حين تستحمين بالعطر والمطر
بنكهة الشاي
بنسيم الصبح النائم 
أجدني بعيدا عنك
بعيدا عن خيط الريح
وصوت الناي
وصوت الوتر

حين تستحمين بعيوني
بدهشة نظراتي 
تحت شجر اللبلاب المورق

لأن النهايات السعيدة ، ..
قصص لم تبدأ بعـــد ...
أراني ،
أعزف حزنا، ..
و أكتب قصصا
تفوح من ثغر ناي شريـــد ..
بضع سنابل
غازلت صدر السماء ،
و سبع بلابل
شدت لحن الريح ..
و لحن الموج ،

حينما أمر أمام النهر
أجدك تغسلين وجهك
تعلقين المرايا في الصور
تعلمين أن النهر يغسل كل الأدران
حينما تغلقين آخر الأبواب إليك،
أمر أمامك فتصمتين
وحينما أراك بعيدا فوق الشرفة
أسمع صهيل الخيل وضجيجا
يعلو فوق حديثك إلى الصبايا
ألمحك في الخفاء توزعين الكعك
للولدان المفتونين بالأحجية

كنت تحلق في سماء الخريف
تمتطي صهوة الريح
متلفعا براءة الصبيان
تقتلع من صدر الشمس
وردتين تهديهما
لعرس النجوم
تنتشي مع زخات الصباح
تعبث في مفاتن الحياة بلا خرائط ,
بلا أسيجه
كطفل تهدهده أكف الرياح
كان في راحتيك رحيق الندى

غربة
تغتصب كوفية
تنتزع من الوريد
لبن الأم
تسفك دم المشيمة
تغري بفاكهتها الموردة
من رحم الأنابيب
تتغنج بلحم الضأن
المتبل بالغرائز والشهوات
حليب العزلة
يُوزع بالمجان

حبيبتي اسمُها
قليلُ المقاطع.. متينُ البنيان
جارتنا كانتْ
قبلَ وجودِ الوجدان
لا فرقَ بين داريْنا
لا أبوابَ موصدةٌ
لا شرفاتٍ تحجبُها أيامٌ
نطرقُ حائطاً... سلكاً نعبرُ
يأتينا...الخبزُ والملحُ
وحيناًيأتينا الماءُ بلا إحسان
نشأتْ فى عروقي جارتنا

رائحة الصمــت ...
بصمات زمن
سحيــق... ،
تفوح من أحجار متناثرة ..
كنجمات آفلة،
تشهد على الراقدين هنا
و تحكـــي ...
أسرار السكون و الصمت ..       
وحشة المكان ،
.. فراغ المحيط ،..       
و اصفرار الأديم .

في الصحارى العربية تناسل أحفاد شهر زاد
من مراكش إلى بغداد
يحكون...أن عنترة كان شديد السواد
عبد من عبيد عبس، قالت زبيبة:هو ابن شداد
في سهوب القبيلة تعلم فنون الحرب والطعان
فكان ـ وهو الأسود ـ فارس كل الفرسان

وعبلة الجميلة من اجل عيونها تشد الرحال
وتطوى الفيافي والجبال
بقيت عبلة ورحل عن صحرائنا الرجال

في مقبرة المدينـــة
عزف الموسيقار موسيقى الموت
في مقبرة المدينة جالت الأجساد
الرفات وأحزان الطفولة
تقيأتُ السمفونية
انتحبتُ ثم بدأتُ أرتجل
أنا ..وأنت وهـو
والآخر..
والظل المتخفي / ووشمة الخنجر
والمرآة ..والسواد
في مقبرة المدينة تحلقت الرؤوس

عاودني طيفك لحظة حضور
حينما كنت منغمسا في جنوني
أبعثر بخوري    
أخفي سحري
في ثنايا القبور.
أرتل تعاويذ الصباح
و ورد المناجاة
في حضرة بلقيس
و الملك المغرور.
عاودني طيفك ملفوفا بنور النجوم
يحمل في جبينه وشم المقهور

صحوت حنينا في مداك الُلجي
تتناثر ألحان الأين في خلوة الدجى
و يتخذ الحنين نسائم الغياب بوصلة في مفترق
أفتش عن ظلك في ليل الصحاري الآسر
أناجي خلَبا يطفئ لهيب الفؤاد المحترق
رياح من مداك تراودني
تهدهد عشقا ينسج وشائج الوصال من حمرة الشفق
...........
وراء النخيل يتأرجح الرحيل من سعفي
هديل يرنو من مسامعي...لدجاك  أنا آخر الَرمق
و الشوق أضحى سجيتي

آه لماذا
علينا أن نكون بشرا، وإذ نراوغ القدر نتوق الى القدر؟
ريلكه من المرثية التاسعة
أقول:حين أنشد  أبو القاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة .
كانت شجرة في الغاب تتوق الى ضربة الحطاب ...

كهف تزَّاورعنه الشمس ... تأتي  الحكاية
الحاكم العربي  يتدثَّر...  يتزمَّل...
وتنهمر الغيمة...
يأتي الْوسْميُّ
في الكهف ينام الفتية..

تحدانا و رحل ...
جمع أحلامه
لملم حزنه   
تجرد من بقايا ضوء
سكن أهدابه
و قال باكيا
أنا لا احتفل بميلادي
و لن أبكي على مماتي
فأنا وليد الشرنقة
بيتي من نسيج الأكفان المعتقة
ولدت معلقا في شجرة

  

إِلَى مُنِير بُولْعِيش شَاعِراً
رَمَى بِالأَبَدِيَّةِ إِلَى البَحْرِ وَانْسَحَبَ
فِي صَمْتِ الْعُظَمَاءِ

هَرَباً مِنْ بَشَاعَةِ الْمَشْهَدِ،
تَدْنُو "طَنْجَةُ الْعَالِيَة"
مِنَ "الْجَبَلِ الْكَبِيرِ"
الْمُطِلِّ عَلَى قَلْبِكَ الْمَنْسِيِّ
جِهَةَ الْبَحْرِ..
وَتِلْكَ الرَّافِضَةُ بِبِنْطَالٍ مُمَزَّقٍ*،
تَصْعَدُ رَغْمَ بَشَاعَةِ الْمَشْهَدْ..

أرعشهم يابلل
أنطقهم يا شلل
إفتهم ياملل
أسعفهم يا جلل
ألهمهم ياقدر
أن يفطموا الرضاعة
من نهود القهر
أن يبلغوا الرشد
قبل ادمانهم صنوف
الشذر ،
الممزوج بالمذر ...

قَــطْــرُ اليَــواقيتِ
على شفْـــرة مِنْ ضـياءٍ
تــــدلّى،
وأرخى على الأرض، في قدّها الكرويِّ
خافِـتَ لذّاتِـــه..

كان في الأرض نهـــرٌ سخيّ البهاءْ
و في النهـــر زرقتُـــه المطمئنّةْ
في الزرقة المطمــــئنّةِ صمتٌ مُــــحيلْ
في الصمتِ رقرقةُ الزرقةِ المطمـئنّةِ
مُـــشْـربة ًبالضياءْ..

anfasseالوصولُ المُتأَخِّرُ
إِلَى ساحةِ الانتِظارِ
يُشْعِرُنِي بالضَّجرِ.
فِي بَهوٍ لامِعٍ
بِالوَصلاتِ الإِشْهارِيةِ،
تَتَساقَطُ الخُطَى
بيْنَ الأَرصفةِ،
وتَذبلُ في أَوَّلِ الخَرِيفْ
لا أَحدَ يأبهُ بجَسدٍ
ينْزفُ فِي قاعةِ البَالِيهْ
المكتظة بالأَلوانِ

قال :
اسقني من السم المتدفق من شفتيك
اضربيني بالسهام التي تثيرها عيناك
اصعقيني بالبرق الذي يتربع بين يديك
فأنا أريد الموت بين ذراعيك
قال:
أنه يريد الانتحار على خصري
وأن تمثل بجثته ويصلب على صدري
وأن يطوف بنعشه حول ظهري العاري
وأن يدفن بين خصلات شعري
وأن تشهد جنازته نجوم السماء