أنامل الفجر تدُق أعتابي
تهمس لي بحدائق
برياح الصبا فواحة
لتكسر الأغلال /تفُكّ أختام المنغلق
وفي مساحات الضوء تمحَق الحلكة
انغمستُ في برزخي النوراني
إلى رعشة الصفاء ظامئة
والمنشَدّ من الوقت
ينحلّ
على كتفي ربيعا
عبرتُ جِسْر الاشتعال

الصداقة هي ظلال المساء يزداد بمحيط شمس  الحياة
جين دي لا فونتين
مصباحكَ هو من أخرجَ الكلمات
 من  غيوم الغربة
هو من أَمسك بيدها  وأنزلها
 من  أبراج الحيرة
هو من مسح الضباب
 عن أنامل القمر الغائب
وأدار عجلات الصدق
  حينما حاولوا عرقلة النسائم
 اكثر من مرة

كطفلة هاربة من الحكايا
نهرت تنهيدة
حب في صدرها
حولتها أشلاءا ضائعة
ينهشها الحنين
طفلة بلا قدر
جعلتها تسّاقط
كقطع بلورات ثلج
أذابها لهيب غدرك
كنت ملاذها
كنت  معبد صلاتها

تغيب المشاعر أيضا..
كما تغيب الطيور في أيام الشتاء
حين تدفعها الندرة والبرد للرحيل.
فيصير الجسد فارغا،
كأرض جرداء لا حياة فيها
تُسمع فيها أصوات قوية،
كانفجار يمرُ بسرعة،
 يترك وراءه رعبا كالرعد.
تجوع المشاعر أيضا..
فتصير كذلك الوحش الذي يسكن في معدة خاوية
 يعلن بصوته،

القلب يريد ما يريده القلب،
و قلبي لازال يريدك
رغم غموضك وصورتك المشوشة،
كمنظر الغروب في مساء غائم
لازال قلبي يريد كل ما يريد
أن ينظر إلى النجمة التي ترتاح تحت الشمس،
و تتحرك تحت ضوء القمر،
كما وصفتها الأساطير القديمة..
و أيضا تلك النجمات التي تطير كفراشة،
كي لا يُسرق نورها،
حين يتحرك القمر..

زَمنٌ للرّحيلِ لِاسْمِكَ المُعْلَن
علَى رُؤوسِ الأشهَادِ يُعْلَن
زمَنٌ لِبقايَا الحُرُوف
زَمنٌ يُسقِطُ كلّ المسَاحِيق
وزَمنٌ آخَرَ يُعلِنُ الآنَ ألاّ اسْتِعارَاتٍ لِلأسْمَاء
زمنٌ لا برَّ له
إلاّ احْتِضَارًا يُفدَى بِألفِ احْتِضَار
وحْدكَ تَهْذِي ..
لسْتَ تَدرِي بِأيِّ الدَّمْعِ تنْعِي لحْظتكَ المَرِيرَة
سمَاءُ الغيْمِ خُطوَتكَ الأخِيرَة
وأوّلُ القَطْرِ عبَرَاتٌ وَقتَرَات

عِنْدَمَا أَعْبُر هَذَا اللَّيْل
أُصَاحِبُ فِي الحَنِين سَيِّدَتَين
الأُولَى فِي مُقْتَبَل الأَنِين
تُشْهِرُ ظَمَأَهَا كَمَا تُصَفِّفُ شَعْرَهَا
يَخْجَلُ مِنْهَا مِلْحُ البَحْر
وَالثانِيَة طَاعِنَة فِي الوَجَع
كَمَا التُّرَاب فِي أَحْلاَمِي
رَصِيفُ العَتَمَة اسْتَبَدَّ بِه العَبَث
يَبْتَلِعُ اتسَاع المَسَافَة التِي سَكَنَتْنَا
قُلْتُ لِنُشْهِر رِدَاء الثَّرْثَرَة
وَنَسْتَدِّر مِن خَرَابِ الذَّاكِرَة

في كهوف  الأبجدية 
أدمنت صلاتي
 لأفرّ من  قيود 
من أخبية  مطلقة
وفي كفّي رؤاي المتمردة 
ألملم أشلاء  إحساسي
ليشعّ نبضي 
وبما حولي يُلقح ذاتي
 علّني
 أشعل  في الصمت غوغاءً
والزائغُ  من هواجسي

العراق الذي فرَّ من نفسهِ
مرَّتينْ
العراق هنا ..
وهناك..
وأينْ ..؟!
لم يصدِّق بأنَّ اليدينْ
صارتا بينَ بينْ
لم يصدِّقْ
بأنَّ تواقيعنا
فوقَ كفيهِ دينْ
العراقُ الذي فرَّ من نفسه

جاءت من البستان مسرعة
بثوب أخضر مزركش
كأنَّها صدفة تقد شوقي
كنت أجلس وحيداً
كانت ممتلئة برائحة طفولتي
كأرجوحة العيد
وصوتها
يتناسل ظمأ في الصدر

تنهض حوريات الرَوْضُ
من سباتها

" الكتابة وجع ، واليكم وجعي أيها الموجوعون.. محبتي"
كن طفلاً.. ،
..لا عاقلاً.
انس جسمك ، و الايام..
انس ، التاريخ ..والجغرافيا ..واللغة.
انس الزمان.. والمكان ..
. لتكون  اللامكان ..!!
لا تتردد...
اركب البحر..
و ..
اترك الارض.. والبلاد والعباد..

أيها الشاعر الضال
كلماتك لا تنذر مسيرة القوافل،
فتلك القطعان تحب أن تساق إلى مذابحها،
وتعشق أسواقا تباع فيها و تشترى..
أيها الشاعر الضال..
ستفنى وحيدا وجريحا،
و ستنزف دماؤك لتصير مدادا،
وقصائدك لن يُسمع إلا صداها
كنباح كلب في فراغ الصحراء..
أيها الشاعر الضال..
لا تسأل عن الزهر و الشجر،

خبأت قلبك في صدري
حضنت حبك
رسمت وجهك
بألون أحلامي
وشغف  نضالاتي
شممت الكذب في حبك
في همسك
فلا تلمني إن رحلت
ما يجمعنا أكبر من الذكريات
فلا تعاتبني 
إن قلبي ذبحت

ذات رنين
كانت تقيس مسافة الشوق
بضلوعها وعسل جنونها
وكانت تقابل المرآة
كي يحضر وجهه
قصيدة بنكهة الأحلام

أيتها الطفلة
مدّي بركان الماء
وأيقظي لون الصحو
كي أتمدد على بحيرتك

طفلا.. حجرا .. غصن زيتون
اتركيني كالهواء طليقا
ولا تسيئي الظنون
أشعل لأجلك قلبي بركانا .. لهيبا
وأفديك بالأهداب والعيون
أحضنك بين ضلوعي ..
كما الأم الحنون
دعيني أخرج من صمتي..
أمسح الحزن عن جبينك
أتحدى قيود الراقصين
على حبال الخوف و الجنون

كل الفراديس جذلى حين لقياك
  فتبختري يا ديم في ممشاك
واستبشري بثياب عرس حاكها
  ملك النعيم ولم تحك لسواك
ما أسعد القبر الذي ضم الصبا
  وأحاله قصراً بريق سناك
ما أرحب العدم الذي تطئينه
  أضحى وجوداً بعد وقع خطاك
هذي الحياة تسربلت بسوادها
  واستعبرت من شدة الإنهاك
مسلوبة المعنى مفككة العرى

أهرب من أشعة الشمس
حتى لا أحضن بياض الثلج النافر من شفتيك
كمهرة جامحة تقضمين تفاصيلي
قبلة قبلة تنهشينني
من آمن بأنثى
عرف الطريق إلى الله

أهرب من شظايا المرايا
أهرب من اميرات العاج و ممالك الاوهام
أهرب من تيجان الزبرجد المنقح بطرزات الأفاعي
أهرب من قصائد الوسائد المخملية

سارق الأحلام ....مر من هنا
سارق الفرحة...كان هنا
في قلبي
في روحي
عاش متخفيا بين تضاريسي
لو كنت أعلم  أنه سارق
مافتحت له أبوابي
ماكنت أدمنته حد الفناء
لو كنت أعلم أنه صنف...من البشر
ماجعلت منه قدرا
كم كنت حمقاء

حملت جسدي وبعضا من الهذيان
قلت لهم لن أشهر هراء الأمس
لَا أُرِيدُ مِنَ السماء إِلَّا بيتنا القديم
 ووجه طفولتي التي لم تسكن هناك
ودمى أمي النازفة
وأرجوحة أبي المصلوبة
السماء تمطر بخبث ورصاص
جسد المدينة تردى
ورماد جثت مفحمة
ترسم وجه طفل راعش
جرعة انتماء جفت في كف الرحيل