دعيني أهاجر
دعيني أغامر
دعيني أخوض خضم (المجهول)
فقد تكون مخالبه أرحم
من وعود حزب/حرباء!

دعيني أموت
بعد سقوط الأوهام
فقد تكون صراحة الموت
أقلّ قسوة
من مناورات (الحياة) !

مازلتُ اذكرُ لونَ السماءِ
حينَ يهبطُ الظلامُ
على شواطئ نهرِ طفولتِنا*
ويرتمي القمرُ في أحضانهِ.
أتذكرُ ضحكاتك البريئةَ
قبلاتِ اللقاءِ والوداعِ
كلامَ العيونِ
وهمسَ الشجونِ.
آه .. يا سيدةَ العشقِ...
لقد طالَ الغيابُ
واصبحنا مكبلين بسلاسل الفراقِ

قولي كل ما تريدين الآن،
قبل أن تتسع المسافة بيننا.
أو قبل أن يأخد الوقت سمعي..
أترين كل هذه الطيور التي تحلق مبتعدة،
إنها تدعوني لألحق بها..
وتلك السفن التي كانت ترتاح في الميناء
إنها تطلق صافرتها الأخيرة.
لتخبرني أن الرحلة قد بدأت.
قوليها الآن،
فالموت لا يعرف الإنتظار،
وكل يوم يسرق جزءا مني..

ها أنت شارد على قارعة بلاد غريبة ،
تستلقي على بعد أمتار من زمن الفواجع ،
هناك ! حيث كلاب آدمية
لا تستنكف من أكل لحوم امواتها .
هناك ! حيث طيور محنطة تركت رماد أحفادها على المنتزهات .
معطفك الطويل ،كغذائر حسناء  ،مبتل بالمطر والحنين .
وداخل حقائبك المهربة تنعب أزمنة الوباء .
لابسا ، قناع الموت وشفاهك تتساقط كالشهب البيضاء .
وحولك جثامين قرى  أسطورية أطفأت عيون مواقدها على بؤر الليل .
لم تكن محظوظا في مدن الضباب .
الرجل الأكثر بؤسا ، هو هناك! حيث أنت .

تماما خلف السور،
سؤالُ خصْلاتها على شال النور
بابلُ انتظارها على الأعتاب
فتيلُ دمعها المنساب
رفاتُها الأعْيُن الحُور
تَوَقدُ سُمْرتها في الغروب..
قبيلَ الباب ،
يكتئبُ كخزانة الأرْشيف تماما
كالمخطوطة القديمة على الرفوف
تحقيقها لَغُوزٌ وحبرُها مجفوفْ..
قبيل السور تماما،

كأديم قوس قزح
في الضوء المتوثٌب
في خدري
يبزغ الأرق
من سديم الأفق
أترك وجهي ينزف
في ساحل الغسق
يقرأ للعشب
خارطة الأمنيات وسفر المراكب
يفتح جميع الحقائب
للخارجين من الموت

هَلْ تُخَلْخِلُ الرِّيحُ بَقَايا ظِلٍّ
ظِلٍّ صامِتٍ يَرْنو إلى بِدايَةِ شِعْرْ.
هَلْ أُصَدِّقُ الرَّمادَ أَمْ نوفَالِيسْ؟
لَسْتُ أَدْري هَل الشّعْرُ سَيِّدُ الصَّمْتِ أَمِ الكَلاَمْ
أَرَى لُغَةً تَخْمِشُ الجَسَدَ وَتَنْسُجُ الكَفَنْ،
أرَى لُغَةً تَحِنُّ لِخُطَاهَا المُحَنَّطَة،
أرَاهَا تَنْسَكِبُ وتَنْحَجِبُ.
ليْسَ شعراً، يا صَاحُ، أنْ تَشْرَبَ الدَّمَ البَاِردْ،
مَانِحَةً لِكَلامِي مَدارِجَ الرِّيحِ
عَلَّها تُوقِظ نَجْمَةَ الصّباحِ الأُولَى
أوْ تَصْدَحُ بِالنَّعْيِ والتَّحْنِيطِ

فرَّ الناس إلى الجبال
قد أوشك الموج أن ينفرط
فلا عاصم من الغفلة
نسيت يدي على فم الحقول
فتذكرني الدرب
لكن الجهات أضاعت خيول المواسم
أزفّت ساعة الشقاء
فاختر موتك
على حواف المطر
أو فوق سرَّة الغيوم
لكنني طاعن في البؤس

منك تسرقني النظـراتُ،
وتسافر بي عبرك اللمسات ،
حين أرسم في دجى الليل
على شفتيك أبهى الهمسات .
وكلما تثاءب الليل مؤذنا بإغفاءة الصبح ،
انتفض البين من أعيننـــا ،
دامي العبــرات ..
وتسامت مقلتينــا لتفتح في الجرح منفذا،
ينخر عرى القبــلات ،
ويلغي تباعد المسافات .
لست أُنيخُ عيري بباب الآهــات ،

يا رفيقتي
تعالي
نرسم على التراب خطانا
علياء في المهد
تحمل رشاشا بلون نيسان
تغني وصايا الشهداء
نشيد البقاء
ترتق من احلامنا صرح الغيب

الغيم بشير الفيض
احضني علياء

خذي مثلا الوسادة،
فهي لم يسبق أن خذلتني
ولا تودعني..
بل تحتفظ بأحلامي،
لأنها تعرف أني سأعود إليها حين أتعب.
و في أحيان كثيرة
كل القصائدة تأتي،
حين أضع رأسي عليها ليرتاح..
بل هي أيضا تسمح لي بمعانقتها،
بلا أسئلة..
وفي الصباح تتشبت بي،

كان ياما كان
عصفورة جذلى
شباك مفتوح على حزمة ألوان
ضوء يشاكس جناحيها
روح وريحان
في غفلة منها حط هذا الطائر الحافي
بالكاد كان يحسن الطيران
يا أنت يا مكلوم
يا بني الريش
أحمر المنقار
من أي مجرة جئتني الآن

على امتداد الأفــق
تسامَـق الحلــم ،
فتدلّـــت زهــرةُ الرؤيـــا ..
ليــتفـتّـق من على الجبيــن،
فَــجّ نحــو الغـــد البعيــد .
تشرق شمس مخمليّــة،
تُـراودُ المساءات الكسلــى
أن تعـود إلى أحضان الغــروب ..
وتلـوذَ بأنخــاب العاشقيــن ،
في ليـل تثاءب ،
مُـحْجِـمــا أن يؤوب .

أنا من دون الحلم
صرت شجرة بلا أوراق
طيفا بلا ألوان
كم من مدينة نسجت في جسد خيالي
أصير فيها الحاكم والمحكوم
أبدل الكلمات نساء
تغمرني لحظة العشق كل صباح
تتلون بألوان باهتة عند الظهيرة
تصير بدون لون عند المساء
ويخيم عليها الليل البهيم بسكونه
فيتساءل القلب ما الحل

لهفتي ساخنة...
لهفتي خائنة
 لطقوس الهوى في محارب الموت
تمتص أرقا سكن الأصابع
سكن وما سكن
فبكت العيون وجفت الينابيع
لمّا قصائدي بدت مشلولة
 فوق موائد الجياع 
وعصمة الخوارق المنبوذة تشتعل
كان يكفيني ارتعاش الحرف والحرف
الحرف وآخر المطر ...

(01)
على امتداد الأفــق
تسامَـق الحلــم ،
فتدلّـــت زهــرةُ الرؤيـــا ..
ليــتفـتّـق من على الجبيــن،
فَــجّ نحــو الغـــد البعيــد .
تشرق شمس مخمليّــة،
تُـراودُ المساءات الكسلــى
أن تعـود إلى أحضان الغــروب ..
وتلـوذَ بأنخــاب العاشقيــن ،
في ليـل تثاءب ،

تَبَّتْ يَدَا الغَيْمِ السّابِحِ
بِلاَ ذَاكِرَه.
تاهَ يمْخُر العُبابَ بِلاَ باخِرَه.
يَا غَيْمُ،
لماذا تركتَ القوْمَ مُمْتَشقينَ قرْآنهمْ
وغَدَوْت.
يا غيْمُ،
خُذِ الكِتَابَ بِرِفْقٍ،
وَانْثُرْهُ شُهُبًا في وجْهِ القبائلْ،
 في وجْه الظَّلامْ.
مَا بَالُ السَّوَادِ يَلْبَسُنَا مُتَخَفِّيّا،

حدود الوتر يرسمها
الماء المبحوح
فوق القوس حتى
مخالب القلق
قالوا...
هنا يفر الناس
من ظلالهم
هنا شجر السدر
يبحث عن البوق
بعد أربع عشرة ليلة
منتظراً

ولد عشقي متمردا
وكنت الساكن كبده
ومع نبضك
كنت ألون الحياة بألوان قوس قزح
أيها الموعود بنيران العشق
تمهل
أيها التائه بين الحروف
اثمل
بخمرة عشقي وتمرد!
*****
ولدْتَ من ضلعي فكيف تغادرني؟!