بلون البحر
سأرسم عينيكِ على جدران ذاكرتي
 وبلون الفجر
سأنسج من خيوط الحب أشرعتي
وأبحر في آفاق عينيك
وبلون الصيف
سأغفوا تحت جفنيك ، في عصرية حلوة
وأحلم بأنني صوفي حباه الله منزلة رفيعة
وبلون الليل
سأرسم شَعرُك المرسل على عواهنه
وأغزل من خصلاته حلماً ، ومرفأً ، ومعبداً للعشقْ

(1)
بقلبيَ عينانِ نضَّاحتانْ
وسمعٌ رهيفٌ لرَفَّةِ مُخملكِ الرطبِ في الليلِ
حينَ تجيئينَ مكتظَّةً باللهيبِ وبالثلجِ
مشغولةً بالمحارِ الحليبيِّ
مدهونةً بالشذى مثلَ نرجسةِ الشعرِ
مسكونةً بالبكاءِ المُشعِّ
على ما استقالَ من الشمعِ منكِ
وعابقةً بندى الأُغنياتِ العصيَّةِ...
حافلةً بالخرافةِ....../

فــــُـوقْ وْرَقْ اَلْـــكَــــرْمَ
نـَنْسَخْ بَـحْـــرُوفْ اَلْـكَلْــمَ
شَـذْرَ تَـغْـــزَلْـها الـنـَّسْـــمَ
تـْسَـدِّي قـْصِـــيـدَ وْ نَغْـــمَ

لَــــكْـــــلَامْ، فِيهْ أ ُ فِـيهْ...
فِيهْ اَلْمَسْتُورْ أ ُفِيهْ لَمْعَـرِّي
فِيهْ اَلْمُوزُونْ أ ُفِيهْ لَمْقَفِّـي
فِيهْ اَلْمَكْتُوبْ أ ُفِيهْ لَمْغَنِّـي
أ ُفِيهْ اَلْمَعْسُولْ وَاللِّي يَأْدِي
مَــنُّ قْـــوَالْ تَــمْـــــــدَحْ

إنك تسألين عني
وتقتحمين أسوار خارطتي
وتفضين أزرار ذاكرتي!
أيا زهرة المجد كيف تستبيحين كراستي؟..
هل تشكين في هويتي؟
إني إذا مجبور على كشف جارحتي ..!
             ***
أنا شراع شارد..
قد ضللت اليوم عن قافلتي..
ونسيت كل فتوحاتي
وصرت مباحا لكل عاتية

الطارق المجهول
خبب الأحبّة وهو يهتف بالأفول
قمر البحيرة وهو يضحك صامتا٠٠٠
ما أغفل الدنّان من سرّ الشَّمولْ
شهب المجرّة وهي ترسل نارها٠٠٠
ما لم يقله العقل للمعقول٠٠٠
وعد الُجفاء
غلس المواجد والخفاء
عشق المرافئ أغرقت نوتيّها
ما لم يقله النّهر للجندول٠٠٠
سِفْر القنوتْ

ليثني شربت من كأسها 
ليثني دخلت قلبها
وسمعت  صوتها البارد
كان ممكنا
ساعتها كان ممكنا
أن يتحول الثلج
أن يرحل الصقيع
أن أوقد نار، شراييني
أن أبوح بكلماتي
كانت راغبة ... ولكن
شيء بداخلي يمناع

(1)
أُفكِّرُ أحياناً بأشياءَ كثيرةٍ
بفلسفةِ علمِ الأحاسيسِ
بالصرختينِ اللتينِ تطلقهما عيناكِ من حنجرتي طائرٍ حبيسٍ
بملايينِ النجومِ والمجرَّاتِ... وبمصيرِ الكونْ
وأحلمُ مطعوناً بشظايا الأمَلْ
فيقولُ لي صديقي الذي لا صديقَ لهُ
أنَّ ما أفعلهُ أشبهُ بجنونِ نيتشة...

(2)
يحدِّثني صديقي الذي اشتعلَ الثلجُ في رأسهِ

إهداء
إليها
إليَّ
إلينا
إلى ما تمرَّدَ فينا علينا

الحياة كما أنا أفهمُها
 
 الحياةُ كما أنا أفهمُها
لهفة ٌ لسماءٍ ملوَّنةٍ بالنداءاتِ
روحُ الينابيع ِتحملُني مثل عطرِ الندى

قيلَ : المرءُ مخبوءٌ تحت لسانهِ
قلتُ : نعم إلاّ حينما يعشق
فهو لا يستطيع الإختباءَ طويلاً
وهناك الطبيبُ ينتظر قراءة المِحرار !
---

حلُّ الشتاء ,
الأشجارُ عاريةٌ كلُّها
إلاّ شجرة صُنوبر ...
رأيتُها تمرُّ بلباسها الكهنوتي
على صفوف الأشجار

أيها الطريق الطويل
يا صاحب حزن وعويل
لا تدع متاهة جرحك قربي
فرأسي حقيبة سفر قديم
للعاشقين
للعابرين من دروب منسية
لليائسين من قصيدة أو مرثية.

أيها الطريق
سأمضي دونك
فلي ليل أسلكه

إلى أُمِّي في غيابها
 (1)
للقصائدِ مذبحةٌ في المساءِ خياليَّةٌ...
لا تمُتُّ إليَّ بأيِّ صِلةْ
ألفُ عوليسَ في تيهِ روحي يموتونَ...
لا من غناءٍ يشُدُّ الضلوعَ إلى من تحبُّ.. ولا بوصلَةْ
للقصائدِ مذبحةٌ في المساءِ
وأسئلةٌ دونها أسئلةْ

(2)
كانَ ينقصُني كيْ أُتمِّمَ هذا الغيابَ المُعلَّقَ

أقودُ إليكِ شمسَ الدنيا
كقبلةِ حبٍ ...
كرعشةِ قلبٍ...
كخفقةِ طفلٍ رائعٍ
في حضنِ أمهِ
يمتهنُ الحنانْ .
أحملُ إليكِ قمرَ السماءِ
نعرجُ إليكِ بخطوٍ
نهمسُ شعراً
كلحنٍ جميلٍ
منْ عبقِ الزمانْ .

و حملتُ قبركِ بين أضلاعي أنا
فعلمتُ كيفَ تـُحطَّمُ الأضلاعُ
و علمتُ كيف تعيشُ فيكِ ملاحمي
سُفناً و يُبدِعُ مِنْ صداكِ شراعُ
و علمتُ أنكِ لا تصيدينَ الدُّجى
إلا  و فيهِ  مِنَ  الشِّباكِ  شعاعُ
ما جاورتـكِ يدُ الذليل ِ و ظلُّها
مِنْ دون ِ عزِّكِ لعنة ٌ و ضياعُ
ما  حطَّمتكِ العاصفاتُ و إن طغتْ
بجميعكِ الأمراضُ و الأوجاعُ
أنتِ انتصاراتُ السَّماء ِ على الثرى

أنت َِ...
وجه ُحضارتي الخاسرة
وخابية ُالعويل التي ترتد فيها
مجزوعة بنات الأفكار

نفسها الأوجاع
نفسها الأحزان
نفسها الأخبار

هنا
صواعق تسكن الموانىء تهجيرا

يغنّي المغنِّي :  " على هذهِ الأرض ما يستحقُّ الحياة "
الطفولة ُ والحبُّ والفرحُ المرُّ. . . . طعمُ الضحى
في القلوب الضعيفةِ وهي تحثُّ الخطى للشمال ِ
أناشيدُ هوميرَ في الحربِ والحبِّ.. شعرُ سفوكليس ....
ما تتركُ النسوةُ المتعباتْ
على القلب من حزنهنَّ المضبَّبِ والقرمزيِّ الثقيلْ الجميلْ
يغنيِّ المغنيِّ على شفةِ الموجِ زنبقة ً داميةْ
بعطرٍ خفيفٍ. . . .
ولم يفرغِ القلبُ من موته بعدُ
ما زال في الوقتِ متسعٌّ كي يعيدَ البحارَ إلى لونها. . . .
وأنا شرَّدتني الأغاني الشقيَّةُ مذْ كنت طفلاً

في الحُجْرة المضاءة
بفانوس الصمت الرخيم
رجلٌ.. يُؤنّق عزلتَه
بولع جسور
ويُحيّي انحناءة الجدران
بوشاية من دفتر الجنون

رجلٌ.. يُرتّب الجهات
حسب مشيئة النبات
ويُقيم في الصلاة
عرسَه الأخير

كن أول المنفيين
واترك معطفك
كي تؤلمه المشاجب
وخذ حذاءك
كي لا تعود
فلن يشكل
غيابك
وخزا في القلب
ولا أرقا في الليل

كن ضوء المسير وماءه

لونُ الرياحِ أطفأَ شموعي
وأظلمَ بيتي وكتابيِ
بينَ يديٌ ماتَ القلمُ
الذي كانَ يرقصُ بالكلماتْ .
الوردُ الذي يعشقُ النورَ
أخرجَ شوكهُ
واشتدٌ ساقهُ
في لهفةٍ منْ يتركُ
نبيذَ الحياةْ .
شكلُ الرياحِ الجديدُ يشبهني
وحجمُ العاصفةِ القادمةِ...