المسيح
لا أرمي الخراب بداخلي
كي لا أبرّر خارجي
أمشي إلى فقه الهوى
وشوارع الأبدِ
أرى ما لا يُرى
من موتنا وغباء أعدائي,
صدى الأوطان خلف متاهة
الأمدِ
أمضيت ليالي حياتي كلها
وأنا
أحسب، لكن في حساباتي
ما
كنت أدرج لا أبقارا
ولا
جنيهات إسترلينية
ولا
فرنكات
ولا
دولارات
لا لا
، لا شيء من هذا.
أمضيت
ليالي حياتي كلها
وأنا
أحسب، لكن في حساباتي
ما
كنت أدرج لا الهررة
ولا
السيارات
ممر 1
قبل أن تتثاءب الظهيرة
على قفا المدينة
كان التعب , منهوكا ,
يقضم بأسنانه وجه المرأة التي
تسحل من بقايا الطين
وجها يشبهني
و كنت أترصد لهاثها
إذ تلقمها الشمس ثديها الساغب
كل هذا العشق كان لها
و هذا الأسى الذي يتمطى شجرة العمر
تُشَعْشِعُ كالصباحِ
لماذا والضياءُ أقامَ دهراً
فِدى عينيكَ في مرأى جراحي ؟
أُريدُكَ ظُلْمةً !
قد طالَ شوقي
لنجمٍ كانَ في أمسي الحزينِ مُراقِباً
وشَكِكْتُ لكنْ حين ناداني
نَسكتُ بوحيِهِ
وبوَحي راحِ !
رفضتُ الأمسَ لكني وفيٌّ
الى مَن صاغني للحبِّ للأشعارِ للأوطانِ مرساةً
يا دموعي الخُضْرَ
هل انتِ التي زانتْ نواحَ العاشقينْ ؟
فارتضاني مُقلةً دمعُ المَجرّاتِ جميعاً
والدُّنى والعالَمِينْ ؟
****
هكذا يُغري الترابُ الذكرياتْ
عبَرَتْ روحٌ سَنىً في سِكَّتي
فتذَكَّرتُ زماناً مع حُلْمِ الطفلِ
بالمَكتَبِ والبدلةِ والجرسونِ يأتي بالدَّواةْ !
*****
نحو غَورِ الظُلْمةِ العَجماءِ تهوي شُهُبُ
عائشةٌ تشقٌّ بطنَ الحوت
ترفع في الموج يديها
تفتح التابوت
تُزيح عن جبينها النقاب
تجتاز ألف باب
تنهض بعد الموت
عائدةً للبيت
ها أنذا أسمعها تقول لي لبَّيكْ
جاريةً أعود من مملكتي إليك
وعندما قبَّلتها بكيتْ
شعرت بالهزيمة
صباح الخير أيها النورس
يوم أراك ويوم تغيب ويوم أصلب شوقا
يوم يفر الطيف عبر مسامات ما كان يراد بها شرك
ويوم تصادر أشباح الخوف فراشاتي
ويوم تحلق جذلا فوق تلال الصمت
******
صباح الخير أيها النورس
يوم أضل ويوم تعود ويوم أعتق خوفا
يوم ينتصب الليل على أطلال هزائمي
ويوم تغادر أشرعة اللوعة مينائي
ويوم أرش الملح على جرحي طوعا، كي لا يضع الصمت الفصل الآخر في مأساتي
8 نيسان
أنا عامل , ادعى سعيد
من الجنوب
أبواي ماتا في طريقهما الى قبر الحسين
و كان عمري آنذاك
سنتين - ما اقسى الحياة
و أبشع الليل الطويل
و الموت في الريف العراقي الحزين -
و كان جدي لا يزال
كالكوكب الخاوي , على قيد الحياة
13 مارس
يخرج
الماء
من دالية
ينساب
في الأمداء
من الوريد
إلى النشيد.
تلوح
قطوف الليل دانية
تفتح لي
من شرفة الذكرى
بقية رسم
توشحني بالصمت
لون النهار بطينه وكده وناره
لو لم تُخضعي خفة الهواء،
ولم تشبهي اسبوعا من العنبر،
لو لم تكوني اللحظة الصفراء
التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي
والخبز الذي يعجنه القمر العطِر
حين ينزّه طحينه في السماء.
آه، يا حبيبتي، لما احببتكِ!
في عناقكِ اعانق كل الوجود:
الرمل والوقت وشجرة المطر.
وكل ما هو حي يعيش كي أحيى انا
رسائل البرق
من يمزقها
قبل أن تصل الأرض
***
بين أصابعنا المتشابكة
على الطاولة
كثيرا ما ينسج العنكبوت
خيوط وحدتي
***
الأشجار كلام الأرض
في اذان الريح
المقهى الذي يسمعني
زفيره كل مساء ملتبس
الكرسي ذو القامة الوحيدة
يضحك من حرائق
قصائدي الراعفة
لا أحد
يعشقهما مثلي
حين يفر الأصدقاء
بين السراديب
ثملين , ناشفة نظراتهم
أولئك الواقفون على قفا الزمن المنسي
قضيت في ذراعيك النصف الآخر من الحياة
عندما في اليوم الأول للخليقة
و بين أسنان آدم
وضع الله أسماء كل شيء
بقي أسمُك على لسانه ينتظرني
كما ينتظر الشتاء ولادة الورد
يا شفتي- السنونوة
أنا كذلك الذي جاء إلى الهضبة
و التقط صدفة بيديه حجلاً
و هناك لا يعرف ما يفعل بحظه
قمري الحزينْ
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى
المبحوح عاد
والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ
فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
إلا بكاءْ
والقُبَّرَاتْ
كشحاذ
أضع جبهتي على عتبة باب الكلمة
وأنتظر
منتفضا كعصفور
لعل الكلمة تخرج من صمتها
وتعطف على تضر عي
لعلها تتبرع لي بمعطف يدفىء أيامي
أو بقميص صغير
يغطي هذا الصدر المفتوح للريح
كراية
وحين أحر ك رأسي بعد حين
سأقص الأسطورة
أسطورة ذاك الذي هرب
و حمل طيور الاند
على الصمت في قلب الليل
عندما سمعناه أوّل الأمر
كان الهواء عميقاً رخياً
و كانت آلة موسيقية مجهولة
تطلق ألحانها من مكان لا ندري أين هو
- 2 -
لقد كان قنصلاً في مدريد
و كان في السادسة و الثلاثين من عمره