بعد أن نفقد كل شيء،
ماذا يبقى لنا غير الصلاة
أو الرقص الغريب والمضحك،
كأنثى السرطان اليائسة،
حين ترمي بيوضها قبل أن يقتلها الموج.
وبعد أن تُنزع القيود عنا،
ماذا يبقى غير أثرها على أيدينا،
والألم الذي يتلاشى ببطء..
وبعد أن نغمض عيوننا تحت التراب،
ماذا يبقى غير من أحبونا بصدق،
ليتذكروا لحظات وجودنا،

معك الموتُ حيَاه
فلماذا نشْخِصُ الأبصارَ من أين سيأتي
وأنا أعلمُ إذ أصغي الى الآفاقِ
تخضَلُّ  بأسرارِ المياه ،
أنني أنزل للنهر رويداً 
لست أدري
هل تغشّتْني سكينةُ مبتدى الأشياءِ
فانسَلَّ مع الماءِ سؤالي النهرَ
عن كيفَ ؟
وأيّانَ ؟
وماذا ؟ مبتداه ،

كنا نفتقد الأحلام ونتحرى اليها مراكب الشعر
والآن نحن تائهون في ضبابه أكثر من ذي قبل 
تتخاطف من حولنا شهب الأحلام المتمهلة دانية:  
ذلك الذي يجوب البلدان 
ذلك الذي يستقل المراكب 
يحضر الحفلات السيمفونية 
يجوب المعارض 
يقتني الكتب ..
أحيانا أكتب الشعر عني أنا وعنها هي ودخان السيجار الكوبيّ
وأحيانا أكتب عن حلم آخر قديم ليس يسير المنال: 
عن أخي الذي يصغرني بعام أو يزيد 

لا تؤثثوا بي الفضاء
" ملاك هبط من السماء "
بقليل من الأشياء
وبحرف ضاع مني
في مخاض العبارة
يا دروب المتاهة
من أين ولدت؟
من سرق " أغاني الحياة "
ورمى بربيع العمر في نحيب الذكريات؟
بلا قدر
ولا دفتر

وماذا لو تعفن لسان الريح بمكر الليل
قبيل اندحار العاصفة... بين الجماجم العارية.....
خلف انبهار السكون القاتل ...
وشرفتي مترعة على الوهم
لجرّ من بعده ويلات شؤم تعرف الازل
ونفث أوراق الخريف بالاصفرار ...
 
للريح لكْنة الصمت حين يمر مهرولا
وللصمت شبهة بالجمود حين  يتراقص الفضاء
ونور القنديل باهت أمام ومض الغروب...
ولا سراب حلم   يغتسل   بعسل الخلود..
 

على جدران الصمت الدافئ
رسمت قلاع الشمس و الألم
قنديلا يطفئ نور الشعر
وسماءً لا لون فيها
لا طير
...
على جدراني   
هذا الصمت
خط بأنملة
إنجيلا من صهيل الخوف
لا أدري أيا وحدي

أغفو مثل أشجار الغابة
لكني أحلم أكثر منهم
تجدني أبحث في أكتاف الموج
عن عنق الريح
كي أطوي غابات السحاب
فوق فراش الحزن
أبحث في سجن البحر
عن وردة الفانوس
وعن ناي متعثر
مثل قصيدة مخمورة
أبحث في المدن الأخرى

نصبت فخا للكلمات
لأوقعها في شرك نظمي
فكانت أدهى وأذكى
أوقعتني في هواها
ثم حادت عن طريقي
وأنا في أوج الحريق
غادرتني في مخاضي
عاقبتني بالبعاد
كلما رجوت نظما
لم أنل غير السهاد
فقلت سيدتي عفوا

أن تحس بالدم يجري في عروقك.
أن تشعر بوجود الله بقربك.
وأن ترغب بالجلوس وحيداً،
في حديقة حيك؛

فتشعر بالخلوة في مقعدك،
والجميع يبهرجون من حولك.
ترفع رأسك إلى السماء،
ترى نجما ساطعا ساكنا،

وتبقى أنت جامدا في مكانك.

لما جرأتني عيناي
وانبريت لنهب سر سدفها الهلامي؛
خذلتني نظارتي،
فلبثت أتعلم أبجديات البين
بشكل جديد.
خبرتني نوارس الشاطئ القفر
إلا من سماء مطروزة
بغيم هارب،
تشظى،
وهجير اعتل
برذاذ من بلور مملح،

إحلمي قليلا بي،
و بعصفور يغني فوق شجرة التوت
إحلمي بي و لا تنتظريني،
فأنا أعرف طريق العودة إليك،
كما يعرف طائر السنونو،
طريقه إلى الجنوب في الشتاء
وكما تعرف فراخ السلمون،
ينبوع  ولادتها عبر المحيط المظلم
لا أريد منك،
 سوى أن تحلمي بي قليلا،
كحلم عصفور صغير بالطيران،

أنظر إليك بعيون تائهة،
وقلبٌ تكاد تهزمه الأحداث المتتالية،
كما يهزم المصارع الثور العنيد..
أوفيليا..
الإنتظار أخذ أجزاء كبيرة مني،
و الأمل صار منظرا جميلا،
كسراب الأفق في الصحراء..
أوفيليا..
لا تعذبي نفسك بالقدوم،
إن كنت أنا سببك الوحيد..
فلن تجدي إلا بعض الرسائل،

في هذا الانحدار النغم تجاه الجنون
جاءت على نافذة الوحي تطرق الغياب وبابه
تتصاعد يوما تشرق... ويوما اخر تتضاءل أنوارها
تستفحل وردة تسكن هذا الخراب
تلك الإغفاءة تسأل عن دار الحرب ونزلائها
تستغرب غرابة سؤال البحث هذا
وساحتها توجهها صحيفة السلام وتفتحها
ما هذا الوجع المنقض على صفحاتي ؟
ما هذا الألم ؟
من مبلغ موسيقاي وأوثار عودي عن
 تلك الأقنعة

استقيمي بلدي
أنا المخبولة بمدائنك
دعيني أختمرْ في فنجانك
أصحّحُ مساري
ومن قرابيني  أنسج لغة الغد
أفك طلاسم العِزى
تُفرخ في مجمر القلب
دودة التقشف
أنا المطوّقة بديجور الفلوات
عابرةٌ سبيل الكهنة
بعرْض سماوا ت الفقر

قبل عشر دقائق
وقفت تنتظر
حبيبها الذي لا يصل
قبل أن يراوغ الخطر!
***
في البدء بدا محياها بهيا
كبدر يحتفي بسطوعه
بعد خمس دقائق
وشَّح محياها الشحوب
ولصدّ دبيب الشك
وسيل الأطياف السود

آمنت بالسير في البِرَك
في زمن تنصّلَ من ذاته
يُسرج خيل العداوة  القديمة
يلقي
في أحواضي أسماله
يُهرج بهزائمي
ويعلن الشعوذات
سؤال يدمرني
كيف اجتاز الصقيعَ
بأنفاقه الباردة
يفقأ نبْع الضياء

على عتبات أسوارك
يا أمتي،
يشيب الصبح،
وعلى ضفاف أنهارك
يعطش الماء،
تحت لسان أيامك
تذوب حلوى العيد
ملحا أجاجا،
بين دروبك
أمتي،
يشفق من قهرنا القهر،

أسْمال تَحْمِلُني شريداً
في شوارع غاضبة
في طرقات التِّيـهِ..
كَأنَّ بِي صادفْتُك في
مَمَرِّ الأشْقِيــاء
تُــغَرْبلُ الوهْـم
وتَحْتَســـي
الــمرارة..
فكان الهسيس
كأنَّ بــي أحمِلُ
 بين جوانحي أوزار طود