يدُ مَنْ لا أعرفُ فوق الخدّيْن
وعـيـْنٌ ترصدُ منها السبّابةَ والإبهامَ
ووضوحٌ شفّافٌ حـّـتـى حدودِ الإبهامْ
تستهْوي العيْنَ تقاسيمٌ و بلادُ.
عيْنٌ تتقرّى في سمرةِ وجْهِ السمراء
فلسفة الحزْنِ، سرّ اللّوعةِ، مكنونَ الصمتِ
نحيبا يعلقُ في نظرات حُبْلى
بما لا يأتي به ميلادُ
تكادُ تزيح السبّابة عن خدِّ السمراءِ
خُصلةَ ليْل يتدلّىَ فوق خدُودِ خلود،
تُعيدُ الكرّة

ها آنا في حبسة المعنى
وتزاحم الأضداد
أرصّف هذا الخواء
وأستدني طيورا ماكانت لتعجزني
حطّي هنا ياحدءات الرّيح
وضعي بيضك الأعمى...
ماعاد  صباحه مثقلا بالبركات
هذا الكاهن الموتور
ولا الّليل معراجا إلى فتنة عينيه
لا الريح مفضية بي إلى قلاع أبّهته...
ولا الليل مقمر إذ أشتهيه...

دعيني أبوح لك بسر القبلْ
وكيف تموت أسرار  قبورنا  دونما الكفنْ
حين يروي حمَّاد الرَّاوية شعر السياب ،
وحين تنطفئ فوانيس الحقول .
دعيني أصف لك فرسا في اخر  السَّبق..الذي  لا أعرفه ،
دعيني أعانق أثافي المضارب ،
ما تزال ترسم  وجنتيك في  ايهابْ
حيثما يغيب القمر .
دعيني أكتب بالإبر على آماق البصرْ
انطواء خصلات شعرك،
دعيني ألمس  شعر الخنساء ،

ليلك حنين يعصف بصخبي
أستكين لعزلتي الرقيقة
وأنا المنارة بقبس خافت
حكاية موج ورياح و عاشق من زمن الصمت
ليلك ضفاف شاردة أجوبها مداعبا ملح البحر
و أنا الشبح القاطن في قلاعك المهجورة
جائر ليلك في سكونه
ينسدل ماحقا فكرة الانتظار
يذكرني أنك لوعة نفسي
أني الأمير على حافة الاحتضار 
أني القادم من قفص الدهر

الان أبتدئ العرافهْ
كي أُسقط النّجم المعلّق في دهاليز الحكايهْ
وسأحتذي حذو الرّعاة الرّاحلين...
لا معنى للأرض التي  لم تؤوني
ولم تظلّ مخاوفي بعقيقها السريّ
لا معنى للّيل الذي أسرى بعيدا
عن حدائق دهشتي،
ولم يكن خلّي الذي بايعته
كيما يكون خليفة العشّاقْ.
لا معنى للغزل المبعثر فوق أوهام الرّوايهْ
أنْ أنت لم تسكنْ عيوني ولم تنمْ

حضرتَ ميلادها وانصرفتَ
ومزّقتَ خطوط شمسها
وتابعت الغياب .
سألوا عنك العام القادم
حينما تخثّر العرق
في مسافات الطريق.
كان صعبا،
على الشمس ،
قدَرُها أن تغيب
وقدرك أن تظهر يوما
طال ، زمن الهروب

اللحن يسافر في الكون
كشعاع
يمشي في مفاصل القصيدة
كنزق
يوقد الكلمات من تخوم الذاكرة
يرسم وطنا على جناح الريح
يفرش الفرحة للغرباء
حين تضيع الطريق
في سديم الظلمة
يجر موائد الولائم للعابرين
حين يسقط الخريف أوراقا يابسة

اختر من الأسماء ما تشاء
فكلها أحرف هجاء
و أنا ما آمنت يوما
بأحرف الهجاء
احرق أوراقك
غير في تاريخك، في أحلامك
اخرج من جسدك
و انثر على أطلاله مسكا و عنبر
ابني بيني وبينك أسوارا
ابسط بحورا و مد أنهارا
اذبح أفكاري

..عُدْتُ
و ما تخليت يوما عن كبريائي

..عُدْتُ
لا لأستجدي حبك
..عُدْتُ
أتوسلك أن تطلق سراحي
فقد أضناني أسرك
فك قيدي
دعني أسترد أنفاسي
أسترجع روحي

تراكم غبار الملل في جوّي، و ما العمل؟
أمِنْ شيءٍ جديدٍ يُفْتَعل؟

لنملأ الدلاء أملاً و ننظف بها البيت؟
ذرات الإحباط تشنّجه، أما له من زيت؟!
لنجرّب العدو خيولاً في فناء الدار،
لنعيد بناء ما عاث فيه الضجر من دمار.
لنبتسم مع إحناء الرأس قليلاً لليمين،
لنجرّب ترك العقل ليبدع في مدرسة المجانين.

لنقبّل هذا الدّرْج، لنمازح الجدار،

كيفَ أُناجِيكِ .. بِأَيةِ لُغَةٍ ..
أَرْوِي تَغْرِيبةَ شِعْرِي
أَخْشَى أَنْ تَسْرِقَ مِنْ سِرَّي ..
يَوماً سِرِّي ..
نَجماتٌ تَرصدُنِي .. تَترَبَّصُ بِي
وَتبُوحُ بِهِ فِي نَزْوَةِ شَبَقٍ لِلأَقمِارْ
أَخْشَى أَنْ أَصحُو فِي عَينَيكِ ..
وَقَد أَصبَحتُ غَريبَ الدارْ

آهٍ عَشْتَارْ ..
أَنَا تَارِيخٌ حَطَّ التَّارِيخُ ..

سحَرتْ طريقي
بالحُسنِ
والوردِ المُنَمَّشِ بالرحيقِ !
وأتتْ تطالبني بميراث الهوى
فمنحتُها قلبي
وما في القلب من عدوى بريقِ !

*-*

لستُ بحاجة إلى رؤية العالم
لأعرفَ أنني زائل

عطري
وشالي
وخاتمي
وما يليق بخاطري
من كحل ليلته الفريده.
وأصابع التّوت التي أجّلتها عمرينْ
وردٌ كلون الشّهد
صهر النّوى بتلاته
سأدسّه
بين انهمار القلب
ودهشتي إذ ألتقيه...

طيرٌ
ينَحتُ الفيروز أغنية ً
يقفُ على رأس تمثالٍ ،
تتساقط من يديه
تلويحاتٌ ساذجة ،
أقول للون : كن هواءً
ولجناح الطير : كن إزميلاً 
هناك مخلوقاتٌ بحاجة لأعادة تشكيلها .

2
هناك

-1-
كنتَ هنا .. و من هنا مرّ ظلك المختلف على متن صهوة حصان طروادة الشامخ ..
التاريخ لا يعود .. إلا حين تدفع الإرادة بسواعد قهقهة الفكر ..
كما المطر يسقط عنوة .. بعد كل صحوة جبارة لغيم يحتفي بنغمات ديونيسيوس العظيم ..

-2-
احذر أيها الداخل التائه
إلى دوائر نص حالم يرقص بجسد حارق يلتوي خارج الإطار الآثم ..

-3-
من هنا كانت بداية شغفك الكبير سيدي بقوة اختراق المجهول ..

آت إليكِ كل ليلةٍ
هارباً من جسمي ، من الغيابْ
اغرسيني في تربة
الوحدة . . . والرغبة
والإغترابْ
انحتيني تمثالاً
من وحي الذاكرة المكلومة
من كتب التاريخ المهترئةِ
من أساطير أثينا ، من ثنايا الإرتيابْ
ضقت درعا باسمك الخشبي
المنقوش في كل مكانٍ

في عينيها .. أقرأُ إمرأةً
تسكنُ في تاريخِ الجرحِ ..
تلملمُ أشلاءَ الزمنِ الموؤودِ .. بأقبيةِ النسيانِ ..
تضيءُ فضاءَ نهاراتٍ
سرقوا من بينِ ذراعيها .. من عينيها
شمساً كانت ترتاحُ هنيهاتٍ
في هودجِ مرقدِها
ما عادت تصحو في غدِها .. في موعدِها ..
سرقوا شمساً كانت تتدلّى ..
عندَ ضفافِ الحبِّ .. ضفائرُها الشقراءُ ..
تقبّلُ موجَ البحرِ ..

هنا ، أجدني أسيرَ الكلام،
بين نار وثلج يذيب لوعتي
هذا العشق يطاردني
يؤلمني ..
يهجّرني ، بعيدا عن حلمي
وعن صباي ، وعن لُعب الطفولة
يريد أن يصنع مني البطولة .
هذا العشق يطاردني
كالصبح يدركني
يدس بين ضلوعي قصائدا
وفي مقلتي دموعا تفضحني

لك البراح
وأنامل اللاتي زففن اسمك للغيابْ
لك الليل الذي لا يشتهي لغتي
ولا يصغي إلى ناعورة المعنى
لك  التماثل والتشابه
والسّراب
لك الإياب، من بعد عقر النوق
ذات صبابة 
وحداء دمعتي الشريفة في مواويل العتاب
لك السّحاب مؤجّلا ترتيله
وبياض وقت مسرف في صمته