قفوا خلفي
نعم، هكذا
متراصين كعلب التونة
مائلين إلى الأمام قليلا
كحائط مقبرة
وابتسموا في فرح نادر
أنت في الخلف..
حاذر !
لا تلوح بشارة النصر
حتى ينقشع الغبار
وتهدأ الثائرة.

يسيلُ الماءُ مِنْ قلبِ الخَطيئَةِ صافيَ النّظراتِ
يُطْفِئُ ليلَهُ المَلْفُوفَ بينَ نَواجدِ الطُّغيانِ
عابِساً يأويهِ ضوءُ الزَّهرِ في رُمُوشِ
سائِحَةٍ أخذتها رياح الأمسِ كي لا
تُعيدَ لِبَسْمَتِهَا تَوَغُّلَهَا البعيدَ في
كأسي..
هي الكأسُ التي شَربتْ دمعتينِ
من نَهْر المحبّةِ الحُبْلى بالرّعدِ و الفَوضى
تُمَشِّطُ رأسيَ الحافي بْغِنائِها
كما يفعلُ الليل بسوءِ ظِلالهِ
هدأتْ ولم تحملها الرّياحُ إلى نَشْوَتِهَا

كَبِرْنَا بَيْنَ أَثْدَاءِ الْفُصُولِ ،
الْمُبَقَّعَةِ بِالدُّمَلِ وَالضَّفَادِعْ .
كَبِرْنَا فِي صَحْرَاءَ لَا تُشْبِهُ النِّسَاءَ ، إِلَّا مَجَازَا .
كَبِرْنَا ، بِأَظَافِرَ مُلْتَوِيَةٍ كَالْأَنْهَارْ ،
جَعْدَةٍ كَجَدَائِلِ الشَّمْسِ ،
دَخَّنَّا تِبْغَ الرَّذِيلَةْ ،
وَشَرِبْنَا خَمْر الْخَطِيئَةِ الْأُولَى .
تَقَاسَمْنَا أَرْضِيَةَ الْحُزْنِ الَمُدَبَّبَةْ ،
وَأَكْيَاساً مِنْ حِنْطَةِ النُّجُومْ ،
هناك !
حَيْثُ يُلْبِسُ الَّليْلُ الصُّخُورَ، مُسُوحَ الرُّهْبَانْ ،

كانت أمّي
تغزل الحبّ لنا ثياب
وتضيء أيّامنا
صغاراً كنّا نأوي إليها
كالعصافير إلى الشجر
أمّي لم تحبّ الغربة يوماً
لذاك أبقتنا داخل فؤادها
ننعم بالدفء
**
لمحت وجه أمّي صائماً على الأريكة
لمحته في الصحو

مابين موتي ، وميلادي احتضارٌ
اسمه أنت !!
**
مدلّلي ،
غصّة الغياب
لها نهر لظىً
والمصب ... محيط أنيني
**
هذا المساء
لن يمرّ القمر بشرفتي
أينك أنت ؟

ياسيّدي البعيد ..
رسولتي إليك لم تعُد إلي !!
حمّلتها شدواً إلهيّ الصدى
وزهرتين من سناء !
حمّلتها كلّ النبوءات التي
في خلوة الشواطيء الحزينة !
وكلّ تاريخ الضياع ، والظلام
وشمتها بدمع كلّ عاشقٍ
وعاشقه !
أودعتها الصمت ،
وصيحة اليمام !

1 ـ عالم يهزأ بي
يُصَيِّرُنِي متاهة
تَنْشُدُ الخلاص
عندما تلوذ بي
الحيرة
وتأخذني إلى
أعماق
بلا قرار
-2   تائهة أنا
حائرة أنا
أدور و أدور و أدور

آهٍ يا حلمي
تذكّرْ أنّني وحدي
أسافرُ على شجَر البلّوط
نحو
حدائقِ الوعدِ الأخيرْ.
آهٍ يا غدي الذي
سار منفيّاً
في نجمة ِ الأُفُقِ المنيرْ،
ناولني من اسمكَ
حرْفاً واحداً
لأصيرَ نجماً سُداسِيَّ المعاني

أين كنت ذلك المساء٠٠٠
حين أغلق علي باب الزنزانة
كان آخر ظل شجرة أشاهده في عالمكم الخارجي٠٠٠
كنت وحدي
لكني أذكر أني لم أكن خائفة٠٠٠
لن تكون الشمس بذلك الدفء ثانية٠٠٠
لقد رأيت الكثير للغاية و علي أن أدفع ضريبة المعرفة٠٠٠٠
أنا المسجون رقم عشرة٠٠٠
الحمد لله لقد جردوني من الاسم و النسب٠٠٠
أنا حرة منهما الآن
انأ رقم عشره وفقط٠٠٠

أفتح دمي غفراناً
للآثمين !
أفتح دمي سجّادةً ذهبيّة ً
للحفاة ..
بلاد حبٍّ للغرباء !
أنشر دمي صلواتٍ
على حبل الرحمة !!
كلّ موجةٍ تنتظر
أن يتسلّقها الطفل دمي
وكلّ غيمة !
تنادي عليه السماوات

لماذا الرصاص ُ وجمر ُ الحِمَم
لماذا الأغاريد في الفجر دَم
لماذا الرّدى واتّساع الخراب
أليس الحياة لنا  كالحلم
أنحوَ الدمار تهبّ الحياة
وخلف المذابح تمشي الأُمَم
أرى الحبّ لن يتهجّى الدماء
توقّف كفى أيّهذا القلم
فليس المسار ضياع الجهات
وليس الوجود احتراف العدم
وما البحر ممّا يجرّ السراب

الأبوَابُ مُترعَةٌ علَى هَلَعٍ
والأشْجَارُ يُحرِّكُهَا هَلَع
 والهَلعُ وَمَا هَلَعْ
بَينِي وبَينَ طَائرَ الورْوارِ مسَافَةُ الخواءِ المُطلقِ...   
وذاكَ اللَّمعُ  يحَركُ جُنُونِي
 لحَصدِ الرَّوابي الثَّلجِية.ِ..
 بأوْمَأةٍ وَحِيدةٍ مِن شَيْطَانِي ...
بشَفطةٍ طَاحِنة منْ عُقمِي
 بِخزْرَةِ  عَينٍ مقلُوبة وراءَ البحرِ...
 قُولُوا تدمَع...
قُولُوا تلمَع...

قولوا للشمعة أن تسامحني،
لأني تركتها طيلة الليل مشتعلة.
لقد كنت أنتظر حبيبتي
لكنها لم تأت.
قولوا لليل أن يصبر،
ألا يمر سريعا كالعادة.
لكن الصباح أتى منذ مدة
وهي لم تأت.
قولوا للفراشة أن تهدأ
وتؤجل علاقاتها الجنسية،
لتراها حبيبتي قبل أن تموت

من هنا مروا...
أبى والرفقاء...
من هنا مروا...
يلوحون بأرواحهم البيضاء،
ينشدون يحيا الوطن...
وأي وطن.
أنا أومن بالحياة ولا أومن بالحدود و لا بالأوطان...
أنا أومن بأن بيتنا يحتاج للأب أكثر مما يحتاج إليه الوطن...
من هنا مروا ...
تركوا على الرصيف شقوقا
سقط فيها المطر ،نمت أشجارا و رياحين...

ماذا الشموس بلا دجىً
ماذا البحار بلا سراب
فأنا بهذا الكون أصرخ
ثمّ أصرخ لا اُجاب
إن لم يكن عطشٌ هناك
فأيّ معنىً للشراب
إنّ الحياة تناغمٌ
بين المسرّة والعذاب
بين اللئالئ والحصى
بين المدائن والخراب
سلم الليالي حربها

البُحيرَةُ تَغمرُ عَينَ الشّمسِ
بالبُكاءِ
 فيَزدَادُ الفَيضُ
 علىَ جنباتِ الرَّملِ
ولا أثرَ سِوى لِغمزةٍ عَارِية
أرْختْ نصْفَ سَوادها
على عُذْريةِ الظَّهيرةِ ....
بلْ لا أثَرَ سِوَى لعثمةٍ قتّمتْ مُحَيَّا أعيانَ البلاَدِ
 وأسقطَتْ طَبائعَ الألفَةِ منْ أدْراجِ القصْرِ
 المَرْمَرِي....
وَمنْ تحْتِهِ تجْرِي السَّواقِي ...

 أفٍ منْ إصباحاتٍ يكثُرُ فيها لُغطُ الجُرذانِ
 وَيَعلُو صَوتُ الأفنانِ
 وأهلُ الدارِ على الأرَائكِ مغصُوبين غاضِبينَ بالمجّان
يسألون وَاهِبَ العِزَّةِ والجَبرُوتِ الرَّب المَنَّانِ
 مَقامًا بجِوارِ الحبيب العدنانِ
 يسْألُون واهب مُلكِهِ لمن يشَاء
 السّلوَى والسلوَانِ
 النَّجْوى والأمَانِ
طلةً خَارِج البهْو المُسيّج يأملُونَ فيهَا اثنانِ
الشّمسُ علَى موعِدهَا
ونَسمةُ البحرِ  بالبَقاءِ  علَى عَهدِهَا

أسأل أم تسألين
أم كلانا سؤال
على عتبات
الكائن والممكن والمحال .
تجذبني
مرت تلك اللحظات
والدمع بلل أطرافها
مثقلة بالتسويفات ..
أمررنا من هنا ؟
كان الحرث والمحراث
كان الحصاد