راحلة إلى منطقة الصمت
أنتشل خريفي الكئيب
وعلى حافة البوح أبذر زهراتي
لتتقاطع في أبعد مسافة
حلولا من الدهشة
أتحصن بقلعتي
المشيدةِ من خلاياي
أحتسي وحدي كدماتي وخدوشي
من جزيرة الوساوس
أنتقي
حقولا تنطوي على اللؤلؤ

قدْ تُرديهُ مسافةُ نايٍ
قدْ ينسدلُ الخطوَ وتلوكهُ الرمالُ
لكنْ على بُعدِ ظمٍأ منها
عثرَ على أوَّلِ موجةٍ يتيمةٍ
خبَّىءَ جداولُ الصوتِ...
خلفَ صورِ العتمةِ العتيقةِ
ونثرَ نكهةَ الحزنِ
فرحلتْ البساتينُ إلى ترابِ المسافةِ
لكنَّهُ موجوداً هناكَ
في فراشةٍ تسكنُ أغاني المطرِ
تحتَ القناديلَ الباهتةِ

على أوتار ِالرِّيح ..
أعزفني سمفونيةَ ضياع
تتضاربُ النّوتاتُ :
بين سقوطٍ وانكماش
وهنٍ..
وتمردٍ مسكوبٍ .. في شبه يقظة
يبعثُ إشاراتِ امتداد
يُولجُ الارتواءَ في الظمأ
الاحتراق في الصقيع
يرسم حدودا
بين النار واللهيب

الصداقة هي ظلال المساء يزداد بمحيط شمس  الحياة
جين دي لا فونتين
مصباحكَ هو من أخرجَ الكلمات
 من  غيوم الغربة
هو من أَمسك بيدها  وأنزلها
 من  أبراج الحيرة
هو من مسح الضباب
 عن أنامل القمر الغائب
وأدار عجلات الصدق
  حينما حاولوا عرقلة النسائم
 اكثر من مرة

عاشقٌ ولابدّ لي
أنْ أكمِل ترَاتِيلِي في آخِرِ الإبتِهالاَت
وأنْ أنصُبَ تارِيخَ الهَزائِم تِذكارًا ومِيلادًا على واجِهةِ الإحتِضَار
نزْفا فَنزْفا وحرْفا فحَرْفا
لغةً مُمرّغةً على الأَسْفَلتِ دمًا ومِدادًا
واعتِرَافاتٍ بالجرَائِر كُلِّها
حيًّا أمْ قتِيلاً
وكيْفَ لي أنْ أعْشقَ بيْن أحضَانِكِ موْتِي
أوْ أُوَشِّحَ الجَبِينَ المُعلّقَ على الجُدرَانِ ، وِسامًا وقصِيدة 
أو أعْتصِرَ ما بقِيَ منَ الرُّوحِ بيْن يدَيْ جنَازَاتٍ ، لُغةً مُمَشّقَةً
أو عِشقًا بَتُولا

قربَ هذا الوقت صاحَ
الندى
في بلادِ الياسمين من يُفخخُ
الزهرَ و يخلعُ عن ليلِ دمشقَ
عباءةَ النجومَ
****
وضجَّ المدى بالسؤال
هل في تفاصيل الضوءِ يسكنُ
النشيجُ....
هل ميعادنا بينَ رصاصتينِ
و عودٍ من قصب الصبرِ

القلب يريد ما يريده القلب،
و قلبي لازال يريدك
رغم غموضك وصورتك المشوشة،
كمنظر الغروب في مساء غائم
لازال قلبي يريد كل ما يريد
أن ينظر إلى النجمة التي ترتاح تحت الشمس،
و تتحرك تحت ضوء القمر،
كما وصفتها الأساطير القديمة..
و أيضا تلك النجمات التي تطير كفراشة،
كي لا يُسرق نورها،
حين يتحرك القمر..

أخرجوا السجن مني،
و إرموني بعدها في أي قبر.
لأن روحي ستكون لي،
لأنثرها كالبذور في كل أرض
فتٌنبت حلما جميلا،
و ينموا الحلم ليصير فكرة
وتتفتح الفكرة لتكون أسلوب عيش
إرموني في أي قبر،
فقد عشت قرونا داخل صندوق أسود،
أواجه كل مخاوفي وحيدا..
ولم أعرف ضوء الشمس،

لاشيء في شوارع المخيم إلّا الفراغ
جدران باردة
ومواعيد لاسقف لها
وأطفال يرتدون رائحة الطعام
لاشيء في رحيل الوقت
إلّا غبار الجوع
ومعصية المكان
وذاكرة عابرة كضباب البحور

جوع يترصد عشب طفولتي
فتذوي أشجار الجوز

في كهوف  الأبجدية 
أدمنت صلاتي
 لأفرّ من  قيود 
من أخبية  مطلقة
وفي كفّي رؤاي المتمردة 
ألملم أشلاء  إحساسي
ليشعّ نبضي 
وبما حولي يُلقح ذاتي
 علّني
 أشعل  في الصمت غوغاءً
والزائغُ  من هواجسي

فى عينيها
تسكن فراشات وحلم
وأفراح سابحات فى نهر
وبقايا دمع ذبل
وبسمة أمل
وأزمان شقاء تعس
(2)
كنا حولها نبتهج
وفى عينيها صيرتنا نغماً يتراقص
بمقدم سيدها منتصر
ذاك الذى أوجد ذاته من العدم

هي ليلة مشمسة
لا تعلم في أي الفضاءات كانت
كنتَ فيها مرآة من الرمل، تحلق خارج الوقت
وروحًا خاوية تتهشم على الصخرة، أمامك.
كنتَ ترغب أن تكون ذلك المفتوح الذي يحضن الصُّوَر
أو ذلك المغلق الذي يسكب ألوانه في الوادي
أو ذلك المطلق الذي يدفن لبّه تحت سطح الصخب.

يداك الخفيّتان تقطعان إلى نصفين خطك المعوج
قدماك الدَّخِنتان تركلان عجلة استفاقتك النائمة
صوتك يصرخ من بعيد: أنا معك

" الكتابة وجع ، واليكم وجعي أيها الموجوعون.. محبتي"
كن طفلاً.. ،
..لا عاقلاً.
انس جسمك ، و الايام..
انس ، التاريخ ..والجغرافيا ..واللغة.
انس الزمان.. والمكان ..
. لتكون  اللامكان ..!!
لا تتردد...
اركب البحر..
و ..
اترك الارض.. والبلاد والعباد..

وَ انتِ بعيدَة، يُصادِفُ انْ يَسقُط منّي اسْمي سَهوا
وَ لا تُحدثُ حُروفه ايّ صوت
تنْحني منّي شْبه ابتِسامَه لِـ تحمِلهُ عنّي
وَ ادّعي انا اللامبالاة..
ما دُمتِ بعيدَة،
يُصادِفُ أنْ يفاجئني المَطر،
 كما لوْ انّ ولادَتي بعْدَك
ما كانت لِـتَكون الا قدَر لقاءْ
علىَ سبيلِ قطرة..
****
يَخذُلني صوتُ رَجل.. فجأة

لا تغرمي أبدا بشاعر،
لأنه مفتون بالأسرار التي تخفيها الخدع
وسيحدق في عينيك ليال طويلة
عله يرى من خلالهما موج البحر،
أو مروجا خضراء بلا نهاية..
لذا لا تغرمي أبدا بشاعر
لأنك ستجوعين حين تنقطع تأملاته
و ستبيتين لوحدك كل ليلة،
عارية فوق مسودات قصائده..
لا تغرمي أبدا بشاعر..
لأنك ستهجرينه حين يترك فراشك،

ذات رنين
كانت تقيس مسافة الشوق
بضلوعها وعسل جنونها
وكانت تقابل المرآة
كي يحضر وجهه
قصيدة بنكهة الأحلام

أيتها الطفلة
مدّي بركان الماء
وأيقظي لون الصحو
كي أتمدد على بحيرتك

يَحْتَلُّنِي الهَذَيَان
عِنْدَمَا البَحْرُ يَفِيقُ
مِنْ غَفْوَتِه
عِنْدَمَا الْمَوْجُ
يَغْسِلُ عَيْنَيْه
مِنْ مُلُوحَةِ الأَمْسِ
أَسْمَعُ صَوْتِي
مَسْكُونًا بِسَكْرَةِ امْرَأَةٍ
كَانَتْ تُضَاجِعُ خِصْرَهَا
عَلَى شَدْوِ الرِّيحِ
خَلْفَ التِّلاَل

أنامل الفجر تدُق أعتابي
تهمس لي بحدائق
برياح الصبا فواحة
لتكسر الأغلال /تفُكّ أختام المنغلق
وفي مساحات الضوء تمحَق الحلكة
انغمستُ في برزخي النوراني
إلى رعشة الصفاء ظامئة
والمنشَدّ من الوقت
ينحلّ
على كتفي ربيعا
عبرتُ جِسْر الاشتعال

أهرب من أشعة الشمس
حتى لا أحضن بياض الثلج النافر من شفتيك
كمهرة جامحة تقضمين تفاصيلي
قبلة قبلة تنهشينني
من آمن بأنثى
عرف الطريق إلى الله

أهرب من شظايا المرايا
أهرب من اميرات العاج و ممالك الاوهام
أهرب من تيجان الزبرجد المنقح بطرزات الأفاعي
أهرب من قصائد الوسائد المخملية