إِلَى مُنِير بُولْعِيش شَاعِراً
رَمَى بِالأَبَدِيَّةِ إِلَى البَحْرِ وَانْسَحَبَ
فِي صَمْتِ الْعُظَمَاءِ

هَرَباً مِنْ بَشَاعَةِ الْمَشْهَدِ،
تَدْنُو "طَنْجَةُ الْعَالِيَة"
مِنَ "الْجَبَلِ الْكَبِيرِ"
الْمُطِلِّ عَلَى قَلْبِكَ الْمَنْسِيِّ
جِهَةَ الْبَحْرِ..
وَتِلْكَ الرَّافِضَةُ بِبِنْطَالٍ مُمَزَّقٍ*،
تَصْعَدُ رَغْمَ بَشَاعَةِ الْمَشْهَدْ..

anfasseالوصولُ المُتأَخِّرُ
إِلَى ساحةِ الانتِظارِ
يُشْعِرُنِي بالضَّجرِ.
فِي بَهوٍ لامِعٍ
بِالوَصلاتِ الإِشْهارِيةِ،
تَتَساقَطُ الخُطَى
بيْنَ الأَرصفةِ،
وتَذبلُ في أَوَّلِ الخَرِيفْ
لا أَحدَ يأبهُ بجَسدٍ
ينْزفُ فِي قاعةِ البَالِيهْ
المكتظة بالأَلوانِ

قال :
اسقني من السم المتدفق من شفتيك
اضربيني بالسهام التي تثيرها عيناك
اصعقيني بالبرق الذي يتربع بين يديك
فأنا أريد الموت بين ذراعيك
قال:
أنه يريد الانتحار على خصري
وأن تمثل بجثته ويصلب على صدري
وأن يطوف بنعشه حول ظهري العاري
وأن يدفن بين خصلات شعري
وأن تشهد جنازته نجوم السماء

سَينْحازُ دمْعِي لِنَار العَشِيرَة
تسْتعْجِلُ القَابِضينَ على جُرحِهمْ
للقَصَاصْ
تَجمّعَ جَْمعٌ مَقِيتٌ على جُرْحِنَا
مِن ْزَمَانِ البَنَفْسَجِ
يَسْتَجْمِعُ الوَرْدَ قبل الرَّحِيلْ
"تَدَسْتَرَ " صَحْبٌ لأجْل القُبولْ
و لَسْنا نَحِيدْ
فهذِي الدّمَاءُ تُسائِلُكمْ يا عَبِيدْ
و لَسْنا نَبِيعُ الخُّضَار بسُوق الكَرَامة
يا أيّها المُسْتَكِينُ للنَّارِ سِلْمًا

عَمِّيدِيني
بِالشَايِ   المُنَعْنَعِ; وَ   الْقُبَل
وَ  كَأْسٍ   مَسْكُوبَةٍ
وَ   إِسْتِرَاحَةٍ    بَيْنَ   أَحْضَانِكِ
وَوَعْدٍ   وَ  لَوْ   كَاذِبٍ
بِوَصالٍ محْتَمَل.
...
عَمَِدِيني    بِجُرْعَةٍ
مِنْ    رُوحِكِ
مِنْ   دَمْعِكِ   مِنْ   عَرَقِكِ

هنيئا لذاك الرجل الريفي العنيد
حين تسقطين متهالكة على صدره
كأشعة شمس شتوية
هنيئا له بنور الشمس
لما ينام بين عينيه هذا المساء
آه لو كان الامر بيده
لكتب كل أسمائك الحسنى
على شاهد قبره
علها تغسله من خطاياك
هنيئا له فقد هواك
و أرادك عنوان بسمته

حبيبتي اسمُها
قليلُ المقاطع.. متينُ البنيان
جارتنا كانتْ
قبلَ وجودِ الوجدان
لا فرقَ بين داريْنا
لا أبوابَ موصدةٌ
لا شرفاتٍ تحجبُها أيامٌ
نطرقُ حائطاً... سلكاً نعبرُ
يأتينا...الخبزُ والملحُ
وحيناًيأتينا الماءُ بلا إحسان
نشأتْ فى عروقي جارتنا

موجه للموجوع من الصبر
للمركون على أرصفة القدر
تستفز الحلم المسجون في الصدر
تدفع الى خطوط التماس
تُرضعُ حليب الغليان
تقدم في أطباقها
جرعات من عسل الجسارة
ليذيبّ أوتار الخوف في الحناجر
شهيقها هموم الناس
زفيرها حماس
تنصرف عن الحياد

حينَ تكتُبُ بحبرِ النُورِ
تأتيكَ السماءُ
وتُهديكَ تاجَ الشمسِ
وحينَ تُضيءُ دربَكَ بحبِّ الفُقراءِ
يُمسِكُ اللهُ بيدِكَ
ويُرشدُكَ إلى فِردوسِ الحُريَّةْ
مَيدانُ التحريرِ

حيثُ يحتفِلُ الأحرارُ بعُرسِ الحريَّةِ
مُشتاقونَ لتذوُّقِ طعمِ الحياةِ

في مقبرة المدينـــة
عزف الموسيقار موسيقى الموت
في مقبرة المدينة جالت الأجساد
الرفات وأحزان الطفولة
تقيأتُ السمفونية
انتحبتُ ثم بدأتُ أرتجل
أنا ..وأنت وهـو
والآخر..
والظل المتخفي / ووشمة الخنجر
والمرآة ..والسواد
في مقبرة المدينة تحلقت الرؤوس

يا قبلة المصير
يا صحوة تتسع في شغاف الضمير
الشهيق يغلي والزفير يفور
والنَفَس كامل الدسم
بمحمد البوعزيزى
وبوائل غنيم
متسربلا بممراته ،
صوب المشيمة
ملتحم بالبلل
مندفع الى مبتغاه
يسابق الهدف المهيب

مازلت أفتش عنى
أبحث عن وجهى
عن صوتى الهارب
عن كفى

أعترض وجوه المارة أسألهم :
ـ هل منكم من صادفنى ؟
هل منكم من يعرف أين ألاقينى ؟
يصفعنى الضحك الماجن
والإصبع تزجرنى
ويصك الكعب الخشبى مؤخرتى

آه لماذا
علينا أن نكون بشرا، وإذ نراوغ القدر نتوق الى القدر؟
ريلكه من المرثية التاسعة
أقول:حين أنشد  أبو القاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة .
كانت شجرة في الغاب تتوق الى ضربة الحطاب ...

كهف تزَّاورعنه الشمس ... تأتي  الحكاية
الحاكم العربي  يتدثَّر...  يتزمَّل...
وتنهمر الغيمة...
يأتي الْوسْميُّ
في الكهف ينام الفتية..

لا تطلب صداقة الرماد فهاته قصتي:
وحدك الآن تمشي حزينا….
وحدك...
تنصت لأغانيك الداخلية..
كم هي بعيدة في أحراج العقل
حزينا...
متعبا...
ملغزا...
متلعثم الأفق والخيار
مسافرا في ركب الصور
غارقا في همس المحار

أيها السياف القادم من عهد يزيد
سل سيفك واقطع من أشلائي ما تريد
كلما قطعت وريدا تفتح ألف وريد

من غياهب ماضي الزمان
يغشاني طيف الدمشقي غيلان
في المزاد ... أراه يبيع متاع السلطان
والبردة والصولجان
وعيون أبي سفيان تطارده من دمشق إلى خرسان

غيلان تسلل ...فقد حل الظلام

أرعشهم يابلل
أنطقهم يا شلل
إفتهم ياملل
أسعفهم يا جلل
ألهمهم ياقدر
أن يفطموا الرضاعة
من نهود القهر
أن يبلغوا الرشد
قبل ادمانهم صنوف
الشذر ،
الممزوج بالمذر ...

لقرطاج الثكلى
منذ سنين وحنين
جسد في روعة
.يوزع مليون فراشة
ولا أسف في صدور الأمهات
تلك الأمهات في أجمل بهاء
يمشين مع النعوش
وتلك الدموع من نبع الكبرياء
سقط الزيف عن الدغل
والشهداء على النعوش
يمدون أياد من ضياء

نثيلة ُ بئرِ الوجيبِ غبرةُ الشفقِ ِ،
ورعدةٌ ماجنةُ الأيض ِ
كأنما الفجرُ رافداً يمتدَّ ُ.. لسرِّ إنبلاجِ الشائعاتِ
شرفةُ الصليعاء من نسلِ دهري
وقحاً.. كلما عذبوه .. تمادى
صقيلَ الملوحةِ.. ماءُ الزمنِ.. والجسد.
...
كيف تعاشى ، في عرينِ الخوفِ مخبوءاً
هل من شهقةٍ  ثكلَ زفيرُها،
تروّعُ أوصالَ جبل!