ذكرى لديَّ لصيقةُ القمرِ
انا ما مشيتُ فكيفَ كيفَ ستقتفي أَثَري ؟!
  وفواكهي حمراءُ
 يا لَمشاعلِ الشَّجَرِ !
هذا كتابي في يميني
والمدامعُ في شمالي ,
كلُّها رَهْنُ الخلافِ
 ورهنُ قلبي وهو يسعى
للهطولِ على الضفافِ
بحيثُ فيها تنبضُ الأمواجُ كالوَتَرِ
ويجيءُ فصلُ المَغرِبِ

(1)
الآنَ بعدَ نزولكَ العبثيِّ عن أولمبَ. بعدَ هشاشتي كقصيدةِ الصوفيِّ
بعدَ مدى انتظاركَ في مهبِّ الحُبِّ من قد لا تجيءُ لوعدها أبداً
وبعدَ دمِ اشتعالكَ فيَّ كالعنقاءِ. بعدَ رمادِ روحي. ذلكَ المنثورِ
في بحرِ الأدرياتيكِ. بعدَ دموعِ أمكَّ في ظلامِ السبتِ فوقَ ثرى يديكَ
وبعدَ كُلِّ نساءِ بيكاسو ودالي. والغنائياتِ. ألحانِ البكائياتِ
بعدَ دمي ينامُ على حوافِ الشعرِ والشطآنِ. بعدَ هواكَ.....
أعجزُ أن أموتَ أمامَ موتكَ ميتَتي الصغرى....
وكلُّ الموتِ يا محمودُ – يا أشهى المرافئِ في هوى الأقمارِ-
كلُّ الموتِ عجزُ الكائنِ العربيِّ شيلَ مسدَّسٍ يغفو على مرمى قرنفلتينِ
والتصويبَ في فرحٍ على تاريخهِ.....

ماذا نقول للوز يافا؟
لبحيرة ظلّت ترقّب موتها
لصبيّة ضاعت شرائط
لصهيل حيفا إذ يتعتعها الرّحيل؟
ماذا نقول لعشقه الدّامي
لقصيدة المنفي
ليمامة تركت هديلها بالجليل؟
ماذا نقول لأمّنا
وغطاء قلّتها رماه اللّيل،
وأصيص نعنعها تشتّت في الزّمان؟
ماذا نقول لجدّة سكبت دموعها

1-كوارث أكثر..طمأنينة أكثر
أكثر من مرة
قالت
وهى رافعة يدها في وجهي
تذكر أنى أكبر منك بعام

كنتاكى
ومعرفة الصبية لك
لن يقرب بيننا
وحدي أقطع المسافة كاملة دون الوصول إلى ما أرى
أحمد الرب كثيرا

ذهبَ  الحبُّ   يميناً وشمالاً       
و  انتهتْ  رحلة ُحبِّي
ضمنَ أوراق  الخريفْ
أأضيفُ
الـعـَالَـمَ الكاذبَ نحوي
كيفَ للمقـتـول ِفي عـيـنـيـكِ
مرَّاتٍ
يُضيفْ
لم  أعدْ إلا حـطـاماً يـتـمـشَّى
في مرايـا ألفِ جرح ٍ
عربيٍّ أمميٍّ عالميٍّ

وحوش !
انا الشفقُ المُضاءُ بِحُمرةِ الزَّهَرِ
نشأتُ مع الوحوشِ الضارياتِ
جميعِها بعرينِها وبنابِها النَّضِرِ !
فأيَّاً مِن أحاديثي الكِثارِ
تُرى اليها سوفَ أختارُ ؟
انتبهتُ ,
فليس مأمولاً عن الشكوى هُروبُ
وعن مَرِّ النسيمِ به ترفُّ رموشُها
فإذا دمائي تنثني
ورمادُها ناراً يؤوبُ !

الصمت إن حكى
لبس القلب
طعنته الغارقة
وتدلى الوجه
كفاكهة غائمة
تحت عبء السماء المطفأة
      
يحدث
أن تنهض يد بكامل شجرتها
ملء هذا القتل
و يصوغني فيض القطوف

إني امرأة .. أخذت من الطير جناحه و من
البحر هيجانه ..
و من البركان تمرده ..
و لكني كطير حبيس ..
في القفص مكاني ..
 
إني امرأة سلكت دروب عشتار و ليليت
أردت أن اكمل ما بدأت به .. و لكنهم قالوا  
خرج الصباح .. فتوقفي عن الكلام المباح ..
و ها قد سرقوا مني أحلامي
 

هنا أنظر الآن وحدي
و حولي وجوهٌ رتيبة
كتيهِ السراب الكئيب
وجوهٌ غريبه
تنام الصباح بأروقةٍ في الضباب
بجوف الضباب انتصاب المرايا
و حسونِ عشقٍ
يزور المكان
لديه حصان الهواء
يدنو
بلا هامشٍ من حذر

سكنت هنا أرواحنا
هامت بأيام الحصاد
هامت هنا يا أمّنَا
عاشت فرحْ مثل الحداد
و الشمس درب المستحيل
نور الدروب الموحشات
و النجم همسٌ في الشجن
كالليل غيمٌ في الوطن
كالهمِّ أمْسَى في المداد

هامت هنا أرواحنا

آنَ لي أنْ  أتركَ المنفى وأمضي
لبساتيني وأرضي ،
حاملاً صبري وإيماني وحرفي
فوقَ رأسي ،
وبكفي أحملُ الدرعَ ، وسيفي
فوقَ كتفي
فلقدْ طالَ اشتياقي
لزقاقي ورفاقي
ولزيتوني وأرضي
فأنا خمسونَ عاماً

الليل يتصرّف كمجنون
 وأنا أحبـّكِ بتوحشِ غابة
 أتصيدُ وجهكِ دونَ جدوى
والأماني بعيدة كشحمةِ أذني ...
حيثُ الخيبة تسودُ التفاصيل 
والأمل ملقى في خزانةِ الأحذية .

حضوركِ من يستطيع إصلاح روحي من الفقر،
روحكِ الغنية بالقمح ، المكتنزة
بالطمأنينةِ والأصدقاء ...
كل الأوقات المتدحرجة أمامي كحجر نـَرد

تُسُامِرُنِي ..
عُيُونُ الفَجْرِ .. تُشْجِينِي ..
تُسَافِرُ فِيْ
أَنَا المَصْلُوبُ بِالأَمْسِ ..
بِلاَ شَمْسِ ..
بِلاَ حُلْمٍ سَيَدْفَعُنِي إِليَ الآَتِيْ
أَنَا الإِنْسَانُ .. وَالإِنْسَانُ مَعْصُوبٌ
بِمَا يَهْوَى مُلُوكُ الغَيْ
أَنَا الصَّوْتُ الَّذِي نَاحَت بَوَائِقُهُ ..
عَلى شَفَتِي ..؛ فَنَاحَ عَلَيْ
أَنَا الطِّفْلُ الَّذِي غَنَّت صَبِيَّتُهُ ..

... إلى روح الراحل شاعر الأرض والناس والأنفاس العابرة للقارات ...الشاعر محمود درويش
يوما ما حتما
يوما ما
سأموت...
سأغفو على جناح الشمس
وسأمضي دونما احتراق
قد تنهك لغتي ورغبتي
قد أمضي غريبا
في صمت بلا أجراس
لكن سأنظر في عين الموت

رابية غارقة في الصمت
 والسكون
لؤلؤة
 مختبئة في محارة السحر
والجمال
تنظر بجلال إلى الله
بعين التأمل
خاشعة
تفتح صدرها للأشجار
للعشب
للطير

"ما تيسر من غناء الوداع في حضرة الدرويش "
ما من مكان في زحمة الرثاء سوى نهنهة القرفصاء..
وما من كلام يليق براحل الراحلين سوى سرب عشق معتق في دنان الأمهات..
هكذا أبدأ الخاتمة..
كلها الكلمات تسمرت منذ غروب السبت..
جف الندى ..
تحت الخماسين . أطلقها المذيع الجهوري .فبكيت
لم يفاجئني موت من ترك الحصان وحيدا..لكنه جزع الفراق..

* *

إلى روح الشاعر محمود درويش
(1) لرحيلِكَ ...
كلُّ هذا البقاء يظلُّ
بأنَّك في أوطاننا
المشنوقة بالأسلاك
كنتَ حبلَ الطريق
إلى بيوتنا المنحوتة
بالأحلام والبنادق والحجر ...

 (2) لرحيلِكَ
كلُّ هذا الهدوء البليغ

من بُحَّةِ النايِ احتضنتُ كشهريارَ غيابها وسرابَها
ودفاترَ المحكومِ بالوجَعِ السماويِّ.
 احتضنتُ بيارقَ الجسدِ الرهيفِ
جديلتينِ من انصياعِ الماءِ للذكرى, هناكَ وراءَ هذا الليلِ
هذا الأخضرِ الشفَّافِ, بحرِ اللانهايةِ. لعنةِ الصفصافِ
هذا اللازورديِّ الرقيقِ , اللانهائيِّ السحيقِ
تُمسِّدانِ ضبابَها وترابَها