سنمضي في سرد الحكايا
 ونغرق حتما في
مياه ضحلة
ونعانق رغما عنا
مرايا الأسرار
المنكسرة
لعلنا نخلق أسطورتنا
المضاجعة للطين الأزلي
ونحضن رماد المنافي
كوة لحقائقنا المغيبة

سُهادُ اللّيل يَأسرُ  وَساوس النّهــار مُقْلَتــي،
حين تَؤُوب في دواخلي شُمُوسُ الحَنين ،
وتَخْـبو جَدوة اليوم والغــد ..
ليْس يُغريني انحــناء الغَسَـق ،
صوب عيوني الُمكْحلَــة بالتّــيــه ..
و لا تَعبُـرُ من على وَجْنتـي أنفاسُ الفجـر العَليل .
كنــتُ هنــاكَ وَ كُنْــــتِ ،
حين كانت الشّمس والقمـَـر  ..
وكانتْ عيون اللّيل تَـرقُبُ هَمْسنــا ،
وأنــا أَرقبُ انْشِطارَ الدّفْـء في مُقلتيــكِ ..
أُبحـرُ دونَـمـا قـــارب ،

ماذا تبقى لنا غير ما تبقى لنا؟
أشجار الزيتون اليابسة
و يد المزارع التي تشققت،
كالأرض التي يحرثها..
ماذا تبقى لنا غير ما تبقى لنا
المدن المنهكة،
وجيوش الحمقى المسلحة بالسكاكين
وبعض الأعياد الحزينة..
ماذا تبقى لنا
غير الإيمان المخيف،
غروب الشمس و تسلق القمر..

تأوهت في حضن شمسك محمولا على الوصل
يا إفران...
 ياشهية الأطفال
يا تأمل الدرب في عطرك المسافر
أًعسًلت شفاه العاشقين الآسرة
أسألك لو رضيت بنات الثانوية بغيمتي الماطرة
عن السحاب المقيد
عن حدادك الوراثي الماثل في البياض
عن لغة المجاز أحالتني إلى خطاي
عن عناق الآلهة
عن زفة الظل صقلت جبين الحر

فوق الرابية البعيدة
رقدتْ تحت شجرة السرو العتيقة
تنتظر أن يلامس الصبح السحاب
كأنّ انكسار الشجر خرج
من غمد النهر
أنجبتْ بعد طلقٍ حزين
أرضعته جناج القمر
ورقصة النوارس الشمالية
كانت تقطف بياض الريح
من بيادر السنونو
تطحن وجعها وتخبز دموعها

تخيلت السماء أبوابا،
تخيلتها مقفلة أمام ارواح هاربة من بارود،
تخيلتها خائبة،
على أعقابها راجعة،
لتحتل مساكنها من جديد،
تخيلت الأجساد تتحرك،
تستنجد بالسلام،
تخيلت البارود يزمجر
وينادي سلام،
يا عجبا، كأن الواقع جزء من خيال؟
********

بالمنعطف انزويت
زاوية صغيرة تكفيني
بعيدا عن كل المارة
تربّعت وانكمشت واختفيت
ظلّي ينعكس على الارض
تدوسه الاقدام توجعني
لكنهم لا يدركون
تتوالى وجوه غريبة
تمرّ تعدو تركض
تتوقف لثوان أخاف أن تراني
عيونهم أو تلمحني قسوتهم

عند مفترق حلم
أجهضته خيوط دم
متجلط في عروق الفجيعة
صادفت نفس الكواسر
الجانحة بالشوق الملتاع
نحو خلجان الوجل
صادفتها وهي تشحذ أظافر الطرائد المشتهاة
وتلقنها أبجدية النبش
في شحوم الجيف
المتعفنة عند رتاجات الخطيئة
لم يكن وقتها متاحا لي

طفلٌ يبشّر بالفراغ ..
فاتبعه هزواً بالحياة !
طفلٌ بضاعته الدموع
وظلمةٌ في المشرقين !
والطفل جبّار الأسى
عريُ الجهات على يديه !!
فاسمعه يا هذا
بأشجار الصدى ..
وابصر خطاه ... هزيمة الأنسان
في كلّ العصور !!
فارقص معه ..

هدهديني في عرائي والثمي
 النار تحت قدماي
فحرثي يحترق برذاذ يحموم
وشدائد عزلتي ترهلت أواصرها
وعاد ظلي يغازل رقص تعابين
الساحات الفولكلورية 
حيث شبهة اللون لِلّون فضيحة
حيث تهاليل القداسة بالأجراس طريحة
حيث ومضات التوحيد من أصلها تقليل
لكراهية فصيحة ..
ايتها الارواح التي تدنى من أجلها السلام

تفرّقـوا  !
واختلفـوا !
كيلا تتوحدوا .
وأَجْـمِعوا في المؤتمرات..
على ألا تجتمعـوا !
اغضبوا ،
و زمجروا ..
وتحدثوا إلى أنفسكم..
واملؤوا الدّنـيـا صيــاحــا،
انتفضوا على أنفسكم !
وهُـزّوا المحافل صُراخـا،

على بعد ثلاث قواف من الموت
كتب على الألواح المكبلة
كل ما نشرته من قصيد متقرّح
كنت قد ورثته رغماً عني...
من رمق الرمل
خلف كوة الخراب
وإني قرأت
عن الصلاة على الأحياء
قبل أن أكتب
إنني لم أكن عاقلاً ولا مجنوناً
حين جرت أصابعي

وداعا  أيتها  الغرف الموصدة على الدفء والنبيذ .
وداعا أيتها الآذان المخصية .
لقد تعبت من الصراخ ، في مخادع النساء ،
وتحت الشرفات و الساحات ،
وفي المخيمات .
لقد أخدت نصيبي من النعيب ، فوق السحب  ،
حتى سال زبد الموج على المذاخن .
صرخت حتى تهدل الكلام من النوافذ .
هل من أحد يكنس هذا الأنين ، من الحجرات والحناجر؟
حتى أسترجع مرحي الطفولي ، وضحكاتي المجنونة ،
العالقة على السجف .

ماذا تعني لكم المناصب
والكراسي والمنابر ؟؟
ماذا يعني لكم الخَدم
والعساكر والجيوش ؟؟
والتبجح  بالعضلات
والمناكب والكروش؟؟
والعمر في هذا  الكون 
يزِن  ستّة  قروش
في لمحة
 يغدو في خبر كان
حين يمتصّه  ثغر الزمان

سيكون العري
أجمل حرفٍ للضم
فالساعة الآن
تشير
إلى الماء الصخري
إلى الشمس ، وبناتها
وهنّ يبحثن عن العشبة الأخيرة
هناك ... خلف الباب
تصيح رغبتك
فاصغِ ... أيّها المقيم
في الغرفة الحمراء

أقتفيك ... ( نهاوند )
ساعة الرحيل
وطائراً ... ساعة الصرخة
أقتفيك ..
داخلك ، خارجك
فيدخل الشجر دمعتي
حين يزأر العري
يصبح الجسد مذبحة
وجهي فيك
لم تقله المرايا
وجهي فيك ... عصفورٌ ينام

حِكايَةٌ قَصِيرَة
لِامْرَأةٍ تَنتَظِرُ قُدُومَ العِيد
لِامْرَأةٍ تَغْسِلُ حُللَ يَوْمِ العِيد
فِي كُلِّ عَامٍ أُغْنِيَةٌ وَوَرْدَتَيْن
لاَ مَنَادِيلَ لِلدُّمُوعِ الحَزِينَة
وَأنَا بِدُونِكِ سَيِّدَتِي
لاَ عِيدَ لِي، لاَ أَسْوَارَ حَصِينَة
مَاذَا أَقُولُ لِلْقَمَرِ حِينَ يَغِيب ؟
ولِمَنْ أَبُثُّ حُزْنِيَ، إِذَا حَضَرْنَا جَمِيعًا
وَغَابَ ظِلُّكِ يَوْمَ الْعِيد
سَيِّدَتِي أَنَا لَسْتُ مِثْلَكِ

ربّما يشنقك الليل ُ بحبل ِ الأمنيات ْ
...
ربما يصفعك الصبر ُ و يجفوك َ الثبات ْ
..,.
ربما يقطعُك َ العمر ُ
فنصف ٌ في انتظار الموت ِ ..
نصف ٌ آخر ٌ ينتظر َ النصف َ على باب الممات
...
ربما ترسم ُ درباً حالما ً..يجهل ُ سرّ الإلتفات
....
ربما يرسمُك َ الدرب ُ وتمحوك َ الجهات

اجمع شتاتك قد نثرت...
على حياة من سراب
الروح أولها السراب
وآخر الروح الغياب
كم غبت عن ألم الحقيقة
وارتميت على فراش الوهم لا تدري..أفق
صبح تأوه حينما ارتدت
إليك الشمس نارا للعذاب
اليوم غاب
اليوم غاب
والوجد مئذنة النواح على حياة واهمه