الصَّيَّاد :
نَصَبَ الفِخاخَ
ونامَ يَنْتَظِرُ الذي يَأْتي ولا يَأْتي .
ثَوانٍ ثُمَّ ساعاتٌ فَأَيَّامٌ فَأَعْوامٌ ؛
تَبَدَّلَ شَعْرُهُ صَدِئَتْ مَحاريثُ الشِّتاءِ
تَزَوَّجَتْ صُغْرى البَناتِ فَصارَ جَدّاً ،
غَيْرَ أَنَّ فِخاخَهُ في أَسْفَلِ الوادي
أَحاطَ بِها نَسيجُ
العَنْكَبُوتْ !
المُسافِر :
وَجَدَ القِطارَ مُعَطَّلاً ،

(1)
رمَتْ في الفضاءِ المُلوَّنِ أزهارَ صفصافها
رمَتْ نارَها في دمي ومضَتْ
لا مُباليةً بالحرائقِ في نهرِ قلبي
تعانقُ أشواقَ أطيافها
(2)
رمَتْ فوقَ وجهِ حياتي
كخفقِ الصَبا شالَها
وكُلِّي طيورٌ من الماءِ تعجنُ صلصالَها
(3)
كُلَّ عامٍ بأوَّلِ نيسانَ أُولَدُ

كمْ  ينمو الحبُّ
بأطرافي
مُدُناً  تـتـساطعُ
فوقَ  يديكِ
و تـزدهرُ
و مرايا  ذكرِكِ
في  قلبي
تسعى و تطوفُ
و تعـتمرُ
و على فستانِكِ
تـرتـيـلٌ

بني..
ملح وجع الاجيال الكلمى خلف جدائل الذاكرة...
حسيرة تؤبن عمق الصمت :صرخة حائرة..
بني..
فرقد الميلاد و الشهادة..
اتسمع همسي يتدفق بين الحنايا صبيبا...
جحيما نبعه يكثف غيمة ماكرة...
يطاول اناشيد الثوار ان رددها صدى الجبال...
ان حررها عبر المدى:
سوط
و افك ..

والآن ماذا فرخ الوعي
سوى أفكار تحدو رؤاي نحو أكمام النظر ؟
الوعي , يدري كم أنا غارق
ببحر الحيص والرحله
ويدري كم أنا مارق
أجاري الريح كلما ذراني النوم-وحدي-صاحيا
يـــــــــــــا  أصحابنا
لكم أشقى ... لكَم أشقى ...لكم...
بيادر الجوع لها ريقي وثبْ
والظمأ الساذج في البدء شربْ
ثم اُغتربْ , ..

من ظلمةِ أيامي الموبوءةِ بالحبْ
من قاعِ الجُبْ
من أقصى شمسٍ تلتحفُ القلبْ
أصرخُ مسكوناً بلهيبِ الصمتْ
ودبيبِ الوقتْ
وأُزيحُ غباشَ الرملِ عن العينينْ
في الدربِ إلى قيصرْ
(2)
من ظلمةِ أيامي أتعلَّقُ كالضوءِ المنهوكِ برمشينْ
لامرأةٍ قاسيةٍ كشتاءِ المرِّيخِ
وناعمةٍ كمياهِ الصوتْ

الوقت فراغ
يتلوه  فراغ من حجر      
سئم محض
لن يرى جهاته
يتلوى في دائرة الضجر
قل هكذا أو ربما
نقضي الليالي
مثقلين بالهوى   

نشكو من البعد
ودوران الزمن العكسي

هُنا حَفَرَتْ وَشْمَها هِنْدُ
بالفَحْمِ والزَّيْتِ والدَّمْعِ والطّينِ
والتَفَتَتْ نَحْوَ أَطْلالِ خَيْمَتِها ثُمَّ قالَتْ وَداعا ،
وَلَمْ تَبْكِ مِثْلَ الأَميراتِ
حينَ يُضَيِّعْنَ أَصْدافَهُنَّ الثَّمينَةَ في المَوْجِ ،
لكِنَّها حينَ حَرَّكَها الحُزْنُ قالَتْ وَداعاً
وَلَمْ تَنْسَ إِرْسالَ بَعْضِ الرَّسائِلِ
للذِّئْبِ في المُرْجِ والنَّسْرِ في البُرْجِ ،
قالتْ وَداعاً وَطارَتْ
وَبَعْدَ دَقائِقَ غَابَتْ كَقَوْسِ قُزَحْ !
*****

كنت طيارا في المنفى
ولدي رصيد هائل في البنك
أكثر من مجموعة شعرية
على حسابي
 دونها الأرق
وطرت بالشعر مؤتلقا
والشعر لولا رصيدي 
في البنك
ما ائتلق .
 ...
وحين العمر استوفى

كانَ يحلمُ مستيقظاً جمرهُ في دمِ الكونِ
 أنْ ولدتهُ الحياة مغطىًّ بدمعِ مشيمتها
 والدمِ الأنثويِّ المقطَّرِ من جنةِ الرحمِ
عبرَ رمال الشتاء الأخير بروحي
وعبر بحار الضحى المتدَّفق في جسمها
يغسل الماء من جاهلِّيته بابتسامتها.. والظلام بتوبتهِ
عن شذى شعرها المتناثرِ في زرقتي
الظلام الذي كان يصرخ في نقطة الضوءِ
مستوحشَ القلبِ في جوِّهِ شاعري / آخري
علِّقيني على ما تبقى من الغيم في زمن ممطرٍ بأُحبكِ حتى البكاءِ
أُحبكِ حتى البكاءْ

ما قاد دماءَكَ للشعرِ ؟
أَدبيبُ الخمرِ
أم أعماقٌ تلمَسُها
في آناءِ الليل وأطرافِ الفجرِ ؟
أم خيباتُ الحبِّ !؟
أم لحظاتُ خيار صعبِ ؟
أم خوفٌ مِنْ وعلى وطنٍ مَغتَصَبِ ؟
أم أخطاءْ ؟
أم كِْبرٌ وإباءْ ؟
انا محزونٌ منذ نعومة أشعاري
في قلبي الحالم بالثورةِ

لا شفاءَ للَهِّم المعتَّقِ ,
واقفاً أسير على
غير هدىً ،
كجناحٍ معتصمٍ في طيّات مرفأٍ
وَعِبْرَ هانوفر ما !
هامبورغ ما !
أسير مصطحباً خطاي لا غير
ساعتي تُشير اليّ وأربعين دقيقةً
خطاي ، خطاي المثابرة على اليأس !
مئات الأفكار خطرتْ ببالي
في المسافة القصيرة ما بين بيتي

وطني ، بيداء نائية .
بيتي ، زاوية في قعر بئر جاف .
انا ابن الغبار المترسب على نتؤات جرحي ،
يوم ولدت ،
علقت في متاهة المطلق ،
سقطت في خدعة المادة ،
غرقت في لجج البحار ،
تجاهلت الغيوم الماطرة ،
غفلت عن الليل المدلهم ،
وحين اهملني خيالي ،
لم تسعفني الا العشوائية

دَعاني أكيتو لعشاء.. ما تيّمني
في غربتي
أواه
بهجتي تخبو يَجُبّها الضيق  
ما بال ألواني تماثلت
كندف القطن سَقْطُها
تُعِدّ قبوراً
مثواها الجليد
قلبي
خَدَر السكون يرتاد
امرأة أنا

أنفاس هل أطلعَ القصبُ الإوَزَّ
على طوّية قاربي حتى يضجَّ ؟
ولو دعتني النفسُ
أوقفتُ القواربَ كي تراني ،
لو دعتني الريح
طوّرتُ الحكايةَ ،
قلتُ : إني سابحٌ ،
بيدي زمامُ الضفَّتينِ
فلا أهاب وشايةً
من طحلبٍ ضَجِرٍ
ولا ترنيمةً من معزفٍ عَطِرٍ

هوى 1

أصب الروح في جرار الهوى
و أحملها على عربة الصرخة ،
علك تسمعين مواسمي فوق ريش الريح ،،،
أبني جدثا للأيام المقفرة
و أفجر الرمل بزخات النوء ،،
أقفز من آلائي و أروح في تشكل أبواب ،
أفتحها لأجدك و بيديك عمري ..........

هوى 2

حـبيبتي
من لا يملك الآن قلباً
 لن يَرى النور أبداً بعد الآن  
من يغزل ثوبه بخيوط العزلة
لن يشعر أبداً بالدفء بعد الآن...

ها أنا ذا أتجول  في حلم
أحلم حلماً يتسلل للغيب
ترافـقـني أحزان الحياة الماضية
و الآتية
صارت فراشات و عصافير

تحملني  الليالي
على متن يأسي...
وخلف  آلاف  نجمات الظهيرة...
تنام... وينام حلمي..
و تغريبتي...
في قبرك الجاثي
وراء قبله...
يستفيق حلمي مجعد الخدين
أصفر
تأتيه  الرعشات  كصوت كلاب الحي
متقطعة.. متقطعة....

هذي فصول
غاب عنها أبي احتجاجا
على غروب شمس
كان يطالع فيها
بياض الحجر
أما أنا
 فكنت أغني
بما تيسر لي
من شدو البلابل
 حتى
أكفكف دمع بلادي