ما بين بوح.. وبوح..
أرتق ما ضاع منك .. ومني ..
لأتنفس ..
وأعتصر ما بقي من خلجات..
هي ومضة .. يستفيق معها نبض الكلمات..
يصير النبض حرفا..
يعانقه حبر ..
فوق ورق شامخ..
يغفو ..
يعاند..
يرفض ..

يريد الليل
أن نحجّ إليه
بقبلةٍ ، وشهقتين
فنحن قدّيسان ... يرتّلان الدلع الكونيّ
ويتسكّعان خارج النص
يريد الليل أن نتصاعد فيه
أن نتسلّق فيه
أن نقفز فيه ... كفهدين بريّين متوحّشين ، جائعين
لايشبعان
يريد الليل أن ندخله
من كلّ القارّات

متى يتمرد الأقحوان،
على ولائه الأعمى للشمس .
لينظر إلي قليلا
ليسمعني قليلا
ويعطيني بعض الوقت
لقد أردت دائما أن أبوح بأسراري،
للأقحوان..
أن أبقى قريبا من الأقحوان.
وكنت أريد أيضا أن أعترف له،
أن العالم يكون موحشا
حين تبقى وحيدا..

(1)
اليوم
يوم أزرق
لا يشبه ألوان السماء
قاتم مربد مصوح
تتناوشه
نسور، وذئاب وصقور
فيه قصة،
وفيه غصة
يتكور، لتكتمل الحسرة
قيل لي

أنا مستعد،
أن أدخل معك في معركة
لأخسرها..
فأنا أدمنت معك الهزائم
وأعرف جيدا كيف أكون الخاسر دائما،
حين يتعلق الأمر بك.
فهيا إذن
إحملي أسلحتك.
وإطعنيني
إتركي علامات مميزة على جسدي
علميني كيف أتألم.

مابال الشمس
لا تشرق في نافذتي
وقد انتصف النهار
**
أصوم عن كلّ شيء
إلّا عن حشرجاتٍ
تمزّقني بشغف
**
كلّما خفت الضوء الأزرق
عاد المساء
يئنّ في جسدي

أقول للموج : هيَ مولاتي
يقول الموج : هيَ لم تولد !!
وأجوب بكائي
إليها ..
فيستضحكها الدمع
من بدء الكون ..
إلى بدء الكون !!
ويتضخّم الصدى ... هيَ لم تولد !!
فترتدّ الشمس إلى عتمتها
ويموت الخمّار بخمرته ..
والطائر بأغانيه ..

تصفّحت أزمنة الصمت
فوجدتك يالغتي
يمامةٌ أنا ..
تثقب وجه الريح
**
آن لي ... أن أمنع الموتى
من جرّ الشمس
إلى قبورهم
آن لي ... أن أتنّفس
صباحات امرأة ..
شدو امرأة ..

في الشتاءات البعيدة
كنا نجتمع أنا وإخوتي
حول مائدة كبيرة
يتوسطها فرح صغير
مرآة عيوننا الناعسة
تعكس احمرار الجمر الذي عليه
تتحمص قطع خبزنا البني
من الغرفة المجاورة
يصلنا نشيد  " الشيخ إمام "
وصوت الثورة التي تعلنه
أختي الكبرى على ملصقات بيضاء صباحا

هذا الوجع المزمن.. بات عاقراً
لا ينجب القصائد
لكنه خصب بما يكفي
ليلد في كل يوم
موتاً.. بالألوان
يسكر كنبيذ رخيص
برفقة نديم لا يجيد
الرقص
ولا حتى البكاء
الغيمة وهم القطرة في الانعتاق!
لكنها كينونة المطر

يبشرني وجهك القمري
بميلاد ضوء يغازل ليل حياتي
فيطلع من تحت جلدي الربيعْ
و يصحو سباتي
و ترقص زهرة ذاتي
و ترحل عيناك نحو الفضاء
فلا يغضب الرب إذا خدشتْ
ريشة الهدب لوح السماء
فيوم تلقيت منك البريد السريعْ
قفزت كبطّ يقاوم عصر الجليد
و كسر منقاره مجد ذاك الصقيعْ

هجرت حلمي العنيد
ونسيت ماذا أبتغي، وكيف أريد
فلا تسألني متى يأتي الربيع،
 ومتى يرحل عني الخريف والمطر
ولا كيف صارت نرجسي
 بسواد الليل، كذبول السحر
وكيف ينحني شموخ الجبال
 وينضب الخصب من جذور الشجر
وقل  لي كيف ينبت الزهر في الصحاري 
وكيف ينمو فيها الشجر
وكيف تصمد الجبال

أحبك غيمة تمطرني أملا
تنبتني وردا أحمر الوجنتين
أشجار لوعة تملأ الدنيا فاكهة عشق أبدي
أحبك سحابة بيضاء فوق ذرى الجبال
أحبك شمسا تدفئ مفاصلي
تنزع عني برودة الجفاء القاتل
أحبك حبا قاهرا يؤرقني
ينتشلني مني و من جنوني
أحبك دمعة ترسم على خدي فرحة الصبيان
وترسمني دخانا يتعالى في الأفق
يمضي  والفراشات.

يتكلم ساكتا...وأجيبه بسكوتي
صمت فاشل...مبهم
ولكن له في القلبين حديثا طويلا
وموجعا

للأسف ماذا يريد الحب...؟؟
من قلوب تشيخ في صمت
تحتضر ...في يأس..؟؟

كيف يلعب..ويضحك
و يجري

يعبرون حبي، كما يعبرون شحاذا
طردته الطريق، ولأني لا أعرف
لغة البدو بعد النبيذ، ولا كلام القيظ
للسراب، أمشي ملئ صخرة، أرى
الأيادي من حولي هاوية، وأقرأ
وجهي، لعلي أعثر عليَّ خلف غبار
ليس لي، كم تشتد فيَّ الأقنعة، كنت
أهذي، لم يكتمل يقيني الحتمي كي
أعلن الضحية، وأخبر عما سيحدث
لغيمة وقعت تحت صحراء تؤلم الماء
وهم يمرون على خطاي البطيئة نحو

سيخبرونكِ
أنني أشبه البحر
لا أستقر على موجة
وأن الليل بداخلي رتيب
***
سيخبرونكِ
أن يومي غامض
تحمله الغيوم خيبة خيبة
من الظلال النهار إلى أنا الكئيب
*** 
سيخبرونكِ

انثُري الورقَ
انثُري الورقَ سيِّدتي أبيضاً....
أنثُريه بسخاءٍ منَ القمَمِ إن يُرضِيكِ طُولاً فعَرْضاً
 فأحْدَبٌ يمُرُّ منْ هنَاكَ تكْسُوهُ القَسوة
 ستهابه من خلف الأبواب
الصبية وما تبقى من النسوة
ممتطياً لهيب السنوات العاقرة
 يرش المدينة  بنقع البرودة والعتمة
ماشيا كالرمح لا يعثر إلاّ على هاوية
 في قلب الصحراء....
 في عمق الهاربة الحدواء.

في وطني ..
 تُلْوى أفواهُ القِرابِ قِـبْلَــةَ
 التّـافهين و التّــافِهات،
من الرّاقصين على الجراح و الرّاقصات،
 والمُطربين و المُطربات،
 و المُمثلين و المُمثلات.
في وطني ..
ليس للطّوى مــا يَـقْــتاتُ،
أو لِلْقَــرِّ ما يُـــــوقِ الآفــات.
أَو يَصْطَــلي مِن صَقيــعِ النّظَـرات.
في وطني ..

أنت المهيمنُ لا هذا ولا ذاكا
وليس يعلم ما في الغيب إلّاكا
لا أين أنت ولا ماذا وكيف متى
لن يستطيع إليك العقل إدراكا
في كفّك البحر يرسو وهو مرتبكٌ
ويستدير إذا ما شئت أفلاكا
ياخالق الحبّ والفردوس ياملكاً
لولاك ما الحبّ ماالفردوس لولاكا
تجري إليك تسابيحي بلا عددٍ
وعالمي الطفل يجري نحو يمناكا
لأنت أرأفُ من أمٍّ على ولدٍ