في منتصفِ الصمتِ .. تسلّلتْ
نأْمة..
أو نسمة
تهرّب كلمة..
في حقيبة الممنوعاتِ
و....عند بوّابةِ العبور
توقّفتْ ..
في منعطفِ الحُنْجرة
تبحثُ عنْ جرْعة هواء
عن قطْرة صوْت
لا يحسن الارتجاف..
زرادشت .. ورُفاتُ الآلهة ـ شعر : عزالدين بوسريف
زرادشت / و نَشْوَةَ الأَلَم /
فوْق جبلٍ مِن جَمْر ،
بيْن بحرٍ و نهْر ،
حالُهُ بيْن صَحْوٍ و سُكْر ،
مِن غَسَقِ لَيْلٍ إلى سَنَا فَجْر ،
سافرَ و غُبارَ الرِّيحِ / إلى أَعالي الخَلاء ،
تَأَمَّلَ ما تُخفيهِ السَّماء / ما وراء السَّماء ،
ما وَجَدَ أَثَرًا لِرُفاتِ الآلهة /
ما وَجَدَ سوى الخَواء ،
أَدْركَ أنَّ ، في الأرضِ ، سِرَّ السَّماء /
لُغْزَ الضوْءِ في الماء ،
وَاحْتَلَّتِ الْمَنَافِضُ الْمَقْعَدَ الْمُجَاوِرْ ـ شعر : احماد بوتالوحت
وَاحْتَلَّتِ الْمَنَافِضُ الْمَقْعَدَ الْمُجَاوِرْ ،
وَالْفَرَاغْ ! الْمَقَاعِدَ الْأُخْرَى ،
الَّتِي خَصَّصَهَا لِلْغَائِبِينَ الَّذِينَ رُبَّمَا لَنْ يَصِلُوا أَبَداً :
الرَّجُلُ الَّذِي يَفْتَحُ فِي جُيُوبِ مِعْطَفِهِ حَانَةً ،
وَيَحْلُمُ أَنْ يَخِيطَ لِعُرَاهُ ، أَزْرَاراً مِنَ النُّجُومْ .
الْإِسْكَافِيَّ الْعَجُوزْ ، الَّذِي بِلَا قَدَمَيَنِ ،
وَالَّذِي لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَكُونُ سَعِيداً ،لِأَنَّهُ بِلَا قَدَمَينْ .
الشَّاعِرُ الْأَعْمَى الَّذِي يُكَلِّمُ الْعَالَمَ بِعُكَّازِهِ ،
وَيُجِيدُ صِيَاغَةَ الْمَلَاحِمْ .
فِي الَقاَعَةِ تَتَسَكَّعُ الْأَحْذِيَةُ وَالْأَحْلَامْ ،
لَا شَيْءَ يَدُلُّ عَلَى وُجُودِ أَحْيَاءَ ،
هَذا الأفقُ أنَا مُنتهَاه.... ـ شعر : عبد اللطيف رعري
أأنتَ الأفقُ ديارٌ خاليات
أأنت الوهمُ في زمن المُتعاليات
بُعدُك البُعدُ ومَا رمَاني زماني....
ورقصَاتي عارِية لزُهدٍ أمدي
وما غَرَّتنِي الاطيافُ بميلهَا...
ولا سَاءتنِي ساعاتُ الضَّجرِ
أفقٌ أنت شُعلةٌ طافئةٌ لا ميلاد َللَهيبِها
ووجودٌ متقاعسٌ يحمل ُسَعادة في بأسَائِها
لن أهديكَ قضِيتي من برجِ الإساءةِ
فربّما تسْحَقكَ الكآبةُ مِنْ عَلٍ
ولغيبتِي في سجنِ المتاهةِ شُؤون
نُسَالَةُ لَعْنَةٍ هَذِهِ الْأَرْضُ الْخَرَابْ ـ شعر : احماد بوتالوحت
أَرْضٌ لَمْ تَلِدْهَا امْرَأَةٌ وَلَمْ تُبَارِكْهَا سَمَاءْ،
كَأَنَّهَا خَرَجَتْ فَجْأَةً مِنْ فُوَهَاتِ الْجَحِيمْ ،
ثُغُورٌ مُشْرَعَةٌ عَلَى بُؤْسِ الْحَيَاةْ ،
كَمِ إِحْتَسَتْ مِنْ دِنَانِ الدِّمَاءْ !
النَّاسُ وُجُوهٌ جَامِدَةٌ كَالْخَشبْ ،
سَقَطَتْ لِتَوِّهَا مِنْ جُيُوبِ الْقَدَرْ،
أَجْرِبَةُ الْحُزْنِ فِي الْمَآقِي ، كَعَنَاقِيدِ الْعِنَبْ ،
أَسْفَلَ الْمَحَاجِرِ تَهَدَّلَتْ عُيُونٌ مُطْفَأَةْ .
لَمْ تَعُدْ دُمُوعُ النِّسَاءِ فِضِّيَةً كَحِبَالِ الْمَطَرْ ،
لَمْ تَعُدْ حَلَمَاتُ النِّسَاءِ ، كَحَبَّاتِ الْبَلَحْ ،
النُّجُومُ فِي الأَعَالِي صَرَاصِيرَ شُنِقَتْ مِنْهَا الأَعْنَاقْ ،
فِي حَارَاتِنَا .... ـ شعر : العياشي السربوت
أنَا لاَ يُسْعِفُنِي الحَظُّ فِي تَرْتِيبِ الذَّاكِرَةِ،
أَقْرَأُهَا فِي الفَوْضَى،
فَوَضَى فِي المَشَاعِرِ،
فَوْضَى فِي الاخْتِيَّارِ...
لِذَلِك...
فَأَنَا لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ الفَوْضَى.
التَّرْتِيبُ يُشْعِرُنِي بِالنِّفَاق،
يُشْعِرُنِي بِالعَيْشِ فِي الأَنْفَاق،
لِذَلِكَ...
فَالَّتْرْتيبُ مُجَامَلَةٌ وَرَقْصٌ وَانْزِلاَق.
فِي حَارَاتِنَا...
رقصة الدراويش و المطر ـ شعر : غزلان شرعي
على سبيل الالم٠٠٠
لا تعدني الوعود التي لا تستطيع
الإيفاء بها٠٠٠
المطر يتساقط من دوننا٠٠٠
أين أنت؟؟
أين أنا؟؟
الشتاء فصل الذكريات
والحزن معطفا طويلا اسود
من العنق إلى ما تحث الركبة٠٠٠٠
و إنا مظلة مبللة معلقة على كرسي المقهى٠٠٠
انتظر٠٠
نساء مرة أخرى ـ شعر : فوزية علوي
نساء كورد الصباح ضياء
وورد كمثل نساء
يبسن من الانتظار
نساء بعطر الخزامى يمسن
وبعض النساء مهيضات قلب
على قاب قرطين من وجع الأنثى
اااه واااه علينا من الوعد
والفكرة الزائفة
واااه عليك تعيدين تفصيل ثوب
براه الزمان
وتمسين في نقطة الصفر حيرى
هذيان ـ شعر : غزلان شرعي
لماذا يعجبني التفكير بك أكثر من لمس يدك....
لان التمسك متعب....التمسك بأي شيء متعب
حتى بذاتك....
يوما ما سأحكي لك قصتي...
سأحكي لك كل شيء...
ستكون أنت ذلك السائق الأسطوري...
الذي يوافق أن ياخدني إلى لا مكان مقابل لا شيء...
فقط لأنني أبدو متعبة وأنت طيب القلب.....
سأحكي لك كل شيء....كل ما احتفظت به لك في قلبي...
بعيدا عن أعين الفضوليين وسأكشف لك حقيقة حبي...
ثم اثركك عند الفجر و ينتهي كل شيء...
أَيُّهَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ – شعر : احماد بوتالوحت
أَيُّهَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ ! يَا مَنْ عَمَّدْتَنِي بِالْمَطَرْ .
يَا وَاهِبَ الْمُقَلِ السُّودْ وَأَرَائِكَ الْفَرَحْ وَالْأَبْرَاجَ الْعَالِيَةْ ،
لِمَ وَهَبْتَنِي صُدَفِ الْإِفْلَاتِ مِنَ الْمَجَازِرْ؟
وَتَرَكْتَنِي فِي أَوَّلِ الْحَرْبِ ، وَكَتَبْتَ : أَكْمِلِ الزَّحْفَ إِلَى آخِرِ طَلْقَةْ !
وَفَتَحْتَ فِي صَدْرِي خَنْدَقاً بِحَجْمِ الَّليْلِ ، إِسْمُهُ الْحُزْنْ .
أَيُّهَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ ! يَا مَنْ عَمَّدْتَنِي بِالشَّجَرْ ،
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ ، لِأَسْتَرِدَّ الْعَالَمَ الْمَسْرُوقَ مِنْ عُلَبِ الْأَعْيَادْ ؟
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ ،لِأُرَثِّقَ ثُقُوبَ الدِّمَاءِ عَلَى الْأَقْمِصَةِ الْمُنَكَّسَةْ ؟
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ لِأَسْلُو ؟
دَليلُ الرُّقَيَّات ـ شعر : زهير فخري
(إلَى “مِّي رقيَّة”، أمّ الشّهِيد عَبد الحَقّ اشْباضَة(*))
وَردَةُ الْجَنُوبِ
تُصَادِقُ تُراباً كَرِيماً
نَسِيَهُ النَّرجِسُ الْمُترَاكمُ فِي الأَفئِدَة
عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيق
وَبِأَملٍ رَغيبٍ تَعدُّ الْأَيَّامَ
وتُغمِضُ عَينَيْها كَي لَا ترَى شَجراً
سَاقِطاً منْ قَلبهَا
يُدَاسُ بلَيلِ الْعَجَلاتِ
تَتجَاوَزُ خَطوَها مِثلَ اسْتِعَارةٍ بَعيدَة
تَفيضُ بالغَيْم والضَّوْءِ
الوجُودُ صُدْفَةٌ لِلمَغْفِرَةِ... ـ شعر :عبد اللطيف رعري
صُدْفةٌ عَرَّتْ اللِّقَاءَ بَيْنَنَا
وأخْرَى حَدَّدَتْ مَنْ نَكُونْ
فِي جَبلٍ عمّرتْ بِقُربِهِ الأعْمَارُ ...
وتَجَاحَفَتْ زَوبَعَتانِ بِبَعْضِهِمَا
واحِدَةٌ مِنْ شَرْقِ البِلادِ
والغَرْبِيةِ مِنْ غَرْبِهَا ..
فَرَسَمَتْ تجاعيد الأرضِ
رُبَّمَا تجَاعيدِي أنَا قَبْلَ الخَطيئَةِ؟
خًطِيئتِي وأنَا لاَ أعْلمُهَا ...
خَطِيئَتِي لِمُجَرَّدِ الانتِمَاءِ لأهْلِ الخَطَأ
فَمنْ أخَاطَهَا بِحِبَالٍ عَرِيضَةٍ تَلِيدَةٍ
غضبنا معبر ـ شعر : عبد العزيز الطوالي
البحر الأزرق على شاشتي
بإلحاح يسألني
في ما أفكرْ
أجيبه في الجمال أفكرْ
. . في السؤالِ
في المآلِ .. في الاحتمالِ .. في المحالِ
من كل هذا أحذرْ
بسواد الليل الغادرِ
بسيف الذل الماكرِ
أذكرْ
بؤس يجرف مدينتا
جَاءَ بِلَا مَوْعِدٍ كَالْفُصُولْ ـ شعر : أحماد بوتالوحت
كَانَتِ ، الْأَشْجَارُ تَعْتَمِرُ قُبَّعَاتِ الثَّلْجْ
وَتَلْبَسُ جَوَارِبَ مِنَ الْوَحَلْ ،
وَالسَّمَاءْ ، لَمْ تَعُدْ هُنَاكْ ! خَلْفَ إِطَارِ النَّافِذَةْ ،
رُبَّمَا إِخْتَفَتْ خَلْفَ غَيْمَةٍ ،
وَكَانَتْ سِيقانُ السَّتَائِرِ تُرَاقِصُ أَرْجُلَ الرِّيحْ .
وَكَانَ يَلْبَسُ مِعْطَفاً مِنْ فَرْوِ السَّحَابْ وَ يَحْتَذِي جَزْمَةً مِنَ الْمَطَرْ .
لَمْ يَكُنْ شَاعِرًا عَادَ لَيَمْتَدِحَ قَمَرًا عَالِقاً عَلَى خَاصِرَتَيْهَا ،
كَانَ عَابِرًا ، جَاءَ بِلَا مَوْعِدٍ كَالْفُصُولْ .
ذَاكِرَةُ الْمِرْآةِ ، الَّتِي لَمْ تَشِخْ بَعْدُ ،تَذْكُرُ قُبَّعَتُهُ الثَّمِلَةْ ،
وَالْعَتَبَةُ مَا زَالَتْ تَحْفَظُ ذِكْرَى وَجِيبِ ـ حِذَائِهِ ـ الْحَزِينْ .
النرجسية ـ شعر : نينوس نيراري
هل اقدر أن امحوك ِمن الذاكرهْ
هل يمكن أن أتحوّل سكينا
أطعن الصدر والخاصرهْ
كيف ارفض أن احتويكِ
وأن تحتويني في لعبةٍ ماكرهْ
ليس في مقدوري التخلص من تأثيركِ يا ساحرهْ
بعدما صرتِ سيدة آمرهْ
لا تمرّي كالنسمة العابرهْ
متصحرةٌ روحي , كوني في حياتي كالغيمة الماطرهْ
فجمالك أسقط كلّ موازيني
وتقهقرتُ حتى صارت محصلتي صفرا
الزائر ـ شعر : غزلان شرعي
مثل فاكهة نضجت..أوشكت على السقوط
اتارجح في الهواء بين شكي ويقيني
هناك رجل خجول..يتسلل ليلا..إلى عروقي
يمشي فوق حروفي
ينام بين دفتي كتبي المغلقة
يظن انه مجهول
لكنني اعرف رائحة عطره..التي تفضحه
اخبروه عني أنني اعشقه
واخبروه أنني اعلم ..فيا ليته هو أيضا يعلم
اشعر بأصابع قدميه الحافية
تقفز من فقرة إلى فقرة
نساء ـ شعر : فوزية علوي
النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل
ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة
ومن رتق جوارب العصافير
والنسور المتغطرسة
ومن تذوق وجبات الملح
الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى
ومن فراغ قاموس الحب
الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر
والغارسات شجرا من الزيتون
في حقول الاحلام
المسجلات في دفاتر اليأس
الزائرـ شعر : غزلان شرعي
مثل فاكهة نضجت..أوشكت على السقوط
اتارجح في الهواء بين شكي ويقيني
هناك رجل خجول..يتسلل ليلا..إلى عروقي
يمشي فوق حروفي
ينام بين دفتي كتبي المغلقة
يظن انه مجهول
لكنني اعرف رائحة عطره..التي تفضحه
اخبروه عني أنني اعشقه
واخبروه أنني اعلم ..فيا ليته هو أيضا يعلم
اشعر بأصابعه قدميه الحافية
صَرْخَةُ التَّحْرِيرِ ـ شعر: العياشي السربوت
لاَ يُمْكِنُنِي تَأْجِيلَ السَّفَرِ إلَى قَرْنٍ آخَر،
لاَ أَسْتَطِيع ...
فَالكَرَاهِيَّةُ ...وَالحُبُّ يَخْنقَانِ حَلْقِي.
أَسْتَطِيعُ تَأْجِيلَ العِنَاقَ،
بَيْنَ الحُبِّ والكَرَاهِيَّة،
لَكِنْ...
لاَ أَسْتَطِيعُ تَأْجِيلَ الفَجْرِ،
فَاللَّيْلُ يَزِنُ قُرُونًا عَلَى كَتِفِي،
وَالفَجْرُ مُتَرَدِّدٌ بَطِيءْ...
لاَ يُمْكِنُنِي تَأْجِيلَ حَيَاتِي لِقَرْنٍ آخَر،
لاَ أَسْتَطِيعُ تَأْجِيلَ صَرْخَةَ التَّحْرِيرْ.