سَاخِراً مِنْ آيَاتِ الْأُفُولْ ،
أَضْحَكُ مِنْ عِظَامِ الْأَرْضِ ،
وَمِنْ سَرَاوِيلِهَا الْمُهَلْهَلَةْ ،
ضَحِكاً بِطَعْمِ الْبُكَاءْ ،
غَيْرَ عَابِئٍ بِنُشَارَةِ أَيَّامِي ،
وَلَا بِاغْتِيَابِ الْأَمْكِنَةْ ،
وَلَا بِثَوْبِ الْغِيَابْ .
وَهَا أَنَا أُكَلِّمُ الشَّمْسَ مِنْ خِلَالِ حِجَابْ ،
سَاحِباً أَقْمَاراً يَابِسَةً مِنْ أَرْدَانِ أَحْلَامِي .
وَهَا أَنَا أَكْنِسُ جَرَابِيعَ النُّجُومْ ،
عَنْ إِسْفَلْتِ السَّمَاءْ .

يعتلي ذَكرُ الحمام المنبرَ الخشبيّ
مَزهُوّاً
بعد أن نَبَعَتْ خُطوتاهُ من الحضيض.
و يصرخُ في ذكرى
خيانةِ أجدادهِ القدامى
متذكراُ..
دَفن الكفاحِ الحُرِّ في
عبَثِ الجليدْ
بصوته المبحوحِ
يصرخُ ذكر الحمام في هذا الفضاء الطلق:
مَـــــــلِكٌ أنـــا..

قفوا خلفي
نعم، هكذا
متراصين كعلب التونة
مائلين إلى الأمام قليلا
كحائط مقبرة
وابتسموا في فرح نادر
أنت في الخلف..
حاذر !
لا تلوح بشارة النصر
حتى ينقشع الغبار
وتهدأ الثائرة.

البُحيرَةُ تَغمرُ عَينَ الشّمسِ
بالبُكاءِ
 فيَزدَادُ الفَيضُ
 علىَ جنباتِ الرَّملِ
ولا أثرَ سِوى لِغمزةٍ عَارِية
أرْختْ نصْفَ سَوادها
على عُذْريةِ الظَّهيرةِ ....
بلْ لا أثَرَ سِوَى لعثمةٍ قتّمتْ مُحَيَّا أعيانَ البلاَدِ
 وأسقطَتْ طَبائعَ الألفَةِ منْ أدْراجِ القصْرِ
 المَرْمَرِي....
وَمنْ تحْتِهِ تجْرِي السَّواقِي ...

أنـت..يــا لــيـــل،
لا تـــطــــربــنــــي
ولا أنــت تــــشــفـــيــنـــي
مــن ريـــق الـــمحـــنــة
و الــــحـبـــيــبــة.
فا نـــســــــحـــب
مـــن حـــزبــي
وإ نــجــيــلــي
اركـــــــع بــيــــن وجــهــــي
نـــم هـــادئــا
حـــول كـــأســـي

يسيلُ الماءُ مِنْ قلبِ الخَطيئَةِ صافيَ النّظراتِ
يُطْفِئُ ليلَهُ المَلْفُوفَ بينَ نَواجدِ الطُّغيانِ
عابِساً يأويهِ ضوءُ الزَّهرِ في رُمُوشِ
سائِحَةٍ أخذتها رياح الأمسِ كي لا
تُعيدَ لِبَسْمَتِهَا تَوَغُّلَهَا البعيدَ في
كأسي..
هي الكأسُ التي شَربتْ دمعتينِ
من نَهْر المحبّةِ الحُبْلى بالرّعدِ و الفَوضى
تُمَشِّطُ رأسيَ الحافي بْغِنائِها
كما يفعلُ الليل بسوءِ ظِلالهِ
هدأتْ ولم تحملها الرّياحُ إلى نَشْوَتِهَا

كَبِرْنَا بَيْنَ أَثْدَاءِ الْفُصُولِ ،
الْمُبَقَّعَةِ بِالدُّمَلِ وَالضَّفَادِعْ .
كَبِرْنَا فِي صَحْرَاءَ لَا تُشْبِهُ النِّسَاءَ ، إِلَّا مَجَازَا .
كَبِرْنَا ، بِأَظَافِرَ مُلْتَوِيَةٍ كَالْأَنْهَارْ ،
جَعْدَةٍ كَجَدَائِلِ الشَّمْسِ ،
دَخَّنَّا تِبْغَ الرَّذِيلَةْ ،
وَشَرِبْنَا خَمْر الْخَطِيئَةِ الْأُولَى .
تَقَاسَمْنَا أَرْضِيَةَ الْحُزْنِ الَمُدَبَّبَةْ ،
وَأَكْيَاساً مِنْ حِنْطَةِ النُّجُومْ ،
هناك !
حَيْثُ يُلْبِسُ الَّليْلُ الصُّخُورَ، مُسُوحَ الرُّهْبَانْ ،

إنه وجه حبيبي
نمّ عنه القمران
أين أخفيه إلهي
شعّ منه الزّمكان
*
دمعه فيض جمانٍ – ضحكه سحر لحون
فمه زهرة فجرٍ – هدبُه ( كُن فيكون )
*
ليس منكنّ حبيبي
يامليكات الشذى
أبصرته عين روحي

مابين موتي ، وميلادي احتضارٌ
اسمه أنت !!
**
مدلّلي ،
غصّة الغياب
لها نهر لظىً
والمصب ... محيط أنيني
**
هذا المساء
لن يمرّ القمر بشرفتي
أينك أنت ؟

ياسيّدي البعيد ..
رسولتي إليك لم تعُد إلي !!
حمّلتها شدواً إلهيّ الصدى
وزهرتين من سناء !
حمّلتها كلّ النبوءات التي
في خلوة الشواطيء الحزينة !
وكلّ تاريخ الضياع ، والظلام
وشمتها بدمع كلّ عاشقٍ
وعاشقه !
أودعتها الصمت ،
وصيحة اليمام !

كن أيّ شيء
ولا تكن لغتي
إني أخاف تأجّج الأشواق
كن أيّ  سارية  جمحت
بمرمرها
أو شمعة زفرت بمجمرها
أو فلتكن دمعا تحدّر  حارقا
في هيكل  العشاق
كن أيّ رابية  شمخت  بدهشتها
أو نجمة لمعت فوقي  بدمعتها
أو أيّ   غصن تائه

آهٍ يا حلمي
تذكّرْ أنّني وحدي
أسافرُ على شجَر البلّوط
نحو
حدائقِ الوعدِ الأخيرْ.
آهٍ يا غدي الذي
سار منفيّاً
في نجمة ِ الأُفُقِ المنيرْ،
ناولني من اسمكَ
حرْفاً واحداً
لأصيرَ نجماً سُداسِيَّ المعاني

أين كنت ذلك المساء٠٠٠
حين أغلق علي باب الزنزانة
كان آخر ظل شجرة أشاهده في عالمكم الخارجي٠٠٠
كنت وحدي
لكني أذكر أني لم أكن خائفة٠٠٠
لن تكون الشمس بذلك الدفء ثانية٠٠٠
لقد رأيت الكثير للغاية و علي أن أدفع ضريبة المعرفة٠٠٠٠
أنا المسجون رقم عشرة٠٠٠
الحمد لله لقد جردوني من الاسم و النسب٠٠٠
أنا حرة منهما الآن
انأ رقم عشره وفقط٠٠٠

هذه  ليلتي
رتبت شقتي
زينت سريري
وأطلقت المسك و العنبر
وضعت كأسين
من نبيذ مقطر
أنتظر قدومها
على أحر من الجمر
حط الليل قلاعه
وحضر القمر
وأضاءت النجوم

لماذا الرصاص ُ وجمر ُ الحِمَم
لماذا الأغاريد في الفجر دَم
لماذا الرّدى واتّساع الخراب
أليس الحياة لنا  كالحلم
أنحوَ الدمار تهبّ الحياة
وخلف المذابح تمشي الأُمَم
أرى الحبّ لن يتهجّى الدماء
توقّف كفى أيّهذا القلم
فليس المسار ضياع الجهات
وليس الوجود احتراف العدم
وما البحر ممّا يجرّ السراب

الأبوَابُ مُترعَةٌ علَى هَلَعٍ
والأشْجَارُ يُحرِّكُهَا هَلَع
 والهَلعُ وَمَا هَلَعْ
بَينِي وبَينَ طَائرَ الورْوارِ مسَافَةُ الخواءِ المُطلقِ...   
وذاكَ اللَّمعُ  يحَركُ جُنُونِي
 لحَصدِ الرَّوابي الثَّلجِية.ِ..
 بأوْمَأةٍ وَحِيدةٍ مِن شَيْطَانِي ...
بشَفطةٍ طَاحِنة منْ عُقمِي
 بِخزْرَةِ  عَينٍ مقلُوبة وراءَ البحرِ...
 قُولُوا تدمَع...
قُولُوا تلمَع...

تَرَكُواْ سَرَاوِيلَهُمْ الدَّاخِلِيَةَ عَلَى الْأَسِرَّةْ ،
وَجَوَارِبَهُمْ الْمُهْتَرِئَةِ فِي الْغُرَفِ الْمُظْلِمَةْ .
تَرَكُوا ، وَجَعَ الرُّؤوِس عَلَى الْوَسَاِئدْ ،
تَرَكُوا رَائِحَةَ أَزْمِنَةٍ مُتَآكِلَةْ ،
عَلَى رُفُوفِ الدَّوَالِيبِ الْحَدِيدِيَةْ ،
مَعَ الْأَزْرَارِ وَالْإِبَرِ وَالْخِيطَانْ ،
وَأَزْهَارِ الْوَرَقِ الْمُلَوَنَةْ ،
وَفُرَشِ الْاَسْنَانْ .
يَتَذَكَّرُونَ مَعَ بَعْضِ الْأَسَفْ ،
رَسَائِلَهُمْ  ،الْغَرَامِيَةْ ، فِي صَنَادِيقَ" لَمْ تُمَسْ "
وَبِنَفْسِ الْمَرَارِةِ ، الَّتِي تَرَكَهَا فِي نُفُوسِهِمْ شَرَكُ الْمَوْتْ ،

من هنا مروا...
أبى والرفقاء...
من هنا مروا...
يلوحون بأرواحهم البيضاء،
ينشدون يحيا الوطن...
وأي وطن.
أنا أومن بالحياة ولا أومن بالحدود و لا بالأوطان...
أنا أومن بأن بيتنا يحتاج للأب أكثر مما يحتاج إليه الوطن...
من هنا مروا ...
تركوا على الرصيف شقوقا
سقط فيها المطر ،نمت أشجارا و رياحين...