ابْتِلاءٌ
مِنْ نُفُوسِنَا...
 وَلاَ شَيءَ مِنَ السَّماءِ ....
تعَبٌ يلِيهِ تعبٌ...
حَرِيقٌ أنْجَبَ الحرِيقَ...
حَريقٌ يَأكُلُ الطَّريقَ ...
وغَرِيقٌ يُعانِقُ غَرِيقْ...
وَلاَ شَيءَ مِنَ السَّماءِ
هَاتُونِي ذِرَاعَ اللهِ الخَلِيقِ ...
هاتُونِي مَفاتيِحَ الكَونِ العَرِيقِ...
هَاتُونِي حِصَّتِي مِن نُورِ الأنبْياءِ السَّمِيقِ ...

1
أي حدث جلل
باعد بين عينيك
وبين كل الشوق إليك،
هل ترى الأرض مادت
من تحت قدميك
أم هو اليم أزبد وأرغى
فحاق بي غضبه
إلى أن صار هذا الجسد
قاعا صفصفا
وأضحت الروح

ما من أثر قد
أهتدي به إليك،
ولا حتى شعاع ضوء قد
أنفذ منه إليك،
ولو كان بحجم
حبة من خردل،
ما من نقطة ماء
أروي منها عطشي إليك
فأدرك ببصيرة العاشق أنك
من هنا مررت
فأعدو لاهثا خلف طيفك،

يعتلي ذَكرُ الحمام المنبرَ الخشبيّ
مَزهُوّاً
بعد أن نَبَعَتْ خُطوتاهُ من الحضيض.
و يصرخُ في ذكرى
خيانةِ أجدادهِ القدامى
متذكراُ..
دَفن الكفاحِ الحُرِّ في
عبَثِ الجليدْ
بصوته المبحوحِ
يصرخُ ذكر الحمام في هذا الفضاء الطلق:
مَـــــــلِكٌ أنـــا..

حفنة من تٌراب
ضمختها دموع الوداع
أحملها في جراب القلب
هي دليلي وهويتي
إذا القى الجمركي الشقي السؤال
او قطب العسكري الجبين.
                            
حفنة من تراب
اقرأ فيها وداع الأحبة ذات مرارة
ارسم فيها  داري التي كانت هناك
اتلو عليها صلاتي.....

شربت من باب الهوى نخبي
انا عندما أحببتك..
مزقت دفاتر اللاهوت كلها
 بيدي
وأعلنت بسبب الخلجان المنبثقة
من تفاصيلك
باكورة إلحادي
 وكفري..
وأحرقت بكل طواعية وقاري
 بنار لا شكل لها
وتيقنت أن رجولتي الأولى

أنـت..يــا لــيـــل،
لا تـــطــــربــنــــي
ولا أنــت تــــشــفـــيــنـــي
مــن ريـــق الـــمحـــنــة
و الــــحـبـــيــبــة.
فا نـــســــــحـــب
مـــن حـــزبــي
وإ نــجــيــلــي
اركـــــــع بــيــــن وجــهــــي
نـــم هـــادئــا
حـــول كـــأســـي

خميسات
أختي
التي تلهو على خرائط وجهي
تغزل من شفتي
حكايتين
كما لو كانت كلمة مني
وتبذر في باطن
باطني..
زنبقة
مقدسة..
.....

لتكونَ أجدرَ بالكلام المرّ
حيّ الشعرَ في وجه الحطام
ولتلتمس
من قبضةِ الفلّاح فجراً
يسكب الماء الزُّلالَ على الظّلام.
أو ثورةً
ينأى بها الفِكرُ الرصينُ
عن العدمْ.
أيّوب هاجر قريتنا الموبوءةَ
ليصيبه تعبُ العياء،
و الوباء

إنه وجه حبيبي
نمّ عنه القمران
أين أخفيه إلهي
شعّ منه الزّمكان
*
دمعه فيض جمانٍ – ضحكه سحر لحون
فمه زهرة فجرٍ – هدبُه ( كُن فيكون )
*
ليس منكنّ حبيبي
يامليكات الشذى
أبصرته عين روحي

هذه كأسي..
وكأسكَ، ماذا يقرأ العرّافُ فيها
أيها المُثخنُ بالقصائدِ والآياتْ؟
أرى في شحوبكَ مدَّ البحورِ تراجعَ
وأرى: هذه الغاباتْ
تغرقُ في كأسي
هذه كأسي
وكأسكَ، ماذا يسكبُ العشّاقُ فيها؟
أجبني أيها المنفيّ..لا تصمتْ
وأخبرني عن صباحك كيف يصحو
أيَلبسُ جلباب جدي المُمَزَّقَ؟

طريدك أيّها الإنسان ... أنت
وفراغ الكون
هو من أجلك
خطوتان ، وتسقط في فردوسك البارد
أنت قبل الضوء
فكرة العتمة
أنت قبل العالم
فكرة التلاشي
أنت المقصود من هذا الألم
عبثاً ... تهادن الحياة
يكفيك هذا الجرس البوهيمي

كن أيّ شيء
ولا تكن لغتي
إني أخاف تأجّج الأشواق
كن أيّ  سارية  جمحت
بمرمرها
أو شمعة زفرت بمجمرها
أو فلتكن دمعا تحدّر  حارقا
في هيكل  العشاق
كن أيّ رابية  شمخت  بدهشتها
أو نجمة لمعت فوقي  بدمعتها
أو أيّ   غصن تائه

إلى المدينة التي شيَّدت دمي حجرا" حجرا": (لا أريد من الحب إلا البداية).
غدا" سأعلنها على الملأ
سأخرج من خوفي كما تخرج فراشة من شرنقتها
سأقول: (أحبك) يا (نرجس الكلام).
سأكتبها على دفاتر الغيم بحبر الدهشة
سأقولها: (أحبك) يا (بوح الضوء)
قبل أن تأخذني وعول الندم
مقيدا" ببهاء أنوثتك إلى مذابح الذاكرة
عندها سأجلس كطفل مطيع على أريكة المعنى
يتهجى في عينيك بدايات الليلك

كلما رَنَتْ عيناي صوب عينيك ..
طلبتُ النّجدة من رواد البحر ،
و خبأت قواربي بعيدا عن التّيار .
فلا حاجة لي بصيدٍ يَتلوه الخراب .
أنا لا أُريدُ من البحر غير مَحارةٍ
وحيدةٍ فريدة ..
على جدارِها يُتلى تاريخ التراب ،
و بعضُ أحرف من قاموس السّراب.
قلبي .. أنت يا أيها الشقي..
أيّها النقي التقي،
هل تُسْلِـمُ كل قلاعَك طوعا،

هذه  ليلتي
رتبت شقتي
زينت سريري
وأطلقت المسك و العنبر
وضعت كأسين
من نبيذ مقطر
أنتظر قدومها
على أحر من الجمر
حط الليل قلاعه
وحضر القمر
وأضاءت النجوم

تجيء حبيبتي أسراب طفلٍ
فينبضُ ميّتٌ ويهبّ سحرُ
وتنفجر الرؤى شهوات نبعٍ
يرنّح ما يرنّح فهو خمرُ
وينفتح السماء لها كتابٌ
فيتلو العبد ما يتلوه حرُّ
تجيء حبيبتي شدواً فشدواً
فترتقص الحياة وتستمرُّ
ويُسكب من جرار الغيب ضوءٌ
ففجرٌ ثمّ فجرٌ ثمّ فجرُ
تجيء حبيبتي حبّاً فحبّاً

سَاخِراً مِنْ آيَاتِ الْأُفُولْ ،
أَضْحَكُ مِنْ عِظَامِ الْأَرْضِ ،
وَمِنْ سَرَاوِيلِهَا الْمُهَلْهَلَةْ ،
ضَحِكاً بِطَعْمِ الْبُكَاءْ ،
غَيْرَ عَابِئٍ بِنُشَارَةِ أَيَّامِي ،
وَلَا بِاغْتِيَابِ الْأَمْكِنَةْ ،
وَلَا بِثَوْبِ الْغِيَابْ .
وَهَا أَنَا أُكَلِّمُ الشَّمْسَ مِنْ خِلَالِ حِجَابْ ،
سَاحِباً أَقْمَاراً يَابِسَةً مِنْ أَرْدَانِ أَحْلَامِي .
وَهَا أَنَا أَكْنِسُ جَرَابِيعَ النُّجُومْ ،
عَنْ إِسْفَلْتِ السَّمَاءْ .

تَرَكُواْ سَرَاوِيلَهُمْ الدَّاخِلِيَةَ عَلَى الْأَسِرَّةْ ،
وَجَوَارِبَهُمْ الْمُهْتَرِئَةِ فِي الْغُرَفِ الْمُظْلِمَةْ .
تَرَكُوا ، وَجَعَ الرُّؤوِس عَلَى الْوَسَاِئدْ ،
تَرَكُوا رَائِحَةَ أَزْمِنَةٍ مُتَآكِلَةْ ،
عَلَى رُفُوفِ الدَّوَالِيبِ الْحَدِيدِيَةْ ،
مَعَ الْأَزْرَارِ وَالْإِبَرِ وَالْخِيطَانْ ،
وَأَزْهَارِ الْوَرَقِ الْمُلَوَنَةْ ،
وَفُرَشِ الْاَسْنَانْ .
يَتَذَكَّرُونَ مَعَ بَعْضِ الْأَسَفْ ،
رَسَائِلَهُمْ  ،الْغَرَامِيَةْ ، فِي صَنَادِيقَ" لَمْ تُمَسْ "
وَبِنَفْسِ الْمَرَارِةِ ، الَّتِي تَرَكَهَا فِي نُفُوسِهِمْ شَرَكُ الْمَوْتْ ،