أيُـجــدي مـــا يـبــوح بِـــهِ يــراعــي
بــحِــلـــمٍ تـــــــارةً ، أو بــانـــدفـــاعِ
و هـل يـروي غليـلـي بـعـضُ شـعـرٍ
و هـــل يـرثــي لـهـمِّـي و التـيـاعـي
كرهـتُ الشعـرَ ، خاصمـتُ القوافـي
و هـاجــرتُ الـخـيـالَ عـــن اْقـتـنـاعِ
و قـلُـتُ أعـيـشُ فـــي بـيــتٍ جـديــدٍ
بـعــيــداً عـــــن نــفـــاقٍ أو خـــــداعِ
فـمــا عــــادت بــيــوتُ الـشِّـعــرِ إلا
مـسـاكــنَ لـلـعـقــاربِ و الأفــاعـــي
و مـا عـادَ الخيـالُ الخصـبُ يُـجـدي
لـــرأبِ الـصــدعِ أو فـــضِّ الـنــزاعِ
و عـالـمـنـا تــمــوجُ بِــــهِ الــرزايـــا
و تـلـطِـمُ وَجْـهَــهُ كَــــفُّ الــصــراعِ
تـؤمـرِكُـهُ بـخـبـثٍ حــيــثُ شــــاءَتْ
ولايـــــاتُ الـتــشــرذمِ و الـضــيــاعِ
و إسـرائـيــلُ طـفـلـتـهـا اسـتـبـاحــتْ
دمائي ، موطني ، شمسي ، شعاعي
تُـعــربِــدُ مـــــا تــشـــاءُ بــكـــلِّ وادٍ
كسـائِـمَـةٍ لـهــا خـصــبُ الـمـراعــي
و مــا مـــن مـخـلِـصٍ لـيـقـولَ كـــلا
بـــرمــــحٍ ســمــهـــريٍّ لـلــضِّــبــاعِ
و مـا كانـت سـوى الكلـمـاتِ تـهـوي
مُـحَـطَّــمَــةً بــقــاعــات اجــتــمـــاعِ
***
سألتُ الشِّعـرَ : هـل حـرَّرتَ أرضـاً
بــــــلا ســـيـــفٍ يُـــلَـــوِّحُ أو ذِراعِ؟
و هــل حَقَّـقْـتَ يــا مسكـيـنُ نـصـراً
بِـــخَـــطٍّ ، لا بِــخَــطِّــيٍّ شـــجـــاعِ؟
و هــل أطلـقـتَ مــن حـبـسٍ أسـيـراً
تَــمَــرَّغَ فــــي زنــازيـــن الـتــيــاعِ؟
و هــلْ غـيـرُ التـجـاهُـلِ مـــا جـنــاهُ
ذووكَ الـعــاشــقــونَ بــغــيـــر داعِ؟
إذا كــتــبــوا ، فـجـمــهــورٌ قــلــيــلٌ
لـمــا كـتـبـوا يُـمَـحِّـصُ أو يُــراعــي
و إن ســلــقــوا بـألــســنــةٍ حِـــــــدادٍ
غـــدت أجـسـادُهُـمْ طُــعــمَ الـسِّـبــاعِ
و إن عــزفــوا بـقـاعــاتِ اسـتـمــاعٍ
فــــلا ســمــعٌ بـقــاعــاتِ اسـتــمــاعِ
***
أجـــابَ الـشِّـعـرُ : مـظـلــومٌ بــــرئٌ
مــن التُّـهَـمِ الـتـي خَـرَقَـتْ شـراعـي
و فاضـت بالدمـوعِ عـيـونُ شِـعـري
فــأرســلَ كُــــلَّ حـــــرفٍ لـلــدفــاعِ
تقولُ الشيـنُ : شمـس الشعـر أسمـى
و إنْ حُـجِــبَــتْ بــغــيــمٍ أو قـــنـــاعِ
و قـالـت عيـنُـهُ : هــل مـــن عـمـيـدٍ
كـمـثـلِ الـشـعـرِ مــوفــورِ الـطِّـبــاعِ
و قــالــت راؤُهُ :رفــقـــاً صـديــقــي
و لا تــعـــجـــلْ بــهـــجـــرٍ أو وداعِ
فـصــوتُ الـحــقِّ فـــي بـيــتٍ يـتـيـمٍ
يـــدكُّ الــشــرَّ فــــي كــــلِّ الـبـقــاعِ
و عــذبُ الشِّـعـرِ بــالأرواح يـسـمـو
عــلــى كــــلِّ ابـتـكــارٍ و اخــتـــراعِ
و نـبــضُ الـشِّـعــرِ مــــوَّارٌ يُــــدوِّي
و نـجـم الشِّـعـرِ دومــاً فــي ارتـفـاعِ
***
هجـرتُ الشعـرَ يـا سلمـى ، و لـكـنْ
لأجـلــكِ قـــد أعـــود إلـــى يـراعــي
لأكـتـبَ يــا ابـنـتـي شـعــراً جـمـيـلاً
لعـيـنِـكِ ، رحـلـتــي زادي مـتـاعــي
فـحُـبُّـكِ يـــا مُـنــى نـفـسـي عـظـيــمٌ
يُحـطِّـمُ ســورَ رفـضـي و امتنـاعـي