عيْــــد الصّـِـبَا ـ شعر : سيف الدّين العلوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أجلْ،
مثلَما أسلَفَ النصُّ يرشُقُني بحنين البداياتِ
يفتضُّ رافدَ بوْحٍ ضنينٍ،
أردِّدُ كانَ حميمي الظَليلَ... وظلَّ...
سأسْرِدُ إنْ أسْعفتْني التفاصيلُ
مِنْ سيرة الطُّهْر
أو لوثة ِ العُمْرِ فصْلاَ
أجلْ ، بيْننا مِنْ حريقِ الحَكايا
حكاية ُ شِعْرٍ وعرْشٍ
ونستفُّ إذّاكَ مِنْ سافياتِ الفجيعةِ تبْنا ورمْلاَ..

وأذكُرُ أنّا عرفْناه يغْشاهُ عِشْقٌ ضريرُ
فيحطِمُ مِنْ شُحْنة ِالكبْرياءِ الجريحةِ
مِشْكاة َ قلبِهِ إنْ شحَّ ضوْءُ المودّةِ
أو غاضَ عنها الخريرُ
كأنّي أراهُ يلوذُ بأحزانَهِ البِكْرِ
يمتاحُ نزْفَ الفؤادِ
و يلْعقُ في سِرِّهِ الصّبْرَ نصْلا..

وكنتُ أسمّيه ِيصْرَعُهُ الوجْدُ ابْنَ المُلوَّحْ
فيغْضبُ حينا وحينا يُمازِحُني بِنشيجٍ مُجَرَّحْ:
"ولسْتُ أباه ولسْتُ الحفيدَ،
ولكنّني وَلِهٌ بالهوى والهيام، أفيضُ وأطْفَحْ
وكأسُ الغرامِ تدورُ بِنا وعليْنا فإنْ بُكْرة ً أسْكرَتْني
فـــعِنْدَ الأصيل تكونُ المُرَنَّحْ ،،
ويغْتالُكَ الشوقُ لَأيا فلأياً
ولنْ تُلْفي إلاّيَ في العطْفِ خِـلاَّ..
"
كأنّي أ ُصيخُ لِنجْواهُ في أذُنيَّ
ونحْنُ على مقْعدٍ مِنْ حريرِ الظلامِ،
على زفرةٍ في وثيرِ الفراغِ:
كَنيْتُ الحبيبة َرُخّا*
وعنْقاءَ أجعلُها في رماد الحشا
لاضطرام الحشا
وللظِلِّ شمْساً وللشمسِ ظِـلاَّ..

ويكْتُبُهُ النص إذّاكَ
[ أطْفئْ جهنّمَ أشتعلْ
ألأنَّ بابَ اللّه أقربُ مِنْ يديَّ إلى يديَّ
وطِفْلة ً تَعْرى حياء ًلم أصِلْ
ورأيتُها بأصابِعي،
فأمتدَّ من تحت الأظافرِ حارسُ الموْتى
وشرّدني جميعا في دمي]+

ويكْتُبُه النصُّ، قدْ أثّثتْهُ حوامِضُ أيّامِنا
والمراراتُ والمِلْحُ والورْدُ والثّلْجُ
والوالِدان وأمّي وأمُّهْ
وشيْءٌ مِن الوعْيِ و الإيديولوجا
وريمٌ وزيْنبْ
صديقي شبيهي المُعَذَّبْ
أراكَ تساءَلُ عمّا تمزّقَ في الحلْمِ مِنْ عُمْرِنا
وعمّنْ يُطرّزُ أكبادَنا والرئاتِ بمليونَ مِخْلَبْ
وعمّنْ يُكيِّفُ بهجة َ أيّامِه العاريهْ
بإيجاعِ أيّامِنا
ويَضْبِطُ إيقاعَ نشوتِهِ الخاويهْ
على وتَرٍ من كَمَنْجاتِ حرْمانِنا
وتُحْصي على مَهَلٍ مِنْ مَهاوي المشانِقِ حبْلا وحبْلاَ
وتنفُضُ حدَّ المقاصِلِ مصقولة
ًنحْوَنا تتدلّـَى..

صديقي أخي وشبيـــهي
مسافة ُ تـيـهِـكَ تيــهي..

أتذْكُرُ قَوّادَ قرْيتِنا؟
لقدْ شاخَ في آخِرِ العُمْرِ،شابْ
وبَـعْدَ الخطايا اهْـتَـدى وأنابْ
عساكَ نَـسِيتَهُ في زَحْمة ِ الطّمْيِ والرّمْيِ
أو تَـنَاسَـيْتَ زلاّتِـه العاهرهْ،
تَرحَّمْ على توْبةٍ رُبّما طاهرهْ
وقُلْ قرْيتي مثْل جيكورَ طيّبة ٌ
أو كَصَعْرةَ* ملعونة ٌ ماكرهْ
وقُلْ فائِتي المُرُّ ما فاتَـنني،
وقدْ أفْـــلتَ مُسْتَقْبَلي وهو أحْـلىَ..

كأنّي أراكَ تـقول:ُ
غداً يَقْصُرُ "المـــاردُ" القَزْمُ في قريتي
ونمتدُّ نحْنُ نـطولُ
غداً يملؤونَ سُـفُوح الزّمانِ
... ونَــصْعَدُ فيه بعيــدا وأعْـلـَـى
        
سيف الدّين العلوي                                                                            


+ مقطع من قصيدة قديمة كتبها صديقي  عبد اللّطيف في أيّام الشباب.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟