بعد كلّ شيء، سأحبّك‏
كما لو كان دائماً من قبل‏
كما لو، من كثرة انتظاري لكِ‏
من غير أن أراكِ أو أن تأتي‏
كنتِ دائماً‏
تتنفسّين قريباً منّي.‏
قريباً منّي بعاداتك‏
بلونكِ وغيتاركِ‏
كما تكون البلاد معاً‏
في دروس المدرسة‏
ويختلط إقليمان‏

الحجرة البيضاء ُ
والولدُ المكبلُ بالمدى
ما كان غير فتى
يضجُّ بحزنهِ
وبمُزنهِ
ويطلُّ من شرفاتهِ
فيشاهد العشب المطاردَ
بالندى
والهدهدات الطيباتِ
لريح إبريلَ الخجولِ،
لغصنِ جُميِّزٍ عجوزٍ،

مغرورةٌ مغرورةَ
يليقُ بكِ أيتها الشرقيةَ
أن تكوني مغرورة
خجولةٌ وجولةَ
بلحظاتٍ أشعرتني
كيفَ تكونُ الفحولةَ
قد لاتركعُ جبابرةُ الارضِ
لله تكبراً
لكن أمامكِ
تركع
بل تسجُد صاغرةً

نجم ثاو بين أهداب الغسق
يهادن ما تبقى
من شمس
يناوش غمزة ضوء
و يلهم الغنباز
كي يرسم المساء
الذي يحلم بأن يكون
صنو النهار
الدارج
في أحضان الألق.
 

قصتي أني رحالٌ منذُ خلقت
أُولد كلَ يومٍ
كل ساعة
بحارٌ ولي في كلِ ميناءٍ عشيقة
وعلى كلِ مركبٍ
قصةٌ جديدةَ
لافرق بيني وبين النحل
كل النساءِ عندي ورود
كلُ أجسادِهنَ ميناء
أرسو عليه متى أشاء
وأرحلُ متى أشاء

الأفق ينزف هوله...
ويضيق...
الليل كالسراب
يرخي سدوله
على " أورشليم"
عتمة...وانكسار
في دروب النهار
وجدار العار ...
أقسى من الموت
استقام على كل الدروب
يبتلع شجر الزيتون

أيها الصديق الرائع
أيهما تفضل
أن تموت وأنت تحلم
أو تموت وأنت نائم
أن تقتحم عالم الملكوت
بجعبة مليئة بالبسكوت
تهز صفوف الملائكة الجائعين
وأنت تتقدم حاملا أوزار التجربة
بجسارة فرسان العالم الأرضي
أن تجعل السموات أجنحتك الضاربة
بدل ريش الدجاج الواهن

مدن الوجع العربي
تلبس وطنا ينزف نفطا...
وهذا النزيف أصل الوجع
مدن الوجع العربي
شوكة في القلب سامقة
تكسرت فوق حاجز الصمت
في ظهيرة الوقت
تسأ ل عن أنسام الوطن
الغارق في البعد والموت
وتبكي دمعا لا ينسرب
 

-1-
الصرخة الأولى
آه. وولدتُ.
- إبنة، أعلنت مولدتي-جدتي-
- أخرى؟ سألت والدتي.
وولدتُ.. امرأة بين النساء.
ولدتُ،
وغطى صراخي الزغرودة الخجولة.
هللت الجدة
صرخ الجميع
- قد أتتنا فتاة،

كأنّ جسدا يكبر ويصْغر
داخل فستان أبيضَ متدلّ من حبل الغسيلْ.
كأنّ نساء يدخلن من أسفل الفستان إلى أعلاه
ثمّ يتبخرن
يصرن الغيمات البيضاء في سماء حبل الغسيل.

كأنّي أراها في فراغ الفستان المتلوّي
أراها تتراقص وتتمايل
ويتراقص ويتسارع نبضي على السطح.

كأنّ حرارة البنات المطلّات من شبابيكهن

يا شعرها المسكونَ
حبرُ قصائدي
دروبي ..
متاهاتُ إحساسي
أعبُرها ..
وتعبُرني
تجتازني مسافاتٌ
وأنا أمامَ نوافذكِ الزرق
أرنو إلى دنىً جديدة
سمواتٍ منَ القربِ بعيدة
وطيورُكِ رسائلٌ معطرة ٌ

وأمسكتها ..
ريشة العصفور
قلم النسور
شفاه الخطر
وأنا أوقظ جنية الفانوس
أداعب أوتارها الساكنة
بين أرجوحتي  البيضاء
وعينيها
  *****
وأمسكتها ..
فكَري المرتبكة في حضرة وقارها

شيء كالأنين يمتد بين المقام والمقام
رجة أصابت النفس ........وطوحت بالروح في صحراء الألم الدفين
لست ادري ما أقول؟؟ كلما أطلقت صرخة ألم/شوق/حنين
تجلل المشهد بلهيب النار و امتد الجسر الأسود .............
من حبال الحنجرة إلى جبال اللون
 /اللون الذي يطفو فوق أديم الأرض
الأرض التي تحملني إلى غربتي .........
وتطوح بصرختي عاليا في الهواء
وأنتم ...يا ظلال بحثي لا تقتفوا أثري
أثري هذا الذي يبدو منفلتا مني ...........منخطفا بكم
فأنا لا أثر لي إلا الغياب

أقول لك وداعاً, وربّما ما أزال أحبك
ربّما عليّ ألا أنساكِ لكنني أقول لك وداعاً
لا أعلم إن كنت قد أحببتني, لا أعلم إن كنت قد أحببتك
أو قد يكون أحدنا قد أحب الآخر بإفراط

هذا الحنان الكئيب, والمشغوف, و المجنون
زرعته في روحي كي أحبّكِ أنتِ
لا أعلم إن أحببتك قليلاً.... لا أعلم إن أحببتكِ كثيراً
لكنني أعلم أنني لن أحبّ ثانية مثل هذا الحبّ

تبقى لي ابتسامتك الغافية في ذاكرتي

لآهلـة متلبسة بجـرم البحلقــة,
وأنـا بعـد صبيـة,أحبـو إليها حـافية, عـارية
من شـؤون الـزيـف.. والـخوف
سحبتنـي,,من أرنبة أنفـي
وطـافت بـي العـالم
أرادت أن تتـوجني مـلكة المـشرديـن
فـآوتـني مخـادعها المسـتورة
والمـفضوحـة
وفـتحت في وجـهي أبـوابها المنسـية
وعلمتـني كيف أفـك رمـوز بؤسـائها
كيف أحـل أحـلام بسطـائها

الحزن في
ينزف بلا قرار
ويعرج الدموع للقصي والقريب
يملأ ثريات الروح بأسى فقيد
أنى أتى؟
أتراه اعتلى صهوة جواد أحلامي
واختال سوادا يصهل في صدري
يكد جسدي
يشرب ريقي
يمتعن في إذلالي

كان ظلاً طالما آوى التائهين
كان مساحات لشذاذ الآفاق
لكن هل كان يعلمنا..؟
يا بيرق الحرية ..
متى رأيتنا..؟
ونحن نمرُّ تحتَـك كل يومٍ عابرين
نحمل أكياس مرارتنا
نخبئ فيها عريَ أحلامنا
ضجيجَ أيامنا
وعذابات الضمير
جلدُنا أصبحَ مثلَ جلدك

"حبا لكل أولئك الذين وقفوا ضد الغلاء
وضدا على كل مصاصي دماء الكادحين"


قالوا:
أنت ممنوع من الصرف
لكن تنصرف عند الإضافة
فاختر مضافك حيث شئت
من اليمين إلى الوسط
و اخلع نعليك الزرق
ابتسم
فيونع الحلم في صدرك بهيا

تدخل المرأةُ العنبريةُ
سيدة النهرِ
أستاذةُ الماءِ
تلميذةً
تتهجى حروفا لموجٍ عتىٍّ
أبَى
أن يطيعَ صبابتها
فيراوغها
فتمدُّ ذراعا
تجدِّفُ
تغمر أبيضَها فى الدوائرِ