هنا ، أجدني أسيرَ الكلام،
بين نار وثلج يذيب لوعتي
هذا العشق يطاردني
يؤلمني ..
يهجّرني ، بعيدا عن حلمي
وعن صباي ، وعن لُعب الطفولة
يريد أن يصنع مني البطولة .
هذا العشق يطاردني
كالصبح يدركني
يدس بين ضلوعي قصائدا
وفي مقلتي دموعا تفضحني

ليلك حنين يعصف بصخبي
أستكين لعزلتي الرقيقة
وأنا المنارة بقبس خافت
حكاية موج ورياح و عاشق من زمن الصمت
ليلك ضفاف شاردة أجوبها مداعبا ملح البحر
و أنا الشبح القاطن في قلاعك المهجورة
جائر ليلك في سكونه
ينسدل ماحقا فكرة الانتظار
يذكرني أنك لوعة نفسي
أني الأمير على حافة الاحتضار 
أني القادم من قفص الدهر

كما لو أن الصهيل
يبرر نافلة الوجود..
كما لو أن الموت أبيض
يصور مزاج أقبية سود..
كما لو أن فجرك   
ينفض أنقاضه حاملا آية النهار...
تبارك احتمالات التسلق قدح نار مقدسة
أجلس إليك يا ليالي المشرعة،
على آخر الصبر..
نذرف كسل الصيف على طاولات من خراب...
آه يا فاتنة اليقظات المباغثة..

1
الليل عميق الآن
ثمة وجع خريفي يدير الحوار بيننا
وجع مراوغ قليلا
لكنه يكفي كي يبعد عن أسمائنا الحارة
معارك واهية
يسببها ما يلمع أحيانا
في هذا الليل العميق
2
الليل أول بياضي
كتب لي ...

اللحن يسافر في الكون
كشعاع
يمشي في مفاصل القصيدة
كنزق
يوقد الكلمات من تخوم الذاكرة
يرسم وطنا على جناح الريح
يفرش الفرحة للغرباء
حين تضيع الطريق
في سديم الظلمة
يجر موائد الولائم للعابرين
حين يسقط الخريف أوراقا يابسة

يا امرأة ترسم ملامحي على روابي الكلمات
هل شاهدت مراسم الرحيل على شرفات الليل الحزين؟
وبعثت نشيدا يعانق أحلامي المنكسرة على رماد الروح؟؟؟
أنا الوالع المفتون بالورد
لي أنين انبهارات
تخطفني الى نبعي
طريقي ما عادت تعرفني ..
أتوق أن أتلاشى في الرحيق
تأخذني فوق سحرالمروج النائية
فتسكن العصافير أوصالي
أنا الوالع

الجمر خليل الروح
وعيني خالية منك  يا شاردةً
تسكن روحي
وشعابي ما عادت تثمر غير الريح
وأظل أظعن منك إليك
أبحث عنك في كل الفوانيس
الطريدهْ..
لا رجع منك، لا سنا
لا صدى قيتارهْ..
وأظمأ للعطر والرعد في شفتيك
أتوق لرملك المروي بجذوري

تراكم غبار الملل في جوّي، و ما العمل؟
أمِنْ شيءٍ جديدٍ يُفْتَعل؟

لنملأ الدلاء أملاً و ننظف بها البيت؟
ذرات الإحباط تشنّجه، أما له من زيت؟!
لنجرّب العدو خيولاً في فناء الدار،
لنعيد بناء ما عاث فيه الضجر من دمار.
لنبتسم مع إحناء الرأس قليلاً لليمين،
لنجرّب ترك العقل ليبدع في مدرسة المجانين.

لنقبّل هذا الدّرْج، لنمازح الجدار،

سكن الليل
إلا من أنين الصمت
الذي يلفني
و قوارب هواجسي
تفرغ حمولتها
في مخازن أفكاري

أخطبوط الوحدة يلف أذرعه حولي
و يجرني معه إلى الأعماق الموحشة
أسمع زمجرة الرياح
و كأنها تعبر أعماقي الفارغة

ismail_hamad.jpgسَاكِنٌ في الْحَالِ ..
   أهْدَى   مَانَدَرْ
وَتَوَارى
ذَاتَ يَوْمٍ
وَنَفَرْ
فَاعْتَرَاني
مِنْ جَوًى   أرَّقَني
لَسْتُ ..أدْري
أخِلاَفٌ قَدْ  شَجَرْ ؟
         ***
كُنْتُ أُعْطِيْهِ أَحَادِيْثَ السَّفَرْ

عطري
وشالي
وخاتمي
وما يليق بخاطري
من كحل ليلته الفريده.
وأصابع التّوت التي أجّلتها عمرينْ
وردٌ كلون الشّهد
صهر النّوى بتلاته
سأدسّه
بين انهمار القلب
ودهشتي إذ ألتقيه...

أَحْمِلُ نَعْشَ الْمَدِينَةِ
عَلَى كَتِفِ الْقَلْبِ
كَيْ لاَ يُفَكِّرَ الْبَحْرُ
فِي دَفْنِهَا تَحْتَ جِلْدِهِ

أَحْمِلُ نَعْشَ مَدِينَةٍ
تَغْتَسِلُ بِالْبَحْرِ
وَبِرِيحٍ تَنْفُضُ عَنْهَا الْمِلْحَ

مَدِينَةٌ تَقِفُ عَلَى رُؤُوسِ  الأَصَابِعِ
لِتُطِلَّ عَلَى مَرْكَبٍ بِمِينَاءٍ

azaiza.jpgالملم افكارا قد تبعثرت
واسترجع ذكريات قد تبخرت
اتت سنون الغدر فايلمت
وذهبت سنون البدر فاظلمت
رويت ورودي بدموعي فاينعت
وعلى حالنا بكت السماء فاغدقت
سقطت منا الشعارات وعنا ابعدت
واثخنت جراحنا فرقة في القلب اوجعت
وحرنا في امرنا وللهم اوجدت
وسرنا تائهين في طريق ماتعبدت
نئن من جراح وقلوب بالدم تعمدت

آت إليكِ كل ليلةٍ
هارباً من جسمي ، من الغيابْ
اغرسيني في تربة
الوحدة . . . والرغبة
والإغترابْ
انحتيني تمثالاً
من وحي الذاكرة المكلومة
من كتب التاريخ المهترئةِ
من أساطير أثينا ، من ثنايا الإرتيابْ
ضقت درعا باسمك الخشبي
المنقوش في كل مكانٍ

لموتي القابع بين غيوم النهر
شرارة تتطاير في رجع المدى
لنوحي الراكض بين شرايين المساء
سكة تمور في متاهات النشيد
تعزف مواويلا للصدى
تمخر ضباب العمر
ورقا يابسا على رصيف الخريف
يتبدد وجهي في الرحيق
كسراب ضوء
أتفتت في النسيم
كشعاع ورد

يجــيء من خاطر الكون وسوسـة
من جبّ حديقة الله يجــيء
خاتم برق أو نفثة شعاع
يلقي على قفطان الأرض ظلـه
يدلق في أجران الطين سره
لا يقيــم

يقطف ما شاء له يتمـه
من فاكهة الأسفار
يكاشف عريه.. يغيــم

لك البراح
وأنامل اللاتي زففن اسمك للغيابْ
لك الليل الذي لا يشتهي لغتي
ولا يصغي إلى ناعورة المعنى
لك  التماثل والتشابه
والسّراب
لك الإياب، من بعد عقر النوق
ذات صبابة 
وحداء دمعتي الشريفة في مواويل العتاب
لك السّحاب مؤجّلا ترتيله
وبياض وقت مسرف في صمته

إذا ما تُقتِ واقتربَ اجتماعُ
فقلبي الموجُ والنبضُ الشراعُ
هَلُمِّي رَغم علمي عن لحاظٍ
لها في الفتك صولاتٌ وباعُ !
ورَغم درايتي أنْ ليس يجدي
لدرء الموتِ ما يُبدي الشجاعُ
فمِن قبلُ اصطفيتُ رغيدَ عيشٍ
وكنتُ بلغتُهُ لولا اليراعُ !
ومن قبل ابتغى حَضَراً مَقامي
فأرشدني إلى الغَجَر الضياعُ !
على أني كسبتُ خَفوقَ قلبٍ

im11.jpgكالفُطْرِ كان الخطو منتشراً ...
وقد تاهت عصايَ
 وكنتُ أحسبُها مساقطَ للثريا
فأنا مضيتُ بِغصتي
أطوي سديمَ مغارتي
ورميتُ أشيائي العزيزة كلَّها
لأكونَ شَيّا !

----

أطلقَ صَلاتَهُ كقذيفةٍ نحو السماء