لشطارتي مزقت باقي الأشرعة
المتخلى عنها ببهو البحر
وكفكفت دموع التماسيح الكاذبة
بصفحات أشعاري حين تناثرت ألغازها
لأرى ومض عيونها تسرق حبات الرمل
وكسرت كؤوس الطلى على أرصفة الجنون
حتى أساوي تغريد شحارير الفيافي على
مقامات الاسى  التي تواتي تدرجي
لأعصر مدام أشجاني بين أظافر صقور أتاها
عبث البلادة على حين غرة
وسقتها  شجرة اللبلاب آخر السموم

غَادِرٌ هذا البَحْرُ..
سَلَّمْناهُ يَد المحبَّةِ فأغْرَقَ الألوانَ
نثَرْنَا السَّمعَ بيْنَ ا لتّموُّجِ والتَّمَوُّج
فعَمَّقْنَا الأحْزَانَ
عِنْدَ عُيُونِنَا تصْطًّفُ القُضْبَان
النوارسُ تنْقُرُ حَوَاشِي الذِّكْريَات
وترمِي مِن خًلفِنَا سِرًّ الحِكَايَاتِ
ويقْتَاتُ اللّيلُ مِن أجْسَادِنا
مَنْ أحَاطَنَا العِلْمَ أنَّ البحرَ بِدَايةٌ
وأنَّ النهَايَة فِي يَدِ غَاوِيةٍ ترعَى خُيُوطَ الهِدَايةِ
 حتَّى تَسْتَحِمَّ شَمْطَاءَ الدَّجَلِ مِن دَجَلِهَا

ذاك قاع المحيط
إنّي أراه ..
لكنّي لم أغطس في القمر
لم أغطس بعد !!
**
سبعة أحياءٍ موتى ..
سبعة أمواتٍ أحياء
**
ألمحني ..
في نجمةٍ تتضخّم
وزهرةٍ تتضخّم

1ـ طريق أبي المهاريس :
تربة في سديم
مثل مواخر هيفاء
يحضنن حزن مماليك دامية المزن
كل البوارق مغمدة ،
والطريق العليل كبا ،
و سيف "هامان" من لوعة الركض سيف بليل،
وعيش يليق بالخنازير كلما اكتحلت خلسة
بدمع ،
و كسرة،
وزيت لوقود الطريق.
يا أبا المهاريس!
خذ نظير النواقيس
إن تكسرت الأجراس على مشارف نهر الموت
حوافر فارغة،
أو تراتيل يطهرن أسوار المدينة.
 - 2غيمة أغمات :
سلالات من صلب المعتمد
ترتشف الحروف المرة
قيظا في ظهيرة أغمات،
و كم من ميمونة في نخوة السنتير
لم تلق احتفاء يشفي غليل اللهاث !
ستنجبن زيادا من وشم السنابل،
من رنين المهاريس ،
ومن نثار الاشعار .
أغمات ! افتتني بالطريق،
بصرعة من "جذ بة" القراد.
لوعتنا هبوب الغيم قبل مواسم البوار ،
وإلا سبقنا بمراكب النقع سنابك الخيل
التي رمتنا بعشق الجبال ،
ولم نركن الا في حضن ما جاوزها ،
الا في حضن الغبار الاحمر ،
حيث امهاتنا قوافل للعنبر
يبكين سطوة المهاريس ،
وغروب اغمات الذي اندثر .
___________________
هامش:
زمن هذا النص وشم في ذاكرة الطفل - الشيخ الذي كنته في قيظ ظهيرة أحد ايام صيف 1970 .. كنا نمشي جماعة ، اطفالا وأمهات ، عبر الطريق الترابي"ماجوريل" الى سحنات يشع منها نور خالد...الى معتقلي الرأي بسجن "بولمهارز" بمراكش إبان سنوات الرصاص

جرب أن تمزق سؤالا
أو تواعد المعنى
على طاولة في مقهى قريبة
وتخذله
سيكون الأمر متاحا
أن تلهو بسحب السماء
 وتعصر حليبها على التراب
ماذا لو ملأت أغنية باللذة
ورميتها للبحر
ستجد أن الحكاية تُبدل أقوالها
أتعرف حتى مريم التي ذهبت بعيدا

أسامر حكايا معتقة
قطراتها الحالكة تسيح
من خابية معمرة
ترقد بين شقوقها حقيقة ماجنة
سافرة
تقامر بورق وطن
منسي في حضن تاريخ نتن
تلك الغجرية الوحيدة
وهي تسابق مجرى الخديعة
مرغت خمارها الأسود في مستنقع النسيان
بكف دامية رفعت أعلام الغياب

أكتفي
أكتفي بهذا القدر من جراحي
جراح
حوّلتْ لشلالِ الدفء مجراه
وفي غابة  القيود أودعتني
مع الزمن  وثّقت العهد
  لتختلس وجنتي
تطرز بالمتنافر غصوني
وفي ركني
تنثر بقع الزيت 
أكتفي

خلعت ثيابي
لبحرٍ يزور يدي في المساء
لوحيٍ يجيء مبلّل !!
وراء يدي ... يتعرّقُ بعض الشجر !!
وراء فمي ... دمها الأقحوانة !!
خلعت ثيابي
لأدخل طهر الخطايا
وأقرأ كلّ المطر !!
إذا ما التقى عاشقان
تعرّى على الشاطئين قمر !!
تسلّقني الطائر الأرجوانيّ

تعودت استنباط ترانيم الإبتهال
من وقد الريح
حين القافية تندثر
وأن أقتسم أوردتي
مع القمر المنتظر
أتيمّم بالغيم المعصوم
لا أبارح فجوة الوجع
حتى يقرأ اليَمُّ أكف العابرين
ماذا لو هربت شواطئنا
منكسرة
تبحث عن نوارس

صديقتي في الفيس
كالعصفورة اللعوب ..
رطانها
يرنّ في القلوب ..
يدغدغ القلوب !!
**
صديقتي في الفيس
تشبه المطر ..
تكتب عن غيومها البيضاء
والسوداء والحمراء ..
في الصبح ، والمساء

وتَسألُني ..
ما الّذي بعد كلّ الّذي عشتَ ، لا يُعْجِبُكْ ..؟
كيف تعشقُ بوحَ السّواقي و شَجْوَ الأغانِي  ،
ولا شيءَ في أرضِنا يُطْرِبُكْ ؟ !
وتقولُ بأنّ الحياةَ البسيطةَ أعظمُ ما في الحياةِ ،
وقد تاهَ في غَيِّها مركبُكْ ؟
وتسألُني ..
لِمَ تحلمُ دوْمًا بأشياءَ في غيرِ حالاتِها المُشتَهاةِ ؟
تحبُّ الكلامَ الّذي لا يطولُ ...
ولا ينتهي ..
والنّساءَ إذا لم يَهَبْنَكَ ما تشتَهي ..

حِذٙائِي مُوحِلٌ كٙالأٙرْصِفٙةْ ،
جٙوْرٙبِي داكِنٌ كٙسٙحٙابٙةٍ مُمْطِرٙةْ ،
شٙعْري مُهْمٙلٌ تحْتٙ سٙنابِكِ الرِّيحْ ،
أٙحْزٙانِي مُثتٙهدِّلٙةٌ عٙلى كتِفِي ،
كٙضٙفٙائِرِ الغٙجٙرْ ،
كٙالصّٙمْغِ عٙلٙى لِحٙاءِ الشّٙجٙرْ .
أمْتٙارٌ من المٙحٙارِمِ لا تٙسٙعُ دُمُوعِي .
ثمّٙةٙ رٙبِيعٌ فِي عُيونِ الجٙائِعينْ ،
وٙأوْرٙاقُ خٙرِيفٍ تٙتٙوٙزّٙعُ عٙلٙى حٙدائِقِ المٙوْتٙى
ثمّٙةٙ سُعٙال كٙثِيفٌ يٙكْتٙنِفُ الفُصُولْ ،
ويُمٙزِّقُ صٙدْرٙ الغٙابٙاتْ البٙعِيدٙةْ  ،

- الغريب -
أسفل الجرح،                                             
تلونه لغة الماء،          
ففي الحبق الحاني... مقيد ومصفد،     
تنوسُ به هالة التعب،    
حروفه على جمر الانين،
يعاسيبه تحوم على جفاف  السواقي،
لا ظل له..
الا ظل الغيم..،
لا جدار له،
الا  جدار الحنين.

... وبعدها تقفين
تقفين جامدة أمام بروج لاءاتي
كشجرة في النار
تنادي أوراقك دموعي
سيولا تخنق ألسنة اللهب
لا دموع تجود بها عيناي... جفت أنهاري..
ألست من أسكبتنيها زمان؟
ألست من دفنتك في قلبي
وفيك دفنتني؟
لفظتني أرضك فلا تمترين
تقيأني ثراك

صافحني
 القدر بشدة متعبا يدي
حتى ضحك
 الحزن
 على مجاري المياه؟
عاد القدر
ليخر ساجدا
 أمام كبرياء
عجوز عاشقة لشبابها.
وأنا عطشان
على مرأى من الماء

في العشرين من يونيو
قطفت أول ثمرة ناضجة من شجر التين
كانت تتدلى كأنها قطرة ندى،
نسيها الليل على الورق..
آه كم إنتظرناها،
 أنا و العصافير.
في العشرين من يونيو،
كانت تحتضر آخر زهرة بيضاء
وهي تنثر آخر بذورها.
فقد انقلبت الفصول عليها
بعد أن تأخر المطر..

من عوالمي العطشى
اختلست أجمل أنشودة
لتسرق  النار من قلبي 
فتعشوشب عروقي ...
طفتُ بروحي المنكسرة
على جراح لمْ تغفُ
أعَدّد وخزات النصال
 في دروب الصمت أزند  ذاتي
لتجمع  قوائمَ أحزان 
في سفح القلب متناثرة
وفي مقبرة النسيان تواريها

في ضباب الليل
تورق جراحي
تزهو أفواقها
في كياني
تعدو ...
تتشامخ
ترتقي
درجات السديم
في ظلال الحلم
يراقص القمر
بقايا الامي

برضاب القلب ظللتك
وحواليك النجوم تنسج آيات عشق ذابلة
هاوية أنت نغم العود الشجي
سابحة كالعذراء يحذوك صوتي
مترنمة ...
حينا تتهادين في  حقول الذرة
حينا من فيك يطلع البدر
أنت عنوان ذي الوردة
البهيه
سامرت قلبي ذات عام
أنت ... تظلين شامخة بدمي