أنت هل تفهمين الشجر ؟
إنّه الآن يجهض دون صراخ !!
أنت ِ لا تفهمين الشجر !
أنت ِ هل تقرئين الدروب ؟
أثرٌ لقتيل ٍ، على أثرٍ
لقتيله !!
أنت ِ لا تقرئين الدروب !
أنت ِهل تنصتين
إلى الحشرجات ؟
وهل تدركين ما الحشرجات ؟
أمّةٌ أنت ِ

ويستمر غضبي
 لا حدود اليوم لويلاتي....
 لا وقف أمام المرآة بوجه فاحم
 لن نلتفت بعد ألان لبائع المساحيق
 فالوهم الذي يسكننا أشاب الرؤوس
 ولن نغتسل بغير التراب لننفض شحوب الوجه
 ولن نطبطب على ذراع الحلم
فمكوتنا على الرصيف جبرا
سيهدينا إلى عين الشمس
أنتم ذوو الهمة قبل حلولنا فرسانا
 أفشيتم سر الهوية ونطقتم السريرة

أمر على الأحاسيس
فأجد أجداثا متحجرة
و أنا أريد بعث عظام الحب و هي رميم
وألمح بعيون
مغرورقة
متقهقرة
فأبتسم لأسيل كالدموع
في جلباب أبيض و يوم أسود مغتصب
وأسابق زمن البواب
 و أعيش على الذكرى التي زالت
حتى لاحت في الأفق

عابر لرمل يغسل الخطايا
صوب ودائع الزيتون
أسبح في الأرض
تماماً شرق الليل الجاثم
فوق النهر
أحمل العصا
أختبر توبة الدروب
لم يمسني لون المعصية
منذ استل المطر
كف الصباح الأبيض
كنت استوقد بالماء غمومي

أرقب البئر
علّ قمراً ... يتصاعد منه
أرقب الشجرة
علّ نبيّاً ... يخرج منها
أرقب ماذا ؟
بلغت علامتي الضاحكة
**
حين يرنّ الناقوس البارد
ستسقط
كلّ دموع البشريّة
**

أرتل في محراب وجعي
قصائد الخريف
لا شيء يشبهك
سوى الزعفران
تولد شعيراته
عندما يشيخ الموت
هناك على رصيف الموت الآخـر
تتمدد قطعان أحلامي
لا شيء يراقصها
فوق سرير جنوني
سوى صمتي العريض

اذكريني على شفاه القريض
وأنت ترتلين الحرف في محراب الصمت
اذكريني ليلا في غياهب الروح
وعند المغيب
أنا الساكن هامش الجماجم
اذكريني
أنا الغارس شتيلة الحزن في صدر الوجع
أنا الهارب مني
تشردني أسئلتي الذابلة
أذكريني وأنت تنزفين حروفا
كنقطة جيم هربت من بيت الجيران

عواء.. تلال ..غيوم، وكائنات شعرية
على باب الله
مرّ يرتجف من برد الخطيئة ، من صيرورة الفراغ
يترقب ملاكا يهبط فجأة ،يضيء لنا الطريق.
بطيء انا وبسيط ،
قلبي مهجور ومقفل،
" لست قديسا " قال.

ولأني أعرف خرابي
 اعرف كل العيون الساهرة في المرايا .
تنخر أعمدة الضوء المتسّل من الشمس

لِحَافٌ للِطُّرقاتِ أمّنَتهُ فَرَضِياتُ المَيْلِ
فسَكَنهُ سَرابٌ عَنيدٌ عِشْقُهُ في الهُرُوبِ
تسْكُنُه شَامَات سَودَاء
فاتَهَا أمَدُ القُبلِ وتخَلّى عنْها صَخَبُ الارْتعَاشِ
تَتَمَوَّجُ عُذْراً لِقَيلُولَةٍ مُتَأخِرَةٍ
لأخِرِ عَهدٍ لهَا  بِالبَقَاءِ....
 لأخرِ زمَنٍ لَها بالنَّقَاءِ....
لأخِرِ أمَدٍ لَها مَعَ التّقَاءِ....
بَل لِحُلمٍ لَها بِنحْرِ سَاعَاتِ العُمْرِ
 بما تدلَّى مِن خَيطِ شَفقٍ يَحتضِرُ
شَامَاتٌ سَوداءَ الأصْلِ

كَانَ السّلْمُ قَوْسَ قُزَحْ ،
وَنَبِيذَ الْفُقَرَاءْ ،
وَفَاكِهَةَ الْفَرَحْ ،
وَالنُّورَ الَّذِي يُبَدِّدُ أَبَدِيَةَ الظَّلَامْ .
يَاإلَهِي !! مَاذَا حَدَثْ ؟
طُيُورُ الْكرَاكِي ، تُغُادِرُ ضِفَافَ الْأَنْهَارْ ،
مُثْقَلَةٌ بِغَيْمِ الْقَلَقْ،
مُجَلَّلَةٌ بِالصَّخَبِ وَالْغِيَابْ .
مَاذَا حَدَثْ ؟
مَا عُدْنَا نَتَقَاسَمُ خُبْزَ الْحُبِّ ،
وَلُعَبَ الْأطْفَالْ .

قدما إلى مكان ما
عرائس ممتدة تطلب إلانتشاء
مغروزة في خيالي الواقعي
ثورة غير عابرة تدق مضجعي
تلف معصمي
حالة غثيان على أرصفة مدينتي وتعانقني
مشيدة مشعة مشبعة بالوهم
مزركشة بالدجل والبهتان
سماء المدينة الخريفي
غيوم تطير تطلب الهروب من هذا المستنقع
المزخرف بالمظاهر والديكور الذي يزول مع الطلائع الأولى للمطر

استيقظ كعادته مشغول الفكر
يومه مستقل فيه ماضيه عن حاضره
كان إفطاره ممزوجا ببرنامج يفكر فيه
بأي تفاهات سيقضي وقته
كلما أمعن نظره
في عقارب الساعة الحائطية
تذكر لحظات جميلة
طموحٌ متفائل طاقة زائدة
الأشياء المحيطة به لها معنى
يحب في صمت عميق
خياله عالم بلحنٍ

الحرب  امرأة
لا تحسن طهي الخبز
تحرقه تماما
وتترك أبناءها جياعا
تريق كل الزيت
كي لا توقد القناديل
ولا تمشط أبدا جمة طفلتها الميتة
للحرب بيت بلا نوافذ
لوحة من غير جدران
ودمية فقدت صاحبتها
أشجار الحرب فزعة

الليل الذي يخبئ صراخ الظنون
داخل صدري
يقف واثقا
كما فزاعة تخاتل أيادي الريح
تؤجج حيرة الطير
حين يعبر حقلا فاتحا ثغره
وينوي ارتشاف طيب الشفاه
يجف الحقل في حلق الطير
وتبقى القبل معلقة في سرة الريح ..
لا تقربوا ألمي وأنتم حيارى
قالتها ظلالي المنكمشة في كف الشمس

لماذا أدعو شهرزاد بحروف من نور
إلى نوم أبدي في أهداب الحبور
إلى قراءة أوراد السرور
وتهددني بأصحاب القبور
بحساب البعث والنشور
***
الآ يرضيها أنني رميت عرض الحائط
كل الأعباء الموروثة وكل الأمجاد
وهدمت القلاع المحصنة بقيود الأجداد
لكي أسكر بشذى جذور الأبنوس
وأتغنى تحت ظلال أوراق الأبنوس

زَارنِي الْمَوْت ذَات لَيْلَةٍ فِي مَنَامي
وَقَدْ تَزَيَّنَ بِجُبّةِ الْخلَاصِ
وَتَعَطَّرَ بِرَحِيقِ النَّوْمِ الْمُشْتَهَى
أَجَبْتُ غَيْرَ مُمْتَنِعٍ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ يَدِي
أُرِيدُ رفقتَهُ أَبَدَا...
لَكِنَّ الْقَدَرَ كَانَ أكْبَرَ مِنهُ وَمِني فَأَبَى
إلا أَنْ يُعِيدَنِي إِلَى حَيْث الْمُبتَدى...
فَلَمَّا اِسْتَفَقْتُ مِنْ خَمِرَةِ الْكَرَى
الْمُعَتَّقَةِ بِنَشْوَةِ النَّفْسِ الْمُعَذَّبَة
وَكَفَّتْ حُوريَّاتُ الْبُحُورِ السَّبْع عَنِ النِّدَاء 
وَسَكَنَ الصَّمْتُ الصَّدَى...

أتهيب عند منازلة الكلمات......
لعليِ أ بوح  بما لا يقالْ
أو اهوِ ي بذاتي الى نفق من مُحالْ,
هــإني انتكست على نعْش المعاني
ونَزَت  من لساني كل الآلام التي ضيعتني ...
هل أَكشف أسرار  توْقي؟
هل أقذفُ وشائِجَ صدري
وَأُلْقَى  - كما ولَدَتني اللغات ,
كما القمتني الألسن سر الفصاحة -
غٍرّاً  على فطرتي؟
عاريا  من كلامٍ؟

أنا جئت الآن يامعبودتي
جئت من أجل أغانيك العذاب
فخذي لحن حياتي واعزفي
قبل أن تعزف كفّاه التراب
**
أسمعيني آية السحر التي
تستفزّ الفجر في هذا المساء
فمك النور الذي أمشي به
ما لهذا النور في الدرب انطفاء
**
أتراني في أغانيك شذىً