على إيقاعِ " بُحيْرةِ البجَعِ"
تعثّرتْ قدماها ..رقْصةُ زُورْبا
سقَطَ شَالُها..قصيدتي لا تُحْسِنُ الرّقْصَ..
صارَ الاختلالُ طُوطَمًا
يَرْسُمُ خارِطةَ الخداعِ..
نَسِيَ زورْبا فرْحةَ الخطواتِ
نسيتْ قدماهُ لغةَ الشذا .. يداعبُ حُلْمَ الجائعين
أوْ..
صَدًى يمْسحُ عرقَ الكادحين
زُورْبا .. يُهاجِمُه الصّمْتُ ... والسكون
نسِيَتْ قدماهُ لُغَةَ العيون..
تلاواتٌ مائيّه ـ شعر : أبويوسف المنشد
أتلوك امرأةً ..
فتسكر البلابل ،
وتخضرّ الريح ،
وتجيء السماء ( بالمنّ ، والسلوى )
فيركض العالم طفلاً
نحو زرقته الأخيرة !!
**
أتلوك امرأةً ، موجة ً
وامرأة ً ، مجرّة !!
بلغة الشجر المسافر في الضباب ... أتلوك ِ
بالهديل الصوفيّ ..
الخروج من الجنة ـ شعر : عبد القادر بغاديد
أطْلقَ لحيتهُ .. قصَّرَ ثوبَهُ
تركَ الطبلةَ والمزمارَ.
دخلَ بيتاً موبوءاً
يُقالُ: إنَّ مَنْ بناهُ ابنُ زنَا.
قَبلَ يدَ أميرهُ المغموسةَ بدماءِ عبادِ الله
ليَحْشُّوَ جُيوبَ سِروالهُ
برُماناتٍ منْ حقدٍ و حديدٍ.
ربطَ على صَدرهِ موتًا يُطاردُ الخَلقَ
أجْمعينَ.
حورُ عينٍ
ووجبةَ عشاءٍ فاخرةٍ
بذرة بوح – شعر : بويا أحمد عبد الخالق
1- أيها الحرف الموغل جدا في الافتراض
اسمح لي أن أضع سؤالا "ميكيافليا" أمام جلالتك :
" كيف تستمد منك الكلمات العانسة نشوتها ؟؟
سأفترض حتى أنا جوابا ديكارتيا.
وأهرب من تجاويف المعنى حيث تجلس مفردة عارية ودون تضاريس.
ألجأ نحو مرافئ الألغام حتى أفجر جسد الضاد".
لن أكتفي اليوم بذبحك على مقصلة ورقية.
لن تكفيني دماؤك..........حيث أمتح منها جرأتي.
سأحفر بين منفاي اللغوي وبين سجن العبارات.
وأبحث في جيناتك عن بؤرة للانقراض.
الوحدة ـ شعر : عبد الرحمان عارف
شَوارع وَأَرْصِفَةُ و أشجار
الريح تسكن بوابات الابنية
وثقوب الاشجار
لا أحد هنا أثار اقدام مرت
من هنا و رحلت
أعمدة الانارة شح نورها
وما تبقى من سراجها
يتسلى مع صقيع الوحدة
و البرد،
مقاهي المدينة في عزاء طويل
والعاشقين يُطْفِئُونَ وَهَجَ سجائرهم
وَكَانَتْ قَارَّاتٌ تُخْفِيهِ عَنَّا زَمَناً قَدْ يَطُولْ ـ أحماد بوتالوحت
مَازِلْتُ أَسْمَعُ خُطَاهُ وَهِيَ تَقْرَعُ الزُّقَاقْ ،
كَانَتْ نَفْسُهَا الْخُطَى الَّتِي تَحْمِلُهُ لَنَا فَجْأَةً بَعْدَ غِيَابْ ،
فِي جِرَابِهِ خُبْزَنَا الْكَفَافَ وَدِفْءَ الْغُرَفْ ،
وَكَانَتْ قَارَّاتٌ تُخْفِيهِ عَنَّا زَمَناً قَدْ يَطُولْ ،
وَيَأْتِي أَخِيراً وَفَوْقَ أَسْمَالِهْ طَحَالِبَ الْبِحَارْ ،
وَفِي جُيُوبِ مِعْطَفِهِ تَصْطَخِبُ الْأَمْوَاجْ .
كَانَ لَمَّا يَعْتَزِمُ السَّفَرْ ،
تُعْتِمُ أَعْمَاقُهُ وَتَعْتَكِرُ الْغُيُومْ ،
فَأَرَى طُيُوراً تُحَلِّقُ مِنْ عَيْنَيْهِ صَوْبَ الْحُقُولْ ،
يُوَارِي الْبَابُ سَعْلَتَهُ وَيَصْطَفِقْ ،
يَرْفَعُ قُبَّعَتٌهُ عَالِياً ، وَحَالَمَا يَخْطُو يَشْرَبُهُ الظَّلَامْ ،
جَدَل ـ شعر : فدوى إهليعش
مُــخْلِص أيُّها القَلب
لأحْـــزَانِكَ تُـرَتِبُها، تُبَعْثِرُهَا
تـفْرشُهَا فَوْقَ أنَامِلكَ
وتَمْضِي
تَعْبُرُ سَجَادَةَ الزَّمَن
بِــرفْقِكَ المـَعهُودْ
تَعْبُرُ، تَجْتَازُ الحُدُودْ
في ذلك المقْهى الذي لا يَعْرِف الضَجِيج
يَنْتَشِي حُزْنُكَ بِحُزْنِه
يُعَانِقُ أحْلامَا كانت لنا سَوِيا
تَشَاجَرْنَا، تَصَافحنا
سان فلنتينو وحيدا ــشعر : أحمد باخوص
إهداء: إلى خديجة، فراشة أتت أيامي بالفرح الجامح
أي أحلام فيك
تتهجى المسير؟
أي انمحاء فيﱠ
يتوق للفناء؟
أوقفتني في اللوم*
وقالت لي:
أريد أن أسمعها بلسانك
قلت:
الكتابة صدق
فــلسـطيــن ـ شعر : مـحمد لـغريسي
فلسطين
أيتها العصفورة القريبة
البعيدة
أيتها الفتاة
الكردية
التي تعزف رفقتي
شيئا من غربتي
وفي يدها
أسئلة
مذبوحة.
مذبوحة...
لو ـ شعر : عاتق نحلي
آه لو كان لي أن أعيد دفة الزمن
إلى الوراء من جديد!
إذن؛
أسبح في البركة مثل كل الأطفال والبط، وكل الدجاج
لعلي أصمد في وجه عجاج
الحاضر الموغل في السواد
أستدرج العقارب الصفر بزهرة الخردل
أعمل في المحجر
في الحقل
أشرب من ماء المطر الجاري في الجدول
أسقي الماء من البئر الحلو والمالح
غادريهم ـ شعر : فوزية العلوي
غادريهم
غير مأسوف عليهم
وابرئي منهم فلاهم
زنبق حتى تقولي
ضاع عطري
لا ولا من عسجد حر وتبر
كي تقولي يا لقهري
كيف استغني عليهم
كيف اجتاز دروبي
دونما نور يشع من سماهم
أو اشق الأرض بحثا
أولاد علي ـ شعر : عبدو بلحاج
أنا رجل فوضوي
من أولاد علي ..
حزين
مثل عربة بقال قديمة ..
أحلم بتغيير العالم
و غراسة البرتقال
فوق أنقاض المعابد ..
أقترح
رمي اللصوص
في فوهات البراكين
سيكون الأمر سخيفا و مذهلا
نشاز.. وانتصار ! – شعر: نادية البعون
ولمن تُراني أكتب قصائدي؟
يا أخي العزيز، كنت مؤيدي
وكان نصحك الجميل، وكان فيك سندي
كنت بالأمس، ترسم لي مجدا، تراني في سؤدد
ولأجلك تمردت على النشاز، على السراب، كي تراني
ولكنك لم تر غير تمردي !
و لو تعلم قبل أن تعاتبني
أن تمردي ليس من أجل ذاتي
فلأجلك تركتها في صبحي، في مسائي، وحين سباتي
حتى عندما أناجي نفسي أو أنظر إلى مرآتي
لو تعلم أن صداها وطيفها كانا دوما يعذبانني
رقصة فوق أهداب الموت ـ شعر : حسن حجازي
-1-
على غير هدى مني
أنا الشارد في متاهات الصمت
أواري قلبي المطارد
في علبة أوجاعي المكتومة،
أتجرد من قماش الجسد
المنسوج على منوال الحيرة،
أرمي به في أتون التيه،
أحتفظ بجيوبي المخرومة
التي غالباً ما تذكرني
بحالة إفلاس الروح،
شَارِعٌ وَأَرْصِفَةُ جُنُونٍ وَدَفَاتِرْ ـ شعر : بوتالوحت احماد
شَارِعٌ وَأَرْصِفَةُ جُنُونٍ وَدَفَاتِرْ ،
وَمُخْبِرُونَ مُحْبَطُونَ يَحْتَسُونَ وَقْتَهُمْ فِي الْمَقْهَى الْمُجَاورْ،
وَخَلْفَ ظَهْرِي زُجَاجُ أَعْيُنِهِمْ يُرْبِكُ السُّطُورْ ،
وَجَلَّادُونَ يُطْفِئُونَ وَهَجَ لَفَائِفِهْمْ فِي مَنَافِضِ السُّرَرْ ،
وَفِي سَرَادِيبِ التَّعْذِيبْ ،عَصَافِيرَ مَنْزُوعَةَ الْأَظَافِرْ
وَغُرَفُ الْفَنَادِقِ مُسْبَلَةُ السَّتَائِرْ ،
وَعَلَى الْأَرَائِكِ تَسِيلُ بُطُونٌ مُثْخَمَةٌ بِفَوَاكِهِ الْبَحْرِ وَالنَّبِيذْ ،
وَالْأَصَابِعُ تَتَجَشَّأُ ، لَحْمَ الْخُصُورْ .
وَكَصَفَحَاتِ كِتَابْ ،
الْأَفْخَاذُ مُبَلَّلَةٌ بِلُعَابِ الْأَصَابِعْ ، .
عنْدما...تَبْكِي "شَمْسُ"... ـ شعر : فاطمة سعدالله
عنْدما تبْكِي "شمْسُ"..تخْجَلُ دمُوعُها
من الضّياءِ..
تتخفّى..تتستّرُ بِسُجُفِ الغُيُومِ..
تبْسُطُ يَدَ التمنُّعِ..
تُذَلِّلُ مسَارَ الدمْعِ..
يَهْمِي المُزْنُ عنْدها،
وتهْدِرُ الأنْهارُ.
*************
عنْدما..تتألّمُ" شمْسُ"...
ترْفُضُ المسكّناتِ..
تُخزِّنُ الوجعَ..ذاكرَةَ حياةٍ
اعتذار ـ شعر : عبد الفتاح الكامل
يا فلسطين
اعذريني
لست ثوريا
بما يكفي
كي أكون حجرا
في أيادي الغاضبين
--
يا فلسطين
اعذريني
لست شاعرا
بما يكفي
مدن الماسي المهجورة – شعر : غزلان شرعي
كنت أرسمك في الطرقات معي..جنبا لجنب
ارسم كتفك لاستند عليه حين اتعب..
أنا دائما متعبة
ارسم العيون والقلب ...والنجوم..
ارسم المطر ...العطر والغيوم..
أجلستك طيفا على الشاطئ...
تسلقتك حجرا ...
واذبتك كالثلج
لكن كل السبل التي قطعتها إليك أعادتني إلي ..
كرسالة خاطئة في العنوان
ابتلعت الجرح ومضيت
أَرَى وُجُوهاً مَشْطُوبَةً بِشَفَرَاتِ أَزْمِنَةٍ قَاسِيَةْ ـ شعر : أحماد بوتالوحت
أَرْبِطُ الْأَزْمِنَةَ بِالْأَزْمِنَةْ ،
وَبِمِسَلَّةِ الْخُطَى أَرْفُو الْأَمْكِنَةْ ،
مِنْ وَطَنِ الْمَنْفَى إِلَى رَصِيفِ الْمَبْغَى ،
أَرْكُضُ وَدَاخِلَ مِعْطَفِي تَهُرُّ الرِّيحْ ،
وَتَحْتَ جِلْدِي الْكَابِي تُبْحِرُ مَرَاكِبُ الْكَآبَةْ .
لَا خُبْزَ لِي ، فِي بِلَادِ الْمَنَافِي وَلَا خِصْراً نَاعِمْ ،
لَا الْحَانَاتُ وَلَا الْمَبَاغِي وَلَا الْأَسِرَّةُ وَلَا الْغُرَفُ الْمُعْتِمَةْ ،
كَانَتْ كَصَدْرِ أُمِّي .
بِأَسْنَانٍ نَخِرَةٍ وَأَصَابِعَ تَعْبَثُ بِأَوْرَاقِهَا الرِّيحْ ،
قَضَيْتُ دَهْراً أَتَسَكَّعُ عَلَى خَشَبِ الْخَرَائِطْ ،
تَنْفَتِحُ أَزْرَارُ الْمُدُنِ عَلَى صَبَاحَاتٍ عَكِرَةْ ،