كُلُّ وَرْدَةٍ لَطِيفَةٍ رَأَتِ النُّورَ أَمْسِ،
كُلُّ فَجْرٍ يَنْبَلِجُ بَيْنَ الْحُمْرَاتِ،
يَتْرُكَانِ رُوحِي صَرِيعَةَ النَّشْوَةِ...
لَا تَتْعَبُ عُيُونِي أَبَدًا مِنْ رُؤْيَةِ
مُعْجِزَةِ الْحَيَاةِ الْأَزَلِيَّةِ!
***
مَرَّتْ سِنُونٌ وَ أَنَا لِلنُّجُومِ مُتَأَمِّلٌ
فِي اللَّيَالِي الإِسْبَّانِيَّةِ الْبَيْضَاءِ
وَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَجِدُهَا أَجْمَلَ.
اِنْصَرَمَتْ سِنُونٌ، وَ أَنَا وَحِيدٌ مَعَ نَفْسِي،
أَسْمَعُ مِنَ الْأَمْوَاجِ الْخِصَامَ،

القصيدة حالة نسيان، تحاصر الذاكرة
تئن كثيرا ولا تنهزم، صادقة كجنازة
فقير لم يلتفت إليها أحد، هي سيرة أجساد
العبيد حول سياط الأسياد، وما بقي مِن
أثارِ مَن مروا قبلي تحت هامش أيامهم،
وآخِر مَن يَرثي عُري صحراءنا العاهرة
***
حين أحِب، أطل علي منكِ فلا أرى
إلا بقايا خيبتي، أخبريني عنها كيف
هي الآن ؟ أما زالت تحب الأغاني ؟
أم أنني من بعدها شِبه أسماء متناثرة

نحن الرجال الجوف
نحن المحشوون
نميل معا فتميل رؤوسنا المملوءة بالقش
يا خسارة،
خفيضة أصواتنا الجافة
خالية من المعنى
لمّا نهمس معا
كالريح تجوس خلال يابس العشب
أو كالجرذان تمر بأرجلها فوق الزجاج المنكسر

في قبونا المجدب

يحل المطر
فأواريه بنخيل عيني
وأعلن انهزامي
كلما اشتد احتراق النبض
وكم كنت أنتظرك في صمت
أنا المصلوبة على بوابة قلبك
أغزل الوقت شوقا وحنينا
أفرش أهدابي لغيمة بالغيث حبلى
وصبابة تكاد تفجر الحشا
وعلى مشارف الموت أغادرني
إلى منافي الغياب

كَانَ هُنَاكْ !
بِوَجْهِهِ الْمُسَوَّرِ بِالسُّحُبْ  .
كَانَ امْتِدَاداً لِأَسْوَارِ الْبَحْرِ  ،
لِأَسَاطِيرِ الْحِكَايَاتْ  ،
فَوْقَ رَأْسِهِ قَمَرٌ نَاعِمٌ ، بِعُيُونٍ غَجَرِيَةْ ،
وَقَطِيعٌ مِنَ النُّجُومِ الْمُتَثَائِبَةِ خَلْفَ الْغُيُومْ  ،
مَجْرُوحاً بِوَحْدَتِهِ كَوَرَقَةٍ فِي الثَّلْجِ ،
مَحْرُوقاً بِوَجَعِ الْمَكَائِدْ .
جُنُونُهُ يَمْتَدُّ أَبْعَدَ مِنْ مَمْلَكَةِ النَّحْلْ ،
وَمِنْ أَرْدَانِ قُمْصَانِهِ الْمُهَلْهَلَةْ  ،
تَخْرُجَ قُرَى مِنَ الْعَبِيدْ ،

أعرف أنك لن تخذلني،
و ستأتي قريبا.
أيها الضيف المألوف..
لقد تركت لك الباب مفتوحا،
و كتبت من أجلك خطابا
وبعض القصائد أيضا
سأقرأها قبل ان نرحل.
هناك حيث الظلمة مفهومة،
أكثر من ظلمة غرفتي.
حيث الهدوء المطلق.
حيث لا يبدو العالم،

مُوحِشٌ زَمَنُكِ ،
مُوحِشٌ وَقَاتِلٌ كَنَصْلِ مُدْيَةٍ حَاقِدْ ،
مَنْ شَكَّ هَذَا الزَّمَنَ فِي خَاصِرَتِي ؟
لَا يَا أُمِّي ! لَمْ يَعُدْ فِي الْأَرْضِ مُتَّسَعٌ لِلْفَرَحْ  ،
لَمْ يَعُدْ فِيهَا ،
مَا يَجْعَلُ الْغَيْمَ سَنَابِلْ ،
وَالْبَنَادِقَ تِبْغاً وَقَصَائِدْ ،
لِمَ تُأْكَلُ نُهُودُ النِّسَاءِ عَلَى مَوَائِدِ أَعْيَادِ الْمِيلَادْ ؟
لِمَ تُقَدَّمُ أَفْخَادُهُنَّ  ، نَيِّئَةً عَلَى أَسِرَّةِ الَّليْلْ  ؟
لَا يَا أُمِّي ! لَمْ نَعُدْ نُوجَدُ إِلَّا عَلَى هَوَامِشِ الْأَوْطَانْ ،
نَبْكِي عَلَى سِيقَانِهَا الْمُطْبِقَةِ عَلَى الضُّرُوعِ وَالْخَنَاجِرْ ،

أحبك أن تبقى ساكناً
وكأنك غائب
وتسمعني من بعيد
وصوتي لا يلمسك
وكأن عينيك قد سافرتا بعيداً
وكأن قبلة قد ختمت فمك
كل الأشياء ممتلئة بروحي
وأنت تنبثق من الأشياء
ممتلئ بروحي
أنت كروحي
كفراشة الحلم

لَمْعُ المُدْيةِ فِي كَفِي عِصْيانٌ
 وسواعدي وإن خمد الحريق راجفة
 تتلقّف ويلات العاصفة بالميال..
بالرقص المجبر..وحرقة العيال 
 وطريقي مشوب بآثار الذنوب
 في سائر الأمكنة لي أثر
 وفي قرار الأزمنة لي اثر
 قد أكون أنا قادما من   هناك....
 كما السراب
وقد أكون آنا رابض في أزل كما الأزل
واااحيلتي....ويا حسرتي...

قمر الدموع يدور في عينيك أم
قمر اللهيب يدور في منفاه ُ
ويلايَ من عينيك يا معبودتي
ويلايَ من قلبي وشكواه ُ
سجد القريض إلى عيونك ِ إنّها
كالبحر يبعث ضاحكاً موتاه ُ
يا مسرح الأحلام يا سفري إلى
حيث البحار البيض حيث الله ُ
ما ذلك الفردوس أسكنه أنا
إن لم تكوني أنت ِ لي حوراه ُ
قد حطّ في ممشاك ألف مجنّح ٍ

بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، كَانَ كُلُّ شَيْءٍ لَا شَيْئًا،
رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ كُلَّ شَيْءٍ.
بَعْدَ لَا شَيْءٍ، أَوْ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ،
عَرَفْتُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ لَا شَيْءٍ.
***
أَهْتِفُ: "كُلُّ شَيْءٍ!" فَيَرُدُّ الصَّدَى "لَا شَيْءٌ!"
أَهْتِفُ "لَا شَيْءٌ!" فَيَرُدُّ الصَّدَى "كُلُّ شَيْءٍ!".
اَلْآنَ أَفْهَمُ أَنَّ لَا شَيْءَ قَدْ كَانَ كُلَّ شَيْءٍ،
وَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ رَمَادًا لِلَّاشَيْءِ.
***
لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ لِمَا كَانَ لَا شَيْءَ.

مالي كلما صُغت ألامي في حيائي
تفردت من حولي المداعبة
ونال مني الهون نشوة الخلود
 وتراء لي الصمت تائها في معاطفي البالية
يراقص كما يشاء زفراتي اليتيمة
مالي كلما صار لي  في القرب فرصة
أخدني الشوق  للوراء
ولفّعتني الغيرة بحصارٍ ينسج الضياع
عَودتي تخيط الملالة وصفوي كدّره البهتان
مالي كلما أيقنت حالي بالبقاء
تحركني عواصف الغضب وتشل بداياتي

كُلُّ مَا أُرِيدُهُ مِنْكِ
قَلِيلٌ فِي الْعُمْقِ لِأَنَّهُ فِي الْعُمْقِ كُلُّ شَيْءٍ،
كَمُرُورِ كَلْبٍ، كَتَلٍّ،
تِلْكَ الْأَشْيَاءُ التَّافِهَةُ، الْيَوْمِيَّةُ،
سُنْبُلَةٌ وَ سَالَفٌ وَ كُتْلَتَا تُرَابٍ،
رَائِحَةُ جَسَدِكِ،
مَا تَقُولِينَهُ حَوْلَ أَيِّ شَيْءٍ
عَنِّي أَوْ ضِدِّي،
كُلُّ هَذَا هُوَ قَلِيلٌ جِدًّا،
أُرِيدُهُ مِنْكِ لِأَنَّنِي أَهْوَاكِ،
فَلْتَنْظُرِي إِلَى أَبْعَدَ مِنِّي،

أطلّي ياالتي عيناك مرعىً للمجرّات ِ
ومعراجٌ لأحلامي – وميلادٌ إلى ذاتي
أطلّي من وراء الشمس من كلّ النهايات ِ
أنا نجمٌ بلا فلك ٍ – طريدٌ من فضاءاتي
ـ ـ ـ ـ
أطلّي ساعةً في العمر عمري كلّه مبكى
وخلف القلب لي قصصٌ – من الأحزان لا تُحكى
رأيت البحر لكنّي – وحقّك لم أرَ الفُلكا
وأدهى من عذاباتي – غيابك أنت ِ بل أنكى
ـ ـ ـ ـ
أطلّي مثلما الحانات بالكأس الألهيّه

1
صرنا نستبيح الدم
ونهدره ونريقه
ثم نكرع الأنخاب
على صحة القتلى
وحين نموت بذل
ننتظر إلى أن يجن الليل
فنخرج من قبورنا المصفحة
ونتجسس على كل ذات حمل
ونجتث البذور التي في الأرحام!

دفنت جدتي ضفيرتها
عند قدم شجرة معمرة
في قريتنا الأطلسية
الآن أريد خصلة منها
أشيد بها جسر الحب في دمي
تعبره حمائم رهيفة
فقدت جناحها في وادي الجراحات
في سماوات الخوف
أرسم قبلة كبيرة
كتلك التي دستها جدتي
في قعر القبر

بابك موصدٌ
افتحه يا ( آدم )
أنا ... ضميرك !!
وتكلّم إلى البحر ، إلى الله
رتّلني ..
أمام كلّ شعوب العالم
أنا قصيدتك !
وتألّم إن شئت ... أنا وعيك
أي  ( آدم )
إنّك ذاهبٌ لنسيان الشمس
وما هذه المدية التي

كم تغنينا بالوطن
رأيناه حلما يتراقص ظله في المدى
وهو ذبيح يزف بكل الأسى
كعذراء مغتصبة
على سرير الغواية
تبعدنا أصوات
تجمعنا الأغنيات
كصهيل يملأ الشرايين
ونغني مع الجرح
ألف لحن ويزيد
نرحل كالنوارس