في موسم الضباب
وحكايا الشتاء المرير
وقهر الشتات
اصطفت الاحلام
وذكريات خبأتها السنين
في محطات العمر
ومحراب الانين
وفي صحوة الكوابيس
حين ضيعتني المواعيد
وجدت باب غربتي مفتوحا
يحيي قامة النهار

صباحَ الحكاياتِ الزّهريّةِ يا صبايا المدرسة
صباحَ اللّقاءاتِ الخاطفة
تُشعِلُ عمرًا
تُذهبُ آخرَ
صباحَ مناديلِ الوداع
تَطويها القاطِراتُ وتمضي
...
كأنَّ كلَّ الأحبّةِ عائدون
صباحَ المقصّاتِ يا حلاّقَ الملك
صباحَ الأسرارِ في مقهى الدّبّاغين
خافتةً...

ياأيها الوطن المعلق بين أرضي والسما
لا أنت تنزل واقعي أو تستحيل لـربما
رسمت ملامحك انكسارات تبعثرها الدما
وأنا وحيد فى خواءات تلوذ بعندما...
أحرقت في صدري الخرائط ثم رحت أخطني
وشفاه أوراقي تتمتم وردها وتمجني
تستصرخ النيران تنقذها لكي لا تنحني
فتهب تأكلها وتتركني لأسكن (ليتني)
مازلت أبحث فى ثنايا الروح عن معنى وطن
وأدور في جوف المعاجم فى المكان وفى الزمن
تمتد أيدي الناس بالأطواق كي لا أفتتن

أي صوت كان ذاك ؟
و ابتعدت‘ و إلى غرفة تضج بالصدى ولجت‘
ما كان ذلك الصوت الذي خالط الظلام ؟
و قد تركنا في متاهة الضوء,
ما هذا الموقف الذي اخترناه ؟
أن نغادر و من ثم نعود ؟
ما الذي سمعناه ؟
نعم هو ذا النفس الذي أخذناه
عندما التقينا أول مرة
أنصت , إنه هنا.
د. توفيق الدالاتي

إلى محمد حازم مرتضى
فجرا ً
 ينكسرُ البنفسجُ في موشور ِعينيه ِ
وينفتح ُالمدى إلى أقصاه
فيرى النخيلَ لامعا ًبخضرته ِ
والعمرَ متكوِّرا ًفي زاوية ٍ
حين تستطيل ُعيناه ُ
عليه يسقط ُالضوءُ مثلَ خيط ِ ماء ٍ
ولا يجرح صمته
يصيرُ الكون ُقطرة ً
في نهاياتِ تخيلاته ِ

سئمت من التقريض
أصوغ القطرات 
قطرة ..قطرة ..
 فتغير السحابة
وجهتها ..
......
أهادن الريح ،
فتستغفلني آناء  السكون
تحرِّض .. عليّ  الفصول
فأمضي وفي صميمي..
 وجداناً  أجوف .

لكي أراك ِ
إتركيْ أثرا ً في الغيمة ِ
التي تنبري من صمتكِ العميقْ . 

 وحيدة ً شجرة ُالغياب ِ
تغفو على نهر ِالشتاء ِ

لكي أراك ِ
لا تنفضي الغبارَ
الذي إستطالتْ قرونه ُ
على الملابس ِ.

حالات:
شَجَرٌ تتساقطُ مِنهُ فصولُ السنةِ ,
خريفٌ يختطِفُ الأضواءْ
قاماتٌ مُنْتصِبَهْ
بِظلالٍ حدباءْ
موجةُ أنهارٍ تجتاحُ الأعتابَ
مِياهاً ملتهبهْ
وصياحُ ديوكٍ فوقَ شِراعْ
وغُرابٌ ورديُّ اللَّونِ
سَنيٌّ لَمّاعْ !

كم قطارا ًيندفعُ في المخيِّـلة
وكم سكـَّة ًتنتهي في محطاتِ عينيه ؟

كم طائرا ً يفردُ جناحيه في ضبابِ الغسق
وكم إمرأة سيستوعبها خواءُ المكان ؟

كم ضوءاً سيسيلُ على كفِّيه
لكي يُزاحَ ظلام الصباح
وكم شجرة من زئبق سيرى
حتى تبينَ الحدائقُ في الأسى ؟

وينفضني الجنون على
ثرى الأيام
دون غطاءْ
وقلبي شعرة بيضاءُ
عند مفارق الإيماءْ
تعربد في مسافاتي
وتتركني بلا أجزاءْ
ممزقة
معراة
من التوصيف والأسماءْ
وأطرد بعضي المكبوت في بعضي

ليل عذري يحملق
في عذراء الليل
في اليم الأزرق
المترع بلون القمر الخمري
تدمن النظر
إلى مرآة الدهر
كما أدمن نرسيس ذاته التائهة في النهر
و في منتصف السنة الضوئية
تنطفئ الشموع في عيون الليل النائمة
ملئ جفونها
و تقفل الأحلام

قناع رقم (1)  
ضيَّعت قِماطي
وأنا لم أفطم بعدُ من امرأةٍ حسناء
تحمل أوثان الحرية
والحناء
كنت صغيراً أسكن حلمي
تسكنني الحقب الصوفية
مجنون بنجوم لم تولد
والسكَّر من خمرٍ ينسجُ أوهاماً
منعشةَ التكوين
خرافةُ جدّي ما زالت مبتلة

 سأتذكر كل شيء عن هناك، في فجره الكاذب
أباريق لقهوة شمس تدخل فوضى الغرف
مفاتيح قديمة لباب المنزل الأول
ذي السرير المتيقظ بياضه
فكرة حرة، أو قططا صغيرة. .
سأتذكر. .
كل شيء،
عن هناك. . .
بنات الحي، وقد كبرن تحت قبعات الفصول
من دون ذكريات، ولا قصص قصيرة في الشتاء
سأتذكر. .

تمنيتُ أن تكون عندي إمرأة ْ
عراقية من دمي ولحمي
تحنو على سنوات العمر الذابلة ْ
والكهولة الآفلة ْ
أن تحنو على الأغصان المنتكسة ْ
والشجرة الكسيرة ْ
تمنيت آخر قطرات المطرْ
تنثنث على شباكي
تسقي اصصَ الورد
فالأصص محضُ تراب
وحشائش صفراء

هجرة
********
حريةٌ هيَ ...
لا تَخَفْ ما لونُها
هي فوقَ لونِكَ , فوقَ لوني
هي لونُها ,
هي لونُ آلهةٍ وكونِ
وطني المُكَفكَفُ نبعُهُ
يا انتَ يا جرحاً
بأصلِ الروحِ ما أغمضْتُهُ !
حريتي قيدٌ اذا احتاجتْ لِعَونِ !

ماذا لو ظللنا صغارا
وظلت أحلامنا بريئة
نحتفي بحذاء جديد
وحقيبة مدرسية
خضراء ..؟
 
ماذا لو أننا لم نكبر
فلانهتم بنشرات الأخبار
و صحف المعارضة
أو كتابة قصيدة نثر ..؟
 

بيادر الفلّ تنذر بالهطول ،،
فأسمع جلبة الحضور في حبري ،
و أتأوّه رماد الغياب في أفول فلول القلق،،
 أسمع صوت اللّيل المدجّج بي في السّيول ،،
و قصيدة لها ،تمشط شعرها فوق خيول الرّيح ،
 فتنبت في أنحاء كلامي كل السّهول ،،،
ياسيّدة زوابع الصّمت الخجول ،،
تطلعين كما الشّمس البريّة من ثنايا أحراش الذّهول ،
تملكين الضّوء و أصقاع أصابع الشّجر ،،
و تطلّين بمساقط الكوثر غيمات تراتيل العشق البكر ،،،
تركت الّذي يفنى ليفنى ،

مُنبَهرٌ بمساء ٍشاحب ٍ
بصبية ٍتَتَلمسُ وردتَها السوداء َ
بالأسى
بمدن ٍلا تنامْ
بالعالم ِيزدادُ قُبحاً
وبالناس ِيتسابقونَ توحشا ً.

منبهرٌ بالطيور ِفقَدَتْ نشوة َالتحليقْ
بالأنهار ِتترددُ في الجريان ِ
بقرى ًنائية ًتكسرتْ فوانيسَها
وبفجر ٍأزرق ٍ أنْعَشَهُ الأرَقْ .

لا تقفي خلفَ هرم ٍ من الصمتِ
قولي أُحِبـُك
لترضى عنك العصورُ والآلهةُ
ويعلو نداء الصوتِ
في سكون المنفى
ويعشبُ البحرُ الميتُ
بالزرقةِ بعد الموتِ!

هواكِ نبضُ الشعرِ وسَمَرُ ليلةٍ معتّقةْ
يا عاشقةً إنتظرتْ ورداً ذابلاً
وكلماتِ الحبِ الممزّقةْ