بعد أن أثمل،
سأمتلء غضبا
لأقف على الطاولة كالجندي،
بدون تساؤلات..
و أقذف قنينة فارغة،
على ذلك الشاب الذي يخفي وجهه،
خلف شاشة مسطحة كعقله.
لأنه لا يعرف ماذا يفعل بأصابعه العشرة..
و سأقذف أخرى،
في وجه تلك الساقطة،
التي تكتب الشعر لتلعن الحب.
على رصيف محطة قطار ـ شعر : بوتالوحت احماد
ذات حرب
في قطارالمساء السريع
في الرحلة الواحدة
بعد العشرين
على ضفة الرصيف الاخرى
! رأيتها
إمرأة من لا مكان
في كامل انوثتها وسطوتها .
وعلى الرصيف
كانت حقائبي حبلى
بالأحلام والنياشين
في محراب حبك ـ شعر : سمر بوعزة
علّمني كيف أمسك بخيوط الكلام وأنا في حضرة عشقك.
ما حبي لك سوى معراج أبدي إلى سماواتك.
قبل أن أنام أصلي صلاة العشق و أقرأ وردي كي تَحُلَّ بركاتكَ فيَّ .
في دمي تسري خمرة حبك.
أنت مدينة العشق وبابها.
انفخ فيّ روحك كي أصير أنت.
عندما أراك أراني.
أنين الناي يشبه عزف روحينا ساعة الخفق.
بحثت عنك لم أكن أعلم أنك تسكنني.
في بحر عينيك غصت وتجلت لي درر روحك.
حبنا عابر للأزمنة.
مواقيت ساقطة ـ شعر : حسن العاصي
1
لوْ لمْ أكنْ ظِلاً متعباً
لتمنيتُ أنْ أكونَ ماءً
كيْ يتوارى الندى
في كُوةِ المساءِ
وحينَ تلوحُ قطوفِ الفصولِ
كشطرِ مسافةٍ ثملةٍ
ويضيقُ بي حُزني
تأذنونَ لي بالبكاءِ
2
نواحُ النِّهَايّةِ... ـ شعر : عبد الرحيم دودي
تَلُوكُنِي الفَوَاجِعُ الغَواِزي،
ينفطرُ القلبُ بالاختيارِ
أَبْكِي داخلي بدمعٍ مالحٍ يَنشعُ مواجيدي،
يُهَرِّئ رُوحي،
إِذاناً بتخلُّقِ الأكدارِ
فِي رَحِمِ الانهيار...
وتندلق المراثي،
مُشْربَةً بِصرخاتِ النادباتِ الآشوريات،
الباكيات حظَّ أنكيدو في حُميّا الانْفِطَار،
أنكيدو مَاتْ ،
سَقَطَ قَلْبِي،
اقترحت عليْ ـ شعر : خيرة خلف الله
اقترحتُ عليْ
أن أمشّط أفنان ذاكرتي
فمنذ وقت بعيد يحاصرني الغبار
ويزكمني ملح صدئ يقشر أضلاعها باقتدار
كلّما قلّمت الأفكار نبتت رؤيا حبلى بالموج
على قارعة الذهن وفي ركن مهمل تماما حقائق مسلوبة
الظّلال
خلف باب نصف موارب
زمن يجيء على غير موعد، كلّما أرخيت له زمام الأوجاع لاذ
بالفرار
مثخنة بالوقت لحظتي ولا وقت للوقت كي يسترق مزيد
عن ماسح الأحذية أحكي ـ شعر : محمد رحو
لكم يزعجني عبور ماسح الأحذية
لكم يزعجني حضور الفتى البائس/
الفتى الذي احترف الإنحناء
لمسح وسخ جلي
على جبين الأحذية!
هل تراني وحدي المدرك
أن رمح الحاجة اللعينة
يدميه فيجبره
على مسح الوسخ العالق
بأحذية السابلة! ؟
ليس من داع لأن تندهشوا
لأسية..هذي الأغنية* ـ شعر : محمد رحو
لامرأة أحبت وطنا جميلا
تدفئه شمس عادلة
لامرأة أوقدت قنديلا
ملء ظلام المرحلة!
لأسية
هذي الأغنية
لامرأة أحبت شعبها
عرفت أن دربها
رغم صخر المحن
وجمر الثمن
يفضي لأعياد مقبلة!
الغِواية الثانيّة ـ شعر : عبد الإله عسري
(1)
على وَهَن خَفِيف
كأول وشوشَات المَطَر للرِّيح
على وَزن، تَمشِي..
على نَسَق، تخطُو..
كلحن له قدمان،
يراقص بخفة الواثق مَطلع أُغنيّة
كأنها في الان،
نبس النداء السماوي، ورجع الصّدى
**
(2)
حديث ـ شعر : عبدالمولى الشريف
حدثني الليلُ الذي مضى
أنّ الفرس التي لا مربط لها
تظلُ تذرعُ المضارب الباليّة
باحثةً عن فاكهةٍ محرمة
تعيد لها حُسنها الآبق
تقول الحكايةُ يا صديقي :
أنّ تفاحةً تنّبتُ عند حلق الواحةِ
قد أعادت للغانياتِ حُسنهن
والليّلُ . .
أيها الصديقُ البهيُّ
الليّلُ شاعرٌ
مرايا الوقت الميت ـ شعر : محمد خييلي
1 زمن البحر
يا سيدي قال البحر: " مند أمد يقذفني الأطفال ببقايا طعام يأكل السمك منه
وتضحكني رعشاتهم و هم يرتمون في أحضاني
يا سيدي الفت اقدامهم المترددة على الشاطئ المتوجسة مني
وصيحة النساء و كل الحذر
ياسيدي كلما لفت موجة جسدا بكوا عند أقدامي ,
لكنهم يعودون كل موسم بحر إلي و يضعون على رملي خوفهم و كل الحذر
وإذا ضاع شيء قالوا لا حول لنا هذا قدر
ربما نسيت.. ـ شعر : خالد غميرو
لا أذكر ما كان بيننا،
قد يكون أي شيء قد جمعنا،
أو ربما نسيت..
فكل ما أعرفه الآن،
أني وحيد...
لا أذكر حتى الأحلام،
التي تحدثنا عنها.
أو ربما لم تكن لي أية أحلام،
أو أكون قد نسيت..
لكني أعرف،
أن جميع من أحببتهم رحلوا،
ومضات قدرية ـ شعر : حسن العاصي
1
أوصدتْ الأحلامُ أبوابها
فتساقطتْ أهدابُ العمرِ
تدوسها النسماتُ الحزينةُ
2
مِنْ الكُوَّةِ الصَّغيرةِ
أَسترقُ النظرَ إلى طائراتِ الورقِ
وهيَ تحلِّقُ
بِعينينِ تُكبِّلهُما القُضبانُ
مجرد احتمال ـ شعر : عبد الطيف رعري
مجرد
باردة..
مجرد مجردات...
أن أعشق بعد السماء
موجة...
وردة...
سماء أخرى...
يا لغفلتي..
أضعف...
أتيه في عفويتي...
أتشرد بين الحروف ..
عزائي لكبريائي حتى أصير ما أشاء
نص نسيت أن أسمّيه ـ شعر : خيرة خلف الله
هائم طقسي على غير وجه القصيد
في سماء حبلى بالقلق
حتى إذا تلبّد الضّجر بأحشاء الغيم
تهت على غير مثال
هذي يداي في سكون الكون تشدوان للمسير
صورتي الأشهى على مرمى انشطار
تتلو عليّ من عواطف الرّفض بعضي
والمداد من حولي
كنسغ هجين يرتق ما تبقّى من خرائط الوهم على صدري
صورة الآتي أنا ...
تماثيل احتراق
أنا أعرفك.. ـ شعر : خالد غميرو
لا شيء و لا أحد يعرفك
أرض افريقيا لا تعرفك
لا تحس بقدميك الرقيقتين وهما تمشيان عليها
حتى تلك الشجرة التي كنت تجلسين تحتها،
لن تتذكرك..
لن تتحدث عنك عصافيرها أو تبحث عنك..
و البحر أيضا لن يفتقدك إن لم تذهبي إليه
ولن تسأل عنك طيور النورس،
أو تلك القطعة الخشبية التي قذفتها الأمواج.
لن تميز الديدان بين جثتك وبين جثة كلب ضال
و القمر لا يعرف إسمك..
أنا الآن كذلك ـ شعر : خالد غميرو
كان حبك أخر كذبة عشتها
بعدها وصلت إلى الحد الأقصى من الكذب.
أما في هذه اللحظة فأنا مخمور،
وغدا سأكون كذلك.
لأبقى خارج هذه الفوضى،
خارج معارك الكذب والحب..
نعم غدا سأكون كذلك،
لألعن الحياة التي ورثتها..
و أتبول في أفواه الجشعين،
و أصادق الحمقى و المشردين.
أنا الآن كذلك،
ليس بالبال أغنية ـ شعر : عبد اللطيف رعري
الليل طويل
برهة الإحتضارأطول
وماأقصرالقمر
منذ سقطت قلادتي في
غفوة البحيرة
وعثر وجهي في المرآة
فتضبّبت حزينة
لكن حين نظرت الى البحر
سحرتني تموجاتة
واحتارت الحبيبة في أمره
لأني ما زلت أشم رائحة البحر
في الحب ـ شعر : محمد منير
في الحُّب ... ذاكَ الذي يَعرُجُ بِي إلىَ السّمَاء
أرْتقِي منْ مقامٍ إلىَ مقامٍ لا يحْجُبُنِي
عنِ الأنْقِيَاءِ هُناك ، إلاّ شبَحِي
يُدنِّسُ صفْو الضّيَاء
أهْمسُ فِي التّجَلِّي بكُل خَاطِرَةٍ ، أسْمَعتْنِي
وأوْرَدتْنِي من بوْحِها ذِكرَى ومَوْعِظةً
رَستْ بِي علىَ شاطِئِها المُقدّسِ ، لاَ يُقرِّبُني
منَ الأتْقِيَاءِ هُناكَ ، إلاّ ذِكرَى تُصوِّبُنِي
فإِنّ الحُبَّ هُناكَ ، بسْمةٌ ولُغةٌ وهَوَاء
أُحبُّ أعْشَقُ أهِيمُ أبْكِي ، كطِفْلٍ فَطِيمٍ
لا يُوجِعُهُ البُكَاء