مثل ندف الفجيعة
تهطل كالرذاذ الساخط
خطايا المواسم
يعزف الفجور
على وتر الفسق
ما تيسر من المعاصي
قد شارف الجَوْر
على الهلاك
غفت عيون الضوء
وجثت الصغيرة
خلف ناصية الكفن

أعرف أن في قلبك الصغير،
حط الكثير من اللاجئين.
فهذا زمن الحرب
والحروب تجعل جميع الرجال يائسين،
ليرتكبوا أكبر الحماقات و الجرائم
فكم من واحد سيرسم لنفسه خريطة،
ثم يبني الحدود و الجدران..
ويقول: "هذه القطعة من قلبك لي"
لكن أيتها الجميلة،
دعي قلبك الصغير مفتوحا،
و دعيهم يعرفون الطريق إلى إبتسامتك

 نلتقي
في لحظة فرق بيننا 
 أنت النّاقد .. وأنا الشّاعر
خلاصة ما بيننا
 أسئلة .. وقراءة
...
علم الشّعر..
ومن علّمني ...
كيف قرأت من المتنبّي
كيف اخترت من الألفاظ المنسية
في شعر الشّابي

فوق الرابية البعيدة
رقدتْ تحت شجرة السرو العتيقة
تنتظر أن يلامس الصبح السحاب
كأنّ انكسار الشجر خرج
من غمد النهر
أنجبتْ بعد طلقٍ حزين
أرضعته جناج القمر
ورقصة النوارس الشمالية
كانت تقطف بياض الريح
من بيادر السنونو
تطحن وجعها وتخبز دموعها

فِي الخِطَابِ الرَّسْمِي ،
سَنُعْلِنُ لِأهْلِنا المَوْتىَ ، رَغْبتنَا فِي المَوْت
وَنسُدُّ كلَّ الذّرَائِعِ مُوصَدَةً ، لِكي لاَ نَتِيه فِي زَحْمَةِ الوَصَايَا
فقَط ، أُترُكُوا لنَا مُتّسعًا بيْنَ السُّطُور
لِنُكمِلَ أنْفاسَنَا الأخِيرةَ فِي سَلام ...
***
فِي مَقبَرةِ المَوتَى القُدامَى ،
سَنحُطُّ رِحَالنَا ،  لِندْفِنَ معَهُم تعَاطُفنَا اللا مشُرُوط
فَليْسَ فِي المَقبرَةِ مُتّسَعٌ ، لِلْخُطَب
لاَ رصِيفَ لِلصُّحُفِ، لاَ صَرِيرَ للأقْلام

مِنْ مَسَامِ لَيْلٍ
يُشْبِهُ عُقُوق دَمِكَ
يَنْتَفِضُ جِلْدُ نَهَارِي
الْمَسَافَاتُ الَّتِي تَطْوِي ثَوْرَة قُرْبكَ
تَتَرَبَّصُ بسُكُون لقَائي
والْمِدَادُ الْمَسْكُوب عَلَى رُقْعَةٍ سَوْدَاء
يَرْفُضُ شُحُوبَ الرِّيح
حِينَ تُمْسِكُ بِأَسْنَانِهَا الْمُعَمِّرَة
خَد الْفَرَاغِ اللَّزِج..
أَيُّهَا الْمَارُّونَ جِوَارَ الْمَدَافِن
لَا تَعْبَثُوا بِحِلِيّ الشَّاهِد

عند مفترق حلم
أجهضته خيوط دم
متجلط في عروق الفجيعة
صادفت نفس الكواسر
الجانحة بالشوق الملتاع
نحو خلجان الوجل
صادفتها وهي تشحذ أظافر الطرائد المشتهاة
وتلقنها أبجدية النبش
في شحوم الجيف
المتعفنة عند رتاجات الخطيئة
لم يكن وقتها متاحا لي

حُفَاة فِي دُرُوبِ الرُّوحِ
يَلُوحُونَ بِأَعْلاَمِ الشَّقَاءِ وَ وِشَاح الْهَزِيمَة
لِمَرَاكِبِ الْغُرْبَة
وَآخِر مَسَاءٍ يَعْبُرُ شِفَاهَ الحًلْمِ..
سَقَطَتْ خَارِطَة الْجَسَدِ سَهْواً
تَعَطَّلَتْ لُغَة الأَعْضَاء
وَغَفَا سِرُّ الإِشَارَة
تَلَعْثَمَ نَبْضُ الْقُرُنْفُلَة عَلَى صَدْرِ
ذَاكَ الْجَبَل الرِّيفِي
مَالَ سَاقهَا جِهَةَ النَّهْرِ الْقَدِيم
لَمْ يَعُدْ لِلْمَكَانِ رَائِحَة

كوني خاويةً أكثر
أيّتها السماوات
وأنت ... أيّها الماء
كن عطشي
**
تلك النجمة العمياء
فضحتني
و أنا أتعرّى في سبع جهات
**
معي أنّتي
لا أحتاج لكأس

تفرّقـوا  !
واختلفـوا !
كيلا تتوحدوا .
وأَجْـمِعوا في المؤتمرات..
على ألا تجتمعـوا !
اغضبوا ،
و زمجروا ..
وتحدثوا إلى أنفسكم..
واملؤوا الدّنـيـا صيــاحــا،
انتفضوا على أنفسكم !
وهُـزّوا المحافل صُراخـا،

العاصفة توقظ الشياطين في الأغوار .
وفي الأحراش تستمسك عرى معاطف السنديان بالأزرار.
قاس وطويل هو ليل الشتاء  .
ومن الصعب إقناع الميتين بالعودة ، هذا العام.
ولا تدفئة النجوم التي ترتعش في السماء .
لا شيء في الأهراء ، غير الفراغ والهباء ،
وأكياس من قنب كالأشباح .
والعتمة مسترسلة هناك !   كالهذيان .
كشعر غجرية تذروه الرياح .
وآدم الصغير، بعتبة الباب .
وآدم الضرير، في عتمة الباب .

زارتني آتية من رحم النجوم
تقود قطعان الفرح
إلى دهاليز الليل
تزداد انتفاخا كلما ركبت
موج الأمل أو غيوم النسيان
وأنا هنا فوق صخرة المساء
أحكم قبضتي على زمني طويلا
ريثما تنتهي الخيبة
من مضغ جلد أحلامي
وتضع حرب هزائمي أوزارها
كي أدفن موتاي

ماذا تعني لكم المناصب
والكراسي والمنابر ؟؟
ماذا يعني لكم الخَدم
والعساكر والجيوش ؟؟
والتبجح  بالعضلات
والمناكب والكروش؟؟
والعمر في هذا  الكون 
يزِن  ستّة  قروش
في لمحة
 يغدو في خبر كان
حين يمتصّه  ثغر الزمان

كي تلدني
انتظرت أمي الموسم الخامس
بعد أن أحرقت أفواه المرايا
بيادر الحقول الكئيبة
كي تغيث الشجر المتساقط
في الغابة الضيقة
حين عبرت الطيور المهاجرة
جسر القيامة
قالوا لها
ارفعي موجك الأيمن
واقطفي من درب الحج

سنمضي في سرد الحكايا
 ونغرق حتما في
مياه ضحلة
ونعانق رغما عنا
مرايا الأسرار
المنكسرة
لعلنا نخلق أسطورتنا
المضاجعة للطين الأزلي
ونحضن رماد المنافي
كوة لحقائقنا المغيبة

حِكايَةٌ قَصِيرَة
لِامْرَأةٍ تَنتَظِرُ قُدُومَ العِيد
لِامْرَأةٍ تَغْسِلُ حُللَ يَوْمِ العِيد
فِي كُلِّ عَامٍ أُغْنِيَةٌ وَوَرْدَتَيْن
لاَ مَنَادِيلَ لِلدُّمُوعِ الحَزِينَة
وَأنَا بِدُونِكِ سَيِّدَتِي
لاَ عِيدَ لِي، لاَ أَسْوَارَ حَصِينَة
مَاذَا أَقُولُ لِلْقَمَرِ حِينَ يَغِيب ؟
ولِمَنْ أَبُثُّ حُزْنِيَ، إِذَا حَضَرْنَا جَمِيعًا
وَغَابَ ظِلُّكِ يَوْمَ الْعِيد
سَيِّدَتِي أَنَا لَسْتُ مِثْلَكِ

كانَ يَعرِفُنِي ..
منذُ عشرينَ عامًا،
ويَألَفُنِي مثلَ مِعطَفهِ الكَشْمِرِيِّ القديمِ
و قهوتِهِ المُرَّةِ البارِدَهْ .. !
كان يعرفُنِي من بعيدٍ،.
بدونِ التباسٍ ولا رِيبَةٍ .. !
رغم كلِّ الّذي كانَ من غَبَشِ الصُّبحِ،
مِنْ بينِ كُلّ الّذينَ يَجُرّونَ أرواحَهُم كلَّ يومٍ
إلى المَسْلَخِ البَلَدِيِّ،
يرانِي بِعيْنَيْ قفاهُ ولوْ في الظّلامِ الثّقيلِ،
يُمَيِّزُ ظلّي وَ وَقْعَ خُطايَ ..

سُهادُ اللّيل يَأسرُ  وَساوس النّهــار مُقْلَتــي،
حين تَؤُوب في دواخلي شُمُوسُ الحَنين ،
وتَخْـبو جَدوة اليوم والغــد ..
ليْس يُغريني انحــناء الغَسَـق ،
صوب عيوني الُمكْحلَــة بالتّــيــه ..
و لا تَعبُـرُ من على وَجْنتـي أنفاسُ الفجـر العَليل .
كنــتُ هنــاكَ وَ كُنْــــتِ ،
حين كانت الشّمس والقمـَـر  ..
وكانتْ عيون اللّيل تَـرقُبُ هَمْسنــا ،
وأنــا أَرقبُ انْشِطارَ الدّفْـء في مُقلتيــكِ ..
أُبحـرُ دونَـمـا قـــارب ،

ماذا تبقى لنا غير ما تبقى لنا؟
أشجار الزيتون اليابسة
و يد المزارع التي تشققت،
كالأرض التي يحرثها..
ماذا تبقى لنا غير ما تبقى لنا
المدن المنهكة،
وجيوش الحمقى المسلحة بالسكاكين
وبعض الأعياد الحزينة..
ماذا تبقى لنا
غير الإيمان المخيف،
غروب الشمس و تسلق القمر..