رفيقي ألا تذكرني،
ألا تذكر تلك المعارك؟
حين كنا نمشي ملتصقين،
يغطينا الوحل،
ونحمل نفس السلاح.
ألا تذكرني؟
لقد كنت أعرف حبيبتك،
تلك الشقراء..
التي لم تمل أبدا من ذكرها
لقد حدثتني طويلا عن جمالها،
عن جسدها و عينيها.

شهقة

يبسط الغيم المتغطرس
 على ثوب المطر
 قصيدة أنين يحتضر
 على دروب الانتظار
 فيترصد الليل الصبح
وتنغلق الخطى
 كسمق غبار
 لأرحل في جفن القافية
 تذروني معاجم الأسفار

في هذه الأرض
على مرفأ المشنقة أنتصب
كلّ مساء ...
أنتظر هبوب موت بطيء...
جراحاتي تلكَ.. لا تمتص
عباءة الزّمن هي...
وفي انتظار كل صباح
أقف مكبلاً كمن يتأمل ظلّه...
أنتظر من...؟ !
في هذه الأرض
وفي كل آن

1
أمضيتُ ثلاثين خريفا . .
قرأتُ شكسبيّر
لوي آراغون
وما ترجمهُ البعلّبكي . .
2
للمها . .
رميّتُ كل أحجاري
على بساطِ الأرضِ ،
البورِ
بلا سجيّلٍ .

عُزْلَتِي رَنِينِي
أَنَا سَلِيلُ طِينٍ مَطْلِيٍّ بِالنُّحَاسِ.

الْجِهَاتُ سَكْرَى ،
كُلُّ نقْرةٍ نِدَاءٌ مَجْهُولٌ.
كُلُّ نقْرَةٍ خَلَاصٌ يَتَلَاشَى.

شَلَّالُ الْفَضِيلَةِ بَارِدٌ  ،
وَعَكْسَ الْعَادةِ لَيْسَ صَاخِباً.

أَقُولُ للْمَرْأَةِ في الْمِلْحَافِ الْوَرْديِّ :

(ذبذبات وجع قديم )
الف غيومي
اريد ماء لكنس ادرانهم
(الما و الشطابة....)
و نسيانا يورق احلاما بديلة
لاقعدن لهم  كل المآقي التي شاهدت جثتي
اريد ريحا ليمسح فوق رمال المديح \ الرثاء نياشنهم  المضحكة (يا امة....)
اريد ان تعلق جبتي في جباه الاصائل هناك (حيث يكسر الغروب مرايا الخيبة العربية )
ان تكبر صورتي في الفايسبوك لتلتهم سلوتهم
واقدف بالحنوط عيون" البكاء البصلي "(لا أجد مرادفا)
ولاستبدل وجوههم الدعية بقناع حقيقي..

نجلاء البراري
تختال للبكاء...
وراء ظهرالسراب
على رقصها تجثو الخوالي
وللنصح الفريد تستهين الاصوات
تمددت أفاعي الغياب في ثغر الصحراء
وراحت بغدرها تقبل قبح العاصفة
وترمي قبالة العصيان بالنفث على الحجر
تلثمت بومض الرمال
وتلحفت بسراب القبل
وتاهت في رشق الرذى بوخز الرموش

نزلتُ صفعـــــة
بين ظلّيْن فجرُهما محروق
أحَدّق في تُخْــم
أوسعَ من قبري
تبتلعني المدارات
اتّخذْت صباي مَسندي
آوي إليه
وكلّما حلّ المساء
أتوسد اسمي المتآكل
وأنام
أفيق

الكل غادرني و تركوني وحيدا
احن إلى همس الطير ودا
مشردا،
كوشاح مرقط بالدماء
ما بين الارض و السماء
تائه في الفناء ..
كسنبلة يابسة
تغرد أغنيتها الاخيرة.
كالحمامة المقصورة الجناحين
أو كالغروب بدون أنين ..
مشمع العينين ..

بعد أن أثمل،
سأمتلء غضبا
لأقف على الطاولة كالجندي،
بدون تساؤلات..
و أقذف قنينة فارغة،
على ذلك الشاب الذي يخفي وجهه،
خلف شاشة مسطحة كعقله.
لأنه لا يعرف ماذا يفعل بأصابعه العشرة..
و سأقذف أخرى،
في وجه تلك الساقطة،
التي تكتب الشعر لتلعن الحب.

هي و أنا،
في اليوم الأول إلتقينا،
و في الثاني أحببنا بعضنا
كانت تحب الشعر،
تلك الكلمات الفارغة،
التي لم يمل الشعراء من ترديدها.
تلقيها هي بصوتها الهادئ
فتجعلها كماء عذب،
يجري وسط صحراء قاحلة.
أو كزهرة متألقة تتفتح كل يوم.
هي وأنا،

ذكر عبارة الغد تجعلني
أشعر بالحنين الى ما مضى
أغوص في أعماقي لأسمع نبض الحياة
فتحضر صورة جدي تصل بين ذهني وقلبي
وليس الجد سوى ذاك الماضي
أصبح ماضيا؟!
وكل مستقبل سيصير حاضرا
لينصرف الى الماضي
وهل كل مامضى يعد من الماضي؟
سألت التاريخ مرة...
فتحول السؤال الى تهمة

    ذات حرب    
في قطارالمساء السريع
في الرحلة الواحدة
بعد العشرين
على ضفة الرصيف الاخرى
! رأيتها
إمرأة من لا مكان
في كامل انوثتها وسطوتها .
وعلى الرصيف
كانت حقائبي حبلى
بالأحلام والنياشين

حِينَ تَفْتَحُ الرِّيحُ مَسَامَ الذَّاكِرَةِ
يَتَعَرَّى مَاضٍ كُنْتَ تُنَاغِي جُنُونَهُ بِرِفْقٍ
كُنْتَ فِيهِ تُسَابِقُ حَمَائِمَ الْسَّمَاءِ
لِتَضُمَّ تَنْهِيدَاِتي الْعَاِلقَة بِأجْنِحَةِ َصْمِتكَ
تُخَلْخِلُ عَهْدًا يَنْبُتُ فِي مَرَاَيَاكَ هَمْسُهُ
وَزَفْرَةُ وَدَاعٍ،
تَسْلُبُنِي شَهْوَةَ الْمَوْتِ
تَسْقِينِي يَقِينَ الْحَنِينِ
يَمْزِجُ الْغِيَابُ فِي رَاحِه ثَمَالَة الْبعَاد
صَدَاهَا يُكْسِرُ كَأَسَ الْهَوَى الشَّفَّافِ
يَحْضُرُ صَهِيلُ نَجْوَاكَ فَيَتَبَعثرُ نَبْضِي،

عنْ أحزانِنا ، دمْعةً فدمْعَة
عنْ أحْلامِنا عنْ أوْهامِنا
كوَابِيسَ منْ حنِينٍ
نُجفِّفُ كَلامَنا منَ الهذَيَان
نَسْتبْدِلُ فجْأةً جِلدَنا بِمفَاتِيحِ الزّائِرِين
ونَسْتقْطِعُ شيْئًا منْ شُجيْراتِنا سقْفًا لِليْلِنا الأَليل
نُطِيلُ السّهَرَ إلىَ ما بعْدَ الفجْر ، قِصَصًا لزُوّارِنا الفاتِحِين
نتَمَلّى في المَلاحِمِ المُزرْكَشَةِ بِالبُطُولاَت
نَسْتلُّ سَيْفنَا الخَشَبِيِّ منْ غِمْدِ الذِّكْريَات
نَنْفُثُهُ عَبَثًا فِي عُقَدِ النُّعاسِ
ونَستَمْطِرُ الرِّضَا بَسْمةً منْ مَلامِحِ زُوّارِنا

تَلُوكُنِي الفَوَاجِعُ الغَواِزي،
 ينفطرُ القلبُ بالاختيارِ
 أَبْكِي داخلي بدمعٍ مالحٍ يَنشعُ مواجيدي،
 يُهَرِّئ رُوحي،
 إِذاناً بتخلُّقِ الأكدارِ
 فِي رَحِمِ الانهيار...
 وتندلق المراثي،
مُشْربَةً بِصرخاتِ النادباتِ الآشوريات،
 الباكيات حظَّ أنكيدو في حُميّا الانْفِطَار،
 أنكيدو مَاتْ ،
 سَقَطَ قَلْبِي،

نم عميقًا
كأنك ميتٌ بالأمسِ
أو تموتُ غدا
وأحلم بركنك الدافيء
الذي قتلت من أجله أقرانك
أو
بإمرأةٍ نسجت
خيالكَ وردةً
سقايتها حلم . .
نم
لا تعد تسهر

دأب على الاحتراق
في زوايا المزابل العربية
فعمر الرحلات بين الغدو  والرواح
لا ينتهي إلا بالنكبات....
الرماد يعلن ميلاد الرماد
والفضيحة منذ شمس وعصر....
هشّمتنا الالاعيب...
ألفنا الاكاذيب ...
وسلمنا مفاتيح أعشاشنا للنار
وقلنا لها سلاما...
دأب على الاكثرات  والتاويل

لامرأة أحبت وطنا جميلا
تدفئه شمس عادلة
لامرأة أوقدت قنديلا
ملء ظلام المرحلة!
لأسية
هذي الأغنية
لامرأة أحبت شعبها
عرفت أن دربها
رغم صخر المحن
وجمر الثمن
يفضي لأعياد مقبلة!