ولا شيئ. يربكني
غير أني نسيت الطريق
ولم الحظ الباب
الذي قد رسمت
علي دفتيه مرارا
طيورا من الأرجوان
وفاكهة من جمان
وكنت رسمت بفحم الليالي
خطوطا تقود الًي حجر أمي
وكنت نثرت زهورا من الياسمين
وبحر حنان

القُبَّعَاتُ الَّتِي تَحْتَفِي بِهِ  ، تَرْفَعُهُ عَالِياً ،
كَخَيْمَةٍ يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ وَيَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءْ ،
يُفْرِدُ ظِلَّهُ فَيُغَطِّي حَدْبَةَ الْقَارَّاتْ ،
يُلُامِسُ الْهَبَاءْ قُفَّازُهُ الَّذِي أَكَلَتْ أَصَابِعَهُ أَزْمِنَةُ الْوَبَاءْ ،
يَسَعُ غَيْمَةً لَمَّا تَسْكُنُ أَحْشَاءَهُ الرِّيحْ .
آنَ يَلْبَسُنِي يَصَّدَّعُ صَدْرُهُ بِوَجَعِ الْجِرَاحْ ،
وَآنَ أَلْبَسُهُ أَمْتَلِيءُ بِخَيْبَاتِ الْحَيَاةْ ،
أَفْتَحُ فِي جُيُوبِهِ حَانَةً وَأُشْعِلُ كُلَّ مَوَاقِيدِ الشِّتَاءْ ،
كَانَ يُشْبِهُنِي ، مُبَقَّعَةٌ سَنَابِلُ يَدَيْهِ بِبُقَعٍ سَوْدَاءْ   ،
نَشْتَرِكُ مَحَارِمَ البُؤْسِ وَسُعَالَ الْفُصُولْ .
تَحْتَ الْعَتْمَةِ وَالْمَطَرْ يَرْفَعُ يَاقَتَهُ عَالِياً كَالشِّرَاعْ ،

وَأَنْتَ تُوَدِّع ُالشِّفَاهَ الَّتِي تَسِيلُ بِالرَّغْبَةِ عَلَى الْأسِرَّةْ ،
وَالْخُصُورَ الَّتِي تَنْضَحُ بِاللَّذَةِ عَلَى الْمَرْتَبَاتِ الْبَارِدَةْ ،
مُثْقَلٌ بِالْمَعَاطِفِ الَّتِي تُشْبِهُ السُّحُبْ ،
وَأَقْمِصَةَ الْحُزْنِ السَّوْدَاء . 
إرْمِ ضَفَائِرَكَ وَجَوَارِبَكَ لِلرِّيحْ ،
وَارْشقْ أَحْلَامَكَ بِالْوَحَلِ وَأَحْذِيَةِ الْمَطَرْ ،
وَصَلِّ مِنْ أَجْلِ زَمَنٍ لَنْ يَعُودْ ،
صَلِّ مِنْ أَجْلِ سَمَاءٍ مَاتَتْ عَلَيْهَا الْحَيَاةْ ،
فَسَقَطَتْ عَنْهَا نَيَاشينُ النُّجُومْ  .
الْبُؤْسُ يَطْرُقُ نَوَافِذَ الْمَدِينَةْ ،
وَالْأَقْوَاسُ مَشْنُوقَةٌ عَلَى الْأَبْوَابْ ،

ولا تأتني مثل برق عنيف
تزعزع لوز الهوى في ذراي
ولا تدخرني
لتكسرني مثل ضوء
تشبث ليلا بروح المرايا
ولا تتئد كي تمر خيولي محملة بالصهيل
مطهمة  بالحكايا.
ولا تنتثر مثل طفل الغمام
  ولا تندثر مثل ظل الزوايا
ولا تنتحل للرواة مجازا
فلن يستطيعوا

أنتِ في عمري كوكبُ النُّورِ و  أسبابُ حضوري
و  إدمانُ اشتياقي لرائحةِ التُّرابِ المُمْطَرِ
و إدمانُ اغتيالي في بساتينِ  الزُّهورِ
حينما النبضُ يجري نحوَ ظلِّكِ الغضِّ
و حينما يسوقُني العبثُّ الشقيُّ
رغمًا عن الثَّلجِ في رأسي
و رغمًا عن البردِ في أقصى شعوري
كي ألاقي خدَّكِ النَّظرَ الموشَّى
بأحلامِ الحياةِ
فأسكبَ القُبُلاتِ عليهِ أمواجَ عبيرِ
و أمسكُ الأيدي الطَّريَّةَ في افتتانٍ

من المبتدئ في شوارع الحياة،
كان للطيور المغردة عنوان،
تلتقط نسائم الحرية،
على زرقة الأبيض،
بملحه وأسماكه،
في تماهي مع مرح النوارس،
وهي تداعب أمواج الشطوط،
لتلتقط رزقها،
الى حين ....
الى نقلة ثانية،
حيث الغياب،

لسنا نتفقْ
 الأفضل ان نفترقْ
  نحتاج لبعض الهدوء  وبعض الصفاءْ
لنغيّر طقس اللقاءْ
  من حوارات ساخنهْ
 من إستنزاف لطاقاتنا الكامنهْ
 لولادة شوق لا يحترقْ
 شوق كالشعاع مداراتنا يخترقْ
  إندفاعاتنا لم تعد آمنهْ
 إنطلاقاتنا لم تعد تنطلقْ
 يا حبيبة عمري قد مضت الأحلام  ولم نستفقْ

( 1 )
في ترحالي المجنون
نسيت جواز سفري مرة
في نقطة التفتيش
 لم أجد الا صورتك بجيبي
قدمتها لضابط الحدود
ختم عند القلب
ابتسم وقال : عاشق
مسموح له الدخول ..
          ***   
 (   2  )

لا ترحلي ....
لا ترحلي .... يا نهرا من الحب ...
يا موتا من نور .... يا عذابي المسكوت...
اتركي القيود ....
اتركي نارك المشدودة بخيوط العنكبوت.
ابعثي في موتا من ضياء ...
فأنا خلقك الجديد ... وأنت نوري الوحيد
لا ترحلي .... يا نجما في كهفي العتيق.
فأنت روحي ... ,وانا عذابك اللصيق...
لا ترحلي ... يا حزمة من أشعة بيضاء
اتركي الحنين ... اتركي الفناء

كنت حيا ربما
بين أشعة القمر
وتنهيدة نجم أفل
حيث الغيم يتوجس
الدنو من الريح
العبقة بالشبق
اغتالتني يد السماء
عندما كانت تحاول
الانتصار على التيتان
شكل بروميثيوس أنثاي
من نزيف حروف

لا أقف امامك أيّتها المرآة ..إلا لأراها...
ملامحها تعانق قسماتي..
تتلمّس بسَماتي...
أقف أمامك ..يطيل شوقي الوقوف ..
بمساحة الزمن ..
بعمق الشجن ..
بكل عبق فاح بين حنايا الوطن .
ابتسامتها ....تركس عصفورة ..تشدو على شفتيّ
وجهها ...يتلبسني ..يسكنني ..
مني ..إليّ...
نظرتها ...تغوص في وجداني ..

بلغت نهاية الطريق
قبل أن يجف إسفلت المستقبل
أرهقني بناؤه
تكسرت هِمة الحفار
في يد المِعول
تأبطت خططي كملفات
على رف محاسب المعمل
لملمت أقلامي
لعقت الحبر العالق
بين سطور الأمنيات
مضغت علامات الترقيم

في حارتنا تصفف الريح شَعر الانمحاء
بمشط رقيقة الأسنان
بين شقوقها الدقيقة تقرفص ذاكرة مذبوحة
وريدها الآن تيبس في كف الرصيف الشاحب
رصيف يتوسد أسى مخمور
 اغتال نضجه عدم البدايات ..
في حارتنا يقضم الزمان
حكايا العتبات الباردة
يشرب الجرح رطوبة الجراح
المشعة في عيون الجارات القديمات
وتسيح ترانيم الضمور من فلجة العويل

1 ـ الأبُ

بادرني بالقولِ
وهو يزيلُ من حولِ عينيْهِ
ما علِقَ بهما من بياضِ الأرقِ:
قتلُ الأبِ معناه
أن تصحوَ من النّومِ دونَ أن تجد شاربَكَ
المعقوفَ على مداراتِ
سلطةٍ متوهَّمةٍ
وموروثٍ يلوِّحُ بعصاه الغليظةِ
ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشّمالِ!

أمي
ويحبل رنين دملجك
في الروح
ويتهادى وشمك الرخيم
المعسل
كشعيرات همس
تتسلق أناملها المزهرة
فوق الهواء
وأعلى الهوى
أمي..
يا شوقا كالموج

عِنْدَ مُفْتَرقِ الهَديرِ...
على قَميصِ يُوسُفَ..
أنامِلُ حَرَقَها الشّوْقُ..
تساَقطَتْ رمادًا..
أيا زُليْخَةُ:لَمْلِمي حُطامَ جُرْحٍ
خزّنَ نشيجَ ذكْرى
اخْبِزِي الطّينَ في تنّورِ الصّبْر
أقْراصًا شقْراءَ
لا تتعجّلي..
"تأنّقي و تجمّلي"..
فالنّسْوةُ لمْ يقْطعْنَ أيْدي الانْتظارِ

أناس ينشرون
أفراحهم
كل صباح
على شرفات منازلهم...
فتيات يحملن أحلامهن
على جفونهن
من غير انتهاء...
تماثيل تحف المدينة
وزغاريد نساء
فقدن أزواجهن في الحرب...
وعلى الجدار ذكرى

أَيُّهَا الْوَطَنُ الْمُسَجَّى بِسَحَابٍ مِنْ غُبَارْ ،
أَطْفَالُك َيَكْبُرُونَ فِي بِرَكِ الصَّدِيدْ .
وَفِي الْمَقَاهِي وَالْبَارَاتْ ،
مَاسِحُو الْأَحْذِيَةْ ،
يَتَكَاثُرُونَ كَصَيِّبٍ مِنَ الْجَرَادِ وَالْقُرَا دْ ،
جِبَاهٌ مَوْسُومَةٌ بِأَسْيَاخِ الْحَدِيدْ ،
عَلَى السَّوَاعِدِ السَّوْدَاءْ ،
لَيَالِي التَّعَبْ ،
يَتَشَابَهُونَ فِي الْمِحَنْ ،
كَزَوْجَيْ أَحْذِيَةْ .
وَعَلَى بُعْدِ فَرَاسِخَ مِنْ طُيُورٍ تَلْوِي أَعْنَاقَهَا الرِّيحْ ،

عندما أحبك..
يهجرني نوم
وكون
يلفظني الشهد والنحل
يؤنبني العبير
وتبرحني المزهريات
مكــبـلا بالضــباب، كنت
مذبوحا كقربان
بندى الوجنتين
وتراتيل
الحنين