... إلى روح الراحل شاعر الأرض والناس والأنفاس العابرة للقارات ...الشاعر محمود درويش
يوما ما حتما
يوما ما
سأموت...
سأغفو على جناح الشمس
وسأمضي دونما احتراق
قد تنهك لغتي ورغبتي
قد أمضي غريبا
في صمت بلا أجراس
لكن سأنظر في عين الموت

إلى روح الشاعر محمود درويش
(1) لرحيلِكَ ...
كلُّ هذا البقاء يظلُّ
بأنَّك في أوطاننا
المشنوقة بالأسلاك
كنتَ حبلَ الطريق
إلى بيوتنا المنحوتة
بالأحلام والبنادق والحجر ...

 (2) لرحيلِكَ
كلُّ هذا الهدوء البليغ

من بُحَّةِ النايِ احتضنتُ كشهريارَ غيابها وسرابَها
ودفاترَ المحكومِ بالوجَعِ السماويِّ.
 احتضنتُ بيارقَ الجسدِ الرهيفِ
جديلتينِ من انصياعِ الماءِ للذكرى, هناكَ وراءَ هذا الليلِ
هذا الأخضرِ الشفَّافِ, بحرِ اللانهايةِ. لعنةِ الصفصافِ
هذا اللازورديِّ الرقيقِ , اللانهائيِّ السحيقِ
تُمسِّدانِ ضبابَها وترابَها
 

عيناكِ
وأزاهير طفولتنا
وجدائلكِ الشقراء ..
باكيتي !!
لماذا تطرقيني وقد مضيتُ
ألتمس نخوة  ريحٍ توصدني
لكن المطارق عادت تغمد مساميرها
في كل أرجاء متني ..
تمن علي النوائب  بالطلاء فأجفل من لونٍ
ليس لوني ..
كل المارين عبري كشفوا مساترهم بطرقي

1-كوارث أكثر..طمأنينة أكثر
أكثر من مرة
قالت
وهى رافعة يدها في وجهي
تذكر أنى أكبر منك بعام

كنتاكى
ومعرفة الصبية لك
لن يقرب بيننا
وحدي أقطع المسافة كاملة دون الوصول إلى ما أرى
أحمد الرب كثيرا

أتراها ؟ تومض في الحديقة 
في ورقة شجرة الكستناء البيضاء؟
و على حافة قبعة أبي
حين يمشي الهوينى على الحصى؟

في تلك الحديقة
في برهة مورقة ،مطوقة بالزمان
حيث تجلس أمي على الكرسي الأحمر الخشبي
وينسكب الضوء السماوي في ثنايا ثوبها
تتعانق الأزهار بجانبها
وعندما ينحني أبي ليهمس في أذنها ؟ 

"في استقبال الشهداء والاسرى العائدين الى الحرية .."
احرقي البخور يا رقية
وانثري فوق الشموس الوافدة ورداً نديّا
لا تبخلي يا حبيبتي بنجوى عينيك
دمعك كل القضية
***
...أتذكرين يا رقية
حين كنت تجمعين الورد من حقول الشمس
فذرّى النسيم شعرك..
كنت أنا النسيم
وفوح تلك الزهور

الصمت إن حكى
لبس القلب
طعنته الغارقة
وتدلى الوجه
كفاكهة غائمة
تحت عبء السماء المطفأة
      
يحدث
أن تنهض يد بكامل شجرتها
ملء هذا القتل
و يصوغني فيض القطوف

(الي راشيل كوري)
سيداتي .. آنساتي .. سادتي
مدت يديها في كهوف المستحيل
حركت في الأرض صوتاً
دمرت كل الوجوه
إمرأة ..!!
في عطرها .. رائحة الناس ..
وميدان مشوه ..
وهموم مستكينة
زيها وشي الشموس المستضاءة
في جباه تحتضر

بين أحلام مؤدة
وأخرى بلغت حد الكهولة
وأصابها عقم الخيال
تشتد وحشية الخريف..
 
ينطلق طائر الظلمة
تنين العدم الأعمى
من بيض القهر
يرفرف بجناحين مشرعين
فوق مراعي الخصب
ينفث الرماد في رئة الحياة...

سكنت هنا أرواحنا
هامت بأيام الحصاد
هامت هنا يا أمّنَا
عاشت فرحْ مثل الحداد
و الشمس درب المستحيل
نور الدروب الموحشات
و النجم همسٌ في الشجن
كالليل غيمٌ في الوطن
كالهمِّ أمْسَى في المداد

هامت هنا أرواحنا

ينحني الورد
في غمرة الريح
ولا ينكسر
القمح موج
غيوم الصيف تغامر
والقمر لا ينام
وطائرات تعدو كما الريح
واشباه الرجال تقامر
***
كل الدروب
تقطعها السواتر

ساكنٌ على جانب الرصيف
لا زلت ساكنا
و هذا الوقتُ مخيف
و هذا الدمُ داكن
و هذي اختصارات الوجع
و هذا الألمُ كامن
يا صديقي
يا حكايةً تناساها العابرون
و تقلدوا البلاهه
يا صرخةً دوَّت و ذوت
في متاهات الوجاهه

الليل يتصرّف كمجنون
 وأنا أحبـّكِ بتوحشِ غابة
 أتصيدُ وجهكِ دونَ جدوى
والأماني بعيدة كشحمةِ أذني ...
حيثُ الخيبة تسودُ التفاصيل 
والأمل ملقى في خزانةِ الأحذية .

حضوركِ من يستطيع إصلاح روحي من الفقر،
روحكِ الغنية بالقمح ، المكتنزة
بالطمأنينةِ والأصدقاء ...
كل الأوقات المتدحرجة أمامي كحجر نـَرد

 1
يدور الفراش كأزهار عباد شمس عليكِ
بلا جاذبية عينيك
فيّ... وحولي ادورُ                 
2
معرّىً أنا من قرنفلةٍ  لصباحكِ تومضُ في ليل روحي
أصابعها. كلما اغرورقت بيديك جروحي
معرّى انا من حنيني الى صيفك المشتهى
من ينابيع تركض مكسوَّةً بعيون المها
في شوارع ذئبيةٍ لا تسيرُ

صاح المدى كسيرا
في فم الزمن المرتد :
هل المشهد يشهد
أن ليلا عربيا جريحا له غد؟؟
رد الصدر كئيبا :
هذيان .. حلم .. هلوسة
ألا ترى الثرى ينز دما ؟؟
وشبح الأسى هيكل في الفؤاد
وأورق في الغدد ؟؟
ألم يهندس الموت في خارطة الوجوه

رابية غارقة في الصمت
 والسكون
لؤلؤة
 مختبئة في محارة السحر
والجمال
تنظر بجلال إلى الله
بعين التأمل
خاشعة
تفتح صدرها للأشجار
للعشب
للطير

تركيب
*******

أيامٌ عاجلةٌ بينَ البرقِ وبين الرعدِ
سفائنُ من أصدافٍ
متماديةٍ في اللَّمعانِ
نَجَتْ من لُجَجِ الفيضانِ
لِتَغرَقَ في مَوعِدْ !
الموعدُ يستنجدْ
 الموعدُ أُغْرِقَ في لُجَجِ الماءْ !
سأُحاصرُ ذكراهُ بِمِحْبَرَتي ,
بِدُخاني ,

حلمي ...
ليس من رصاص ولا قصاص...
ليس من بصل ولا نصل...
ليس من طابور الماضي...
ولا تنبؤات الآتي...
لا ينتعل عباءة ولا فروا..
لا يمد يده للنجوم
ولا ينام في أحضان الممنوع...
لا لون له غير بشرتي....
لا مرجعية له غير لوعتي.....
لن يزعج القاتمين ولا القانتين...