بين أحداق السماء
على خدود الأرض
منصوب هو صليبي
مستباح هو دمي
لكني أرفض أن أحمل أوزار العالم.

يخرج من دمي الآن
ما علمت من أسماء
ها الجسد مني صحراء
تهجرها القوافل
والرمل انكفاء.

1
أتعرى كشجرة  تتساقط  أوراقها
في حضرة القصيدة...
فكل ما  فيّ من مفاتن وإغراءات
من الآلام وشهوات
يضرم نارها...
2
لن تجدوا ملاذَا  غير البحر
بعدما تأكلون بعضكم بعضا  
تعبرون
وفي نهاية الرحلة

(إلى قديسة الألوان نزيهة سليم)

من سلالات اللون
جاءت ..
في بلاد الطين
أقامت ..
فراشة تحمل فرشاة
شهدت مآسي المدينة
يوم كان الوطن يتوضأ بدماء أبنائه
حتى لا يفقد سماءه
يوم قتلوا الحلم

منفياً أتيتـُكِ
يا رمال ..
فظلليني
واسكبيني في الأغاني
واحملي جسداً
بلا جسدٍ ..
فقد ذبحتُ حصاني
إني عبرتُ سلالات المدائنِ..
أيــلاً فطناً
حتى بلغتُ يقيني
فكانت سموات الربّ

بحثت عنه في كل القلوب
نحتت الصخر في كل الجحور
نفذت في أعماق كل الجروح
سألت وتساءلت عن حقيقة الشعور

كانت هناك وهو هنا خلف الشموع
ضوء وظلمة حب و نشوة لا شيء في الصدور
فراغ ، ضياع ، دموع و اختلاط الأمور
أنت وهو أبدا تزرع البذور

تنامين حالمة بمشاتل الزهور

( الحل )
أصبحتْ كلُّ حياتي مياهاً مالحهْ
مرُّ العَلْقمِ في صَدري
ُيْطعمُني ذلَّ الخيانةِ الفائحهْ
فأستسلمُ للموتِ طلباً للراحةِ
أتكوّمُ داخلَ رحمِ الأحزانِ الكالحهْ
أجترُّ ذكرياتِ الخيانةِ
أدفنُكِ ، يا حقيرةُ ، وأنتِ على قيد الحياةِ
وأقرأُ على حبِّنا الفاتحهْ!

(التفاصيل )

لن ألتقيكَ اليوم؟
فقد محوتَ وجهَكَ القديمَ من ذاكرتي
واستبدلتَ به
خطوطًا جامدةً
ارتسمتْ عند باحة "رابعة العدويّة"
التي أطرقتْ في صمتٍ
يليق بالمحنةِ القادمة،
ثم أغمضتْ
حين التصقَ وجهُكَ بصدرِها
شاحبًا كقديس،
ينسربُ بياضُه من الأصابعِ

شوقٌ لإشعاع الحب
 والطهارة
عشقٌ لرائحةِ الخبز
وصوتُ القيثارةَ
كزمزمٍ معطاء
كَمّكة قبلتي
تجلى اسمُ الرحمــن
 بوجهها
فسبحانه
وطنٌ بلا حدود
جدولٌ

في البدء كانت الحكاية
ومن فلسطين
 انطلقت كل الحكايات
أنا فلسطين
أنا الحرف والكلمة
السيف والقلم
وأنا الشعر
الحبِّ والموسيقى والفَنِّ
ألملم النجوم في سلة سمائي
وفي أغنية غضبي حرائق
وبراكين

(إلى البغدادي الدافئ فؤاد التكرلي)
                                  
إليك أدمعنا اليابسة
إليك تمور الحقول
تنتصب سنابلاً متحمسة
وكنت أناقش التاريخ
فانطفأت سلاسل زنزانتي المتكاسلة
استحالت بندقية السجان
مقبض مكنسة
إليك أطرافنا المقطوعة
حتى نخلتنا المتمرسة

في خرقة بيضاء يلف الوليد
ليستقبل الحياة بلون السلام
ببسمة الحب والحنان

في ذاك الصباح الجميل
لبس الوجود أبهى الألوان
كأنه العروس في لباس الفرح
غطت الثلوج كل المروج

بيضاء هي ذكرى الميلاد
زاهية ألوانها كلون هذا الصباح

و ينزف عمري تحت قدمي
نسائم سكرى تلفحني في كل حين
يذوب القلب وتجف الدموع
نزيف وبعده نزيف ويستر النزيف
نزيف الموت يغرس القلب أشواكا
وتمطر السماء دما بدل الدموع
يهوى القلب بين الأضلع صريعا وتدمي الجراح
ونقول هذا قدر وذاك مكتوب
هذه الحياة تسقي المرارة بعد سقيها الحلاوة
فكفانا من الأحزان قغدا ستشرق شمس الحنان
وفي الظلام ذابت الأحزان والتأم الجراح

الأسماء تبتل بحمى النسيان
والقلوب الكبيرة لاينفذ زغبها
فبأي شجرة ٍ سأصافحك
النوارس غرقى
والسماء ذنبٌ لا يغتفر
ويداي كما تعلم وجه قبيلتي
فكن على جسد ٍ أنّي سألقاك  
ربّما بعد أن تغرد أول نخلة
ربَما قبل أن يُطمس  آخـر ثور
*****
الحلبة كبيرة

الدهر ملهاة النعاس
وحكمة التوليف في الأحوال
ذاكرة لأخذ المرحلة
عبر المحاذاة السريعة للزمان
تكدَّست سُبل الأماني
وأصبحت كرسالة مبتورة العنوان
لا تأبه إلى "عنقاه" فيها
تختبئ فيها الحقيقة
أينما ذرفت له الأجفان آخر غصَّة الأشواق
آل إلى فضاء خائر
يترجَّل الزجل القديم

أعود.. كلما صرخ في وجهي الليل
تشرعني العتمات و النوافذ الخلفية
رأسي خارطة من الكمائن و الفخاخ
يداي بيارق للصمت
نصفان لقافية نيئة هما يداي...
و صوتي مثقل بالطرق الشامتة
أمرق من صرير الأبواب
فأصبح وديعا مثل سلحفاة
تماما كالهذيان أسأل:
هل أخطأت حين أتيت في الزمن الموافق للغياب؟
راوغتني الطاولات

1
رسمت وجهك بكلماتي فخجلَت
رسمت بسمتك على أوراقي
فاحترقت
رسمت كل ما فيك جميل
فوق عيوني وأهدابي
فابتسمت
وقالت
تلك اللوحة من قبل
ولا مرة رُسِمَت
2
لا يهم كيف تفكرين

في صخبٍ لقيامةٍ صغرى
يقتربُ الله من قلب المدينةِ
يُلهمها السبيلَ لطوقِ النجاةْ .
يمدّ يده للكوكبِ المفطوم جهراً
ويبشّرُ الصابرين
_حسرةً على ذويهم _
بموتٍ جماعيّ
أو صمتٍ سريريّ ؛
وبعيشٍ رغيدٍ قد يشبهُ الحياةْ .
       ***
... وغزة ، قبيلَ الفجرِ

أعدنا الفتح كرتين
فتحنا لليل كل هذا المدى
كل الأنفاس, كل البحار
فاجمع في صليل الصمت
تاريخك وتاريخي
واحن للخريف الزاحف كل
الفصول.
ربما هذا السقوط ابتلاء
هكذا نغني إذ نشد
على الوقت العمامة.
فهل يسعفك الورد إذ يغتصب الربيع

وتمطر السماء...
ترقص حبات الماء...تنفرج السماء..
تتهاطل الامطار..وتنطلق موسيقى الماء..
اليوم فقط نلت الرضاء فاستطعت مع السماء ... البكاء...
وانفرج الضغط بصدري...
وانتهت احزاني مع بداية الانواء... وتمطر السماء...
تغسل الشوارع من ذكرى خطواتنا المتجاورة..
تنسي اكفنا طعم الانتماء..
وتمطر السماء...
تطرد جحافل الذكريات المتكالبة..
تطهر الاشواق من السفر الى حيث تجلس انت مستريحا...