كأديم قوس قزح
في الضوء المتوثٌب
في خدري
يبزغ الأرق
من سديم الأفق
أترك وجهي ينزف
في ساحل الغسق
يقرأ للعشب
خارطة الأمنيات وسفر المراكب
يفتح جميع الحقائب
للخارجين من الموت

منك تسرقني النظـراتُ،
وتسافر بي عبرك اللمسات ،
حين أرسم في دجى الليل
على شفتيك أبهى الهمسات .
وكلما تثاءب الليل مؤذنا بإغفاءة الصبح ،
انتفض البين من أعيننـــا ،
دامي العبــرات ..
وتسامت مقلتينــا لتفتح في الجرح منفذا،
ينخر عرى القبــلات ،
ويلغي تباعد المسافات .
لست أُنيخُ عيري بباب الآهــات ،

يا رفيقتي
تعالي
نرسم على التراب خطانا
علياء في المهد
تحمل رشاشا بلون نيسان
تغني وصايا الشهداء
نشيد البقاء
ترتق من احلامنا صرح الغيب

الغيم بشير الفيض
احضني علياء

في طرفة عين
جرفتك ريح مرعبة
وهويت عميقا
في جب بلا قرار!
تماما
كما لو أنك ولجت دروب التيه
بين أحراش ليلة دامسة
طمرت برعم الأنوار!
فجأة قفزوا
من بؤرة ملتبسة
حاكتها مخالب العتمات

كان ياما كان
عصفورة جذلى
شباك مفتوح على حزمة ألوان
ضوء يشاكس جناحيها
روح وريحان
في غفلة منها حط هذا الطائر الحافي
بالكاد كان يحسن الطيران
يا أنت يا مكلوم
يا بني الريش
أحمر المنقار
من أي مجرة جئتني الآن

على امتداد الأفــق
تسامَـق الحلــم ،
فتدلّـــت زهــرةُ الرؤيـــا ..
ليــتفـتّـق من على الجبيــن،
فَــجّ نحــو الغـــد البعيــد .
تشرق شمس مخمليّــة،
تُـراودُ المساءات الكسلــى
أن تعـود إلى أحضان الغــروب ..
وتلـوذَ بأنخــاب العاشقيــن ،
في ليـل تثاءب ،
مُـحْجِـمــا أن يؤوب .

كيف تحضرني الرعشة مسعورة تنوي إفلاتا
وتخبئ عن هوايا  من القبلات سيلا
لتحرسني شبحا يلعق ندوبه الدامية
ولهيب العيون أحمر  يمهد  كربا
فلا فجوة ولا ثقوب
ولا رشفة تجعل من حنيني بسمة
شافية لصخب الذنوب
لأخالني بداية الصفقات
وخطوة عرجاء تنهيها العقبات بخلع العيوب
جراحي اعدها كلما قرقبات سجّانِي تحاورني
ان ساعاتي الاخيرة تلمع للظهيرة

لهفتي ساخنة...
لهفتي خائنة
 لطقوس الهوى في محارب الموت
تمتص أرقا سكن الأصابع
سكن وما سكن
فبكت العيون وجفت الينابيع
لمّا قصائدي بدت مشلولة
 فوق موائد الجياع 
وعصمة الخوارق المنبوذة تشتعل
كان يكفيني ارتعاش الحرف والحرف
الحرف وآخر المطر ...

(01)
على امتداد الأفــق
تسامَـق الحلــم ،
فتدلّـــت زهــرةُ الرؤيـــا ..
ليــتفـتّـق من على الجبيــن،
فَــجّ نحــو الغـــد البعيــد .
تشرق شمس مخمليّــة،
تُـراودُ المساءات الكسلــى
أن تعـود إلى أحضان الغــروب ..
وتلـوذَ بأنخــاب العاشقيــن ،
في ليـل تثاءب ،

ما زال اسمكَ نغما في فمي
وقولك :
ستبقين قصيدة في دمي
أرتوي منها في الليل المظلم.

1
كنت أستظل بغمامة الصبا
حين قدم نحو مدني
ذلك الفاتن
أمطر قلبي
وغصتُ في رعشات المستحيل.

حدود الوتر يرسمها
الماء المبحوح
فوق القوس حتى
مخالب القلق
قالوا...
هنا يفر الناس
من ظلالهم
هنا شجر السدر
يبحث عن البوق
بعد أربع عشرة ليلة
منتظراً

ولد عشقي متمردا
وكنت الساكن كبده
ومع نبضك
كنت ألون الحياة بألوان قوس قزح
أيها الموعود بنيران العشق
تمهل
أيها التائه بين الحروف
اثمل
بخمرة عشقي وتمرد!
*****
ولدْتَ من ضلعي فكيف تغادرني؟!

و أنتَ تُعدّ فِرَاشكَ للحُلْم
صلِّ لها ركعَتَيْن
 سـتأْتِيكَ ظمْآنة ً للْحقيقَة عطْشَى
و تأتِي كما الفجْر نُورًا
 بلاَ موْعِدٍ مُسْترابْ
 و أنتَ تُصلّي،
بعيْنيْكَ شوقُ التّوحّدِ فيها
 تهَجّدْ بمحْرَابها،
 كنْ شَرِيكًا لها في الغيابْ
وحينَ تَهِلُّ المواقِيتُ حُبْلَى
بوَعْي التّلاَحُم و الانْصهَار

ها أنت شارد على قارعة بلاد غريبة ،
تستلقي على بعد أمتار من زمن الفواجع ،
هناك ! حيث كلاب آدمية
لا تستنكف من أكل لحوم امواتها .
هناك ! حيث طيور محنطة تركت رماد أحفادها على المنتزهات .
معطفك الطويل ،كغذائر حسناء  ،مبتل بالمطر والحنين .
وداخل حقائبك المهربة تنعب أزمنة الوباء .
لابسا ، قناع الموت وشفاهك تتساقط كالشهب البيضاء .
وحولك جثامين قرى  أسطورية أطفأت عيون مواقدها على بؤر الليل .
لم تكن محظوظا في مدن الضباب .
الرجل الأكثر بؤسا ، هو هناك! حيث أنت .

في ارتقائي الأخير
لمعا رج الوجد
تضورت عطشا،
وزاد بدني سقما
فأقسمت كأي صب
يشتهي وصالا
أنني سأظل أناصبك العشق
سرا وعلانية،
عذري في ذلك أنني
ماسعيت في حبك يوما
لصكوك توبة وغفران

في حبّك
أتممت النقص الكونيّ
وآويت إلى واحة  عينيك
كآخر عصفور
**
في حبّك
سرت إلى مدن الحلم
وخلفي أطفال العالم يرتكضون
كلّا ... قلت : إلى الأحزان
كلّا ... قلت : إلى العتمة ، والتيه
كلّا ... قلت : إلى نكد العمر

هَلْ تُخَلْخِلُ الرِّيحُ بَقَايا ظِلٍّ
ظِلٍّ صامِتٍ يَرْنو إلى بِدايَةِ شِعْرْ.
هَلْ أُصَدِّقُ الرَّمادَ أَمْ نوفَالِيسْ؟
لَسْتُ أَدْري هَل الشّعْرُ سَيِّدُ الصَّمْتِ أَمِ الكَلاَمْ
أَرَى لُغَةً تَخْمِشُ الجَسَدَ وَتَنْسُجُ الكَفَنْ،
أرَى لُغَةً تَحِنُّ لِخُطَاهَا المُحَنَّطَة،
أرَاهَا تَنْسَكِبُ وتَنْحَجِبُ.
ليْسَ شعراً، يا صَاحُ، أنْ تَشْرَبَ الدَّمَ البَاِردْ،
مَانِحَةً لِكَلامِي مَدارِجَ الرِّيحِ
عَلَّها تُوقِظ نَجْمَةَ الصّباحِ الأُولَى
أوْ تَصْدَحُ بِالنَّعْيِ والتَّحْنِيطِ

كيف لك أيها الوطن
الجاثم في صدري
أن تمتطي رائحة قلبي
دون أن تمضغ لحمي
وكيف تضمحل المواجع
والكلوم في اشتداد
لو أن هذا الرمل
يمتشق النور المنسدل
لو أن الاحتداد
مخاض يفور
يقتلني أو يموت

"إلى  الشاعر أشرف فياض"

لو أمكن،
 أن تمنعوا الأزهار من إثارة الإنتباه
وتصدروا أحكاما على البحر،
تجعله يتوقف عن الإرتفاع..
و تصرخوا في وجه القمر،
ليخفي نوره و إستدارته..
وتضعوا شرطيا أمام الشعلة،
ليمنعها من الرقص و إغراء الفراشات.
لو أمكن..