صباح الخير
يامدينة حطت أوارها في رحلي !
يامنارة أطلقت شعل الروح
في خطو الشمس
و أوقدت فتيل الشمع
في رحى الطين !
ها مباهجك ترقص في صدغي
طلقة، مثل الريح .
ها عثراتي فيك ، تتلوى
تترنح في مسيرك .
أخدش وجه مركبي في عاصفة الرماد

ما ذنبها ؟
غلّفتموها كما شئتم
في تخاريفكم
جمّدتموها في أصقاعكم
هل تقتنى كالناقة في عكاظ؟
قد  تنتهي أحلامها في سواد
ـ هل حبل الشيطان هي؟
أم وثنية الاعتقاد إن قاومت
مزماركم يغتال بُعد الحياة...
في موجكم سوط الحداد
ترمون بالغربال شعر القمر.

بعشيـّةِ الميلادِ ثـلج ٌ
لا يُغايـرُ صَمتـَه ُ
إلا لهاثُ أيائل ٍ
ورنينُ أجراس ٍ
يـَزفّ ُ قدومَ طـَيفِ الأرجـوانْ
وبكيسهِ أحلامُ أطفال ٍ
تـُمايـزُحُـمْـرة َالثــّوبَ المُغايـر ِ...
صفحة َالثــّلج ِالمُـعـَلــّق ِفي عُـيون ٍ
بالمَـداخن ِوالــدُّخانْ
تـتناولُ السرّ المقدّسَ...
تـقرأ ُالقرآنَ  في قـُـدّاسها

كطائر السمان الصغير
بلونه البرتقالي الباهت
تحط متهورا
متعبا و جائعا
على تراب أرض "ايتروسكان"
أَو على حافةِ مستنقعاتِ" فولسيان"
أَو على سهول "هيلاس"
تحت ظِلِّ الأعمدةِِ
لمعابدِ زيوس
بعد طيران طويل و مُنهِك
فوق البحر الأبيض

أنا الوفي لبئر العشاق
أنا المدمن كأس الأعماق
أنا المبحر في يمك الخرافي
هل يرضيك أن أطمر اعترافي!؟
منذ انفتحت عيني الثالثة
على شظايا مرآة الكارثة
ألفيتني أذهب في اتجاهك
ليهب اتجاهي
إعصار حقدهم المختمر!
أنت المضيئة سماء قلبي
أنت الجريئة على كنس الإشاعة

أيتها الأرض في دمي !
اوقدي مشاعل النار في صرخاتي
اتركي شرارة الجمر،ترتج في خطوي
كي لا أرى وجوها، تنكرني
تسحقني تحت رماد التبن
وتعلن موتي في مرثية الدفن المؤجل
كي لا أحمل صعقاتي، ﺇلى متارس الليل
أرمم الجرح، وأفيون السقوط
في مهاوي التيه.
أيتها الأرض ! تزلزلي في نوحي
كصفير قطار

لاحتْ
بـِرمادِ العـُمْر ِسَحابة ُصَيفٍ
تـَتـَغـنـَّجُ بعـدَ الظـُّهـر ِ
وتـُظـَلـّلُ  شَرقي الهاجـِر ِمـن شمس ٍ
تـَتدحـرجُ آفـلة ً
للـقوس ِالغربيِّة تـجـريْ
والـثـَّلج بمَـفـرق ِتـَقـويم ٍ
يـَتـثـاءبُ حَـرَّانا ً
يَخـلعُ شُـطـآ نَ الـفجـر ِ
ويُعاتبُ صمتَ الموج ِ
الجَّارفِ ظـُهرا ً

ضوءٌ في رأسي ينقُرُ ناقوسَ التنبيهْ
أنّ الدّنيا يغْمُرُها عَمَهٌ وظلامٌ فــظُّ
و العالمُ تحكمُه الأصنامُ
وبعضُ الأقزامْ
واللاّطةُ
والثوريّون المشبوهون
و الكلِمُ العسليُّ،
فــيكتظُّ ..

ويُـنبّهُني اللّيلُ الدّاجي وسُجوُّ العتْـمةِ
أنّ لها في المعجمِ ضِدّا

باسمك يُدان الزمان..
ويجثو على رُكبتيه المكان،
وتُـنصب للساعات المقصلـة .
باسمك يجري الماء ضد التيّار..
وتشرق الشمس غربـا،
وباسمك تسير الغيمات مُشبعة بروح المطـر..
يا فريد كل زمان،أنت يا قمر!
يا عطاء كل الأمم، أنت يا بشـر ! !
دعني أصنع لك اسما من بقايا النجوم،
وأرسم لك وجها من ثنايا الهمـوم .
مُرني أفرش لك الأرض بساطا سرمديا ،

عُمتُ في الراح وغيري غَرِقا
فاعجَبي منيَ أنْ لم أتعبِ

بالندى عدتِ  لنا والكرمِ
وبفعل الكأس في المُحتَدََمِ
كلُّ مَن أنكرَها للعدمِ

جاحداً قد كان أو معتنِقا
أو سَؤولاً ضاع وسطَ الكُتُبِ

***

على مشارف الطريق ، جهة انحدارالنهر
ثمة أوراق تتناثر
كندف.
ثمة وجوه على أمواج أثير السفر
تتهادى
كنشيد.
تعانق، في مدى انبساط الريح
سهوم الروح .
تحضن في منتهى امتداد البصر
شرود الفكر.
ثمة ذكريات تتراقص

لكي تعرفَ ما يحسُّ به الآخرُ
ضَعْ نفسك مكانَهُ
ولكي تعرف ما يحسُّهُ الطائر
كُنْ ذلك الطائر
ولكي تعرف ما هو الشجر كُنْ ذلك الشجر
ولكي تعرف ما في داخل الحَجَر
كُنْ حَجَراً !

***

الحياة شجرةٌ شاهقة

أسعى إليك ملئ دمعي
بأنخاب  هزائمي  المتدفقة
مناديلي البيضاء سبايا          
شكلتها أشجان لأشرعتي   المخفقة 
ما ساورني قط وحي الغياب             
ما برحت سمائي أسراب النوى المؤرقة
قلت ما يجيرني ظمأ الهوى   
أنا أللذي مهجته بأهدابك متعلقة 
طيفك لحد الفؤاد إدا لاح         
وأنفاسك بوح لمشاعري المتدلقة      
نعيتني بورود من أنين

أَحْمِلُ نَعْشَ الْمَدِينَةِ
عَلَى كَتِفِ الْقَلْبِ
كَيْ لاَ يُفَكِّرَ الْبَحْرُ
فِي دَفْنِهَا تَحْتَ جِلْدِهِ

أَحْمِلُ نَعْشَ مَدِينَةٍ
تَغْتَسِلُ بِالْبَحْرِ
وَبِرِيحٍ تَنْفُضُ عَنْهَا الْمِلْحَ

مَدِينَةٌ تَقِفُ عَلَى رُؤُوسِ  الأَصَابِعِ
لِتُطِلَّ عَلَى مَرْكَبٍ بِمِينَاءٍ

تنوء النّوارس
بين أخضر وأزرق
التّين والياسمين
بياض الملح
نوّارة الجرح
رادس

من يَمن جئنا ومن أندلس
حسّان الفاتح يصنع الفلك
من مصر إلى ـ المليان ـ
مجراها ومرساها

صوتُكِ وجهُ الياسمينِ ساعةَ فجرٍ
وأرقْ..
يذوبُ كما عزف الكمنجاتِ في قهوةِ الصباحْ
سيمفونيةٌ أخرى
تجريبٌ مثيرٌ للفرحِ الدّاكنِ
في النزقْ..
هو وجهكِ..
لون عينيكِ
حين المساء أزرقْ..
عيناكِ سرّ الغوايةِ في الراهبِ
فعلٌ للعبثِ المقصودِ
عيناكِ موجةٌ من المتوسّطِ أعرفها

نجيُّكِ يخشى مِن جفاكِ تَعَلُّقا
ومن زعلٍ بالزيزفون يخاطرُ
يفتشُ عن [ صوت السهارى ] مُحَلَِّقا
كأنْ فرحةُ الماضين حزنٌ مُعاصِرُ !

يقول : حنانيك ممّا بدا ليْ
فأمسى يقلِّبُ حالاً بحالِ
رماها بسهم الهوى كهلالِ
فعاد إليه مدىً من وبالِ !

وساحلَها عانقتُ إذْ كان مُغرِِقا

شبهة أولى
ظل راقص
يتخفى تحت جبة الأندلسيين
فيما المورو يحيكون
دروب التيه
بيوتا في مجاهل الريف
1
المسارب تردد صدى الصهيل
أما البنادق
فارتكنت ظل متحف واطئ
نسب لغير صاحب الصهيل

الأمرُ للأشواق يومئذٍ فَقُرِّي
عيناً
وقد أهوى كحُرِّ
ولقد تفاجئك الظهيرةُ وقتَ عصرِ !
أياميَ الأنهارُ لا زمنٌ لها
وكأنها فصلٌ سها
أو طفلةٌ تعدو
وأين الطفلُ من نفعٍ وضَرِّ ؟
أو قد أضرُّكِ بالقُبَلْ
وأريحُ ريقَكِ من لجاجات العَسَلْ !
والصيفُ أبقى جسمَهُ