مرّت بدمي الحروبُ خرساءَ
ثمّ قالْ
أميرُ الدم انتصرتُ، وقالت الضحيّةُ اختصرتَ
خوفَكَ بقتلي، فأزهر دمي
حكايا الرجالْ
وجرحتْ صوتَك بحدّ نجومِها ليالٍ ثقالْ
وقال الشهيد"لم ينحنِ ظلّي إلى أحدٍ سوايْ"
ولي من الماضي نخيلٌ يعبقُ في أنايْ
ولم يبعْني العيّارون في بغدادَ
ولم يعبؤوا جلدي ،أسًى، بالرمالْ
ولم يصلبوا أمّي رأيَ العينِ

للريح أن تلوي الماء
في غفلة من الفيروز    
إلى موائلها؛
ولأم ترنوا إلى طلعتك البهية
كل النياشين يا ولدي.

خلف الصورة مواجع بعمق السدر،
وأحلام هوت زهرة زهرة
من ربيعك في عبور من عبروا.

إكليلا إليك ضمها يا وطني

على متن ظنوني
أسافر
أقتلع جذور حروفي
من أشعاري
و أجّر خلفي أقلامي
النازفة
من بقايا حبرك
توقّع ارتعاش الرحيل
على أرضك
و تغادر......
أكنس آثارك من روحي

وأفتح ُعيني ..
على صدفة ٍ تتجلـّى نهارا
لتمطر’ بنتا’’ بغمّازتين ..
بنتا’’ تلوّح لي ..

وتقولُ:

هنالكً فى كرم جدّى..
ولدتُ
وعشتُ طفولة تسع سنين
تحت ظلّ السماء

أَقولُ
قَطيعُ النَّعَمْ
يَتَقَلبُ في نِعَمِ
الْجَهْلِ
لا
أَرى كَيْفَ
لا
يَتَأَبّط شَــــــــــــــرّاً
وَيُرْهب مَنْ
لا
يَقولُ نَعَمْ؛

لك يا مدينة فاس ضعف ما لحتى في كتب النحاة
لك الكلام العاطفي
و الكلام المر
و الحاضر العبثي
و المستقبل الموؤود.
انتهى كلامي.
أنا المثخن بجراح العشق
ولست ألتمس الدليل على حقيقة شبه مهجورة...
ها أنا على وشك اعلانك أميرة
فبربك لا تذعني لكلام الرواة في ساحة "بوجلود"
وادرئي طور التهريج بالكلام المر عن أحوال العاطلين عن العمل.

مَنْ يدّعي
أنه يعرف الحقيقةَ كاملةً
....يكذب
و من يحاكي الضياءَ
يقطع رأسَ الثعبان
....و يلقيه في بحيرة النيران

( فصل من إنجيل الشعر )

تصلّي...
تردد دوما

ليل يتوضاء بالدم ، نهار يتيمم بالغيم
اثنتان من الصلوات قدمن ميقاتهن
لاي صحيح نسد الظل
ولاشيء الا الوقوف على خلل في رقصة النفط
فاما الشهيد فماتحفظ الام من الصبر
واما النشيد فما يكتب الشعراء ...
ويبقى في  دالة الحرب مقام الجريح
...............................
على راحة النهر قلب الضفاف
ينشطر الموج في القصائد عن بحره
يزحف الرمل

الراحلونَ يكتبونَ أسماءَهم كالبخارِ
على زجاجِ من مضى ويسافرونْ
لا تحفظِ الغيومُ ذاكرةَ الأصابعْ
لا تحفظِ الصحراءُ قافيةً
لمن مرّوا صدًى
الصوتُ في الصحراءِ امرأةٌ تمانعْ
الراحلونْ
يعرفونَ ضعفَ قلوبِنا
فيحرفونْ
والقلبُ نقشٌ يذكرُ الصيحاتِ يحفظُ ما
تراكمَ من غناءٍ المتعَبينْ

لم يعد للفصول طعم هنا:
لا يمام في البيدرِ،
لا سنونو،
لا قبرة ولا ورورْ.

أين الشاي يُحضَّر كطقس منزلْ،
أين عبقه الشهي المنقوع بحكايات جدي..
أين اللوزُ،
أين أياما كنا نطاردها كالفراش لا نبالي؟

ما عادت للأعراس مواسمها..

أنا القويّ الضعيفُ
كقشةٍ يكسرها طفلٌ بكلتي يديه
القويّ كحبةِ فولٍ تزلّ عنها خطاباتْ
وتلصَق بها راياتْ

وأنا الضعيفُ
يصفعني أخي
ويبصقني إلى بطن الحوتِ
وعيني لا تعلو فوقَ حاجبِ السماواتْ
تمطرنا نساؤُنا زغاريدَ من زبدِ الذكرياتْ

تقولُ أمّي
ماذا تنفعُك الحداثةُ
والليلُ فينا لا يموتْ
وتقول أمّي
ما الحياةُ سوى بابٍ لحلمٍ
نسيرُ نحوَه بملءِ عيونِنا
فتأخذنا إلى بابٍ غيرهِ خيوطُ العنكبوتْ
وتقول أمّي
كيف لكَ أن تبحثَ عن اسمِك الورديّ
في دليلِ الراحلينْ
لأفاخرَ بك في عيدنا الأزليّ

المساء كئيب
القمَرْ ليس على عادته
منظرهُ مُزري
وحتى النجوم بدت مُتخاصمة
واحدةُ هنا وأخرى هُناك

ليس كالأمس حين شَربَ كاسهُ الاخير
استقل الباص الى الحانة
كان يحملُ معه سرا

صخب الموسيقى الراقصة

من مطلعِ الثريا، تسقطُ القدمُ المُتوَرمة
بينما تلتهمُ الطواويسُ الواجلة، ترنيمةَ المرعى
ورقصةَ السهل.
لا طيفَ يسدُّ رمقَ الصَّبا، أو يقتفي مَعاقـِدَ الفصول،
وكركراتِها الذاوية.
حبةُ العرقِ على جبينِكَ، كهبَّةِ الدَّبور
بين أقطابِ الرُحيِّ، تحاولُ السقوط
والشمسُ مُدبـِرة.
..
الشاردُ بحدبةِ القريرِ المُنهزم، العائدُ بالجحيم
يستوطنُ المعركة.

3ayeda2أألد في موتي!
شتاء مد َّرِواقه في نهار بارد،ألْقى بسحابه في وجوم محدق يبوح بأسرارها في سماء غرفة  قديمة تآكلت جدرانها من الانتظار لأمد يزيد على مئات الآمال المترجية من عمرها في أن، تَحُبْ أوان تُحَب ْ،وذلك كان رمقها الأخير.
تقبع على كرسي هزاز قريب من نافذة الغرفة تخيط بصمت في مِئزر لها لم يكتمل بعد ،تلتمس ملاذا للخلاص، بلا أصوات تقرأ الصمت بجوار جدار صار مأوى، وشاهد ُاليأس على جور الأيام التي شطرت روحها.
تحتضنها الغرفة في عمق دار،قد أقترن ببركة قريبة شبه آسنة لَبسَت البــِلى وتَعطّلت ْ في أن تبقى متناهية في الحصانة، أقعد حِيطانَها (الغرفة) زمن بائس ليس لتلك المرأة أو لأي امرأة أخرى ولكن، للقدر سلطان.
تمر الساعات في نهار طويل ،وهكذا كان يومها يتنهد الأصيل ساحبا شمسه  في ترنح متخذة هي الأخرى-الشمس- الارتحال عنه فرضا،لتنطوي بصفرة خافتة في حدتها وراء مساء أكتحل بسهاد قلق.

يا صديقي ليس الأمر سيان
أن نستسلم أو نحارب الطغيان
ليس بإمكاننا إخماد البركان
أو إلهاء التاريخ بقصص الأمان.   
لم نعد قادرين على النسيان
و طي لفافات الحشيش و الدخان.
نمر مر الأطياف في الأكفان
نتلذذ بعطر الورد و الريحان
و نباغت الفجر بعذب الألحان
يا صديقي نساؤنا عاقرات
و عندي البرهان

مروا ّمن هنا
هكذا قال لي الحرف
وحده الحرف يعرف
كل الحكاية ، إنهم مروا
هم رسموا إيقاع الحياة
كان مرّا
حفروا ذاكرة
هم تركوا كل شيء
هكذا قال لي الحرف
بين دفاتري القديمة
وجدت أوراقي

أهجــــــوك بحنان
و الحروف أمـــان
أنثر سموم محبتي
أمزق تذاكر غربتي
أسقي بُعدك دموعا
...و أجاهر بالاشتياق
فنسيانك نفاق
أغرّد فوق أطلال الانتظار
و الصوت هائم
أغمس من الصبر بقايا اعتصار
و القلب صائم

يجيء طيفك مترعا بالوجع
المترامي على كل الأطراف..
وينتصب قدّك مَمشوقا ،مُخضّـبا بتباريحَ غائرةًَ
في كل الأنحـاء ..
وأنا مُسَـمَّــرٌ، لا أُبـالي بانصراف الأحقاب وتوالي الأجيال ..
وحيدا أرقبُ تمدُّد الحُلـم في عينيكَ،
وانفلات المارد من القمقم ..
ربما يأجوجُ ومأجوجُ قد حلاّ بيننا،
وعادا ليمارسا هواية التخريب على وقع الخطابات ،
وتبرير الزلاّت بقبح الأعذار ...
أكلما عقَّ نسل بني صهيون ، أو شَـذّّ ،