قاسمت لهيب النار
تهمة حرق أصابعي مكْرها
وتجرعت قطران الاغتراب
بعين مغمضة..
وما حملتني ابتسامة العشب
الخادعة الى طويتي ...
ولا همس الظلال..
ولا الردى..
الى صمت الرياض عبر المدى ..
طويت سري بين خبث الفجيعة
وبين رماد الحيرة
فاكتويت بزرقتي ردحا من الفضيحة
لعنة المواجع...
وبتر الأيادي المكشوفة..
وصخب المضاجع..
مستهل كل الأحلام في تراجع
ممدودة يدي للضياع
يوم صافحت خواء الجسد بالهزال
وكسرت كؤوس المدام على تعلقي
لحفظ الأمانة..
شممت شكوى عثرات الأبد
لتقاسيم الوجوه الحيرانة
فحرقت معاطفي لأتحرّى الصدى
وغزلت صوف الجليد لأتنسم الشدى
وسقيت خيال الكلمات بشح الندى
بين همز العيون..
بين التشرد ورغبة الهروب
تجاويف الكلام تخرسها الندوب
وتلاوة البهيم تقضمها رحلات السحب
وأنا الغبار الأزرق في حلق الذكرى
ولست الوجد في رحِم حية ثكلى
أنا المدية تحت الجلد تدق عمق البحار
أنا الصمت الراكع لغيمة موصدة
أنا نجمة لوّنت وجه السماء
أنا رجفة مرّة تحرق صهوة العدى
يا لأبّهتي على ظهر حصان ثلجي
يعشق حرارة الأجساد قبل الندم
يسير ناقص النخوة في اتجاه الحلم
جاثم على صدر الجنائز الصاخبة
لا يرفع للفجر طرف عين غائرة
يتدحرج بين سكرة الصبح وثمالة السماء
فكيف لا تهرب رغوة الدم من جفوننا؟
وتهجرنا شهوة الانتصاب في
غرق الحلم الاخير
فلا المرايا سألت عن خطانا
ولا المطر أغنيته عادت ملْهانا
نشيد الذكرى فضّ صراخنا...
ولبسنا ظل الحائط على هوانا..
فسرنا للمكشوف مهانة.