في ارتقائي الأخير
لمعا رج الوجد
تضورت عطشا،
وزاد بدني سقما
فأقسمت كأي صب
يشتهي وصالا
أنني سأظل أناصبك العشق
سرا وعلانية،
عذري في ذلك أنني
ماسعيت في حبك يوما
لصكوك توبة وغفران

كيف لك أيها الوطن
الجاثم في صدري
أن تمتطي رائحة قلبي
دون أن تمضغ لحمي
وكيف تضمحل المواجع
والكلوم في اشتداد
لو أن هذا الرمل
يمتشق النور المنسدل
لو أن الاحتداد
مخاض يفور
يقتلني أو يموت

"إلى  الشاعر أشرف فياض"

لو أمكن،
 أن تمنعوا الأزهار من إثارة الإنتباه
وتصدروا أحكاما على البحر،
تجعله يتوقف عن الإرتفاع..
و تصرخوا في وجه القمر،
ليخفي نوره و إستدارته..
وتضعوا شرطيا أمام الشعلة،
ليمنعها من الرقص و إغراء الفراشات.
لو أمكن..

طوابير الجياع تأكل النار من أمانيها
وصمت المكان هدنة أخيرة للرحيل
فلا همز ولا غمز حين تصطف المرايا على بعضها
الجدل يفضح السريرة
ووتيرة القطيع البرية تثقلها قهقهة الغياب
فكم يلزمني من قطرة ماء
 لصدِّ تيارات الندى
وكم من فجر لأجعل رمال المحيط
في خانات المنسيات
وطأتي الموالية تزن حلم هروبي
وأي عثرة في جنباتي ستكلفني مزيدا من الغرق

في طرفة عين
جرفتك ريح مرعبة
وهويت عميقا
في جب بلا قرار!
تماما
كما لو أنك ولجت دروب التيه
بين أحراش ليلة دامسة
طمرت برعم الأنوار!
فجأة قفزوا
من بؤرة ملتبسة
حاكتها مخالب العتمات

دعك تعشقني
وأنا العابرة لصمتك
كلما هب نسيم الحمراء
أشعل فتيلي
لا تجعلني أرحل
وأنا العابرة التي لن أشيخ
دعك تعشقني
فأنا آخر ما تبقى مني
بعدما مسخوا حضارتي
وخلعوا عني ثورتي
ومزقواكرامتي

أجمل ما في الروض هم العشاق
أكرم ما في الكون
 هم العشاق
والعاشقون العاشقون
هم الجذور وسط غاب الشعر
 نسغ الورد
خفقة الأوراق
هم ما تبقى
من معين الروح
هم ديمة القلب السكوب
وهم السهاد

كيف تحضرني الرعشة مسعورة تنوي إفلاتا
وتخبئ عن هوايا  من القبلات سيلا
لتحرسني شبحا يلعق ندوبه الدامية
ولهيب العيون أحمر  يمهد  كربا
فلا فجوة ولا ثقوب
ولا رشفة تجعل من حنيني بسمة
شافية لصخب الذنوب
لأخالني بداية الصفقات
وخطوة عرجاء تنهيها العقبات بخلع العيوب
جراحي اعدها كلما قرقبات سجّانِي تحاورني
ان ساعاتي الاخيرة تلمع للظهيرة

حدقت الانغاص فجرا
ماسكة طابور الاحقاد ببياض
فرادى تلسع جنبات هيام يحتضر
مهلا بعد ساعات التّجمل
فالجبين يعرق سعالا
وما احمرار الخد إلا قطرة فيض
وأعلامي لا تهاب اللهاث
فليكفيها سعفة نخيل لمسح الغمامة
وورقة وحيدة من ثوت الجبال
لتخيط لنا قمصانا شفافة لنطير
حيث الشهيد والشهيد...

انتظريني ..
في الميناء الآخر
والإكليل الأبيض بين يديك !
سأجيء إليك ِ
بكلّ طفولة قلبي
وبكلّ  تراتيل العمر ، وآمالي !
انتظريني ..
لنكون معاً في الحلم
وننأى عن صخب الأرض
وجلجلة الشمس !
أيّتها الموعودة بالشهقة

ما زال اسمكَ نغما في فمي
وقولك :
ستبقين قصيدة في دمي
أرتوي منها في الليل المظلم.

1
كنت أستظل بغمامة الصبا
حين قدم نحو مدني
ذلك الفاتن
أمطر قلبي
وغصتُ في رعشات المستحيل.

كفاني اغترابا
كفاني ضياعا
سأمشي حافية اليك
لأجلس بين يديك
واصب احزاني بثقلها تحت قدميك
لاني اخاف من البداية
فسأبدأ من النهاية
 لملمت اشلائي سيدي
ومشيت صامته
سرقوا ثيابي مني سيدي
وزرعوا الحزن في مقلتيَّ

بقيت في العلبة سيجارة واحدة،
و الليلة لازالت في بدايتها
إنها ليال ديسمبر الطويلة..
التي أفكر فيها بأشياء لا تنسى
و أشياء أخرى يمكن أن تنسى
سأحرق السيجارة الأخيرة،
وتبا للحدود التي فرقتنا
تلك الأوراق المصبوغة،
التي لا تصلح إلا للحرق..
كان بودي لو قضينا معا شهر ديسمبر،
فلياليه ستمنحنا وقتا أكثر للحب

و أنتَ تُعدّ فِرَاشكَ للحُلْم
صلِّ لها ركعَتَيْن
 سـتأْتِيكَ ظمْآنة ً للْحقيقَة عطْشَى
و تأتِي كما الفجْر نُورًا
 بلاَ موْعِدٍ مُسْترابْ
 و أنتَ تُصلّي،
بعيْنيْكَ شوقُ التّوحّدِ فيها
 تهَجّدْ بمحْرَابها،
 كنْ شَرِيكًا لها في الغيابْ
وحينَ تَهِلُّ المواقِيتُ حُبْلَى
بوَعْي التّلاَحُم و الانْصهَار

مر من هنا...
لم ألتقه
كان همسا مسافرا في كف الشعر
يقتنص الحلم من بهاء العمر
ويمضي ..
ـ كم يلزمني كي أراك ؟
قالت تلك التي بعثرت ظني.

1
لم يخبرني بطيوره العائمة في الماء
أخاله غافلَ الصمت

كوني سيدة لا تهوى غير القصيد
ودعي عنك متاهات العشق البعيد.

 كان الحزن أميرا أندلسيا
 كلما تبعتُه كي أقبض على ظلي
 وجدتُ لافتات تقيد خطوي
 "احذروا الهوى"
 ما لهذا الجنون
يعربد في حانة الحلم ؟
 حملتُ قصيدتي مثل جَرَّةٍ عراقية
 وتسكعت قرب نهر العشق

في حبّك
أتممت النقص الكونيّ
وآويت إلى واحة  عينيك
كآخر عصفور
**
في حبّك
سرت إلى مدن الحلم
وخلفي أطفال العالم يرتكضون
كلّا ... قلت : إلى الأحزان
كلّا ... قلت : إلى العتمة ، والتيه
كلّا ... قلت : إلى نكد العمر

ولكم في العشق
معين لاينضب
يا أولي قلوب
أينعت على ضفافها
شقائق نعمان وبيلسان،
لكم فيه آلاء وأنعم
تيمنا بالعشق..أدعوكم
لاستنشاق هبوبه المبارك
ملء اقفاصكم الصدرية
حيث اليمام لن يكف يوما عن الهديل،
حيث طيور الدوري