إشراقات ثوريّة – شعر : سيف الدّين العلوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

للنـفْسِ إشْـراقٌ وعقــليَ سائـحُ   
والعِـشْقُ يَجْرفُ والجَــوى يـتفادحُ
جدْبٌ على الروحِ الخصيبِ يجوحُهُ  
لـكـنّ أشـــواقَ الجــنانِ جَـوامِــحُ
وتــرى الحقيــقةَ بالجمالِ وضيــئةٌ 
ويحــولُ دونكَـها الذّهــولُ الفاضِحُ
بي علّةُ الولْــهانِ لو ظفرتْ بـــهمْ   
صــحَّ العــليلُ وهلْ يُبـلَّ صــحائحُ
هيَ عِلّةُ المشتاقِ خامَــرَه الهوَى  
فــهوَى الهوى مِنْ خمْـرةٍ تتـقادَحُ
وهــفا الفؤادُ لِـــــسكْرةٍ مجنونـةٍ 



وطفــتْ بِـــذِهنيَ لُـجّةٌ تتــــطافحُ
إنّي أفيــضُ بِــغيْرِ فيْضِ مُــتيّــمِ    
وتَـغيـضُ غُـدْرانٌ وفيْــضيَ راشِـحُ
بيْن الــجوانِحِ لـــهفةٌ مسْـــــعورةٌ   
والـــبالُ في كـنـفِ المــحبّةِ سـارِحُ
هتفتْ بمشغوفِ الشّغافِ هواتِفٌ    
لـبّـتْ لــها صــوتَ النّــــداءِ جـوارِحُ
وَمَضَتْ بِــحُلْكةِ مُهجتي قـبساتُـهُ   
شعّـتْ لــها في الــكائناتِ قـــوادِحُ
نورٌ مِن الفــــوْقِ البديعِ مُشعْشِعٌ   
يـَحْـتلُّ نُــورَ الــتحْتِ حيْــثُ  يُــنافِحُ

أتُــراكَ تسْـألُ عن جــواهِرِ عِــلّتي 
خُــذْ مِنْ عليلِـكَ صـاحِ ما هو شارِحُ:
دُنــياكَ زيْفٌ ،في العَـطاءِ ضــنينةٌ   
ويـــزيغُ دهرُكَ،إنْ أقـــمْتَ فــنـازِحُ
والنّاسُ حـــولكَ خائضون عُــبابَهمْ 
وعُــبابُــهمْ قيْــظ  الضّــلالـةِ لافِــحُ
يـتهافتونَ على الفرائسِ جيــــفةً  
بِـــنـواجِذٍ، والخــَطْمُ ظلّ يُــصافِحُ
عُمْيٌ، على جيَفِ الزّمانِ عُكوفُهمْ 
حـتّــى امّـحتْ صُـوَرٌ لــهمْ وملامِحُ
والقابضون على الفـــراغِ ضواحكٌ    
والغائصون على العــميقِ نــوائــحُ
ما ضَرَّ لو عكفوا على قَطْفِ المُنى  
بِــرياضِ حـوْضِ الخُلْــدِ ثَـمَ مسارِحُ
ومـــراتِــعٌ ومـــجالِـــسٌ وأطايِـــبٌ  
وغُـــصــــونُ آلاءْ البَـــــهاءِ دوائـــحُ
فُــتِحتْ فراديسُ الحـريرِ بِـــحورِها  
لو روّضَ الناسُ النُـفــوسَ وكافـحوا
لو خفّــفوا وطْءَ التّــعالي لاعْــتلوْا    
عـلْــياءَهمْ حيْـثُ القُــصــورُ أراجـحُ
لــمَ لـمْ يَخِرّوا عِنْـــدَ بابِــكَ سُجـدًا   
أَوَ ليْــسَ للغيْـــبِ الوصيــدِ مَـفـاتِـحُ
خُـذْنا إليْــكَ إلـــهنا وجِّــهْ بِـــــــجا    
هِكَ خطْــوَنا للــسلْـسبيـلِ نُـماتِـحُ
أسْكرْتَ روحي  منْ لــذاذةِ جِـدِّها    
ويـضيـعُ فـي سَـكَرِ المُـزاحِ المازِحُ
جِدْ لي سبيلاً للنجاةِ منَ الجــــنـو    
نِ  فَــجنْيُ مَـنْ ينْــجو بِـعقْلِهِ فالِحُ
هــذا زمــانٌ تـَـــدْلــهمُّ خـُـطـوبُــهُ   
ومـــذاقُهُ الطّعْــــمانِ:مــــرٌّ مــالِـحُ
هــذا زمانُ الاشْــتباهِ تــشابــكتْ   
فيـــه الحدودُ ،وفيـــه نـــغّمَ نـــابِحُ
لبِــسَ الأنــامُ العُــريَ دون تــورّعٍ  
فــالشّيْـخُ زانٍ والــرفيقُ مُــسافِـحُ
وتــحرّرتْ خُـطَــبٌ بِــغيْرِ  رويّـــةٍ    
وتــناقلتْ لُــغـة َ الصّـــدامِ مَـصادِحُ
وتخاصمتْ فِرَقُ على غيْرِ الهُــدى    
والــــكلُّ يَــزْعُــمُ أنَّ رأيَـــهُ راجِــــحُ
أيْــن الحقيــقةُ يا إلاهُ لــظــامــئٍ  
شِـيـبَ الــغُموضُ بِــعيْــنِهِ والواضِحُ
قدّ المعرّي القوْلَ في قوْمٍ مَضَوْا:   
"فــي الــلاّذقيّــةِ فِــتْنــة ٌ"ومـذابِــحُ
"هــذا بِـــناقـوسِ يــدُقُّ" وآخَــــرُ   
مُــتـَـــزمّـتاً مُـتـــــوعِّــدًا يَــتــصايَـحُ
و الساسة"الأفذاذُ" أفظاظا بَـــدوْا  
فلَـــهمْ مآربُ في الدّنــى ومــصالِحُ
أخـفَوْا خطايا الآثميــن بــلغْـوهــمْ   
لــكِــنّ ريــحَ الإثْـــمِ ألوانٌ لهُ وروائِحُ
ما قيمة الثوراتِ إنْ أبقتْ عـــلـــى  
إرْثٍ مِــــن الـــرّوْثِ الـــذّي يـــتَـفَـاوَحُ
هلْ ثـــــــورةٌ ألآّ تؤولَ  إلــى ذوي 
الــــثّـــاراتِ ثـــــوْرَاتٌ لـــهنَّ جــوانِحُ
أمْ ثــــورةٌ ألاّ تُــــقــــامَ مـــقاصِــلُ 
فــي الظّالـــميــنَ ولا تُـــدارَ مـذابِـحُ  
فـــتطيــرُ هاماتٌ بــــغيْرِ نَــدامـــةٍ   
و تَــغُـــورُ فـي قــاعِ الـزّمــانِ قـَبائِـحُ
ويَهُبُّ لــلأنْـسامِ  طيـــبُُ  مَــحبــّةٍ  
مِنْ ضَــوْعِــــهنَّ تَـعـانُــقٌ وتــسـامُـحٌ
إنّ الـــــعــدالةَ أنْ تُـــقامَ  عَــدالـةٌ  
ومِـــن العَـــدالـةِ أنْ يُـــجاحَ الـــجائـحُ
لَـــسْنا إلاهاً لا يـــضِــنُّ بِـــرَحْــمةٍ 
إنْ نعْـــفُ نــرْضَ وليسَ يرْضى الذّابِحُ
لا يُـــكْرَمُ الّلّـــؤماءُ بَـــعْدَ خـــطيئةٍ 
"إنْ أنْـــتَ أكْـــرمْتَ اللِّــئامَ"تواقَـحــوا
شَــرّدْ بِـهمْ مَنْ خلْفَهمْ واضرِبْ على 
أعْـــــناقِـــهمْ إذْ بَــــعْدَ ذاكَ تـَصـالُـحُ.

 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟