كيف لا تُعبدين..
فأنت حين تنامين في حضن البحر،
ترتدي السماء ثوبا بألوان هادئة
تأتي من قلبك الذي لا يتوقف عن الإحتراق
مزيج بين الوردي والبنفسجي و الأحمر،
يضفي عليه السواد الخفيف لبداية الليل
رونقا يستعصي على ريشة أمهر الرسامين..
فكيف لا تُعبدين..
و أنت حين تنامين في حضن الجبل
يصير الجبل وكأنه ظل للسماء،
ويُسكتُ الحياة في صخوره و أشجاره

كظل كسيح مرهون لجسد ما
كضوء كسير يفتش عن مرآة
كأوراق تين يبست حين غادرها آب
وقفت وحيدا
نظرت وحيدا
صرخت صمت وحيدا
فرحت كرهت وحيدا
سعدت حزنت وحيدا
والمرآة في زاوية الروح
ترتب انتكاساتي واهتماماتي على ذوقها
وعلى انعكاس ضوء هارب من روح اللحظة خلسة

أنت أنا
وأنا هنا
بين جدران تبعدنا تفرقنا
أُصدر فتاوى حب
لأستمر... لأتنفس ...
أسأل القمر عن أناي
أخاطبه قائلا:
اشتقت إلى أناي
اشتقت يوم أصبح أنا
يوم الرحيل
إلى زمن أثيري

إذا وصلت قبلك
سأكتب صوتك
على خوف الورق من النسيان
على تردد نيسان
سأكتب على الريح
حروف القافية الناقصة
وأتمم ما بدأته
قبل أن أكون
إذا وصلت قبلك
سأرتب ظلك
على خطوط شكلك

أعبر من خد إلى خد
وعيناك مرآتي
تمطرني الأهداب كحلاً
فأرحل في سفر الأصابع
وأنسدل فوق العنق
قصائد بلا عنوان

أيتها الباهرة
ليتك تستطيعين ترتيب المطر
على جسدك
كي ينساب على ظمئي

أَيُّها البَعيدُ في جُغْرافية الوطن
القريبُ من القلْبِ
أيُّها الجَنُوب الحزِين
أعْلنْها شَهْقَةَ لِلْحَيَاةِ.
..
لِنَبْعِ الجَنُوبِ رِسالة
لِلْمَرايَا هُنَاك
وَقْفة وإِطْلاَلـة
تَحْكِي أُنْثى بِكُلِّ جَذَارة:
لاَ تَخِيطُوا لَهُ كَفْناً
لاَ تُعْلنُوا الحِداد

لا يهم
فأنا مثلك يا سيدي
سأختار وسامي وحرفي
وأشق طريقي حيث أشاء ، وأتربع
فوق نجمي العالي ، وعلى سعفي
أو أغفو داخل شرنقة زمان ضعفي
لا آبه لنفسي ولا لأحد
فأنا لا أشبهك
لا عرش لي ولا ألقاب
ولا سقفا من سعف ولا أنخاب
إلا غرقا في وحل السحاب

دعني الان أخلد إلى احتراقي
في المقعد الخلفي للتراب
أنتقي موتي على مهل
لا تستعجل ارتجال حكايتي
ورتق تجاعيد الحكمة بعبث
لترقص طفولتي في عيون الشيوخ
كنت ترجئ مطر الفصول
عن شفاه السماء في أول الوجع
تغسل ملامحنا برماد الفقد
وتودعنا بحرف الرحيل
وجه الماء يطفئ بقايا الذاكرة

دَعُونِي أَرْسُمُ بِالبَيَاض
تَفَاصِيلَ احْتِرَاقِي
عَابِرٌ أَنَا...
أَحْتَسِي وَجَعَ اللَّيْل
أًهْدِي المَرَايَا بَعْضاً مِنْ رَمَادِي
دُخَّانٌ يُوغِلُ فِي الزَّحْف
يَتَسَرَّبُ عَبْرَ شُقُوقِ الصَّبَاح
عَابِرٌ أَنَا...
وَالحُلْمُ شَارِدٌ عَنْ تَفَاصِيلِي
الرِّيحُ تَغْفُو بِصَمْتٍ عَلَى كَفِّي
الشِّتَاءُ سَيَأْتِي حَافِيًّا هَذَا المَسَاء

هذه القصيدة للبيع،
فهي للأصدقاء بعد أن يرحلوا،
وللمدينة التي لا تعرف صعاليكها،
وتقتل بؤسائها بالوحدة على الأرصفة
لتحتفل بأموات يمشون بين الأسوار الكثيرة بدون إتجاه
هذه القصيدة للبيع..
فهي للحبيبة بعد أن هجرت حبيبها،
وللعاشق على طريقة الفقراء،
الذي لم يجد من تشاركه حياة يائسة
هذه القصيدة للبيع..
بعد أن يباع الشاعر،

لرغوة احتراق وجهي
لحن صوت..
كصمت بلاد بلا وتر.
يا بلاد الحلم..
فوق البيت..
 نام الموت كالرضيع...
فلتكتب على الإسم يا صاحبي
أشعار..
    اف..
           ت...
                 را...

بعد دهور من لامبالاتنا البلهاء
بعد طَمْرنا ما اجترحوا
من معجزات العطاء!
ملء دهشتهم الطازجة العذراء
من أقصى تخوم الإحباط
سينهض عشاق الوطن الشهداء!
ليشهدوا ما فعلناه بأطفالهم
لما غضضنا الطرف عنوة
عن دمعهم المر الغزير
ونحن نعبر الشارع الكبير
موغلين في انشغالاتنا الصغيرة

يا دمشقُ أخبريني
كيفَ يغفو النخيلُ بينَ يديك
ويستمطرُ هواك قاسيونَ
بالعشق وشيا

وكيفَ كانَ الغرباءُ
يتوسدونَ وجهك
كفاً طريا

إني أحبك يا شامُ
منذُ كنتُ صغيراً

دنوت من الجرح بعيدا
على عتبة التردد
ذبحت الخوف
علقته عند ناصية التحدي
وقلت=اليوم أبتر أطراف
الأفعال الجامدة
أعتقل أسماء الإشارة
التي توهتنا لعقود ووهن
لن أسمح لأحد بعد اليوم
أن ينسبني إلى = كان
مهما اكتملت

أعلمُ أنكِ خلف الستارة
تقتفين أثري
وأنا أرحل
عن عيون الشمس
بلا وداع
بعمق عطرك أذوب
ويتوارى القلب
خلف شفق وجنتيك
وأعلمُ أن البرق في عينيك يلوح
وعن يقين تعلمين
أني :

أناَ ذَاكَ المُمَزَّق في الهامش
تَنْكَتِبُ أشْعــاري مَأْساة..
لَفَظَتْني الرِياح كَلقيط في الفضاء
كَسيح دونَمَا أَجْنِحــة
الشَّقاءُ يَلُفُّنِــي
أَشْرَعْتُ نوافذي للْكُرَمَـــاء
فَغَابوا أوْ غُيِّبُوا..
لَنْ أُعْلِنَ الحِداد
لأَنَّنِي مُنْذُ زَمَن قد أَعْلَنْتُه...
قَدْ أَعْلَنْتُهُ..
تَعَرَّتْ الأَقْنِعة..

وردةً خجولة
رسمتكِ
بين الصبايا
يداعبها
نسيم الجنوب
ملهمٌ أنا
بما راودني عشقكِ
وبيننا
أصوات من حنجرة العنادل
رأيتكَ
خلف المرايا

-0- الغياب
عاد الغريب  الى،
التاريخ،
والانسان..
وأعاد قراءة المكتوب..
فوجد الغيابـ ،
غيابنا!!
غياب ... أولنا وأخرنا ،

 -1- الموت
وجد ، وجع الشمس الرحيمة..

هاجرت الدروب
صحراء بلا خطى
والكاهن قبض على التراب
وختم الملامح
عصف الوباء بالقبيلة
كانوا يتآكلون ويتساقطون
كأوراق الخريف
في فصل مهجور
بلا لون

امتلأت الخيمة