(1)
أرفو الزنابقَ من جسمي وتجلدُني
دنيايَ ظلماً بلعناتِ الثعابينِ
كأنمَّا نشوةُ الخيَّامِ تملأني
حتى تحفَّ دمي نيرانُ بايرونِ
آهٍ لو أنَّ جميعَ الأمنياتِ لها
جسماً وحيداً أوافيهِ فيشفيني
أو كنتُ أسبحُ من معنايَ في أبدٍ
ثانٍ يوزِّعُ أشيائي ويُلقيني
راءٍ أنا من زماني حلمَهُ بغَدي
ولي مكاني هنا. صوتٌ يناديني

همس الليل في أذني
 دغدغ صمته البليغ سمعي
فترنح الفؤاد للحظات
استرح أيها المشاكس
في دنيا الكلمات
سلم جوارحك المهيضة
وعالجها بالهمسات
جرد عيونك الواجمة من الأحزان
جنب أقدامك طيش الخطوات
أنبذ أقلامك وقراطيسك
في منفى الذكريات

كنت ترافق وحدتي هذا المساءْ
وتؤجل الترحال عن كبدي
وتطيل في عمر الرجاءْ
ماذا يضير النجم لو هدهدتني
ومددت في عمر الضياء دقيقة
ماذا يضير الماءْ
لو أن غزلان الفلاة تباطأتْ عند الغديرْ
وتمشّطتْ بقرونها
لو أنها من فرط غلتها
لعقت دلاء العابرينْ؟
ماذا يضير الظلْ لو باغتـني

سلبوني لغتي ...
مزقوا أشرعتي ...
قتلوا عصفورتي ...
وقالوا أنت قاتل ...
وأنا فلاح هذي الأرض من عصر المناجل
وأنا منذ استباحوا أنهري العذراء عطشاناً أقاتل
ومنذ استعرضوا لحمي على الشاشات مجروحاً أقاتل
ومنذ استوطنوا وديان مشاحيفي مغروزاً أقاتل
ومنذ أقاموا دولة الفاشست في عنقي مخنوقاً أقاتل
ومنذ انتحار الرب على صليبه المدمى مرتداً أقاتل
ومنذ جفاف الدمع في أعماق أعماقي أقاتل

استنطاق

ما الذي يكتب الشعر
عن وطن يجوع الرغيف به
عن عسكر
يطبخون الجياع
عن الحرب
عن وزرها في الرصيف
عن امهات الذين قضوا نحبهم
عن جمرة تتوقد في كبد الليل
وعن ادمع تتجمد في وجنتي النهار

سفْرُ الشَّكّْ :

في أَسْفَلِ الفِكْرَةِ أَغْصَانٌ مِنَ الشَّكِّ
تَحُكُّها يَدٌ تَدِبُّ كَاُلْتِماعَةٍ بَيْنَ الدُّجَى .
لانَهْرَ في مُنْتَصَفِ اليَأْسِ :
رِجالٌ نُوَّمٌ على الطِّوارِ ، وَاحْتِمَالاتُ هُطُولٍ
مُزْمِنٍ لِجُلُّنَارِ في أَعَالي الفِكْرَةِ .

سِفْرُ الخُرُوجْ :

بُحَّ صَوْتُ العَقْلِ ، لَمْ يَسْطَعْ سِرَاجٌ

قُلْ ما الذي يُغويكَ
وافعلْ ما يشاءُ العابرُ الساحرُ
ما بينَ قوافيكَ
مُحمَّلاً بنيسانَ وعيَنيّْ قَمرٍ مُعَذَّبٍ.....
فقولكَ القادمُ من كُلِّ الأقاليم ِ إلى
هالاتِ زهرِ الياسمينَ
جارحٌ مثلَ شفيفِ الضوءِ
لا يستنفذُ الشعاعَ في قصيدتي
بل أنهُ يرفعُ من هبوطِ أسمائي
قليلاً نحوَ لفظٍ غامضٍ ......

أوَ اندفعتْ على الليلِ القُمارى
وراحت ترسلُ الشجنَ المُثارا
أدرنَ ليَ الغناءَ ولستُ أدري
غناءً كانَ ذلكَ أم عُقارا ؟
أجاراتي لدى الإظلامِ إنِّي
قطعتُ العمرَ للأوهامِ جارا
وبي في جؤجؤِ الصدرِ انكسارٌ
رمى في جؤجؤِ الطيرِ انكسارا
وكنتُ إذا غضضتُ الطرفَ قبلاً
غضضتُ على قذىً , وكتمتُ نارا

ما عُدتُ أفهمُ أيَّ شيءٍ غيرَ ركضي كالحصانِ الجامحِ الطيرانِ
في هذا الفضاءِ اللانهائيِّ المجازِ , على كواكبَ
لا انعتاقَ ولا حدودَ لها سوى عينيكِ....
أرعى عشبَ حُبَّكِ والحقيقةِ مثلَ أنكيدو بغيرِ فمٍ....
كأنَّكِ في المدى قمرٌ تأرجحَّ بينَ هاويتين
نفسي , والأحاسيسِ العصيَّةِ والمُضاءةِ بالنعاسِ
وغيرِ ما يرثُ الفراغُ من الخواتمِ فوقَ قلبي ....

لستُ أفهمُ غيرَ فلسفةِ القتالِ الأبيضِ الشفَّافِ
في نظريَّةِ بروسلي الذي قتلوهُ في ذاكَ النهارِ بمثلِ سنِّي الآنَ .....
أينَ دمُ البراءةِ صاخباً بي آخذاً بالذئبِ من عينيهِ

في البَدء

إنه النهار
وهناكَ أشياء كثيرةٌ
تناديني في شوارع الغَرْب
ولكنْ كِلانا يخجل :
أنا والبعير !

بالتفصيل المُمِلّ   

- 1 -
دربي في الحُبِّ

اجترحي من سطوة المعاذير..
لغة محنطة..
يرفرف سمندلها
فوق سماء معلبة ..
لوطن قابل للاحتراق..
بشفق الليل المسفوح على اهداب طفلة مغتصبة..
معاقة تهرم في روافد الزمن..
باسمال قذرة عليها كفن..
تناغي عقرها بين اللعب..
جامدة تتهدل بين حثالات الصخب..
بين يديها دمية خواطرها لهب..

لم نكن سوى ............
   حمامتين في عالم الأحلام نغفو
    قلبين في عالم الإنسان نبكي وننزف
    عينين في عالمين يسرقنا زيف واحد
لازالت الأحلام تراود دروب الحقيقة السحيقة
لازال النزف يواري آهات اختنقت عند اعتصار الدماء
والزيف واحد
لكن شيء ما ..............
ثمة لحظات رائقة
نبضات قلب صافية
حين تخرج نغمات العود من بين أصابعنا

الرقصة عارية ..
ودخان الحلم , حلمٌٌ آخر
يكمل البرد استدارته في أفئدتنا
فتتخطف حرقـته خطانا
ليوصد الكأس ما تبقى منا
فلماذا لم أدرك من قبل ؟!
أنّ هناك لغة واحدة
لأكثر من خـوف
***
هل ترقصين معي ؟!
جربي أن تقضمي السماء

هي النوارس الحالمة..
تغافي القوارب
ليلة كسوف البدر الطريد..
في مدائن من نار و حديد..
تائهة..
نائمة.. ..
..في رحم الليل الوليد..
سابحة كاحلام في مرايا العوانس.
يغتسلن..
يزغردن..
و ينسجن للعريس آلات

ها أنا أرسل اليك قبلاتي الكثيرة التي لن تصل اليك
وأتنصت لنواقيس قلبي المتوحد
قلبي الجبان الذي يخذلني في كل مرة
فأتشبث بك ثمرة الخطيئة
وصنوبرة بوادي الكنائس والقلاع التي تلعن غدر تواريخها
ايها السيد الفائق الجاذبية يا دليل الكواكب الى القلوب
وانسياب السهول بذاكرة التشتت التي
  ستواصل غرز اظافرها في اندحار الموجودات
ورفيف رحيلها الحتمي
أرى تمايل قوامك الذي عَمدَّته آلاف القرون بأناشيد طهرها العفوي
لينشر ومضات توهجاته على سفوح الألم

-1-
تأخذه إلى الكهوف
تأخذه إلى الحجارة اللامعة
تأخذه إلى العيون الشاسعة
وتشق قلبه حيث لا تجد الحب
تجد الأوهام تبكي
دمعها يشبه الفجر
ليس الفجر..دمعها يشبه الغروب
ليس الغروب ..دمعها يشبه الندوب
.....
.....

تعامُد

كَما لو تهاديتُ تصحبني الخطواتْ
والتَقَيتُكِ لكِنّما آهِ بَعْدَ فواتْ ........
تَعامَدْتُ والشمسْ
إنّي لأَعْجَبُ كيفَ سَكِرتُ
ولمْ أرتَشِفْ غَيرَ عشرينَ كأسْ !

----------

تفاهات