتَ وحْدَكَ  دوّخَكَ  البَحْثُ عنّي و عنْكَ
لكني أنا لَسْتُ أنت أنا لَسْتُ ذاك

كل شيء
لا يحب الشعر هنا
كما يعود العاشق
من موعد مؤجل
عدت خائبا
من القصيدة
سفري مفردات
والمفردات عزلة
والعزلة منفاي الأخير
إلى منتهى الكلام
أحرسه ويحرسني

كان قلمي يمج دما  
يلفظه ليلا بهيما
يحفر أخاديدا لبنات أفكاري
يخفيها بعيدا عن عورات لساني
سألوني لم تكسو قلمك لون الحداد؟
 زين وجهه العابس وألبسه حلية العيد
عله يلقى الحبور
على مائدة الأسماع والحضور  
فتنزع عنك لباس الفقر والثبور
 التي يلهج بها حالك المقرور
 فخاطبت قلمي ويحك ألن تنزع زيك البائس

لا تسأل الليل 
عن صبح ما انكشف ..
 إذا من خوائه تقترب ، 
نور ، من حجب ، انخطف ..

ما وراء السحاب ،
نار في غضب ،
ضوء جريح ارتجف ...

أبيت و غبار الضباب ،
ما وراء رماد الحجاب ،

أَتَدْرُونَ مَا الوجَع؟ !
أنْ نُغَني قصائِد للغضبِ
ونكْتب للثورة
       ونُهَادنْ
أنْ تُسْلَبَ أعْمَارُنا على أرْصِفَة الذُّلِ
       ونساكِنْ
أن نحْمِل فَوْقَ هُمُومِنَا هُمُومَ الوَطَن
ولا يَقْوَى عَلَى حَمْلِ أحْلَامِنَا الوَطَن
ذاك هو الوجع
هُو دَمْعَة فِي عُيونِ المُحْتَاجين
صرخة في حناجر هدَّها الأنين

إلى مالكوم إكس

لا تصرخ حزنك
لا تودع الخطى إليك
لا تقل لها
قد كنا معا
ودع الآخرين للآخرين
السير إليهم بعيد
وانتحار مسافات
كم احتملت
فاكتف بالصمت سيرة

أنا والقصائد...بخير
وأختي والأولاد ...كل الأولاد ..بخير
السقف لم يسقط على راسي
ولا يوجد في قلبي لا رصاص طائش
ولا غارة
الأحلام والآمال ...بخير
لقد عاد الهواء...للرئتين
سليما نقيا
والدماء تجري ...ترقص
تضخ على أحسن ما يرام
في جداولها العذبة

وحيد
منذ لحظة الخلق
منذ جئت إلى هذا العالم
منذ إنزلقت من ضلعها الأعوج
إلى الشارع و المدرسة ..
وحيد
في القرية
في المدينة
في المقهى
في سيارة التاكسي
في العمل و المكتبة ..

-1-
خيط.
بمفرده، تدلّى...
تمنعهُ الشرفةُ،
- من أن يسقط أرضًا-
والنافذةُ بأمرِ الريحِ
تعقده على حاجبي طفل
يمتشق حصان أحلامه الخشبي
ويمرح في الهواء الطلق.

-2-
بشارة.

 أحمل عبئا ثقيلا
كما تحمل شجرة عجوزة
أحجار التفاح!
عمري ملامح للحكمة!
لكن؛ تعويذة النفس تقذفني
نحو أخطاء تذبل فبها الأرواح،
روحي تواقة بشغف  إلى عناقك
أيها الضمير...أيها المتربع
 فوق كتبان النور.
إني مقيد  بصحوتك
زفيرك  نداء يحرك بداخلي
نبض الندم!

كأميرةٍ لبست جواهرها الثمينةْ
بسطت شراعا للسفينةْ
وتسلَّلت من ثغر أنفاس الربى
لا ترتدي غير الحديقة والأغاني
والأماني وأكاليل الزهور
هي الخصوبة في مزاهرها
بما جادت به هذي المغاني
كأميرةٍ نظرت إلى مرآتها
واسترسلتْ في الكحل عيناها
حملتْ جلال الكون في هذا المدى
وبَدتْ تغازلها الكواكب والنجوم

أذْكُرْني هُنا كَ,حيث تَستهويكَ المَرايا ..
أذْكُرْني كي اْراكْ..
أنْصِتْ إلى شَجْعِ المَعاني و الْجَمْ خُطاها كي تَراكْ.
لَسْتَ إلّا مُزْحَةَ  الزّمَنِ المُتَلهّفِ للسّرْمَديِّ
اَنْتَ يا رَجْع الصّدى مِن هُناكْ...
  مَنْ هُناكْ ؟
مَنْ هُناكَ يَعْكِسُني في مراياك انْشودَةً او تَراتِيلْ
همهمات تنزف  حُزْناً او كَلِماتٍ حَيارى
أُذْكُرْني فقَطْ لِتَراني فَلَسْتُ هناكَ ولَسْتُ الذي في المَرايا
اَنْتَ وحْدَكَ  دوّخَكَ  البَحْثُ عنّي و عنْكَ

لم يعد أبدا يُجديني البقاءُ مُنجذبا
لغوايات أوثاركِ
أيتها القيثارة الرمْلية القديمة،
كم أحرقتُ من شعيراتِ العمرِ
أترقبُ من بعيدٍ
 نغما يحُظني
على الرقصِ
فوق خفقان الجمرِ.  
سأفرجُ عن جسدي البارد
من ايقاعاتكِ الرطبة المُملة
ولن أبالي،

بعد أن قرأ لي أكثر
من عشرين قصيدة
ويبحث عن جديد كتاباتي
من جريدة إلى جريدة
يركض ..يلهث كنمر جائع بحثا عن أخباري ..كل أخباري الجديدة
يشتم رائحتي العبقة من الكلمات
بات يعرفني جيدا
عندما أكون سعيدة
عندما أكون حزينة
أقول له  كل يوم ...
احبك بين السطور

الماء والزهر الشفيف ولذة
جاءت بأطيابِ الفصول تُغرِّدُ
كانت تُناغي في انبجاس غديرها
ما كانَ يرفل في الشموس يناشدُ
بين الشجيراتِ الصبيةِ يَنثني
زهوُ الضفاف على المدى يتمددُ
في ذلكَ الروض المكلل بالندى
عطرا سرى في الاشتهاء تنهُدُ
وتدفقت أعطافه حلو الرضاب
حمر السنابل للحياة تجددُ
فَفَرَرت مِنْ قيظِ الظنون مراغما

أي ماء من غدير أنت في مغناه شمسي
علليني باقتراب الأمنيات حين أمسي
أي روح من لظى الوجد استهامت لا تبالي
سافرت في البعد شوقا لا تروم غير أنس
احضنيني إن أنا أدركت أعماق المدى
أنشديني من مجاز يجتبى أوقات خلس
دثريني من قصيد النهر إن نادتك روحي
واستحثي البوح في آي النديم عبر كأس
ومض حرف في قصيد يتغنى باشتهاء
من حميا النور سكر في زماني نخب عرس
واستجرنا من حثيث الخطو إذ يمضي بنا

كَانَ الْغُمُوضُ يَلُفُّ الْوُجُودْ ،
وَالزَّمَنُ مَازَالَ مُتَجَمِّداً عَلَى الْمَعَاصِمْ ،
وَسُعَاةُ الْبَرِيدِ  لَمْ يُكَلَّفُوا بَعْدُ ، بِمَهَامِّهِمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضْ ،
وَكَانَا مُشَوَشَيْنِ إلَى أَبْعَدِ الْحُدُودْ ،
لَمْ يُتَوَجَا بِأَجْنِحَةٍ مِنْ نُورٍ ( ذَلِكَ الْوَعْدُ الذِي جَاءَ مِنَ السَّماءْ )
كَمَا أَنَّهُمَا لَمْ يُمْنَحَا الْأَبَدِيَةْ ،
لَكِنَّهُمَا ، مُنِحَا فُرْصَةَ حَيَاةٍ جَدِيدَةْ ،
وَدُونَمَا كَلَلٍ تَتَجَدَّدُ فِيهَا الْمِحَنْ ،
لَهَذَا لَمْ يَعُودَا يُرَيانِ بَيْنَ سُخَامِ السُّحُبْ،
وَلَا بِجَانِبِ أَيْكَةِ الزَّمَنْ .
التَّآكُلُ كَانَ قَدْ بَدَأَ مِنْ هُنَاكْ!