سألازم مرافئ أحلامي  ،
وأدق خباء الانتظار ، في عيون وطني،
رغم الهراوات التي تأكل من رأسي.
ولن أصر على الرحيل ،
كما يفعل الجبناء منكم .
فأنا لي ساعدان من حجر،
ولي معولي الخشبي  .
ولا أستجديكم اللقمة .
فلترحلواأنتم ! ،
إلى حقائبكم ونسائكم وأحلامكم .
أما أنا !

أصعد في الفراغ ..
أهبط في الفراغ ..
ودمعتي بئر صدى !!
أنا ، أنا
أكذوبة الحياة !!
وذلك اللّاشيء ، والسراب ..
أبصر لا أحد ..
أسمع لا أحد ..
أنا ، أنا
كالشبح الطريد ..
لست أحد !

إلى اللقاء !!
قالها الصديق .
والعاصفة تصفق بصوته كالشراع .
وامتطى نعله حدبة الطريق .
وسحب ، سخطا ، من السيجارة الدخان .
وأوغل في الصمت ظله الكئيب .
ومالت قامته تحت الضوء  ، تلامس ، آخر الطريق .
وداس نعل حذائه على الظلال ،
في الشارع الطويل .
واصطخبت الريح بجنون .
ورفع ياقته ، كبيرق على الأسوار.

أيتها المرآة الصادقة،
أخبري الناس عن مكان العدو
فالعالم تزداد كل يوم بشاعته..
و أخبري أيضا حبيبتي،
عن عينيها الرائعتين
اللتين ترهقهما بالنظر إلى الفراغ
قبل أن ينطفأ بريقهما..
و أخبريني،
أيتها المرآة الواضحة..
عما فعله الزمن في شكلي
و عن هذا الغريب الذي يشبهني.

وطني شاسع
واسع
رائع
وطني : شوكه ورد
ورده ورد
٭   ٭   ٭   ٭
وطني : دمي
وطني : عسل
يشفيني
قطعة خبز
لا يبلعها

يا ذات الحرف المائيّ
أنا مائيٌّ أيضاً
وكلانا يحمل في عينيه
صليب الماء !
أنت امرأةٌ عنّي ،
وأنا رجلٌ عنك !
جسدانا .. سنبلتان
والشوق طيورٌ وحشيّه !
خلّيك هناك
على جرف العالم منّي
ما ولد العالم إلّا

الآنَ موْكِبٌ جَدِيد ..
الآنَ موَاكبُ أُخرَى، حُبْلىَ بِالأَسْفلتِ ولُغَةِ المِلْح
كلُّ الموَاكِبِ تمُرُّ الآنَ من هنا
علىَ الأجْسادِ، بِلاَ طُرُقٍ ..
خلْفَ مَواكِبِ العهْدِ الجَدِيد
ولرُبّمَا أمَامهُ، أوْ تَسْبِقُهُ ومنْ يَدْرِي
فالخَفَافِيشِ تَطِيرُ فِي الظّلام،
وبِلاَ طُرُقٍ ..
فكلُّ الجُدرَانِ التِي بنيْناهَا، عَبَّدُوهَا لِلزُّوَّارِ ليْلا
***
قدِيمًا علّمُونا رفْعَ الوَطنِ بَيْن الأكْنَاف

في مدنِ الشّامِ
قُراها
وفي الأريافِ
تبكيكَ اليومَ العذارى
وكلُ النساء اللواتي عبرنَّ
ماءَ مخيّلتكَ
تبكيكَ المدفئةُ والحزبُ
أيّها الطفل !
في غيابكَ
مائةٌ من شموسِ الحُبِّ
ماتت . .

جئت إليك لأرتاح قليلا،
فالشوارع لازالت تغرق في قذارتها.
رغم أننا أمس كنا نهتف للثورة،
و كان الجميع يغني...
لكني لا أعلم ماذا حدث للأغاني،
و كيف أفسدت الأفكار ألحانها..
لذلك جئت إليك لأرتاح
فالشمس لم تعلن بعد عن قدومها،
و الحرب سيدفعنا إليها القوادون.
ومعركة الفجر لازالت بعيدة..
لذلك دعيني أرتاح قليلا،

أشم رائحة رحيل
وسقوط القمر في غياهب الظلام
يقتص من ضوء سكنه
ولا عزاء لي
غير نور قلبي
وبضعة أمتار داخلي
فلقد استوطنني
غيابك
ولا عودة
ولا مراثي
ولا ثوب حزن

تهلهلت أوتار الكمان بين
أصابعي..
فسقط اللحن من أعلى
قباب الأبراج
شذرات كالبرّد..
تشكو الزمان للزمان.
فتات تلقفته الأفراخ الرابضة
وحملتْ الأسرار..
اعشاشا على المشكاة
وما هوى صائم عن الكلام
صعقة نارية أضاءت

في جوف الصخر أحفرني هائما على وجهي    
وأرسم تفاصيل عبثي على أجنحة صقر
 لكن شرايين القلب تحتج على شططي
إذ تأبى أن أمارس سلطة الهزل
على مرفأ الحنايا أوعلى ضفاف المهجة اليابسة
في الجانب الآخر........،
على أطراف البحر...... ،
أسمع رجع أمواج طافحة بالأسى تترنح في داخلي
وأظافر الغم جائعة تنهش ذاكرة العمر
زخات حبر متفحمة تتساقط على شعري
وأنا لا زلت هائما في محيط لا يكاد يلملم كلماتي

في صخب المقام
الملبد بالحريق
ناشدت شعاع المطر
مايعينني على الرباط
الدرب باردة
فمن وهب الفصول ولادتها
ومن أوقع النار
خلف فوضى الموج
أدبر الصباح
في اللحد الكامن
والماء يصرخ حافياً

جئت إليك لأرتاح قليلا،
فالشوارع لازالت تغرق في قذارتها.
رغم أننا أمس كنا نهتف للثورة،
و كان الجميع يغني...
لكني لا أعلم ماذا حدث للأغاني،
و كيف أفسدت الأفكار ألحانها..
لذلك جئت إليك لأرتاح،
فالشمس لم تعلن بعد عن قدومها،
و الحرب سيدفعنا إليها القوادون.
ومعركة الفجر لازالت بعيدة..
لذلك دعيني أرتاح قليلا،

-1-
قال لي حكيم الشعر
وهو يدس المجس
تحت قميصي
وهو يضعه تحديداً
فوق جدار القلب
قال لي وأنا أترنح
فوق المحف البارد:
ماتحمله ياعزيزي في أحشائك
قصيدة ستحل قبل الأوان
كم أخشى عليها نزفا وإجهاضا!

حرّر..
سرّ إكسيرك الدائريّ
لتصل ..
إلى قاع المرايا
لتقول للحلم ... (كن ، فيكون ) !
حديث السماوات ..
إنّك طفلها الغجريّ
وحديث الفناء ..
إنّك اللّانهاية !
هناك طائرٌ ... ما
يحترف صيحتك !

يتصيّد رائحة القرنفل
كلما سكن الهجير قلبه..
بعيدا عن وجع آذار ..
بعيدا عن لغز الديار ..
قريبا من فالفينيا
عاشقة المطر
وهي تقامر بخاتمها من أجل سحابة
من أجل وردة تزيّنها
من اجل نقطة ماء ترشفها
من فم السماء ..
باقة ورد ترمم اعصابها..

حين يتضاحك الزمن
حين ينزف ، ويتألّم
فذاك ... أنت
**
أتلعن الزمن
وأنت هوَ ؟
وتنبذه ، وهو فيك ؟
**
السكّين في يدك
فمَن هو القاتل ؟
والمدن مهجورة

قالت الشقراء:
أنا عذراء مريضة،
لذلك لا أسمح للرجال بالدخول
فإن رفضوني،
سيؤلمني ذلك أكثر من الموت.
و ها أنا الآن وحيدة..
فأجابتها الشعلة وهي تتمايل:
أما أنا فأرقص حتى الموت،
لأنير الغرفة المظلمة.
و أفعل ذلك وحيدة في الظلام.
وها أنا الآن وحيدة في الظلام.