دائما
وأنت تتسللين إلى الحلم
بفستانك الأسود
ترسمين هواجس تنال مني
وتنسين ماء قلبي
يرتجف في صمت
الريح تعوي لتأخذ
من نومي راحته
وأنت تبعثرين تراب عشقي
لتغتالني الأرض
فتتلذذين هذا الانتصار

بين الصفحة
 الأولى
و الأوراق المتبقية،
الرجال يحتفلون بالمؤخرة،
و النسوة استقلن.

الربيع الذي كان
لك يعد رمز طفولتنا
و لا الأرض
 ارتوت من دمنا،
و لا الحصاد

في سواد المقاهي
حيث الأصدقاء الشرسون
يمزقون قلبي
ليتقاسموه أو يكنزوه
في قبور سرية
يتهيأ الليل ليشردني بلا عناء.
وفي الليل وفي كل ليل..
يمسكني القمر
كخفاش حزين
لكن روحي المتعبة لا يضيئها شيء.
أيها الأصدقاء

حنين ناداني إليك
فلملمت وسامة قبحي
ولمعت حذائي البالي
وقلت: حتما سيكون لقاء
الطريق
الذي يحضنني بدا فارغا
لا وجه يتعقبني
ولا  عصفور يداعب خطواتي
مرة أخرى، راقبت حذائي
نفضت سترتي من أحزان تتوجني
وقلت: سيكون لقاء

هَبَّتْ سِهامُ الموتِ تطلبُ قلبي
من كلِّ حَدبٍ في هواكِ وصوبِ

مُتوهِّماتٍ أنَّهنَّ وَجَدْنَهُ
حَيَّاً ولكنْ ما صدقنَ ورَبّي !

أنا نصفَ مَيْتٍِ صرتُ لمّا لُحتِ لي
يوماً فكيف بقُبلةٍ في الدربِ !؟

هيَ قُبلةٌ أعطيتِنيها خِفْيةً
لكنْ صداها رَنَّ حتى صَحْبي !

 مساء خادع
يحملني إلى غبطة الوحدة.
والتي تشكلت في خيالي
تمسح عن جسمها قبلاتي
لترصع خياناتي الفادحة.
حرقتي
لم تبددها المساءات
ولم تتركها الشوارع كي ترتاح
فأية دمعة تتسع لندمي
 والقلب الهارب يعوي
كلما اشتدت حلكة هذا المساء.

إلى نلسون مانديلا
أنفاسُهُ في الريحِ أغنيةٌ مسافرةٌ
ربيعٌ صمتُهُ المختالُ بينَ أظافرِ الجلاَّدِ..
نهرٌ صوتهُ يمشي على قدمينِ عاريتينِ من عاجٍ وفولاذٍ
يقومُ كما تقومُ طفولتي الأنثى من الأطلالِ
غُصَّتهُ غصونٌ وارفاتُ الصيفِ..

من ذا جاءَ من خلَلِ الضبابِ
كأنَّهُ ما تخلعُ الأحلامُ من أسمالها
وكأنَّهُ برقٌ يُروِّضُ بالشموسِ
حديدَ هذا السجنِ والصلصالَ...

ريح مرت..
وأنا أساور حزنا
كي يأتي بالغبار
هو الخريف عند الباب
يتساقط أوراقا
ليبتلى بالبكاء
دموعه تربكني
ومن وهجها أخبو
وأستحيل دمعة
تتمرغ في التراب
سأجفف هذا الدمع

(1)
كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ
كوجهِ السماءِ المائيِّ
كسهمٍ رمليٍّ
كسيفٍ فاطميٍّ
جميلةٌ أنتِ كأسطورةٍ
وشفافةٌ كماري أنطوانيتْ
ومُرتعشٌ ومخلوعٌ أنا كلويس السادسِ عَشرْ
كالحُريَّةِ... كطفولةِ القصائدْ..

(2)

أبقى
أطارد أولى الصباحات
التي علمتني
معنى أن أحتج
على وجع الفصول
وعلمتني
معنى أن أقول لعينيك
كل شيئ
 دون أن أقول

شعر : عبد المالك شكري

لا وقت
نوافذ العمر مقفلة
وحتى من مروا في ظلمة
هذا الليل لم يتركوا فوانيسهم
ليتناسل منها
الضوء.

لا وقت
ولا شيء من خطواتك في المدينة
أكنت تمشين بلا أثر
فالممشى موجع وعنيد

اسدل راحتي المرتجفة ،
على آخر تغريبات الثلج ،،
و أستنهض جمرا مكويّا بالبرد ،
حتى أحاصرني في موتي ،،،
السّماء حبلى بالفراغ ،،
و خيوط المطر القديم
تنحت في الغيوم نداء الجدب ،،
انْ لا تستفيقي يا أرض ،،،
انْ لا تلدي رغيفا يحجب عنّي ،،،
انْ لا تطعمي طيرا يغرّد لغيري ،،،
و أنا المرصوص بحب الحبق و الدفلى ،،

تقول لي:
لو كنتَ ليلاً، يا حبيبُ،
ما صحوتُ منكَ.. فيكَ..
ليلتيْ.. إلى الأَبَدْ !
فقلتُ:
عُدِّيْنِيْ كشَعْرِكِ الطَّوِيْلِ،
يا أميرةَ الظِّباءِ،
ليلةً طويلةً طويلةً..
تنامُنيْ سَمَاوَتَاكِ،
واجذُبي الحُلْمَ وسادةَ النَّدَى
مِنْ نَهْرِ رُوْحِيْ واختِلاجَةِ الجَسَدْ !

دَعُوني أُهَدْهِدْ جُفوني
أَحِنُّ الْتِياعاً إلى النومِ بين الجداولْ
أَذوقُ الْتِحافَ الحُقولِ السَّنابِلْ
بلا رَهْبَةٍ من نُيُوبِ المناجلْ

دَعُوني أُذَلّلْ رِياحي
 نَلُمُّ الْبساتينَ في حضنِ أُمّي
ولونَ النّدَى في الوُرودِ
فَلا أَمْنعُ النّحلَ منْ أٌقْحُواني
وَلا نقْرَ جائِلْ

حدث هذا، في الربيع الأخير
قرابة العام و نيف،
في صالة المعبد القديم بلندن،
المليء بأثاث طاعن في القدم.
كانت النوافذ تطل
خلف منازل متداعية،
و إلى مسافةبعيدة:
في العشب، اللمعان الرمادي للنهر.
كان كل شيء رمادياً و متعباً
كألوان لؤلؤة عليلة.
كان هناك شيوخ و عجائز

مشينا الأمسَ في اليومِ
وعينٌ ترشُفُ الدَّمعةْ
تنادي نَسْمةً بعُدتْ
وأرضاً تشهَقُ اللّوعةْ
بأحلامٍ لها غُصّـةْ
وأمٌّ ترقُبُ النورسْ
وميناءً على وعدٍ
لبحرٍ ماؤهُ بُقعةْ
على الجدرانِ مَرْقدُها
مفاتيحٌ على أملٍ
وطفلٌ حاملٌ همَّـهْ


في خيالي
قيثارةُ ربةِ الشعرِ
لا تكفُّ عن العزفِ
أغنِّي ...
في البدء
كانت حبيبتي
وروحُ اللهِ يرفُّ فوقَ الماءِ ...
 
حبيبتي
سمكةٌ إلهيِّةٌ
خرافيةُ الألوانِ

(1)
كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ
كوجهِ السماءِ المائيِّ
كسهمٍ رمليٍّ
كسيفٍ فاطميٍّ
جميلةٌ أنتِ كأسطورةٍ
وشفافةٌ كماري أنطوانيتْ
ومُرتعشٌ ومخلوعٌ أنا كلويس السادسِ عَشرْ
كالحُريَّةِ... كطفولةِ القصائدْ..
 
(2)

 في منفاه ،
و في ركن من الجريدة  ،
كان يبحث عن عقرب برجه
فتأتيه القصيدة مثل شهر آذار ،
و كان الوطن المحاصر
خلف جدار
يبكيه  ،
على نقا الرمل
خط شكل الروح
وقت احتضار ،
و الشفق كأنه نار