مرثية لمن ودع دون سابق إنذار – شعر : امحمد برغوث

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
إلى " علي"

انتهى " علي " مات و انقضى...
عبر إلى الضفة الأخرى متواريا و مضى...
لن يعود من توهمنا يعود غدا
أسلم روحه لباريها و قضى
أمتثل الناسك للغيب تاركا نخبه للصدى !
فيا حشرجة الموت :
ها هنا كنا نسقي الليل نرويه
و نبادل أقداحا بأخرى
ها هنا كنا نعد انكسار المرايا
نتحدث عن سوء الحال و نستشرف البشرى،
و " علي " يستصيغ السمع تارة، و يقهقه أخرى
و ينادي على النادل:
- محمد هات المشروب و وزع البسمة على الفتية الحيرى،
- محمد استبدل موسيقاهم الصاخبة
بمختاراتنا السكرى.
تبا لهم من قوم
يستملحون الضرب على الطبل و النفخ في المزمار
و يحدثون الضجة الكبرى.
- محمد هات قارورة
هذا مقابلها، و استخلص ثمن الأخرى.
محمد هات الراح هات،
و انثر كؤوسا مترعات تنفث عطرا و سحرا.
أين غاب أترابه ممن شدوا معه الرحلة
حين فاجأه الردى و هو يستعذب النشوة الكبرى.
صاحبي في غرة الصبح ودع رحله،
وحيدا صارع الموت، و ما في الدار من أسند رأسه.
أينك يا  " علي " ! ؟
لم طال انتظارك مذ تسامرنا في تلك الليلة الحرى
تعال أخي، إن الفتية حائرون، واجمون، مقطبون
تستحوذ عليهم الذكرى.
أيها الغائب الحاضر فينا
أيها الزاهد الراغب عنا
أيها الساكن في نظراتنا الحيرى.
إنا ها هنا نسترحم ربك كي يحفظ لك السر،
و ينثر على رحم التربة التي آوتك مسكا و زهرا،
فما مات " علي "
بل استوطن البدر
و ذكراه  وعد علينا
و وعد الحر دين عليه جهرا و سرا.

امحمد برغوث.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟