من المبتدئ في شوارع الحياة،
كان للطيور المغردة عنوان،
تلتقط نسائم الحرية،
على زرقة الأبيض،
بملحه وأسماكه،
في تماهي مع مرح النوارس،
وهي تداعب أمواج الشطوط،
لتلتقط رزقها،
الى حين ....
الى نقلة ثانية،
حيث الغياب،

لا ترحلي ....
لا ترحلي .... يا نهرا من الحب ...
يا موتا من نور .... يا عذابي المسكوت...
اتركي القيود ....
اتركي نارك المشدودة بخيوط العنكبوت.
ابعثي في موتا من ضياء ...
فأنا خلقك الجديد ... وأنت نوري الوحيد
لا ترحلي .... يا نجما في كهفي العتيق.
فأنت روحي ... ,وانا عذابك اللصيق...
لا ترحلي ... يا حزمة من أشعة بيضاء
اتركي الحنين ... اتركي الفناء

كنت حيا ربما
بين أشعة القمر
وتنهيدة نجم أفل
حيث الغيم يتوجس
الدنو من الريح
العبقة بالشبق
اغتالتني يد السماء
عندما كانت تحاول
الانتصار على التيتان
شكل بروميثيوس أنثاي
من نزيف حروف

أنهيت الرصيف يمينا بالقبل
 فوشحوا صدري بطلقاتٍ
هادفة
 صامتة
 فأخذتهم نشوة الإراقة
الى بعيد.....
 الى أبعد مدى حيث لا أنا ...
حيث لا أحد...
 لا ميلاد للوجود في قلوبنا ....
لا دعوة مجانية تحملنا لقدسية السماء...
لا هدنة استباقية قبل رسم الفاجعات ...

بلغت نهاية الطريق
قبل أن يجف إسفلت المستقبل
أرهقني بناؤه
تكسرت هِمة الحفار
في يد المِعول
تأبطت خططي كملفات
على رف محاسب المعمل
لملمت أقلامي
لعقت الحبر العالق
بين سطور الأمنيات
مضغت علامات الترقيم

في حارتنا تصفف الريح شَعر الانمحاء
بمشط رقيقة الأسنان
بين شقوقها الدقيقة تقرفص ذاكرة مذبوحة
وريدها الآن تيبس في كف الرصيف الشاحب
رصيف يتوسد أسى مخمور
 اغتال نضجه عدم البدايات ..
في حارتنا يقضم الزمان
حكايا العتبات الباردة
يشرب الجرح رطوبة الجراح
المشعة في عيون الجارات القديمات
وتسيح ترانيم الضمور من فلجة العويل

01
تلك الــروح
وهي تضحك
 كشجرة الحديد 
يستغـرق وقتها
كل مسامات وريــدي
تلك الأصابع المسروقة
 من شهوتي
وطلحها
 في دمي لا يتوقف
ومسافات

أمي
ويحبل رنين دملجك
في الروح
ويتهادى وشمك الرخيم
المعسل
كشعيرات همس
تتسلق أناملها المزهرة
فوق الهواء
وأعلى الهوى
أمي..
يا شوقا كالموج

عِنْدَ مُفْتَرقِ الهَديرِ...
على قَميصِ يُوسُفَ..
أنامِلُ حَرَقَها الشّوْقُ..
تساَقطَتْ رمادًا..
أيا زُليْخَةُ:لَمْلِمي حُطامَ جُرْحٍ
خزّنَ نشيجَ ذكْرى
اخْبِزِي الطّينَ في تنّورِ الصّبْر
أقْراصًا شقْراءَ
لا تتعجّلي..
"تأنّقي و تجمّلي"..
فالنّسْوةُ لمْ يقْطعْنَ أيْدي الانْتظارِ

هو....ليس ..كالرجال...
صخر ..جلمود.. صامد ..
كالجبال...
كوتني ناره،
هربت...
لكن..محال..
مغمض الجفنين نائم،
مطبق الشفتين..هائم..
يقاوم..يحاول..يقاوم..
خانه..البركان...
هو الحب يا سيدي..

أَيُّهَا الْوَطَنُ الْمُسَجَّى بِسَحَابٍ مِنْ غُبَارْ ،
أَطْفَالُك َيَكْبُرُونَ فِي بِرَكِ الصَّدِيدْ .
وَفِي الْمَقَاهِي وَالْبَارَاتْ ،
مَاسِحُو الْأَحْذِيَةْ ،
يَتَكَاثُرُونَ كَصَيِّبٍ مِنَ الْجَرَادِ وَالْقُرَا دْ ،
جِبَاهٌ مَوْسُومَةٌ بِأَسْيَاخِ الْحَدِيدْ ،
عَلَى السَّوَاعِدِ السَّوْدَاءْ ،
لَيَالِي التَّعَبْ ،
يَتَشَابَهُونَ فِي الْمِحَنْ ،
كَزَوْجَيْ أَحْذِيَةْ .
وَعَلَى بُعْدِ فَرَاسِخَ مِنْ طُيُورٍ تَلْوِي أَعْنَاقَهَا الرِّيحْ ،

عندما أحبك..
يهجرني نوم
وكون
يلفظني الشهد والنحل
يؤنبني العبير
وتبرحني المزهريات
مكــبـلا بالضــباب، كنت
مذبوحا كقربان
بندى الوجنتين
وتراتيل
الحنين

ضياء أرسلت واردها
أنوار في ظلمة الجب تشرق
حبال تدلى سناها
من سحرها النجوم لا تنطق
ساحرة جاءت تفتدي
قلبا فهل يعفو الجب ويرفق
مدت يدا من بياضها
ولى الجمال لخطاه يسرق
أيقظت جسدي من سكرة
في بهاها عيناي تحدق
همست برفق فاق الحلى

ولا تأتني مثل برق عنيف
تزعزع لوز الهوى في ذراي
ولا تدخرني
لتكسرني مثل ضوء
تشبث ليلا بروح المرايا
ولا تتئد كي تمر خيولي محملة بالصهيل
مطهمة  بالحكايا.
ولا تنتثر مثل طفل الغمام
  ولا تندثر مثل ظل الزوايا
ولا تنتحل للرواة مجازا
فلن يستطيعوا

لست عرافا...
كما يحلو لشمطاء الجنوب مناداتي. ..
فصلاحياتي ممتدة حتّى آخر انقشاع للظُهرِ
وما سيأتي به الحلم غائرٌ...
وما تلمهُ حاملات للحطب فاترٌ...
وما العُمر إلا فصلٌ للهدرِ ...
وحجمُ من يعِي هُدنتي نادرٌ
كما تدنو به الساعات...
وما تعيبه العاهات...
 ومن له في الالفة رايات سيحمِّلُها عبء الريح ...
فها أنتم تحترقون.....

دَائِماً تَحْدُثُ الْأَشْيَاءُ نَفْسُهَا ،
وَالزَّمَنُ يُكَرِّرُ نَفْسَهُ كَمَا فِي رَدْهَاتِ الْجَحِيمْ ،
كَمَا يَتَكَرَّرُ الشَّقَاءُ الْبَشَرِي ،
كَمَا تَزْحَفُ مَخَالِبُ الْخَرِيفْ الطَّوِيلَةْ ،
لِتَسْلَخَ جِلْدَ الْحُقُولْ .
لَا يَحْدُثُ التَّحَوَلُ الْمَأْمُولْ ،
حَتَّى فِي عَالَمِ الْمَوْتَى لَا يَحْدُثُ الشَّيْءُ الْكَثِيرْ ،
فَلَا نِعْمَةَ لِلْمَوْتَى ، إِلَّا نِعْمَةَ الْمَوْتِ أَحْيَاناً ،
فَعَدَا هَيَاكِلُهُمْ الَّتِي تَجَدَّدُ  لَمَّا تَصْدَأْ ،
وَعَدَا أَسْنَانُهُمْ الَّتِي يَقْتَلِعُونَهَا تَأَفُّفاً ،
وَيَرْمُونَهَا فِي وَجْهِ الشَّمْسِ ،

لسنا نتفقْ
 الأفضل ان نفترقْ
  نحتاج لبعض الهدوء  وبعض الصفاءْ
لنغيّر طقس اللقاءْ
  من حوارات ساخنهْ
 من إستنزاف لطاقاتنا الكامنهْ
 لولادة شوق لا يحترقْ
 شوق كالشعاع مداراتنا يخترقْ
  إندفاعاتنا لم تعد آمنهْ
 إنطلاقاتنا لم تعد تنطلقْ
 يا حبيبة عمري قد مضت الأحلام  ولم نستفقْ

تائهة بين هضابِ دروبك..
كلَّت يدايَ من طرْق المداخل والأبواب
 تورَّمتْ قدماي،
 جفَّتْ عيناي،
سألتُ وسألتْ،
وما أرشدوني إلى عنوانك..

سيدي، صبية أنا بين حروفك..
أحرقتَ طلاسمي،
 أغرقتَ سفائني،
 أبطلتَ كلَّ قياساتي وقرائني..

هذا المساء
فقدتَ فماً وقصيدة
وجرحاً يلائم صوت الناي القادم
بحشرجة ضوء الإشارة
المثقل، مثلي، دون ملامٍ
أو عنفٍ يلائم جسد القصيدة
المكبوتْ في مسافة الصَبر.

هذا المساء
المثقلون، كما للجميع أن يشاء ـ أنا وأنت ـ
كلانا كما يريد الله أن لا يكون لنا هاجس