أسامر حكايا معتقة
قطراتها الحالكة تسيح
من خابية معمرة
ترقد بين شقوقها حقيقة ماجنة
سافرة
تقامر بورق وطن
منسي في حضن تاريخ نتن
تلك الغجرية الوحيدة
وهي تسابق مجرى الخديعة
مرغت خمارها الأسود في مستنقع النسيان
بكف دامية رفعت أعلام الغياب

تعودت استنباط ترانيم الإبتهال
من وقد الريح
حين القافية تندثر
وأن أقتسم أوردتي
مع القمر المنتظر
أتيمّم بالغيم المعصوم
لا أبارح فجوة الوجع
حتى يقرأ اليَمُّ أكف العابرين
ماذا لو هربت شواطئنا
منكسرة
تبحث عن نوارس

صديقتي في الفيس
كالعصفورة اللعوب ..
رطانها
يرنّ في القلوب ..
يدغدغ القلوب !!
**
صديقتي في الفيس
تشبه المطر ..
تكتب عن غيومها البيضاء
والسوداء والحمراء ..
في الصبح ، والمساء

حِذٙائِي مُوحِلٌ كٙالأٙرْصِفٙةْ ،
جٙوْرٙبِي داكِنٌ كٙسٙحٙابٙةٍ مُمْطِرٙةْ ،
شٙعْري مُهْمٙلٌ تحْتٙ سٙنابِكِ الرِّيحْ ،
أٙحْزٙانِي مُثتٙهدِّلٙةٌ عٙلى كتِفِي ،
كٙضٙفٙائِرِ الغٙجٙرْ ،
كٙالصّٙمْغِ عٙلٙى لِحٙاءِ الشّٙجٙرْ .
أمْتٙارٌ من المٙحٙارِمِ لا تٙسٙعُ دُمُوعِي .
ثمّٙةٙ رٙبِيعٌ فِي عُيونِ الجٙائِعينْ ،
وٙأوْرٙاقُ خٙرِيفٍ تٙتٙوٙزّٙعُ عٙلٙى حٙدائِقِ المٙوْتٙى
ثمّٙةٙ سُعٙال كٙثِيفٌ يٙكْتٙنِفُ الفُصُولْ ،
ويُمٙزِّقُ صٙدْرٙ الغٙابٙاتْ البٙعِيدٙةْ  ،

- الغريب -
أسفل الجرح،                                             
تلونه لغة الماء،          
ففي الحبق الحاني... مقيد ومصفد،     
تنوسُ به هالة التعب،    
حروفه على جمر الانين،
يعاسيبه تحوم على جفاف  السواقي،
لا ظل له..
الا ظل الغيم..،
لا جدار له،
الا  جدار الحنين.

أسدلت رمشها بمكر
كمن شاقه الظمأ
قالت
هل جفَّ نبع غزلك
ونال السّهد قافيتك
أين غرامك يا وليفي
فيمن شُدَّ عليك هواها
قلت
لم يزل قلبي
رغم سقم العشق
كحصان جامح

صافحني
 القدر بشدة متعبا يدي
حتى ضحك
 الحزن
 على مجاري المياه؟
عاد القدر
ليخر ساجدا
 أمام كبرياء
عجوز عاشقة لشبابها.
وأنا عطشان
على مرأى من الماء

في العشرين من يونيو
قطفت أول ثمرة ناضجة من شجر التين
كانت تتدلى كأنها قطرة ندى،
نسيها الليل على الورق..
آه كم إنتظرناها،
 أنا و العصافير.
في العشرين من يونيو،
كانت تحتضر آخر زهرة بيضاء
وهي تنثر آخر بذورها.
فقد انقلبت الفصول عليها
بعد أن تأخر المطر..

أشْياءٌ وأشْيَاء
لَسْتُ أنَا فَاعِلُهَا
ولسْتُ الفَاعِلَ فِيهَا لِتُنْسَى
كَحَالِ عَرائِي مُحْتشِمًا لَمَّا خَدَشَتْنِي الصَّوَاعِقُ
مَبْتوُرَة مِنْ كُلِّ شَيءٍ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ فَقَأَهَا الظَّلاَمُ
مَعصُورةٌ مِن دَمِهَا
مَلفُوفًة فِي خَجَلِهَا
تلْوِي المَشْيَّ عَلَى بَطْنِها
تَنْفُثُ دُخَانًا يَرقُصُ عَلَى صَمْتِ الجِبَالِ
تَعْلُو بِصَفِيرٍ يَطْوِي وَراءَهَا خَطَواتِ المَوْجِ
وتَحتَرقُ فِي غَرَقِ نَظرَتِها ألفُ حِكَايةٍ

في ضباب الليل
تورق جراحي
تزهو أفواقها
في كياني
تعدو ...
تتشامخ
ترتقي
درجات السديم
في ظلال الحلم
يراقص القمر
بقايا الامي

برضاب القلب ظللتك
وحواليك النجوم تنسج آيات عشق ذابلة
هاوية أنت نغم العود الشجي
سابحة كالعذراء يحذوك صوتي
مترنمة ...
حينا تتهادين في  حقول الذرة
حينا من فيك يطلع البدر
أنت عنوان ذي الوردة
البهيه
سامرت قلبي ذات عام
أنت ... تظلين شامخة بدمي

استغراب....
ورقص بأقصى الميال
وتواطؤ العيون لسابع فتيلٍ
من نسج تخاريف وأعذار
يحكي غرابته للأشجار
وطلاسم الاعراش شاخت بداخلها الألقاب
فأسقط الريح آخر القبلات
من مبسم السماء.....
من ومض  السماء.........
من تلاوين السماء ......
مني ومن تحايلي على قدري

1ـ طريق أبي المهاريس :
تربة في سديم
مثل مواخر هيفاء
يحضنن حزن مماليك دامية المزن
كل البوارق مغمدة ،
والطريق العليل كبا ،
و سيف "هامان" من لوعة الركض سيف بليل،
وعيش يليق بالخنازير كلما اكتحلت خلسة
بدمع ،
و كسرة،
وزيت لوقود الطريق.
يا أبا المهاريس!
خذ نظير النواقيس
إن تكسرت الأجراس على مشارف نهر الموت
حوافر فارغة،
أو تراتيل يطهرن أسوار المدينة.
 - 2غيمة أغمات :
سلالات من صلب المعتمد
ترتشف الحروف المرة
قيظا في ظهيرة أغمات،
و كم من ميمونة في نخوة السنتير
لم تلق احتفاء يشفي غليل اللهاث !
ستنجبن زيادا من وشم السنابل،
من رنين المهاريس ،
ومن نثار الاشعار .
أغمات ! افتتني بالطريق،
بصرعة من "جذ بة" القراد.
لوعتنا هبوب الغيم قبل مواسم البوار ،
وإلا سبقنا بمراكب النقع سنابك الخيل
التي رمتنا بعشق الجبال ،
ولم نركن الا في حضن ما جاوزها ،
الا في حضن الغبار الاحمر ،
حيث امهاتنا قوافل للعنبر
يبكين سطوة المهاريس ،
وغروب اغمات الذي اندثر .
___________________
هامش:
زمن هذا النص وشم في ذاكرة الطفل - الشيخ الذي كنته في قيظ ظهيرة أحد ايام صيف 1970 .. كنا نمشي جماعة ، اطفالا وأمهات ، عبر الطريق الترابي"ماجوريل" الى سحنات يشع منها نور خالد...الى معتقلي الرأي بسجن "بولمهارز" بمراكش إبان سنوات الرصاص

في قبوي  قابعة
ساجدة  بين مخالب  الشوارد
أحصي سرْب ذكريات
طيّرتْ عصافيرَها  فزّاعات النسيان
في متّسع الفراغ أغور
أذرع المساحات الفاصلة
وتَهلْهُل الأمداء
كالقشة
عالقة بخيط القلق 
كالنورسة
تُهْتُ عن محَجي 

هناك
تحت شمس خريفية
بين صبح ومغيب
أسدل الفراغ
خيوط رغباته
وبنت غربان الضياع
فوق أغصان الصمت
أعشاشها الأبدية
هناك
شوارع فارغة
وأحلام ضالة

أكتفي
أكتفي بهذا القدر من جراحي
جراح
حوّلتْ لشلالِ الدفء مجراه
وفي غابة  القيود أودعتني
مع الزمن  وثّقت العهد
  لتختلس وجنتي
تطرز بالمتنافر غصوني
وفي ركني
تنثر بقع الزيت 
أكتفي

أَيٌهَا الْعَاِئدُونْ
مِنْ زَحْمَةِ الْعِشْقِ
تُرَاوِغُونَ جُمُوحَ الْفُؤَادِ
فِي َمحَارَةِ فِينُوسْ
تُسْقَوْنَ لَظَى الْبِعَادِ
عَلَى وَرِيدِ مَوْجٍ شَارِدٍ
تَحِيكُونَ شَهْقَةَ الْوِصَاِل
أَفْرِغُوا قِرْبَةَ الشَّوْقِ فِي ثَغْرِ الْمَسَاءِ
مِنْ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ
لَمْلِمُوا حَظَّ الْعِشْقِ
لِهِلِينْ تُصَلِّي النُّجُومُ

وأمشي نحوَ فاجعتي وأمشي
وتتبعني لمذبحتي الصقورُ
وأتركني بأعماق الليالي
قتيلاً لايُزار ولا يزور ُ
وليس هو الجديد عليّ موتي
أنا في الأرض لي موتٌ كثيرُ
فمي والمقبلات بلا صباحٍ
عليه الليل من أزلٍ يدورُ
وأزمنتي ضواحكها بواكٍ
ومظلمتي خلت منها البدورُ
فما في الأرض فيضٌ آدميٌّ