في قبوي  قابعة
ساجدة  بين مخالب  الشوارد
أحصي سرْب ذكريات
طيّرتْ عصافيرَها  فزّاعات النسيان
في متّسع الفراغ أغور
أذرع المساحات الفاصلة
وتَهلْهُل الأمداء
كالقشة
عالقة بخيط القلق 
كالنورسة
تُهْتُ عن محَجي 

أَيٌهَا الْعَاِئدُونْ
مِنْ زَحْمَةِ الْعِشْقِ
تُرَاوِغُونَ جُمُوحَ الْفُؤَادِ
فِي َمحَارَةِ فِينُوسْ
تُسْقَوْنَ لَظَى الْبِعَادِ
عَلَى وَرِيدِ مَوْجٍ شَارِدٍ
تَحِيكُونَ شَهْقَةَ الْوِصَاِل
أَفْرِغُوا قِرْبَةَ الشَّوْقِ فِي ثَغْرِ الْمَسَاءِ
مِنْ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ
لَمْلِمُوا حَظَّ الْعِشْقِ
لِهِلِينْ تُصَلِّي النُّجُومُ

وأمشي نحوَ فاجعتي وأمشي
وتتبعني لمذبحتي الصقورُ
وأتركني بأعماق الليالي
قتيلاً لايُزار ولا يزور ُ
وليس هو الجديد عليّ موتي
أنا في الأرض لي موتٌ كثيرُ
فمي والمقبلات بلا صباحٍ
عليه الليل من أزلٍ يدورُ
وأزمنتي ضواحكها بواكٍ
ومظلمتي خلت منها البدورُ
فما في الأرض فيضٌ آدميٌّ

لا أحد يقرعُ الأجراس
ولا أمْراس تشُد الأشرعة 
أدْيِرٙةٌ وكنائسٌ مهجورة
ولا أحد يشعل الأضواءْ
راهبةٌ تُجٙلِّي قمراً نحاسياً قديما ،
عناكبٌ تنسجُ سجّٙادة الليلْ .
يمد الظلام كفّٙه في الكهوفْ
وفي محاجر الموتى ،
وعلى الطرقاتْ .
وملٙاكٌ خُلٙاسيٌّ عجُوزْ ،
يحشو غليونه بالنجوم

ممزقاً ، حائِراً ، كالسُّؤالْ
جاء  ممتلئاً بالغبارْ ،
وعلى شعره الأشعثِ ،قشُّ الفصولْ .
كٙاتِماً بين أثْلاٙمِ أصابعه التي كالقفازْ ،
سُعالاً نٙمٙا في صدره ، ذات شتاء .
خلفه قُرى تٙجْري ، وسِحْليٙاتٍ ، وغِربانْ .
يضْربُ الأرضٙ بإِيقاعٍ ،كإِيقاعِ البنادقْ ،
رامِياً وجْهٙهُ الوٙرٙقِيٙ الشاحبْ،
على الطريقْ .
مترنِّماً بمٙقْطعٍ حزينْ  .
مكتئباً ، مسكوناً بالحنينْ  ،

يا فراشَ الحكايا
يا صديقَ الكمدْ
هل ترى وردةً في صباحِ الأحدْ؟
مالهم حين خافوا..يطلبون المددْ،
دلَّني / دلَّ جوعي
عن حياة الرغدْ!
مالهم صنّفونا ..في قطيع الزبدْ
والذي قد أتى تائباً
ما أطال الصلاة
شتَّتَتْه الرُّؤى
ملَّنا وابتعدْ..

أسدلت رمشها بمكر
كمن شاقه الظمأ
قالت
هل جفَّ نبع غزلك
ونال السّهد قافيتك
أين غرامك يا وليفي
فيمن شُدَّ عليك هواها
قلت
لم يزل قلبي
رغم سقم العشق
كحصان جامح

لستَ كالدخّان صوتا يتبـدَّدْ
يا هزاري عزفكَ اليومَ مُفـرَدْ
غنِّنيـهِ
فلِحاظُ الموت تنظر إليْنـا
وكِليْنا تترصَّـدْ
غنِّنيـهِ
من مَعين الوحي صِرفـا
قبل أن ينفُث شيطانُ اللغوِ فيـهِ
نتساقى غبطةَ العشاق في قَدح مَمـرَّدْ
يا صديق العمر هِيـهِ
ثم هِيـهِ

كُتُبِي عَارِيَة هَذَا الْمَسَاء
عَلَى مَلْمَسِهَا الْحَرِيرِي
يُهَيِّئُ الْبَحْرُ حَقَائِبَ الرّيح
مُثْقَلَة بِالْوَصَايَا
تَجْتَرِحُهَا هَمْهَمَات الْغَوَّاصِين
 تَخْنُقُهَا الْبُرُوقُ بِضَوْئِهَا الْحَارِق،
تَمِيلُ الزَّوَارِق
تَطْفُو الرَّسَائِل عَلَى سَطْحِ الْمَاء
يَدُ السَّمَاء
تُهَادِنُ صَمْتَ اللَّيْلِ
يَدِي تَفْتَحُ صُنْدُوقَ الذَّاكِرَة

أشْياءٌ وأشْيَاء
لَسْتُ أنَا فَاعِلُهَا
ولسْتُ الفَاعِلَ فِيهَا لِتُنْسَى
كَحَالِ عَرائِي مُحْتشِمًا لَمَّا خَدَشَتْنِي الصَّوَاعِقُ
مَبْتوُرَة مِنْ كُلِّ شَيءٍ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ فَقَأَهَا الظَّلاَمُ
مَعصُورةٌ مِن دَمِهَا
مَلفُوفًة فِي خَجَلِهَا
تلْوِي المَشْيَّ عَلَى بَطْنِها
تَنْفُثُ دُخَانًا يَرقُصُ عَلَى صَمْتِ الجِبَالِ
تَعْلُو بِصَفِيرٍ يَطْوِي وَراءَهَا خَطَواتِ المَوْجِ
وتَحتَرقُ فِي غَرَقِ نَظرَتِها ألفُ حِكَايةٍ

الْغِيَابُ حَدَائِقُ نُورٍ
أُخَبِّئُ فِيهَا جِرَاحَ الْحُضُورِ،
وَأَمْشِي عَلَى حَافَةِ الْوَقْتِ
مُسْتَمْطِراً
شَجَرَ الْحَدْسِ،
قَلِبِي سَمَاءٌ
يَخُطُّ بِهَا الْخَلْقُ أَشْجَانَهُمْ.
لَيْسَ لِي فِي بَدَاهَتِهِمْ
نَفَسٌ
لَيْسَ لِي فِي يَقِين اللُّغَاتِ شَذًى
رِيحِيَ الظَّنُّ،

في حجرة القلب
تشققت أفئدة الحيطان
أدرك السقف هزيمته
ضحكت الدمعة
تحت الثرى
وانفجر الليل إبرا
تخيط ثوب العري
من عطر الموت
المدجج برقصات اللهب
نحو سماء الخيبة
تصاعدت ألسنة الألم

استغراب....
ورقص بأقصى الميال
وتواطؤ العيون لسابع فتيلٍ
من نسج تخاريف وأعذار
يحكي غرابته للأشجار
وطلاسم الاعراش شاخت بداخلها الألقاب
فأسقط الريح آخر القبلات
من مبسم السماء.....
من ومض  السماء.........
من تلاوين السماء ......
مني ومن تحايلي على قدري

أحببتك
كما يُحبّ القارب شمسًا تُلهبه.
***
أحببتُ اسمك الذي انحفر في ماء قلبي
كهزّة أرضيّة.
***
أحببتُ ضحكتك السّاطعة كجبل فوجي.
***
وأحببتُ روحك المُسكرة كمأساة.
***
لمدّة لا تتعدّى الدّهر

في علبة الانتظار
مكومة  بين أشلاء 
في صرة المهملات
والخطوات
  بتمردها النيزكي
تراقصني
بفستان الهلع تحلق الروح
بين الكواكب والمجرات
في صمت
تنصت لهمسة
 في دن الوله معتقة..

هناك
تحت شمس خريفية
بين صبح ومغيب
أسدل الفراغ
خيوط رغباته
وبنت غربان الضياع
فوق أغصان الصمت
أعشاشها الأبدية
هناك
شوارع فارغة
وأحلام ضالة

في البدء كانت الرؤيا
تعوم في غثاء العتمة
تحت سيقان الأعناق المعلقة
شجر الحياة مازال يجهش
يتماثل للشدّة
ثم كان ظلّ الرمل
يتلو مواسم الأنهار
والوصايا نصوص مغلقة
ينكسرالرجال على
أعتاب الموج الأسود
يحبس الله أسفار الأرض

وتأتيني الساحات فارهـــة،
تَدُسُّ الصّمت بين ضفاف الكلمات ..
وتَمنَحُني سِــــرّ البوح ،
لَعلّ السحاب يَصُـدّ عن وجهي
صَفاقَة المعنى الوليد ..
وتُسِرُّ  لي السّنابلُ عند الغروب،
ألحان الأرض ، وَ طِينا من ياسمين ..
وتبحثُ بين جَنْبَــــــيّ،
عن معنى تَليد للرّغيف ،
وعن طَيفِ جديد للكادحين .
هي الساحات نفُسها ،